٢٨‏/٠٩‏/٢٠٠٨

داليا داغر مذيعة تهتم بالموضة والجمال والقضايا الإنسانية




داليا داغر مذيعة في قناة المرأة العربية، وسيدة أعمال تمتلك شركة لإنتاج البرامج وتنظيم المؤتمرات وعروض الأزياء والافتتاحيات المهمة والدعاية والتسويق. من برامجها الناجحة «كل شيء جديد» الذي تقدمه كل سبت وأربعاء من كل أسبوع، ويتناول البرنامج تقارير حول التجميل والأزياء والموضة، والمجوهرات والمعارض السياحية.
درست اللغة العربية، حاصلة على ماجستير في الأدب العربي عن موضوع المرأة والحجاب، الى جانب حصولها على شهادات عليا في الصحافة الفرنسية على ضوء رسالة عن حقوق الأبناء غير الشرعيين، لها عدة تجارب في الإعلام والأعمال التجارية، واستطاعت ان تبني لنفسها مكانا في هذا العالم، في هذا الحوار ننطلق معها بحثا عن جوانب اخرى من حياتها.
كيف استفدت من دراسة الأدب العربي في عملك كمذيعة؟
بدأت بدراسة الأدب العربي كي تتكون لدي قاعدة عريضة من مفردات اللغة العربية، ثم كرست جهدي في الدورات الصحفية حتى أجمع بين الاثنين، وعندما جئت الى الاعلام حملت معي في البداية فكرة برنامج كان من اكثر المتحمسين له نيقولا أبو سمح صاحب القناة.
وأعجب بالفكرة بل وطلب مني تطبيقها على الفور، ساعدني على نجاح هذه الفكرة إلمامي باللغة العربية ثم طورت مهاراتي في إدارة الحوار وطرح الأفكار التي أسعى لتقديمها في البرنامج ضمن فريق العمل المساعد معي، فالإنسان الطموح يرفض أن يكون مجرد مذيع او مؤدٍ.
لماذا اخترت موضوع المرأة والحجاب في رسالة الماجستير؟
عندما فكرت بتقديم رسالة الماجستير اخترت موضوع «المرأة والحجاب» رغم ديانتي المسيحية، وذلك لأن لدي صديقات كثر هن محجبات وأحببتهن بصدق، والشيء الذي جعلني أتعمق معهن ظروف الحرب التي عشناها معا، وهي نفس الظروف التي جعلتني أقرأ وأتأمل كثيرا في الأدب، ودفعتني للتعمق في قضايا المرأة بكل أبعادها، وبدأت أفكر في علاقة المرأة بالحجاب، وهل هو مجرد حجاب مظهري أم اقتناع جوهري.
خاصة وتزامن ذلك الجدل الدائر في فرنسا عن ارتداء الحجاب في المدارس والجامعات، وقمت بالبحث عند المسلمين الشيعة والسنة والمسيحيين ووجدت أن أول أمرأة ارتدت الحجاب كانت السيدة مريم العذراء، وأن 70% من اللواتي يرتدين الحجاب بسبب البيئة الاجتماعية المحيطة، والباقيات وضعنه عن اقتناع كامل.
ماهو البرنامج الذي تعدين له حاليا وهل له علاقة بالمرأة؟
البرنامج الذي أقدمه حاليا هو عن كيفية دمج وإعادة تأهيل السجين داخل المجتمع، بدأت أولا بالقوانين القديمة التي تحكم هؤلاء و أتابع السجين من بداية مشكلته التي وضعته في السجن، مرورا بالمشاكل التي يتعرض لها داخله وحتى لحظة خروجه، ولكن بشكل خاص أركز على المرأة ربما لكوني الأقرب منها.

===========================

٢٧‏/٠٩‏/٢٠٠٨

عباءة العيد.. أناقة الأسود وبريق الذهبي والكريستال


تشهد العباءة التي ترتديها النساء في دول الخليج يوماً بعد يوم تغيرات متعددة في طرق تصميمها وشكلها وألوانها، وتلك التطورات تعتبرها بعض الفتيات تماشياً مع الموضة والحياة العصرية حتى ان بعض أنواعها أصبح لها أسماء غريبة مثل «الشبح والليزر ولا تلمسني»، وفي الوقت نفسه تثير التصاميم الجديدة حفيظة الكثيرين ممن اعتبروا ذلك اعتداء على الخصوصية، وقطعاً للصلة بالتاريخ والتراث.

هنادي أحمد بدو مصممة أزياء إماراتية، شاركت في عدة مسابقات للتصميم على مستوى الدولة أهمها مسابقة شوارفسكي في دبي والتي فازت فيها بالمركز الأول لهذا العام، وقدمت العديد من عروض الأزياء المحلية، وانطلقت إعلاميا من برنامج المزيونة الذي تبثه فضائية أبوظبي ثم صباح الخير من قناة العربية،. ومنذ عدة أيام قدمت عرضا لعباءات العيد في فندق شيراتون أبوظبي ضم 15 عباءة تجسد جمال وأنوثة المرأة خلال استخدام القصات المبتكرة والأقمشة الراقية المطرزة باللون الذهبي والكريستال إلى جانب الإكسسوارات البراقة التي أضافت للعباءات لمسة رائعة وفخامة مستحبة. وتتحدث هنادي بدو عن مجموعتها الجديدة من عباءات العيد قائلة: تعمدت فيها أن أجمع بين الجاذبية الساحرة وترف الأسلوب، وتقدم للمرأة الأنيقة القصات المختلفة والمميزة بتداخل الألوان فيها والمزينة بفصوص كريستال شورافسكي الراقية التي تضيف إليها جمالاً براقاً يخطف الأبصار وقلوب السيدات المحبات للأناقة والفخامة.

وجمعت هذه التشكيلة بين الشيفون الذي يرفرف بجانب العباءة تاركة لمسة من الأنوثة الأخاذة وبين العباءة التي تحتوي جسم المرأة وتظهر أناقتها بنوع من الاحتشام والرقي. وتمحورت هذه المجموعة حول الأناقة وسحر الأنوثة والجاذبية التي لا تقاوم وذلك من حيث القماش العالي الجودة والتي تضم خاما فاخرا من الشيفون والكريب والجورجيت وأفضل أنواع الأقمشة الخاصة بالعباءة الإماراتية. والتي تتمازج في نقوشها وتطريزاتها على تفاصيل الأسود المزخرف لتكسر حدته وترقى به بشكل مختلف عن أي تصميم للعباية الإماراتية، جاذبية تجمع نقشات الزهور الراقية إلى جانب الإكسسوارات البراقة التي تضفي لمسه رائعة والتي يطغي عليها اللون الذهبي والتي خصصت للمرأة المصرة على مواكبة الموضة ورغبتها في التجديد، حيث تتميز من ضمن تصميمها بتقديم الأسلوب الهندي بأسواره الملونة بشكل ملفت للنظر ويرضي ذوق المرأة الخليجية الراقية.

وهنادي والتي إلى جانب تصميمها للأزياء تعمل كمصممة جرافيكس ومخرجة صحفية قالت : أحببت تصميم الأزياء منذ الطفولة، وبدأت أرسم على الورق تصاميم نالت أعجاب كل من يراها، ثم نفذتها لنفسي ولعائلتي ومن ثم لصديقاتي، ورغم ذلك لم أكن أضع في اعتباري إنني سأصبح يوما مصممة للأزياء، إلا أنني اتجهت إلى دراسة فن الجرافيكس . وحصلت على الدبلوم فيه، ثم عملت كمخرجة صحفية لمجلة حكومية، إلا أن هواية الطفولة ظلت تلح علي ولم أستطع تركها، فاتجهت إلى تأكيدها بتصميم العباءات، وشاركت في عدة مسابقات، وفزت بالمركز الأول في مسابقة شوارفسكي للإبداع في دبي هذا العام، وسأشارك بعرض للأزياء في معرض أعراس العين في شهر نوفمبر المقبل. ومنذ أربع سنوات تقريبا، وجدتني اتجه إلى تصميم العباءة السوداء التي أعشقها لأنها تدل على هويتي كامرأة خليجية وعربية، كما أن العباءة أصبحت تنافس ما تنتجه بيوت الأزياء العالمية من حيث الموضة والرقي والإبداع، وهذا ما جعلني أعكف على تطويرها بشكل يناسب العصر مع الحفاظ على هويتها الأصلية ولونها الأسود الذي ميزها على مر العصور.
وتؤكد هنادي أنها صاحبة أسلوب مميز في تصميم العباءة حيث تسعى للانفراد من خلال اختيار التصاميم الغريبة والفريدة، حيث أنها في مجموعتها الجديدة أدخلت على العباءة (الخيول الهندية) في أكمام العباءة، وأدخلت الإكسسوارات من الأقراط والعقود على بعضها الآخر، وأدخلت عليها الحديد والخشب، بجانب الأحذية وحقائب اليد، كما أن للشيلة نصيب كبير من الاهتمام لأنها المكمل الأهم للعباءة .
وتشير هنادي إلى أنها تتابع باستمرار الموضة العالمية للاستفادة منها في تصاميمها للعباءة من حيث اختيار القصات والأقمشة، إلا أنها لا تسعى مطلقاً للتقليد ولكنها تنتهج أسلوباً خاصاً يتلاءم مع العباءة الإماراتية التي طورتها لتلبسها كل امرأة عربية وهذا هو الحلم الذي تسعى إلى تحقيقه، وتؤكد هنادي أن رسالتها تطوير العباءة الإماراتية لتلبسها كل امرأة عربية تفضل الأناقة والاحتشام والتميز وتقول: أتمنى أن تصل أزيائي للعالمية.
وتستعين هنادي بدو بالكومبيوتر وكما تقول:أحاول تطوير نفسي دائما من خلال الاضطلاع على كل ما هو جديد في عالم الأزياء والموضة، كما أنني متابعة جيدة لجميع المجلات والقنوات الفضائية التي تهتم بالموضة، وأقرأ وأتابع أخبار كبار مصممي الأزياء في العالم، وكيف أصبح هؤلاء أهم المصممين ؟
وكيف يتعاملون ويكسبون زبائنهم، ويعجبني بشكل خاص مصمم الأزياء العالمي (جليانو)، فهو يصمم كل ما هو غريب ومميز، وتعجبني أفكاره وحضوره وقدرته الفائقة على دمج الألوان، ورغم شهرته الكبيرة إلا أنه إنسان بسيط ومتواضع جداً.
وأنا كمصممة أحاول إرضاء أذواق النساء، ولا أنظر كثيرا إلى الكسب المادي فقط، بل أضع المكسب المعنوي في بداية أولوياتي، كما أنني أنفعل بكل ما أراه في يومي على الطبيعة ثم أرسم التصميم على الورق، ثم أنسخه على الكومبيوتر وأتابع تفاصيله وأضيف أو أحذف الذي أره مناسبا للتصميم، وتصميم العباءة عندي حالة فرح كبيرة لأنني استطعت إنهاء حالة معاناة جميلة مع الإبداع.
وتضيف هنادي لست ضد وجود الرجل كمصمم للعباءة الخليجية، لكنني أرفض وجود مصمم الأزياء غير الخليجي في هذا المكان لأن الأزياء هي تراث الشعوب، ومن لا يعرف تراث الإمارات عليه التنحي جانباً، ووجود كم من مصممي ومصممات الأزياء الإماراتيين على ساحة الموضة أمر يدعو للفخر، وأنا مع تكامل المرأة والرجل في هذا المجال، وأفضل من لديه رسالة ويقدمها للناس بطريقة جميلة، وفي النهاية الحكم سيكون للمتلقي.




