١١‏/٠٩‏/٢٠٠٧

سالم السامان يروي مغادرة أهوال البحر والانخراط في أعمال البر



كان قرار الرحيل من رأس الخيمة أمراً لابد منه، ولكن حتى يحين موعد المغادرة كان على سالم إبراهيم السامان أن يواصل عمله ونشاطه خلال السفر باللنش والتجارة، وفي تلك الأثناء طلبت منه والدته التفكير في الزواج، فلم يمانع وطلب منها البحث عن عروسة على أن تكون من العائلات المعروفة، وأثناء وجوده في بلده (مغوة) وهي بلدة إيرانية سكانها من العرب حالها حال أغلب المدن من بندر لنجة حتى بوشهر وعبدان. وكانت تسكن تلك المدن عائلات مثل المرازيق وآل علي وبني حماد والبشر والمناصير والحواسنة والعبادلة وكانت الأغلبية منهم حكاما للمناطق، وحاكم مغوه الشيخ سلطان المرزوقي وهو من أصدقاء والده وطلب منه أن يرافقه مع مجموعة من الأصدقاء في رحله بحرية وكان من بين الموجودين رجل دوله يسمى كوجك علي وعندما عرف أنه يبحث عن عروس عرض عليه الزواج من بنت أخ الشيخ سلطان المرزوقي، وتم الزواج بعد موافقة والدته، وأستمر في تجارته يتنقل من والي ساحل إيران.

يقول السامان تركت رأس الخيمة بعد وفاه والدي واثر وشاية جعلتني لا أحتمل البقاء، واتجهت إلى العيش في أبوظبي، وقد شكلت تلك الرحلة منعطفاً هاماً في حياتي ونقلتني من أعمال وأهوال البحر إلى أعمال الاستقرار في البر، وكانت محطة الانطلاق من دبي، ورافقني في تلك الرحلة الميمونة إلى أبوظبي في 18/1/1961م ابن عمي علي بن سعيد بن توير وهو المتزوج من أختي فاطمة والأخ عبيد بن سعيد، وسالم بن محمد بن سالم صاحب السيارة التي أقلتنا في هذه الرحلة، وفي طريق حدده السائق بخبرته ودرايته، وفي سيارة ذات دفع رباعي من مخلفات الحرب العالمية الثانية من نوع لاندروفر.

بيوت من السعف والطين.... سرنا في طريق صحراوي، مليء بالكثبان الرملية، فلم تكن هناك طرق من أطراف الجزيرة إلى المدينة، وكان هناك معبر مرتفع قليلا عن المقطع مصنوع من الحجر والطين، ومرتفع قليلا فوق منسوب المياه حتى تتمكن السيارات والجمال من عبور القناة. عادة ما ينتظر الناس أو المارة بهذا المقطع حتى يتراجع مد البحر قبل أن يتمكنوا من الوصول إلى الجزيرة من البر ومازال برج الحراسة الذي كان يستخدم لمراقبه القناة قائما في مكانه بعد أن تم تجديده بالكامل حيث بني جسر المقطع وأفتتح عام 1968م. وصلت أبوظبي ووجدت البيوت عبارة عن طين وسعف النخيل وقريبة من البحر ومن قصر الحاكم آنذاك (قصر الحصن)، ولا توجد طرقات وعدد محدود جدا من السيارات العسكرية والمدنية ذات الدفع الرباعي.

في صباح اليوم التالي قمنا بزيارة الشيخ شخبوط وكان عائدا من زيارة والدته الشيخة سلامة كما يفعل يومياً، وصافحنا بكل احترام وسألنا ان كنا نريد البقاء في أبوظبي؟ وسألنا عن طلباتنا حتى يلبيها لنا؟ فطلبنا جوازات سفر تمكنا من السفر الى اي مكان والعودة الى أبوظبي. وبالفعل حصلت علي أول جواز سفر من أبوظبي 19/1/1961م. وكذلك تابعية السفن التي يحق لنا بموجبها تغيير علم السفينة الى علم حكومة أبوظبي الأحمر والأبيض. ويواصل السامان بدأت في أبوظبي موظفاً بسيطاً عند ماجد الفطيم براتب 350 روبية على أن أكون شريكاً معه فيما بعد وكنا قد اتفقنا علي ذلك في دبي، واستأجرت مزيدا من المحلات وعملنا في السيارات، وعندما أخبرت ماجد الفطيم فزاد معاشي الى 500 روبية، وعندما أتى الى أبوظبي أعجبته المحلات كثيرا فرفع مصاريفي الشهرية الى 750 روبية، وكنت أدون المبيعات يوما بيوم، فلم يكن لدي محاسبون أو موظفون.