د. كريمة العيداني .. تأثرت بوالدها طبيب العيون فأصبحت أول أخصائية نفسية مواطنة





نشأت الدكتورة كريمة العيداني البوعلي بين إمارتي عجمان والشارقة وسط أب متعلم ومثقف يعمل طبيبا للعيون، وام لا تقل عنه علما وثقافة بجانب عشقها لفنون الخياطة والتطريز، وبالتالي كان لهما اثر كبير عليها. حيث كانا المدرسة الأولى التي تلقت فيها العلم والمعرفة وتعلمت مهارات الحياة وفنون الصبر والثقة في النفس.

جاء ترتيب الدكتورة كريمة الثانية بين الأخوة والأخوات، مما أثر على شخصيتها منذ الصغر، فكما تقول دراسات علم النفس، الطفل الثاني يتسم دائما بقوة الشخصية والثقة بالنفس، يعتمد على نفسه ولا يطلب مساعدة الآخرين، وهكذا كانت بالفعل شخصيتها. وقد تأثرت د.كريمة كثيرا بشخصية والدها الذي كانت تراقبه بفخر واعتزاز وهو يتنقل بين عياداته الخارجية في عجمان والشارقة ليقوم بواجباته كطبيب تجاه المرضى، وازداد اعجابها به عندما كان يتحدث معها ويدفعها الى نيل العلم والاجتهاد في الدراسة ويذكرها دائما أن العلم لابد أن يأتي في مقدمة أولوياتها ويعقبه مباشرة العمل، ثم يأتي الزواج وتكوين الأسرة، وكان يردد دائما انه على الفتاة، قبل الفتى، التسلح بالعلم والعمل، وكانت الأم تؤيده دائما في رأيه.
ومثلما شجعها والدها على نيل العلم شجعها أيضا على القراءة، حتى اصبح ذهابها الى السوق مقرونا بشراء الكتب، وباتت زيارة المكتبات أهم الأماكن التي تفضلها، كما بدأت في سن مبكرة شراء وقراءة كتب القانون وعلم النفس، وأحبت القراءة لأنها تمنحها أنواعا عديدة من المعرفة، وهكذا كان الكتاب أعز أصدقائها بعد كتاب الله عز وجل الذي كان لا يمر يوم الا وقرأت فيه.
تفوق آثار الغيرة
وتنقلت د.كريمة بين مدارس عجمان فدرست في مدرسة خديجة الابتدائية ثم انتقلت الى مدرسة عجمان الاعدادية والثانوية، وامتازت بالتفوق مما اثار الغيرة في نفوس الأخوات والصديقات، وكانت كلما وجدت والدها يعالج المرضى ويشفون على يديه طلبت من الله صنعة أو علم تساعد به الآخرين وتخلصهم من معاناتهم، وتقول في نفسها دائما (يارب اجعل على يدي البركة والعلاج) وتردد دعاء موسى عليه السلام (رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي).
وتردد الآية القرآنية التي كان يرددها الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم (أمن يجيب المضطر اذا دعاه ويكشف السوء). وبتشجيع من والدتها بدأت التوجه والاتصال والاقتراب من الله في الصلاة والدعاء والاستغفار والصوم وقراءة القرآن، وكلما رأت والدتها تفعل ذلك قامت بتقليدها، وكلما شاهدت والدها يهتم بالعلوم قامت بتقليده أيضا.
ولم تكتف بحصولها على دبلوم لغة عربية بعد الثانوية العامة نظام السنتين بتقدير ممتاز من التأهيل التربوي، بل واصلت دراستها وحصلت على بكالوريوس علم نفس من جامعة الإمارات بتقدير جيد جدا، ثم حصلت على دبلوم عال مهني ارشاد نفسي بتقدير جيد، ثم دبلوم عالي خاصة صحة بتقدير جيد، وواصلت فنالت الماجستير والدكتوراة في الصحة النفسية والارشاد النفسي بامتياز مع مرتبة الشرف من جامعة عين شمس.
تعدد المهام
وبعد التخرج عملت مدرسة للمراحل الابتدائية والاعدادية منذ عام 1981-1989، ثم انتقلت للعمل اخصائية نفسية في وزارة التربية والتعليم عام 1990، وحتى الآن وتعد أول أخصائية نفسية مواطنة تعمل في الوزارة، كما تدير أيضا مركزها الخاص وهو الابداع للاستشارات والتنمية الذي افتتحته عام 2003، وهي مستشارة نفسية معتمدة في صندوق الزواج، ومستشارة ومدربة معتمدة في جمعية المعلمين في الشارقة.
والادارة العامة لشرطة ابوظبي، ومؤسسة التنمية الأسرية، ومدربة ومرشدة ومعالجة نفسية من جمعية الأمارات النفسية على مستوى الدولة، ومنتدبة كمستشارة نفسية ومحاضرة في جمعية نهضة المرأة الظبيانية الفرع الرئيسي، وعملت من قبل في مواقع عديدة كمستشارة تربوية في مركز الشعاع الطبي (متعاونة دون أجر)، ومنظمة للحفلات والمهرجانات في جمعية الشارقة للفنون الشعبية.
ومشاركة في تقديم محاضرات الأمن والمجتمع (وزارة الداخلية)، ومشاركة في وضع وتعديل قانون الأحداث الجديد لدولة الإمارات. وتؤمن الدكتورة كريمة بمقولة الامام علي عليه السلام (لا تثق باثنين في هذه الحياة وهما الغنى والعافية) كما تؤمن بأهمية أن نحسن لمن أحسنوا الينا.
وأنشأت د.كريمة مركزها المتواضع، على حد قولها، وأسمته الابداع للاستشارات والتنمية، لتقدم من خلاله استشارات ادارية ومهنية كتحليل الشخصية والميول المهنية، وكيف تكون متجددا (الضغوط المهنية)، وعلاج الاضطرابات السلوكية (المهنية والشخصية)،وعلاج الاضطرابات النفسية مثل(الاكتئاب، القلق، الوسواس، الفوبيا، وغيرها.
كما يقدم لطلبة الجامعات والكليات والمعاهد تصميم الاستبيان وتحليل النتائج، الاشراف على البحوث الميدانية، اختبارات الشخصية والميول المهنية، المساعدة في الاشراف على رسائل الماجستير والدكتوراة، ترجمة البحوث من الانجليزية الى العربية في مجال السيكولوجي، ورحلات تربوية وترفيهية، كما يقدم استشارات تربوية في علاج صعوبات النطق والكلام، اختبارات الذكاء والقدرات الذهنية، أجهزة نفسية وأجهزة قياس الأداء.
اختبار كشف متعاطي المخدرات والكحول واعادة تأهيل المدمن، استراتيجيات التعامل مع صعوبات التعلم والتأخر الدراسي، علاج اضطرابات الشخصية (السلوكية، النفسية، الدراسية)، وعلاج اضطرابات المراهقة -الأحداث الجانحين، بجانب استشارات ارشاد وعلاج الاضطرابات الأسرية والزوجية كالتواصل مع (نصفك الحلو)، التأهيل الأسري قبل وبعد الاقتران، وعلاج الاضطرابات الجنسية نفسية المنشأ، كما في المركز مشروع صغير لمساعدة الجادين في الزواج.
مشاكل نفسية وأسرية
ومن خلال مركزها اكتشفت الدكتورة كريمة أن أهم المشاكل المنتشرة هي القلق، التوتر، الاكتئاب، الوسواس القهري، والفصام، ولكن اقبال الاناث على العلاج أكثر من الذكور بسبب ضغوط الحياة مثل العمل، الأسرة، والطفولة البائسة، وفي المركز يتم العلاج، ونجحت د.كريمة في علاج كثير من الحالات داخل الدولة وخارجها.
اما المشاكل الأسرية المنتشرة في مجتمع الإمارات ولمستها في مركزها فهي التفكك الأسري، الأهمال الأسري، الطلاق، الهجران، والاضطرابات السلوكية وذلك بسبب ضعف الوازع الديني وخلل التربية والتنشئة الاجتماعية من الصغر، وتقوم د.كريمة بعلاجها بمقابلات تشجيعية وعلاج اجتماعي وسلوكي مع علاج بالاسترخاء بالطاقة، والايحاء، وغيره من علاجات مختلفة.
ويعتمد نجاح العملية الارشادية والعلاجية على كمية الوعي والاستبصار بحالة العميل، إن كان قادما من تلقاء نفسه أو مدفوعا أو مجبرا من الآخرين. وتردد د.كريمة دائما: (قضيتي الأساسية في الحياة أن يصبح أبنائي أفضل مني علما وثقافة وأدبا وأن يصل علمي وعلاجي الى أكبر شريحة ممكنة في هذا العالم الواسع الفسيح، وسأظل اردد يارب رحمتك وعفوك وسترك ورضاك).
تأثر بالحالات الانسانية
منى الغيلاني الأخصائية النفسية في مجلس ابوظبي للتعليم تقول عن الدكتورة كريمة العيداني: عرفتها بحكم زمالة العمل التي تطورت الى صداقة، فهي نموذج جميل ومشرف لبنت الإمارات التي وضعت العلم نصب عينيها، لم تكتف بالشهادة الجامعية فقط بل واصلت دراستها وحصلت على الدكتوراة في علم النفس، وكانت أول مواطنة تعمل أخصائية نفسية في وزارة التربية والتعليم.
ولم يكن هذا المسمى موجوداً أصلا في الإمارات أو الدول الخليجية الأخرى، وعند عودتها حاملة الدكتوراة في علم النفس من جامعة عين شمس اصطدمت بالواقع فلم يكن هناك قسم خاص بالأخصائيين النفسيين ولم يكن لها مكتب تجلس عليه، وبعد أن عملت مدرسة عدة سنوات رفضت تلك المهنة لأنها لم تدرس علم النفس لتكون مدرسة، وناضلت من أجل العمل في تخصصها الذي تعبت عليه، وهي كإنسانة طيبة جدا وتمتاز بالرقي في التعامل، ومجاملة لأقصى درجة.
وقد يراها البعض متكبرة بسبب اعتزازها بنفسها وعلمها، أو عدم أندماجها مع الغرباء بسهولة، إلا أنها على عكس ذلك تماما، والحقيقة أنها لم تحقق ذاتها في العمل الحكومي لذلك اتجهت لانشاء مركزها الخاص، وهي أستاذتي واستشيرها في أمور كثيرة فهي لا تبخل بالنصح والارشاد، كما أنها أم حنون جدا على ابنها وابنتها، ومن خلال علاقاتها مع الآخرين كريمة وتتأثر كثيرا بالحالات الانسانية.
مثال للآخرين
أما طارق الهاشمي الأخصائي النفسي في مجلس ابوظبي للتعليم فيقول عنها: في مجال العمل تمثل الاختصاص النفسي الشامل، وللخبرة عطاء عمن يبحث عن زاد يستفيد منه، ودائما التميز والامتياز هدف يجعلها مثالا أعلى للآخرين، وفي مجال العلاقات الاجتماعية والانسانية تطبق ما قاله الحديث الشريف: عن انس ابن مالك رضي الله عنه خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (لايؤمن احدكم حتى يحب لأخيه مايحبه لنفسه) رواه البخاري ومسلم، اما عن دورها في المجتمع فهي تتعاون بشكل له الأثر الكبير والواضح، سواء كان رسميا أو تطوعا، وذلك نابع من حبها لوطنها، وفي النهاية أذكرها بأن للنجاح اعداء فلا تلتفت أو تصغي لأحد لأنها كنز لنا نستفيد منه.
إضاءة
نالت الدكتورة كريمة العيداني جائزة رئيس الدولة عام 2004م، وجائزة راشد للتفوق العلمي عامي 1995 و2001، وجائزة وزير التعليم العالي والبحث العلمي 1995- 1996، كما نالت عدة شهادات تقديرية من جمعيات المرأة الظبيانية، وزارة العمل والشؤون الاجتماعية، الاتحاد النسائي، مجلس أمهات ابوظبي، مجلس سيدات الأعمال، وزارة الداخلية، الادارة العامة للشرطة، مكتب شؤون المواطنات، جامعة الإمارات، جامعة زايد، صندوق الزواج.
مناطق الشارقة وعجمان وأبوظبي التعليمية، المدارس الخاصة، كما نالت درع الطالب المتفوق من سفارة دولة الإمارات في مصر عامي 1993، و2001، وهي عضوة في الجمعية العالمية للصحة النفسية، ونادي زة في جمهورية مصر العربية، والجمعية الأميركية لعلم النفس ءذء، وجمعية المرشدات في دولة الإمارات.


----------


المرأة الإماراتية.. إشعاع وإبداع بأنامل ناعمة




الإبداع وقصص نجاح النساء اللواتي اخترن طريق التحدي وتركن العمل الحكومي واتجهن إلى العمل الخاص هو الموضوع الذي فرض نفسه على المجلس الرمضاني النسائي الذي أقامه نادي فالكون التابع لشركة أدكو في أبوظبي تحت عنوان (إبداع المرأة الإماراتية).
وضم المجلس العديد من سيدات أعمال أبوظبي وموظفات شركة أدكو اللواتي استمعن بشغف إلى قصص المبدعات وتوالت أسئلتهن حول بداية هؤلاء وكيف اتجهن إلى العمل الخاص؟ وكيف يمكنهن الاتجاه إلى عالم البزنس واختيار المشروعات المناسبة؟، وبجانب النقاش الذي دار كان هناك أيضاً عرض للأزياء وآخر للمجوهرات، والعطور والبخور، وسحور ضم الأكلات الرمضانية المحببة على المائدة الإماراتية.
فايزة الزرعوني المدير التنفيذي للدعم الإداري لشركة منازل العقارية تحدثت عن تجربتها التي اختارت فيها الخروج من مجال العمل الحكومي كموظفة في شركة بترول إلى القطاع الخاص قائلة :عملت في شركة أدكو وهي شركة شبه حكومية، وهذا منحني ميزة إضافية حيث البيئة المناسبة لتطوير قدرات الموظف وتنمية مهاراته وإكسابه الخبرات المناسبة.
وهذا أهلني بالفعل للانتقال إلى القطاع الخاص لاكتساب خبرة مختلفة تواكب متغيرات العصر وذلك لأنه الأكثر إطلاعا على التغيرات التي تحدث للمجتمع خاصة الاقتصادية منها خاصة إذا كانت شركة حديثة التأسيس، وهذا منحني نوعا من الاكتفاء الذاتي. وأضافت الزرعوني أن التغيير بحد ذاته إيجابي وليس مشروطا بالانتقال من شركة لأخرى، ولكن المهم هو القرار المناسب لوقت الانتقال والتغيير حتى ولو كان ذلك من إدارة إلى آخرى في نفس مكان العمل، وهذا يجعل الإنسان قادرا على العطاء والتطوير والإنجاز.
وبإيجاز شديد قامت مصممة الأزياء منى المنصوري بسرد قصتها مع الإبداع عندما تركت عملها الأصلي كمهندسة بترول وانتقلت الى عالم الأزياء والموضة، وكيف أنها كانت أول مصممة أزياء إماراتية تعمل في أزياء الهوت كوتور في أبوظبي؟.
ولم تكتف المنصوري بعروضها للأزياء محليا بل انتقلت لتعرض أزياءها عربيا في بيروت ومن ثم انتقلت إلى العالمية حيث شاركت في أسبوع الموضة الذي أقيم في نابولي عام 2006م بجانب كبار مصممي الأزياء العالميين، حيث أثارت اهتمام وسائل الإعلام الأجنبية والتي كتبت عنها (مصممة أزياء عربية خطفت بحشمتها الأضواء من المصممين الإيطاليين).
وأعربت المنصوري عن اعتزازها بما وصلت اليه المرأة الإماراتية من تعليم ومكانة اجتماعية ووظيفية بفضل الحكومة الرشيدة التي وفرت الدعم الكامل للمرأة، وقدمت المنصوري خلال المجلس عرضا للأزياء ضم أكثر من خمسة عشر فستانا، استطاعت من خلاله انتزاع إعجاب الحاضرات من حيث التطور الملموس في اختيار الألوان والقصات والتطريزات.
وأشارت مصممة المجوهرات عزة القبيسي إلى دور الإعلام في إلقاء الضوء على المبدعات وتشجيعهن والمساهمة في نجاحهن، وانتقلت لتجيب على تساؤلات ضيفات المجلس قائلة انها درست تصميم المجوهرات في بريطانيا وعادت لتنطلق من أبوظبي من خلال مشروعها (ارجمست)، وتحدثت عن أن كل قطعة مجوهرات تقوم بتصميمها هي منفردة بذاتها وتحتاج إلى امرأة ذات أسلوب خاص وشخصية تعرف ماذا تريد وماذا يناسبها.
كما أن تصميماتها التي يدخل فيها التراث الإماراتي والطراز العصري يرضي طموحاتها، وأضافت أن اشتراكها في المعارض الدولية لتمثيل الإمارات منحها فرصة جيدة في أن يقدر الناس شغلها محليا. وأكدت عن سعادتها باقتحام كثير من الإماراتيات مجال تصميم المجوهرات مؤخرا بعد أن كانت هي الوحيدة التي تعمل فيه. وتحدثت أمل الهاملي عن عشقها لخلط العطور والذي بدأ كهواية ثم تحول إلى عمل بعد أن شجعها كل من جرب طريقها المميزة في خلط العطور والبخور والعود المعطر.
المهندسة وضحة بن زيتون المهيري مدير مكتب رواد الخليج للاستشارات الهندسية تحدثت عن الحلم الذي كان يراودها دائما في ترك الوظيفة الحكومية والانتقال إلى العمل الخاص وهذا ما حققته فعلا ويعد بداية للانطلاق إلى عالم أرحب وأوسع تكمن فلسفته في التطور المستمر.
أما الدكتورة شيخة سيف الشامسي رئيس مركز المواطنة والتنمية العربي كانت وكيلة سابقة بوزارة التربية والتعليم لشؤون المناهج، تحدثت عن المركز قائلة انه أول مركز أبحاث في الدولة يركز على دراسة مجالين من مجالات الدراسات الاجتماعية :التربية الوطنية والاقتصاد ويقدم استشارات تربوية تهدف لتعزيز المواطنة والمهارات الاقتصادية في كل المراحل التعليمية لمختلف الفئات التربوية.
==================