وفي المكان الجديد قمنا بعرض مستلزمات الحمامات من سيراميك وطقم حمام واحد، وكنا أول من عرضها وصادف أن مر بنا الشيخ سلطان بن شخبوط حيث أعجبته فكرة الحمامات فاشتراها على الفور، وتنوعت التجارة الى جميع احتياجات المكاتب حتى وصلنا الى السيارات وكانت تتم بناء على الطلبات.

ومرت سنة وشعرت أن هذا العمل لا يتناسب معي فلم أعتد على أن أكون موظفا يوما، فقررت السفر الى دبي للتباحث مع الأخ ماجد الفطيم في أمر المحلات التي أديرها في أبوظبي وأنني أريد ان أكون شريكا فعليا في هذه المحلات، لكنه لم يوافق فقدمت استقالتي على الفور.

شجرة واحدة

وكنت وقتها قد اقترضت من البنك العثماني 3200 روبية لبناء بيتي في فتره سفر الشيخ شخبوط خارج البلاد لعدة أشهر وكان وقتها قد تسلم الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله زمام الأمور وقام الشيخ زايد غفر الله له بإعطاء تراخيص البناء للعديد من المواطنين بأبوظبي، ووقعت عقدا مع المقاول فؤاد نجيب ب13200 روبية لبناء البيت.

وعندما عاد الشيخ شخبوط من رحله العلاج في الخارج وجد المدينة تغيرت فيها معالم كثيرة، منها ربط قصر الحصن أو قصر الحاكم بطريق مرصوف من الطين الصلب من وإلى المطار، وكذلك إلى البحر امتدادا حتى فندق الشاطئ قديما وفندق العين بالاس الحالي مرورا بقصر الضيافة وصولا إلى قصر الحصن.

ولم تكن الحياة في أبوظبي أفضل حالا من الإمارات الأخرى، فلا توجد شوارع وكانت هناك شجرة واحدة في طريق الشيخ راشد، وعندما حكم الشيخ زايد أمر بتسويرها وضخ الماء إليها، وكان في طريق دبي أبوظبي 3 شجرات عند جبل علي.

وكانت حرارة الصيف لا تطاق، أضافه الى الرطوبة وانعدام وسائل التكييف والكهرباء، أتذكر أنه كان في البيت شجرة نستظل بها من حرارة الشمس ونهرب إليها أحيانا من حشرة أصغر من النملة تسمى (الكت) هذه الصغيرة التي تدخل جسمك رغما عنك وتسلل بين ثيابك دون أن تدري وتشكل إزعاجا، أضافه إلى كل ما هو مزعج في هذا الطقس، وكنت أرسل الأهل والأولاد إلى رأس الخيمة هروبا من الحر كذلك لوجود مزرعة لا بأس بها فيها الكثير من النخيل والثلاجة التي تعمل على الكاز.

بشوت عربية وساعات رولكس

ربطتني صداقه قويه مع الشيخ سعيد بن شخبوط وطلبت مشورته في العمل الجديد وهو إنني تلقيت عروضاً كثيرة من تجار أبوظبي وبراتب يصل الى 1000 روبية وسكن، فقال لي لا تتوظف والأفضل لك أن تعمل في عمل حر، وسنساعدك قدر الإمكان.

في تلك الأثناء تعرفت علي المرحوم ناصر بن صالح لوتاه، وعرض علي العمل معه، فوافقت ولكن كشريك فعلي بالاسم والمردود، وبالفعل تم ذلك وكبرت تجارتنا في مجال الأثاث المكتبي والمنزلي وحاجيات الشيوخ من البشوت العربية والشامية وساعات الرولكس وكنا نجلبها من أحمد صديقي في دبي وكان العديد من الوجهاء يترددون على محلاتنا.

وكانت الأسعار وقتها 320 روبية للبشت الواحد و850 درهما للساعة الرولكس.

ذهبت لأداء مناسك الحج عام 1963م، وكان الشيوخ يؤدون فريضة الحج في نفس العام، وحدث أن زرت المغفور له الشيخ زايد في مجلسه في جدة وأكتظ المجلس بالزوار، وكان هناك مكان واحد بجواره، وإذا به ينادي علي ويدعوني لأجلس بجواره، وأثناء حديثي معه أمرني بأن أفتح محلا تجاريا في العين، فقلت له إن إيجار المحلات هناك مرتفع ويبلغ 2000 روبية وليس لدي القدرة على السداد الشهري، فقال سموه ما عليك، لكنني أريد أن تكون المحلات جاهزة قبل وصولي إلى العين، فقلت له أن شاء الله.