قلق سلامة الوصول




هاتفت ابنتها تبارك لها شهر رمضان وتخبرها عن اشتياقها العارم لرؤيتها، ولم تستطع حبس دموعها وهي تؤكد لها أنها تشعر بفراغ كبير منذ أن رحلت إلى الوطن الأم لتنهي دراستها الجامعية هناك، فجاء صوت ابنتها مخنوقا بالبكاء وهي تخبرها بأن هذا هو أصعب شهر رمضان مر عليها منذ طفولتها وحتى الآن.
وأنها ورغم وجودها في الوطن إلا أنها تشعر بغربة حقيقية ووحشة لكل مكان في الإمارات، ولما لا؟ فقد ولدت هنا وتنقلت في المراحل التعليمية حتى نالت الثانوية العامة، وبعدها قررت وبمحض إرادتها الانتقال إلى الوطن الأم لتدرس هناك، ورفضت توسلات الأم التي رغبت فيها أن تلتحق ابنتها بأية جامعة خاصة في الإمارات لتكون بجوار والديها وأخيها.
أجهشت الفتاة بالبكاء، كذلك لم تتمالك نفسها الأم وشاركتها بحيرة الدموع، وسألت ابنتها إذا كانت ترغب في قضاء شهر رمضان في الإمارات، وبترحيب وفرح رحبت الفتاة بالفكرة، وتوقف نحيبها، وسألت والدتها عن اليوم الذي يمكنها المجيء فيه، فطلبت الأم من ابنتها أن تعطيها فرصة للصباح حتى تذهب إلى شركة الطيران وتسأل عن أقرب فرصة لمجيئها.
وفي اليوم المحدد لوصول الابنة، وبعد آذان المغرب تناولت الأم إفطارها وجلست تتصل كل خمس دقائق تقريبا برقم هاتف المطار لتستعلم عن موعد الطائرات المتوقع وصولها خلال الساعات القليلة القادمة، خاصة وبعد أن علمت في اتصال هاتفي بابنتها ان الطائرة التي ستقلها لتصل إلى أبوظبي قد تأخرت ساعة كاملة.
أمسكت بالريموت كنترول تقلب في القنوات، تتابع هذا المسلسل ثم تتركه إلى آخر، تنظر إلى الساعة كل خمس دقائق تقريبا، تنتظر أن تشير عقارب الساعة إلى العاشرة وهو الموعد الذي قررته للنزول من المنزل والاتجاه إلى المطار لانتظار قدوم ابنتها بالسلامة.
شعرت ببعض القلق على ابنتها، وبدأت تتمتم ببعض الأدعية وتتجه إلى الله سبحانه وتعالى ليحمي ابنتها وان تصل إليها بالسلامة، اتجهت إلى المطبخ تغسل بعض الصحون وترتب ما تبقى من مائدة الإفطار، ورغم انشغالها بتنظيف المطبخ.
إلا أنها لم تنس موعد وصول ابنتها، فتنظر إلى الساعة باستمرار. اتجهت ثانية إلى التلفاز تقلب في القنوات وهي تنظر إلى ساعتها في ملل، أمسكت بالهاتف تتصل بالمطار لتسأل عن موعد وصول الطائرة، فأخبرها الصوت الآلي بموعد الوصول القديم دون حساب الساعة التي تأخرتها الطائرة قبل الإقلاع.
ومن شدة قلقها وخوفها أن تصل ابنتها إلى المطار فعلا في هذا الوقت المتأخر دون ان تجد أمها في انتظارها، انطلقت إلى الشارع، واستقلت سيارتها ووصلت إلى المطار، وجلست لتنتظر الإعلان عن هبوط الطائرة، وبدأ منتظرو الطائرة في الشعور بالقلق لتأخرها، وما هي دقائق إلا وأعلنت اللوحة الالكترونية عن تأخر الطائرة لمدة ساعة.
مرت الساعة بطيئة وهي مع الناس تتابع لوحة مواعيد وصول الطائرات المتوقع، ورغم أنها كانت تعلم بتأخر الطائرة إلا أنها انساقت وراء قلق المنتظرين لوصول ركاب الطائرة، وبدأت تتساءل هي الأخرى عن السبب، ووقف الجميع ينظرون بشغف إلى اللوحة وكأنهم يرجونها أن تتحدث وتخبرهم عن موعد قدوم الأحبة، وبعد ساعة كاملة أكدت لهم وصول الطائرة، وهنأ الناس بعضهم البعض بسلامة الوصول.



====================

رمضان الغربة يفرض صعوبته.. الحضور الأكثر بهاءً في مكة والقاهرة وإسطنبول



يتذكر أمير الشعراء كريم معتوق اشهر رمضان التي أمضاها خارج الوطن ويتحدث بمرارة قائلا: لم أكن اشعر بطعم وحلاوة قضاء رمضان في الإمارات بين الأهل والأحباب، كانت أياما صعبة ومريرة لأن رمضان هو شهر اللمة والألفة بين الناس، فمازلت اذكر رمضان طفولتي وسنوات البراءة الأولى عندما كنا نلعب ونلهو وقتما نشاء، ونعود للبيت وقتما نرغب.

وقد قلت قصائد كثيرة في هذا الموضوع اذكر منها على سبيل المثال (شيئان ما أصبحنا ـ وما أحسست أن القلب ينفطر ـ رمضان والمطر)، نعم مررت بأحلى الذكريات الرمضانية فحتى الفقر كنا نستمتع به، نعم كنا نستمتع بالحاجة ولم نشعر وقتها بالضيق، كنا نتعاون بحب واخلاص ولم يكن يسود الحذر علاقاتنا مثلما هو سائد اليوم. ويواصل معتوق: حقا كانت أياما مؤلمة أن يهل الشهر الكريم ويمضيها الإنسان بعيدا عن وطنه وأهله وأحبته، فيشعر بمرارة الغربة القاسية في كل تفاصيلها، ففي عام
199 عشت في مدينة (نوريج) في الممكلة المتحدة، والتي تقع في الشمال الشرقي من لندن، لدراسة اللغة الأنجليزية والإدارة.

وتلك المدينة تشتهر بالمدارس ذات التاريخ العريق، وكل ما فيها يوحي بالأصالة والعراقة التاريخية، مدينة هادئة تأخذك الى قلب التاريخ الانجليزي، ويتضح ذلك جليا في شوارعها ومبانيها العتيقة التي يفوح منها عبق التراث، تلك الأبنية التي صممت بطريقة خاصة بحيث مع الشمس التي تقع على الأعمدة الكبيرة يستطيع أهل البلدة القدامى معرفة التوقيت أيام كانوا لم يعرفوا الساعة الزمنية بعد، وتقع المدينة في موقع منعزل عن العاصمة لندن وتبعد عنها حوالي 40 كيلومترا. مما جعلها تتسم بالهدوء والافتقار لوسائل الترفيه، إلا أنها تصلح للدراسة والعلم، وهناك أمضيت عدة سنوات، وكانت أصعب الأيام خلال شهر رمضان، الذي يأتينا في الشتاء، لم أكن اشعر بالجوع إلا أنني، ومازلت أتذكر، كنت اشعر بالرجفة تهز أوصالي من شدة البرد.

أتذكر أيضا ان معظم الطلبة العرب، وعددهم 18، كانوا يفطرون الشهر ولم يكن يصوم منهم إلا اثنان، ويعود ذلك الى الجو العام الذي كان يمارس فيه أهل البلد حياتهم العادية، فلا ملمح يدل على وجود شهر رمضان كما في بلداننا العربية والإسلامية، ولم تكن هناك فضائيات نتابعها لنعرف الاعلان عن هلال رمضان، وكان من المفروض أن نصوم ونفطر تبعا لأقرب دولة إسلامية. وللأسف لم يكن لبريطانيا جيران من الدول الإسلامية، وكنا كعرب ومسلمين نعرف أوقات آذان المغرب وأتذكر أننا أفطرنا في أول أسبوع من شهر رمضان في تمام الساعة السادسة، وانقلب الحال في الأسبوع التالي لنفطر الساعة الثامنة مساء حسب التوقيت المحلي هناك.
وقضيت أيضا شهر رمضان عام 1992م في المانيا كمرافق طبي، وتحديدا في مدينة (هايدبيرغ) وهي جنة الله على الأرض، فقد رسمتها الطبيعة على شكل غابات سوداء لا مثيل في جمالها الأخاذ، وهي من المدن التي لم تدمر في الحرب العالمية الثانية.
وذلك لأنها احتمت ضمن المدن الطبية التي تم الاتفاق بين الحلفاء والمحور على ألا تمس لأنها مدن للعلاج فقط ولايوجد بها سلاح، ورغم جمال المدينة إلا أنني شعرت بضيق وأنا أقضي شهر رمضان فيها، وذلك لأن المسلمين في المدن الصغيرة في بريطانيا أو ألمانيا لا يشكلون مظهرا إسلاميا، كما لا يوجد بها مراكز للعرب أو المسلمين.
ولندن أيضا هي المدينة التي أمضى فيها أربعة شهور من رمضان من عام 1976م وحتى 1980م، بسبب الدراسة. هكذا ذكر الدكتور جواد حمود تويج استشاري جراحة العظام والكسور في مستشفى دار الشفاء في أبوظبي، وأضاف تركت بغداد وذهبت الى إنجلترا للدراسة في كلية الجراحين الملكية البريطانية ورغم انشغالنا كطلبة عرب ومسلمين بالدراسة اليومية والعمل في المستشفيات إلا أننا كنا نشعر بوحشة حقيقية للأوطان خاصة في شهر رمضان.
في تلك السنوات لم يكن هناك فضائيات تخبرنا بما يدور حولنا، حتى أن التلفزيون الانجليزي لم يكن به سوى قناتين. إلا أن الراديو كان الصديق الأجمل لنا ومن خلاله كنا نستطع الوصول الى الإذاعات العربية التي تبث إرسالها ليصل إلينا في الخارج مثل صوت العرب.
وكنا كأطباء عرب مسلمين نعتمد على بعضنا البعض في معرفة بداية شهر رمضان، وكان المستشفى الذي نعمل به تابع للكلية التي ندرس فيها، لذلك عشنا في السكن الداخلي الخاص بها وهو مقسم الى سكن للعزاب وآخر للمتزوجين، وكنا نتجمع كأطباء عرب من جميع الدول العربية مثل قطر وعمان ومصر والعراق وسوريا مع الأطباء المسلمين من الدول الأخرى في سكن الأطباء المتزوجين وقت الإفطار يوميا.
حيث يقومون بتحضير مائدة كبيرة تحتوي على جميع الأكلات العربية التي تساهم فيها جميع زوجات الأطباء، وكنت أساهم أنا الآخر بتحضير بعض الأطعمة الخاصة بالمطبخ العراقي، فقد علمتني الغربة طريقة الطهي، وكنت أضحك دائما عندما أقدم ما أقوم بطهيه للزملاء فأقول لهم (خربت مربط بس يطلع زين)، وذلك لأن الرجل عندما يقوم بالطهي لا يسعى للادخار ويعطي كل شيء حقه بغزارة لذلك يخرج الطعام جميلا وربما اكثر جمالا مما تطهوه المرأة.
ويضيف الدكتور جواد لكننى ومهما بعدت عن بغداد أتذكر أن لرمضان فيها طعما خاصا محببا الى النفس يكاد يرتبط اسمه في العراق ارتباطا وثيقا بسوق الشورجة، ولا يمكن لعائلة عراقية ان تستقبل رمضان الا من دكاكين الشورجة وروائح البهارات والتوابل المميزة التي تنبعث من على بعد عشرات الامتار عن السوق..
والقاهرة من أجمل المدن التي أمضيت فيها شهر رمضان، ففي مصر تشعر بألفة شديدة مع الشعب وتشعر كأنك لم تغادر وطنك يوما، ورمضان القاهرة له مذاق خاص مفعم بالحركة والحيوية، الناس لا تنام ولا تهدأ إلا بعد صلاة الفجر، والزينة والأنوار في كل مكان بالشوارع، خيام مخصوصة لبيع الكنافة والقطايف، وهي الحلويات التي لا يخلو بيت مصري منها في شهر رمضان.
وعندما يحين مدفع الإفطار تسمع صوت المدفع يعلن عن ذلك، وبجانب تناول البعض إفطارهم في المطاعم الشعبية بحي الحسين الذي يكون مزدحما طوال الليل والنهار وطوال أيام الشهر الكريم، هناك ايضا موائد الرحمن المنتشرة في كل مكان في شوارع القاهرة، مع احتفالات دينية خاصة في مساجد القاهرة الكبيرة مثل الأزهر، السلطان حسين، عمرو بن العاص، والسيدة زينب.
كذلك احببت رمضان في اسطنبول فهو يماثل رمضان القاهرة تماما، فتزدان المساجد وتضاء المآذن التى كتب عليها (أهلا بك ياسلطان الشهور.. يارمضان).
مصممة الأزياء الإماراتية رانية البستكي تقول إنها قبل خمس سنوات تقريبا أمضت شهر رمضان في ألمانيا وتحديدا في ميونخ حيث كانت مرافقا طبيا لوالدتها، وتقول: كنا نسكن في بناية كل من يعيش فيها عرب مسلمين وكان مدير البناية عربي تونسي حرص على أن يبتهج سكان البناية جميعا بمظاهر جميلة للشهر الفضيل، فوضع في كل طابق مكبرا للصوت يذيع أذان الصلوات الخمس ولكن دون صوت مرتفع.
ورغم حرص سكان البناية على التجمع على الإفطار، إلا أنني لم أكن أشعر أن هذا الشهر هو نفس شهر رمضان الذي أحتفل به في بلدي. كذلك أمضيت شهر رمضان في البحرين وكانت الأجواء رمضانية جميلة، وأعتبر رمضان الذي أمضيته في عمرة بالسعودية من أجمل شهور رمضان الذي عشتها في عمري، فرمضان في الحرم مختلف، أجواء دينية وعبادة متواصلة، وتواصل ورحمة بين الناس.
حيث تجد من يعطيك تمرا ولبن لتفطر عليه، وهناك من يوزع يوميا وجبات لإفطار الصائمين، كما أتذكر أنني عشت بعض الأيام قبل قدوم شهر رمضان في القاهرة، وأبهرني ما رأيت من التحضير مسبقا لشهر رمضان، حيث امتلأت الشوارع والمحلات بالفوانيس التي يحرص الناس على شرائها في هذا الشهر، ورأيتهم ينصبون الخيام لبيع الكنافة والقطايف، والحقيقة لرمضان طعم خاص في مصر خاصة في حي الحسين.
أما منى عوني مديرة العلاقات العامة والتسويق في فندق شيراتون أبوظبي فتقول إنها لا ترغب في تذكر أنها أمضت يوما شهر رمضان خارج وطنها تونس قائلة: كانت اياما صعبة حقيقة فهناك لا توجد أية مظاهر احتفال بقدوم رمضان ويجد الإنسان نفسه وحيدا متألما.
أما رمضان في تونس فيشبه جمال رمضان في مصر، فمثلا لدينا عادة لابد منها وهي استقبال رمضان إما بتغيير أثاث السفرة والصالون لاستقبال الضيوف، أو شراء بعض المفارش التي تزين الطاولات وغيرها، ولابد يوميا من وجود ضيوف على مائدة كل أسرة، وتضم تلك المائدة ما لذ وطاب من الأكلات التونسية الشهيرة في رمضان.
إضاءة
«الحسين» حي رمضاني عمره ألف سنة، يتلألأ بالأنوار ويزدحم بالناس طوال ليالي الشهر الكريم، والإفطار والسهر فيه حتى الصباح نزهة رمضانية ممتعة للمصريين والأجانب.
حيث يتحول المكان إلى مهرجان بشري يضم كافة الطبقات والألوان والأجناس، يزورون ضريح الحسين ويتجولون في خان الخليلي ويصلون المغرب في مساجد الحي الشهيرة مثل: الأزهر والأنور والأقمر ويفطرون في مطاعمه التي ترص موائدها بعرض الشارع.





================================





رانية البستكي.. من هاوية إلى مصممة أزياء عالمية


نشأت مصممة الأزياء الإماراتية رانية البستكي وسط عائلة تهوى ممارسة الفن اليدوي من رسم وخياطة وتطريز، ونقش على الفخار إلى رسم على الزجاج والحرير وغيرها.. لم تكتف باشباع هوايتها بالمشاركة في الأنشطة والمسابقات المدرسية، بل تجاوزتها الى تصميم ديكورات غرفتها، وعمل التصميمات لفساتين المناسبات والسهرات للأهل والصديقات، بل وقامت بتصميم فستان عرسها وطرزته بنفسها، وظلت سنوات وهي تمارس هوايتها من خلال المنزل والعائلة، ولكن وبعد تخرجها من الجامعة مباشرة، وبعد أن تزوجت وذهبت للعيش مع زوجها في البحرين، وجدت نفسها تعاني من الفراغ خاصة مع تكرار سفراته بسبب عمله كطيار.

فحاولت أن تشغل نفسها بالهواية التى أحبتها منذ الصغر، لأنها رغم تخرجها من كلية التربية قسم رياضيات إلا أنها لم تجد التدريس المجال المناسب لها، فاتجهت لتصميم الجلابيات التراثية بشكل عصري يتلاءم مع الموضة، ولم تكن تعلم أن تصاميمها ستروق لكل من يراها، بل وطالبت نساء العائلة وصديقاتهن منها عمل تصاميم لجلابيات يرتدينها في المناسبات، وبعد أن عادت مع زوجها الى أبوظبي فكرت البدء في مشروعها الخاص بمحل صغير للأزياء، وشجعها زوجها الذي آمن بموهبتها حتى أنه يصاحبها في كل عرض عربي أو عالمي تشارك فيه.

تطور مذهل... لم تعتقد رانية أن أزياءها التراثية، التي سعت الى تحديثها بما لايخل بسماتها الأساسية، ستنال الإعجاب، وبدأت تسابق الزمن في تطوير تصاميمها بشكل مذهل وملفت للإنتباه، وباتت في غضون سنوات قليلة من أشهر مصممات الأزياء الخليجيات، وتخصصت تحديدا في ثوب ليلة الحناء، والجلاليب الخاصة بالمناسبات المنزلية والعائلية، واحتفظت بالشكل العام لثوب الإمارات مع أستخدام أنواع حديثة من الأقمشة والتطريزات. ومن الأقمشة التي تستخدمها رانية التل والشيفون والشانتونج والحرير الهندي والساري الهندي، والدانتيلا والأورجنزا، وكثيرا تمزج بين نوعين من الأقمشة في الجلابية الواحدة، وهي تفضل الألوان المبهجة كالأحمر والأورنج، والأزرق، والتريكواز، والأخضر بجميع درجاته وهو اللون المناسب لليلة الحناء، كما تستخدم التطريز بالخيوط الذهبية والفضية والترتر والخرز والكريستال والمرايا، إلى جانب اكسسوارات العروس كالطاسة والمرتعشة والكف.