أبوظبي تغرق ثم تولد

وبعد عودتي قمت بإنجاز مهمة فتح المحل في العين، وذهبت إلى أحد المصورين، حيث وجدت صورة للشيخ زايد بالألوان وهي نادرة وقتها وعلقتها في صدر المحل، وبعد عوده المغفور له الشيخ زايد من الحج الى العين، زارني في المحل ودخل المحل واستغرب كيف لونت تلك الصورة، وطلب مني أن أطبع أربع صور بنفس الجودة والألوان وبمقاسات أكبر، وبإطارات مزخرفة وجميلة وأحضرها لقصره في العين، والحقيقة أن المغفور له الشيخ زايد دعمني وساعدني كثيرا في حياتي العملية ووقف بجانبي في كل مراحل حياتي وهذا ما فعله أيضا مع كل أبناء شعبه حتى يستطيعوا أن يجابهوا الحياة ويصمدوا أمام الرياح العاتية، حيث كان الماضي شح العيش وفقر الحال عند أكثر الناس.

وكنت أنهيت شراكتي مع بن لوتاه، وعشت عاما من منتصف 1963م إلى 1964م دون عمل، أراجع دفاتري وأفكر فيما العمل؟

وبدأت التنقل من أبوظبي إلى دبي وأحيانا رأس الخيمة كون الأهل هناك.

ويقول السامان في عام 1963م هبت رياح عاتية على أبوظبي وأمطار غزيرة أغرقتها، وتلك الرياح تأتي عادة عندما تتغير مواقع النجوم في السماء وهو ما يسمى غيوب الثريا والجوزاء أو الحمير..الخ، واذكر أننا استيقظنا صباح اليوم التالي لنجد البيوت قد تخللتها المياه ووصلت إلى أغلب أجزاء الجزيرة، وخاصة أن أبوظبي لم تكن محمية بكواسر الأمواج كما هي اليوم، أو تصريف صحي للمياه والأمطار، وظلت هكذا عده أسابيع قبل أن تجف عنها المياه.

وانتقلت بناء على طلب الشيخ زايد رحمه الله لممارسة تجارتي في العين، وتوسعت تجارتي في أبوظبي.

وكنت أتابع عملي بإدارة محلاتي الخاصة بي في العين وأبوظبي.

في أواخر عام 1964م دخلت الكهرباء أبوظبي وبدأنا عصرا جديدا كان أملنا فيه كبيرا.

وعندما استلم الشيخ زايد رحمه الله الحكم في يوم السبت 6/8/1966م انتقلت أبوظبي الى عهد جديد من الإصلاح والتطوير وتحولت إلى ورشة إعمار وتحديث، وبدأت في الاستعانة بالعديد من الخبرات العربية والعالمية لعمليه بناء الإمارة فبدأت عمليات شق الطرق وأعمدة الإنارة والصرف الصحي والتشجير، وكنا أمام مدينة تولد من جديد، وتم أنشاء الميناء وبناء المطار.

وتوالت الأحداث والذكريات، إلا أن ما في جعبة السامان الكثير والكثير يجب أن يدون على مراحل في عدة كتب وليس في كتاب واحد.
============================

١٢‏/٠٧‏/٢٠٠٧

طفل يحدث انقلاباً في حياة أسرة




أمل جلال صبري واحدة من أشهر الأمهات اللواتي لديهن أطفال متوحدون في أبوظبي، بدأت قصتها مع هذا المرض منذ أكثر من خمسة عشر عاما بعد أن أصيب أبنها المولود، وهو في سن الثانية ونصف السنة من عمره بالتوحد بعد أن كان طفلا طبيعيا يمارس حياته اليومية بشكل طبيعي جدا.

وهذا الابن وهو أخر العنقود لأخ وأخت يكبرانه بسنوات قليلة أفزع والديه وأخواته بانعزاله المفاجئ وعدم تفاعله معهم كلية، دارت به الأم على الأطباء الذين لم يستطيعوا تشخيص حالته فلم يكن هذا المرض مشهورا في بلادنا آنذاك وصدمت والدته عندما أخبرها الأطباء أن حالته ميؤوس منها وأقصى ما يمكن أن تفعله له هي أن تضعه علي أرجوحه طوال اليوم، إلا أن أخصائية طب للأطفال النفسي في مصر أخبرتها أنه يشكو في معانته من حالة توحد، وبدأت تشرح لها ماذا يعني التوحد، ولم يكن في مصر أو الإمارات آنذاك اهتمام بتلك الفئة، فطارت به إلى أميركا. وهناك لم يأخذ الأطباء وقتاً طويلاً في تشخيص حالته، وبدأت الأم بإصرار وعزيمة علي مساعده عمرو وإخراجه من محنته وعاشت معه فترة طويلة داخل المركز وعادت به بعد أن تدربت جيداً علي معاملته وتدريبه، وأصبح الطفل محط اهتمام العائلة بأكملها حتى أن والده الطبيب نال دراسات عليا في طب نفس الأطفال. وتخصصت أخته في دراسة علم النفس، وينوي أخوه الذي يدرس الطب في التخصص في الجينات، أم الأم التي تستحق بالفعل جائزة على إصرارها وعزيمتها التي لاتلين طوال خمسه عشر عاما في مساعدة أبنها وتدريبه حتى يصبح إنسانا نافعا، تركت مهنتها الأصلية كمحاسبة ونالت ماجستيرا في علم النفس ثم قررت أن تشارك في تأسيس عدد من المراكز التي تعتني بتلك الفئة حتى أسست مركزها الخاص بها مركز الإمارات للتوحد في أبوظبي.

الأمل مقابل الحزن.



.. تقول أمل جلال صبري لقد صدمت في البداية مما أصاب ابني وأصبت مع والده بالحزن والاكتئاب الشديد، إلا أنني لم أتنازل أبدا عن الأمل الذي جعلني أبذل كافه الجهود من أجل أبني الذي غير مجري حياتنا بالكامل، فقد دربته علي الفروسية والسباحة، ولم أتركه أبدا فهو ليس غبيا علي الإطلاق إلا أنه غير قادر علي التعلم ويأخذ وقتا طويلا في التعلم، والآن فاز بالمركز الأول في مسابقة الأولمبياد التي أقيمت العام الماضي في أبوظبي وكانت على مستوى دول الخليج، وقد أسموه بعدها «الجولدن فيش». وهو الآن طالب في مدرسة عبدالجليل الفهيم الابتدائية والحمدلله متفوق، والحقيقة ان طفل التوحد يحتاج إلى رعاية مكثفة ومتواصلة ومجهده ومكلفة وهناك طريقة خاصة لإدخال المعلومات في رأسه واذا كان الطفل يحتاج إلى مدرس واحد لتعليمه، فطفل التوحد يحتاج إلى ستة، لأنه لابد وان يتدرب بمفرده وليس مع الآخرين.

وعندما فكرت في افتتاح هذا المركز رغبت ان أتابع أبني بنفسي في كل شيء وأيضا رغبت في ان أتابع حالات أخرى من الأطفال تعاني من التوحد، وأشعر بسعادة بالغة عندما تتصل بي أم تشكرني على التطور الملحوظ في حالة أبنها أو أبنتها.

والحقيقة أن تكاليف تعليم طفل التوحد باهظة الثمن، والدخل لا يغطي رواتب المدرسين مع ارتفاع الإيجار، رغم التخفيض الذي نلته من صاحب الفيلا تعاطفا معه مع أطفال التوحد.

حالة وليست مرضا

وتبين لنا أمل جلال ان التوحد ليس مرضا فهو حالة، وقد اختلف العلماء في أسبابه وحتى الآن لم تظهر الدراسات أسبابه، في البداية قالوا ان طفل التوحد مولود لأم باردة، ثم عدلوا رأيهم وقالوا ان الجينات هي المسؤولة، أو قرابة الزوجين السبب، وجميعها تكهنات لم تثبت جديتها حتى الآن.

والتوحد اضطراب ثماني يتضح ملامحه خلال الثلاثين شهر الأولى من عمر الطفل، ويتمثل في قصور نوعي بالتفاعل الاجتماعي والتواصل اللفظي وغير اللفظي مصحوب بأنماط سلوكية متكررة.

وأطفال التوحد لديهم صعوبة في التواصل البصري والتحدث بوضوح وإقامة علاقات مع الآخرين، وتتفاوت الأعراض من حيث الحدة أو الدرجة، بحيث يستحيل ان نجد طفلين متشابهين تماما.