وتمتاز رانية بالجرأة فصممت ثوبا للحناء مطرزا بسبائك الذهب، وآخر بالفواكه الطازجة وأوراق الشجر، كما طورت الساري الهندي ليناسب المرأة العربية، وشاركت في عروض عدة للأزياء المحلية والعربية كان أهمها في بيروت، كما قدمت عرضا فى روما بمشاركة عدد من المصممات الخليجيات نالت بعده لقب العالمية وسلمتها الشهادة قرينة عمدة روما. وقدمت ابتكارا جديدا عبارة عن حقائب يدوية مستمدة من بيئة الإمارات القديمة مثل المهفة والمجب وغيرها، بعد أن أضافت لها أقمشة وتطريزات بالمرايا والمعدن، وارتدت العارضات «البرقع» ولكن على طريقة أهل البندقية، وقدمت في باريس عرضها الأول، في حفل خيري لجمع التبرعات لأطفال العراق، على هامش أسبوع الثقافة الفرنسية الإماراتية. كما شاركت بعرض في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي ديسمبر الماضي في فندق جراند حياة، ونالت أزياءها استحسان جمهور المشاركين وخاصة الفنانات المصريات اللواتي طلبن منها ارتداء أزيائها، وارتدت الصبوحة من أزيائها عندما قابلتها في بيروت أثناء مشاركتها، وفي نوفمبر الماضي كرمتها الشيخة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة ملك البحرين كواحدة من النساء العربيات المبدعات.
عملة نادرة
يقول عنها الشاعر عارف الخاجة: تعرفت على رانيا عن طريق رسالة نصية أرسلتها لي لمشاهدة لقاء لها في قناة العربية، ثم تحدثنا سويا لأبدي لها رأيا في الحوار والأزياء التي قدمتها في البرنامج، ووجدتها قمة في الانسانية والتواضع، ومرحة وبريئة جدا جدا، لدرجة أني أتهمتها بالسذاجة لأنها طيبة، والطيبة أصبحت عملة نادرة في عصرنا، كما أنها منفتحة على الحياة سلسة وتخلو من العقد، لأنها لم تتلون بمعطيات العصر، تبادر الى مساعدة الآخرين في مواقف عدة سمعتها عنها، ورغم ذلك تتعرض للمشاكل بسبب تعاملها مع الجميع حسب نظرتها للآخرين.
أتابع تصاميمها جيدا من خلال الأخبار والموضوعات المنشورة عنها داخل وخارج الإمارات، وهي صاحبة رؤية جديدة للأزياء التراثية، وقادرة على مزج الألوان باستخدام النقيض المتوائم والمنسجم، وغالبا تستمد ألوانها من الشمس والبحر، وتصاميمها مريحة للعين، لذلك تفردت في فنها لأنها لم تقلد الآخرين، ولها شخصية مختلفة لذلك نجحت، ولولا تفردها ما دعيت لإقامة العروض في الخارج.
سلوى النهدي صديقة رانية وجارتها منذ أكثر من سبع سنوات تقول عنها: من الصعب أن تجد الإنسانة جارة وصديقة في نفس الوقت، فهي طيبة، تساعد قدر استطاعتها، تسأل عني دائما، تراعي أولادي اذا تغيبت عن المنزل لزيارة طبيب او غيره من الأمور المفاجئة، كريمة مع ضيوفي، وكل من أحدثه عن حبي لها يحسدني عليها.
أفرح كثيرا عندما أجد لها لقاءات منشورة في الصحف والمجلات، أتابع حواراتها في الفضائيات، وأجمع كل مايكتب عنها وصور أزيائها التي تعجبني كثيرا، وأقول في نفسي سبحان الله، أن الله يعطي الإنسان على قدر نيته.
الخالة صديقة
الدكتورة نوف الشريف في الطب الوقائي بالشارقة، وهي ابنة أخت رانيه البستكي، مرتبطة بها بشكل كبير خاصة ونوف كانت أول حفيدة في منزل العائلة، ورانيه اصغر ابنة للعائلة وبلغ الفارق بينهما سبع سنوات تقريبا وكبرا سويا وتوطدت بينهما صداقة جميلة، تقول عنها: خالتي موضع ثقة، فهي كاتمة أسراري والناصح الأمين، توجهني وتنصحني بأسلوب أتقبله بسهولة لابتعاده عن التسلط والإلزام، وهي صديقة لكل بنات العائلة، تتمتع بحبنا وتقديرنا واحترامنا. تتعامل مع كل واحدة حسب سنها ومستواها الفكري، وهي بسيطة ومتواضعة، وصبورة لأقصى درجة، تتمتع بالمرح وخفة الدم، تضحك دائما وبارعة في إلقاء النكات وسرعة البديهة.
شجعتها العائلة على مجال التصميم لأنها موهوبة، واتذكر وهي في الثانوية كانت تحب الرسم والأشغال اليدوية، وخاصة على الجارات بالألوان والخيوط والأقمشة، حتى حجرتها صممت كل ركن فيها بنفسها من مفارش وفازات وورود، وصممت أزياءنا للمناسبات.
كما صممت فستان عرسها بنفسها، وعندما بدأت مشروعها ساعدتها مع ابنة خالتي، وعملنا لها دعاية بين صديقاتنا وأهلنا، وبعد فترة قصيرة تطورت بشكل مذهل، وخفنا أن تنشغل عنا ويأخذها عالمها الجديد، الا أنها لم تتغير وتواصلها معنا لم يقل رغم مشاغلها الكثيرة والمنافسة بين هذا الكم من مصممي ومصصمات الأزياء.
أم أنس وهي الأخت الكبرى لرانية، كانت تعمل في مهنة التدريس وهي متقاعدة الآن تقول:اخترت اسمها يوم ولادتها، وهو اسم بنت مدرستي المصرية، كان جديدا في الإمارت. نشأت رانية مدللة لأنها آخر العنقود، وامتازت بشخصية اجتماعية محبوبة ممن حولها، تناقش المعلمات، وتشارك بحيوية في الصف، وتحب أن تجدد من نفسها، ونحن جميعا لدينا ميول فنيه، نحب الرسم والأشغال اليدوية، والخياطة، والتطريز وغيرها.
إلا أن رانية اتخذت من الهواية سبيلا للمشاركة في الأنشطة والمسابقات المدرسية، وعندما انتهت من دراسة الثانوية بدأت تصمم لنا وللأهل والصديقات موديلات الفساتين، وانطلقت في إعطائنا أفكارا للاحتفال بالمولود، وديكورات المنزل وغيرها، شجعناها جميعا للعمل في هذا المجال، ثم تزوجت بعد تخرجها من الجامعة، وشجعها زوجها كثيرا في مشروعها بفتح أول محل تعرض فيه تصاميمها.
وتطورت رانية كثيرا وقدمت الأشياء التراثية بشكل عصري يتلاءم مع الموضة السائدة ويواكب ازياء البنات، والحقيقة انها وجدت تشجيعا كبيرا من زوجها الذي يرافقها في كل سفراتها خارج الإمارات لتقديم عروضها، كما تجد كل دعمنا حتى أن أولاد أخواتها يذهبون معها للخارج أيضا اذا كان زوجها غير متواجد في الإمارات لسفره الدائم كطيار.
إضاءة
تتميز الأزياء التقليدية في الإمارات بسمات وخصائص عدة تشتمل على طريقة لبسها وألوانها وزخرفتها وكذلك تفصيلها مع بعض الفروق البسيطة التي لاتؤثر على النمط العام، وهي تصنع من أقمشة جيدة كالحرير الطبيعي والصناعي والقطن، وتستخدم في تطريزها المواد الفاخرة كخيوط الذهب والفضة، وخيوط الحرير والقطن الملون.
كما أنها تتعدد في أشكالها للبيت، للصلاة، للخروج، وللمناسبات، ولكل منها اسم معين واصطلاح حسب زخرفتها، أو طريقة لبسها أو نوعية قماشها. كما أنها طويلة وفضفاضة تتسم بالحشمة، وتدلنا الشواهد على أنها أصيلة وذات ماض عريق.

الحلوى العُمانية سيدة المائدة الرمضانية للأسرة الاماراتية



تحتفظ الحلوى العمانية بمكانة مميزة على المائدة الإماراتية خاصة في شهر رمضان، كما أنها من الحلويات التي لا يمكن أن تخلو منها الاحتفالات والأعياد والأفراح والمناسبات الدينية، وهي تحظى بشهرة كبيرة في موطنها الأصلي في سلطنة عمان التي انطلقت منها إلى جميع بلدان الخليج، وهي تعبر عن أصالة الإنسان العماني وارتباطه بماضيه، وتدل على عراقة ماضيه واحتفاظه بعاداته وتقاليده، وتصنع من عدة مكونات بسيطة للغاية كالدقيق والسكر والماء والنشاء والزعفران والهيل وماء الورد والهيل، وتطهى في قدر خاص بها وهو (المرجل)، وتطبخ على نار قوية وتقدم في أوان خاصة تزينها المكسرات.

تقول المهندسة أسماء سالم: الحلوى العمانية هي من الحلويات الخاصة بالمائدة الخليجية ونادراً ما تخلو منها المائدة الإماراتية، وهي زينة الحلويات التي تقدم في شهر رمضان الكريم، وهي محببة للجميع، كما أنها خفيفة على المعدة ولا تسبب التخمة، ورغم انتشار المحلات التي تبيعها إلا أنها سهلة الطهي وتستطيع المرأة عملها في البيت بسهولة. وتؤكد أحلام المنهالي على حرصها على شراء الحلوى العمانية واصطحابها معها في سفرات العائلة إلى الخارج لقضاء العطلات الصيفية، حيث شغف زوجها بتلك الحلوى التي تضعها أمام الضيوف في المجلس وتقول:آخذ منها كميات كبيرة، منها ما أضعه لواجبات الضيافة، والآخر أهديه لأصدقائنا في البلاد التي نسافر إليها، ففي مصر مثلا لا يمكن أن أذهب دونها، فصديقاتي هناك يسألن عنها وينتظرن موعد سفري إلى هناك، وذلك لأنهم لم يعتدن هذا النوع من الحلويات، وقد أثار فضولهن عندما تذوقهن عندي لأول مرة.