ولأطفال التوحد مظهر جذاب ولا يوجد لديهم ملامح ظاهرة مميزة نسبة انتشار الاضطراب 166 :1 طفل على المستوى العالمي وفي كل الأجناس والاعراق والطبقات الاجتماعية ـ الاقتصادية المختلفة.

وطبقا للإحصائيات المحلية التي أجرتها في الإمارات كلية الطب بجامعة الإمارات فان معدل انتشار الاضطراب يتراوح بين 3ـ 6 لكل 1000 طفل، أي ما بين 333 :1 إلى 166 :1 ويحدث التوحد بمعدل 4ـ 5 اضعاف بين الذكور مقارنة بالاناث.

ويوجد العديد من النظريات والفرضيات حول أسباب التوحد ولكن حتى الآن لا يمكن الجزم بسبب محدد.

والتوحد ليس مرضا عقليا ولا يوجد اختبارات طبية محددة لتشخيصه، حيث يعتمد التشخيص على الاختبارات الإنمائية والسلوكية، وحاليا لا يوجد شفاء ناجح لحالة التوحد ولكنه قابل للعلاج والتحسن الملحوظ من خلال برامج التدخل المبكر.

ويقول واقع الحال الذي يمثل قوائم الانتظار الخاصة بالمراكز التي تقدم الخدمات المتخصصة لهؤلاء الأطفال والتي تتطلب جهودا جبارة ونوعية متميزة وبالتالي فإن طاقتها الاستيعابية لم تعد قادرة على تلبية الاحتياجات الفعلية للأعداد المتميزة.

قرارات الأمهات

وتضيف أمل جلال صبري ومن هذا المنطلق قررنا نحن كمجموعة من أولياء أمور الأطفال المتوحدين ـ تأسيس مركز بجهود ذاتية يقدم خدمات تربوية وتأهيلية لائقة تركز على أسس علمية من أجل استيعاب قسم من هؤلاء الأطفال لا يجد ذويهم المكان المناسب لإلحاقهم.

والمركز مؤسسة نفع عام لا يهدف إلى الربح ويعتمد في تمويله على التبرعات والمنح من الجهات الحكومية الخاصة حيث أن تكلفة الطفل تصل إلى 60 ألف درهم سنويا يقوم الأهل بدفع نصف التكلفة ويتحمل المركز النصف الآخر.

ويتنبى المركز فلسفة المنهج النفسي ـ التعليمي وذلك من خلال التركيز علي تطور الجوانب الاجتماعية، الأداركية، النفسية والسلوكية للطفل، من أجل أن يستطيع الطفل تنمية قدراته الكامنة واكتساب المهارات الضرورية للاستقلالية من أجل العودة إلى أسرته ومجتمعه.

ويقدم المركز خدمات تخصصية تتوائم مع خصوصية وغموض وأضراب طيف التوحد، فإن المركز يحرص على اتباع النهج العلمي المتخصص بدءا من التقييم للحالات ومروراً بتصميم وتنفيذ البرامج من خلال بيئة صحية تتناسب مع الأنماط الأدراكية لطفل طيف التوحد وانتهاء بدمجهم تربويا ومجتمعياً.

وتشير أمل صبري، هناك مقياسان لتشخيص وتقييم مستوى تطور المهارات الأساسية من خلال المقياس النفسي تعليمي المعدل للأطفال حتى عمر 11 سنة.

والمقياس النفسي تعليمي للمراهقين والبالغين، ثم استخدام تصميم وتطبيق الخطة التعليمية الفردية المرتكزة على نتائج التقييم، وتطبيق أحدث البرامج التعليمية في مجال التوحد.وتعديل السلوك وتطوير المهارات الاجتماعية.

وبرامج التدخل المبكر للأطفال في سن ما قبل المدرسة المتضمنة لبعض الوقت الدمج في الروضة مع مدرس ظل، ودمج الأطفال المؤهلين سلوكيا وأكاديميا بالمدارس العامة وتقديم خدمات علاج التخاطب والنطق من خلال جلسات فردية وجماعية وبرامج تدريبية باستخدام الكومبيوتر من خلال جلسات فردية، وبرامج التربية البدنية التكيفية، وجلسات العلاج الوظيفي وبرامج التدريب المهني، وبرامج الإرشاد الأسري، تنظيم المحاضرات والندوات وورش العمل ومجموعات دعم الأسر.

ويضم المركز 33 طفلاً بينهم خمس صبايا تتراوح أعمارهم من 3 سنين إلى 18 سنة، 70% منهم مواطنون فقط وهذه النسبة لقدرة الآباء على تحمل الأعباء المالية.
===========================