رمز الكرم... ويتحدث سعيد أحمد وهو عماني عن الحلويات العمانية قائلاً: هي رمز للكرم العماني حيث نقدمها للضيوف في كافة المناسبات، وصناعتها مهنة يتوارثها الأبناء عن الآباء، كما أنها تصنع بطرق ونكهات متعددة، وهي من أشهر منتجات السلطنة والتي تصدر للخارج، وهناك أربع ولايات تصنع تلك الحلوى وتشتهر بها وهي نزوى والحمراء وبركاء، بجانب أنها تطهى داخل كل بيت عماني. ويرى الجد حامد الظاهري أن الحلوى العمانية فقدت مذاقها الأصلي الجميل كما كانت في السابق، ويعلل ذلك قائلا:في الماضي كانت تطهى على مواقد أشجار السمر إنما الآن تطهى في أفران الغاز والكهرباء، كما كانت أيضا تطهى بيد العمانيين أنفسهم إنما الآن يقوم بطهيها عمال آسيويون لا يعرفون سرها، ورغم ذلك فأنا أحبها سواء أحضرها أولادي من محل الحلويات أو قامت النساء بطهيها داخل المنزل.
ويضحك مصمم الجرافكس محمود خليفة وهو يتحدث عن الحلوى العمانية قائلا:ما أروعها عندما تقدم ساخنة وبالمكسرات وتفوح منها رائحة الهيل والزعفران، فأنا لا أستطيع مقاومتها رغم تحذير الأطباء لي بالامتناع عن كافة أنواع الحلويات التي تتسبب في زيادة وزني، أعتقد أنه لا توجد حلوى لذيذة كالحلويات العمانية.
مرغوبة بكثرة
وفي أحد المحلات التي تصنع الحلوى العمانية قال حسين العكرود: من المعروف أن الحلوى العمانية من ألذ وأطيب الحلويات المرغوبة في الخليج، ونحن نقوم بتحضير المكونات التي تصنع منها الحلوى مسبقا، ونفعل ذلك بكميات كبيرة لتوزيعها على المحال التي تبيعها للزبائن، وتتكون المقادير من كميات بنسب مختلفة من الدقيق، والسكر الأحمر والنشا، والهيل والزعفران، وماء الورد، والبعض يضع فيها ساجو مطحون ومنها ما يصنع بالسمن البقري أو زيت الزيتون والمكسرات التي ترش فوقها أو توضع داخلها حسب طلب الزبائن.
وتخلط المقادير في إناء كبير جدا وعلى نار هادئة، ثم ترتفع درجة حرارة تلك النار إلى درجة كبيرة ويظل الطاهي يقلبها باستمرار حتى تنضج، ثم يضع في داخلها المكسرات مثل الفستق الحلبي واللوز المقشور، ثم توضع في أواني خاصة منها البلاستيكية، أو زجاجية، وترش المكسرات على الوجه كنوع من الزينة وإضافة مذاق خاص لها.
ويأتي الطلب المتزايد على الحلويات العمانية بسبب إنها حلوى خليجية أصيلة استطاعت أن تنافس وتقف بصمود تجاه الحلويات الأخرى التي تبيعها المحلات كالحلويات الشامية والحلويات المصرية، والحلويات المغربية.
كما أنه لا يخلو بيت في الإمارات منها فهي من واجبات الضيافة بجانب القهوة، كما أنها ضيف مميز على مائدة رمضان، وتتواجد دائما في جميع المناسبات، وهي صحية وخالية من أي مواد حافظة قد تؤثر على الصحة، ويمكن الاحتفاظ بها دون برادات لمدة أربعة أشهر.



====================



رمضان فرصة ثمينة لتحسين الصحة



أثبتت الدراسات والبحوث العلمية العديدة فوائد الصيام لصحة الصائم وهو يصوم بين 10-14 ساعة يوميا ويتناول وجبتين بدلا من ثلاث وجبات، مما يعني تخفيض كمية الطعام بمقدار 30% عما يتناوله في الأيام العادية من السنة مما يعطي راحة نسبية لمدة شهر كامل للجهاز الهضمي والمعدة.
والراحة تمتد الى عضلة القلب حيث تستريح من ضخ حوالي 10% من الدم يوميا تذهب لإتمام عملية الهضم في الأيام العادية كما أن شهر رمضان فرصة جيدة لأجهزة الإخراج في الجسم حيث تستعيد نشاطها وتجدد حيويتها مما يزيد قدرتها على الأداء لتخليص الجسم من الفضلات والسموم.
ويقول الدكتور محمود كامل فراج استشاري الباطنية والقلب في مستشفى دار الشفاء في أبوظبي: عندما يصوم الإنسان فإن السكر (الجلوكوز) ينخفض في الدم أثناء النهار إلى أقل المستويات، وهذا يجعل إفراز الأنسولين عن طريق غدة البنكرياس يتراجع الى حد كبير، مما يؤدي الى تنشيط عمليات غذائية وتفاعلات كيمائية داخل الجسم بهدف إنتاج الجلوكوز اللازم لتأدية أعضاء الجسم ووظائفها أثناء الصوم بعيدا عن الطعام فيتم احتراق مادة الجيلوكين (مادة سكرية متخزنة) داخل الكبد.
كما يتم احتراق الدهون داخل الخلايا لإنتاج الجلوكوز أيضا وهذا يعود بالنفع أيضا حيث تتجدد نشاط وحيوية خلايا الكبد ويتم أيضا التخلص من الشحوم الزائدة في الجسم، بل ويرتفع مستوى الكولسترول النافع )و ل ٌ( في الدم والذي يحمي الإنسان من خطر الإصابة بنوبات القلب والسكتة الدماغية، وهذا النوع الهام والمفيد من الكولسترول يرتفع أيضا لدى الإنسان المدخن لتوقفه عن التدخين أثناء النهار.
ويؤكد الدكتور كامل أن المرضى أيضا يمكنهم الاستفادة من الصيام كعبادة وكأسلوب غذائي صحي أيضا، ولكن يجب أن يتم ذلك بالتنسيق مع الطبيب المعالج ومتى استقرت الحالة الصحية لديهم ..فمريض ارتفاع ضغط الدم يمكنه الصيام بل إن الصيام يساعد في السيطرة على ارتفاع الضغط داخل الشرايين، وذلك لقلة السوائل وحالة الاستقرار النفسي والروحي التي يعيشها الصائم طيلة الشهر الكريم.
ومرضى السكر يمكنهم الصيام وخاصة مرضى السكري من النوع الثاني والذي يرتبط عادة بزيادة الوزن والسمنة، والصيام يفيد هؤلاء المرضى حيث تقل السعرات الحرارية التي تدخل الجسم كما يزيد معدل احتراقها مما يفقده بعض الكيلوغرامات مع نهاية الشهر جراء الصلوات الجماعية المنتظمة التي تتم في المساجد وهذا يفيد الأنسولين الداخلي للمريض مما يساعد في السيطرة على السكر في الدم.
وعلى العكس فأن الصيام غير مسموح لمرضى السكري من النوع الأول المعتمد على الأنسولين كالذي يصيب الصغار وخاصة إذا تكررت جرعات الأنسولين في اليوم، وغير مسموح أيضاً للكبار من مرضى السكري من النوع الهش (المتذبذب بين الارتفاع والانخفاض) أو لهؤلاء الذين عانوا من نوبات انخفاض السكر للسكر خلال الأسابيع القليلة السابقة لشهر رمضان، وكثير من مرضى القلب يمكنهم الصيام مثل مرضى صمامات القلب أو الحالات البسيطة من مرضى الشريان التاجي، أو الحالات المستقرة لهبوط (فشل) عضلة القلب.
الحذر مطلوب
يشير الدكتور فراج إلى أن الصيام قد يكون خطرا على مريض الذبحة الصدرية غير المستقرة أو جلطة القلب لما يحتاجه هذا المريض من علاج فوري أو بصورة طارئة، والصيام مسموح لمريض الربو الشعبي متى استقرت حالته ويمكنه الاكتفاء بجرعات موسعة للشعب الهوائية أول وأخر الليل يوميا..ولا يسمح لمرضى الكلى في الحالات المتأخرة أو زارعي الكلى بالصيام.
ويؤكد الدكتور فراج أن الحامل يمكنها أن تصوم إلا إذا عانت من مشاكل الحمل مثل القيء المتكرر أو إصابتها بفقر دم شديد أو سكر أو تسمم الحمل، والطفل يجب أن يتعود على الصيام ولو لساعات ثم يصوم اليوم كاملا بعد ذلك، ولكن يراعى تأخر السحور وأن يشمل على مواد غذائية بطيئة الهضم مثل البيض أو مشتقات الألبان أو الفول ويراعي عدم تعرضه للإجهاد البدني الزائد أو لحرارة الشمس الشديدة. وكبار السن يمكنهم الصيام إلا إذا ساءت حالاتهم الصحية العامة أو إصابتهم بأمراض الشيخوخة مثل الزهايمر.
ويشير الدكتور محمود أنه من الضروري أن يبدأ الصائم إفطاره بمشروب سكري لتعويض السكر المنخفض بالدم ويفضل منقوع التمر أو العرقسوس أو عصير الليمون فكلها أشياء تحفز على إفراز العصارات الهاضمة، أو أن يبدأ بمشروب ساخن سهل الهضم مثل شوربة الدجاج أو اللحم لتهيئة الجهاز الهضمي للطعام ثم يستكمل الصائم وجبته الأساسية التي يجب ان تكون متوازنة ومتكاملة من الناحية الغذائية.
فيجب أن تشتمل على 60-100 غرام بروتيني حيواني مثل الدجاج أو اللحم ويمكن استبداله ببروتين نباتي مثل الفول أو العدس ويجب الا تتعدى النشويات 5 ملاعق من الأرز أو قطعة واحدة من المكرونة إضافة الى رغيف خبز واحد، بجانب طبق السلاطة الخضراء(خس-جزر-خيار-طماطم) التي تحتوي على الفيتامينات والعناصر الهامة للجسم،
ويكفي الجسم من الدهون ما تم طهي الطعام به ولا حاجة الى المزيد ، ويمكنه بعد ساعتين من تناول قطعة أو قطعتين من الحلوى الشرقية ولا داعي للإكثار من الحلويات والعصائر بين وجبتي الإفطار والسحور، ويفضل العصائر الطبيعية أو ثمرة فاكهة في هذة الحالة.
أما بالنسبة لوجبة السحور فيجب تأخيرها كلما أمكن ذلك لتكون عونا للصائم أثناء النهار ويجب أن تشتمل على نوع من البروتين مثل البيض أو الفول بالإضافة الى اللبن الحليب أو الزبادي وقطعة خبز وثمرة فاكهة واحدة.

============
=================

مسجد الشيخ زايد تحفة معمارية وسياحية ومركز إسلامي وثقافي




قد يعتقد البعض أن مسجد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان هو فقط لأداء الصلوات الخمس يوميا، ولكن من يذهب اليه يكتشف أنه مزار مهم للمواطنين والمقيمين على أرض الدولة، تتسابق في زيارته الأفواج السياحية، حيث يعد المعلم الأبرز للسياحة في العاصمة أبوظبي. وهو صرح إسلامي يرسخ ويعمق الثقافة الإسلامية ومفاهيمها وقيمها الدينية السمحة ومركز لعلوم الدين الإسلامي السمحة.

وقد اعلنت هيئة ابوظبي للسياحة عن المواعيد المقررة لزيارة المسجد في شهر رمضان لتبدأ في العاشرة من صباح ايام الأحد والثلاثاء والخميس من كل أسبوع، ويتواجد في المسجد مرشدون سياحيون من شباب المواطنين المتطوعين الذين تلقوا تدريبات خاصة من أجل الإجابة على كافة الأسئلة والاستفسارات التي توجه إليهم من الزوار لمعرفة أدق التفاصيل والمعلومات حول المسجد وطرازه المعماري الفريد حسب ماقاله ناصر سيف الريامي مدير إدارة المعايير السياحية في الهيئة. وهؤلاء المرشدون السياحيون يقومون بتزويد الزوار بالمعلومات عن روعة بنائه وجمال تصميمه والتأكيد على القيم الإسلامية السمحة والأجواء الروحانية، والإرث الذي تركه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، والذي دعا الى التعاون والتفاهم الإنساني، والجولات التعريفية للمسجد لاتقتصر على المسلمين فقط.

بل يسمح للجميع بزيارته دون تفريق بينهم بشرط ارتداء اللباس الملائم والمناسب لقدسية المكان، وتلك الجولات التي يقوم بها السياح برفقة المرشدين السياحيين ساعدت في إزالة الحواجز بين الإسلام والأديان الأخرى، وروجت للصورة الحقيقية للإسلام، وساهمت في تعريف العالم بالعاصمة أبوظبي، حيث يعد المسجد من أبرز معالمها السياحية. وللمسجد برنامج خاص في شهر رمضان أعدته وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية من حيث احياء ليالي الشهر الفضيل بالمحاضرات الدينية من قبل شيوخ الدين الأفاضل الذين يزورون الدولة، كما خصصت باصات كبيرة في مدينة ابوظبي لنقل الصائمين الراغبين الالتقاء على مائدة الرحمن التي تقام يوميا في المسجد.

وخلال شهر رمضان يقوم المسجد الذي يتسع لأكثر من 40 الف مصلٍ بتقديم إفطار جماعي لآلاف المصلين، كما يقدم خطب ومحاضرات بلغات غير العربية يلقيها عدد من العلماء طيلة أيام الأسبوع تركز على القرآن وعلومه والأحاديث الشريفة. وتوفر دائرة النقل يوميا المواصلات اللازمة لنقل الصائمين من داخل مناطق أبوظبي وضواحيها ذهابا وإيابا من وإلى المسجد من الساعة الرابعة عصرا وحتى الحادية عشرة ليلا وتتضمن 75 رحلة خلال 5 ساعات. وفيما يتعلق بالأنشطة المقامة في مسجد الشيخ زايد طوال شهر رمضان قال فضيلة الشيخ طالب الشحي رئيس قسم الوعظ والإرشاد في الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف: يتناوب 30 واعظا وعالما من مختلف الدول العربية والإسلامية من ضيوف الدولة على القاء المحاضرات والدروس الدينية يومياً من بعد صلاة العصر مباشرة وحتى صلاة العشاء.
وتقدم الدروس باللغة الأوردية بعد صلاة العصر لهؤلاء الذين قدموا الى المسجد لتناول إفطارهم على مائدة الرحمن، وفي المساء يستمع المصلون الى محاضرات دينية في الحديث والفقه والتفسير يلقيها الشيوخ والعلماء الأفاضل فاروق حمادة، ومحمد عبد الرحمن ، وسيف العصري، ولم تغفل الهيئة النساء في تحضيراتها، حيث يمكنهم الاستماع لكافة المحاضرات من أماكن صلاتهن.
وقد حطم مسجد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان جميع الأرقام القياسية للمساجد في العالم الإسلامي حيث يعد ثالث أكبر مسجد في العالم من حيث المساحة الكلية بعد الحرمين الشريفين، ويصنف من الناحية العمرانية ضمن أكبر عشرة مساجد في العالم الإسلامي، ويغطي مساحة 22 الفا و500 متر مربع ويتسع لحوالي 40 الف مصل، وقد روعي في تصميمه الجمع بين الأساليب التقليدية واساليب البناء الإسلامية العصرية.
ويعد المسجد معلما بارزا ومهما يميز العاصمة أبوظبي، حيث يمكن رؤيته بوضوح من جميع الطرق الرئيسية المتجهة الى أبوظبي، ومن معالمه الفريدة وجود أربع مآذن في أركان الصحن الخارجي بارتفاع 107 امتار للمئذنة مكسوة بالكامل بالرخام الأبيض، وتصل عدد قبابه الى 82 قبة مستوحاة من الفن المعماري المغربي، ويبلغ قطر القبة الرئيسية 32.8 مترا وبارتفاع 85 مترا من الخارج.
حيث تعتبر القبة الأكبر من نوعها على مستوى العالم حسب ماذكره مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية في اسطنبول والذي أكد على أن قبة المسجد التي تزن طنا زخرفت بالجبس المقوى بالألياف، صممها فنانون مغاربة بزخارف نباتية فريدة خصيصا للمسجد، بالإضافة الى كتابة آيات قرآنية.
واستخدم في المسجد 28 نوعا من الرخام، منها سيفيك من مقدونيا في اليونان، ولاسا من إيطاليا، وماكرنا من الهند، وأكوابيانا وبيانو من إيطاليا، وإيست ويت ومينغ غرين من الصين، وزين المسجد بسبع ثريات من الذهب عيار 24 قيراطا، وتعتبر الثريا الموجودة تحت القبة الأكبر في العالم ويبلغ قطرها 10 أمتار بارتفاع 9 أمتار وتزن حوالي تسعة أطنان، وصنعت في المانيا باستخدام أكثر من مليون قطعة كريستال سواروفسكي.
وتعد سجادة القاعة الرئيسية الأكبر في العالم وتغطي مساحة 7119 مترا مربعا وتضم 35 طنا من الصوف، وقد صممها الفنان الإيراني علي خالقي، فيما شارك في نسجها 1200 حرفي من منطقة مشهد في ايران.
إضاءة
حطم مسجد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان جميع الأرقام القياسية لبناء المساجد في العالم الإسلامي، حيث يعد ثالث أكبر مسجد في العالم من حيث المساحة الكلية بعد الحرمين الشريفين، ويصنف من الناحية العمرانية ضمن أكبر عشرة مساجد في العالم الإسلامي.
ويتواجد في المسجد مرشدون سياحيون من المواطنيين الشباب المتطوعين الذين تلقوا تدريبات خاصة من أجل الإجابة على كل الأسئلة والاستفسارات التي توجه إليهم من قبل الزوار. وينتظر أن يضم المسجد في السنوات القليلة المقبلة جامعة للدراسات الإسلامية، والدراسات العليا.




=============================




علي الجنيبي درس برمجة الكمبيوتر واحترف التصوير






علي حمد الجنيبي مصور صحافي في مركز الإمارت للدراسات والبحوث الاستراتيجية. جاء اختياره لهذه المهنة رغم دراستة لبرمجة الكمبيوتر التي تحول عنها، واقتحم عالم التصوير الصحافي محترفا بعد أن نال عدة كورسات ودورات في فن التصوير الفوتوغرافي.

فعندما بلغ الثامنة من عمره أهداه أخوه الأكبر كاميرا ياشكا، بعد أن لاحظ عليه إطالة النظر للصور الفوتوغرافية، وتعليقه الدائم على جمال الصورة وكيفية التقاطها، ومنذ ذلك الوقت، بدأ التعرف على هذا العالم بشكل عملى، يضع الأقلام ويلتقط الصور ويسعى الي تحميضها ليرى ما صنعت يداه، وقد أثنى عليه بعض اخوانه الذين وجدوا فيه بذرة طيبة لمصور هاوٍ، وكلما كبر في السن، كانت تتطور الكاميرات التي يستخدمها. أبدع في تصوير البحر والصحراء والثلوج، والحيوانات والخيول وجمال الطبيعة ولحظات الغروب وانعكاسات الألوان، وبجانب تصوير الطبيعة مارس أيضا التصوير في الأستديو، فاحترف نوعا آخر من التصوير يعتمد على نوعية أخرى من الاضاءة الصناعية.
ويعمل علي الجنيبي حاليا مصوراً فوتوغرافياً ومحرراً (مونتير)، ويقع على عاتقه تصوير المؤتمرات والمحاضرات واللقاءات الخاصة بالمركز، وهو عضو في جماعة تصوير مطاردي الضوء، التي انضم إليها منذ 3 سنوات تقريبا، وهي جماعة للتصوير الفوتوغرافي تضم جنسيات متعددة جمعتهم العدسة والهاجس الفني، ولديهم لقاءات شهرية من خلال المجمع الثقافي في أبوظبي، وتهدف الجماعة الى تبادل المعلومات والخبرات في مجال التصوير الفوتوغرافي، وتعليم الأعضاء الجدد أسس التصوير وتطوير مهاراتهم عن طريق الدورات.
أجمل اللقطات
ويعتبر الجنيبي أن احترافه التصوير نوع من تحدي النفس من حيث التحكم في الاضاءة واظهار الألوان وإعادة تشكيلها، واحب اللقطات الى قلبه لقطة لست شجرات، ثلاث منها مزدهرة الخضار بينما يخيم الجفاف على الثلاث الأخريات، وقد حولها الى اللونين الأبيض والأسود لإبراز الطبيعة والحياة والموت. كذلك لدية لقطات رائعة لكورنيش ابوظبي في لحظة الغروب وانعكاس الألوان على سطح الماء.
وللجنيبي أيضا لقطات عديدة للبورتريه تكشف عن وجوه بريئة وأخرى حزينة وتارة وجوه تتألم في صمت، وأخرى تناضل تجاعيد الزمن، والصورة عند الجنيبي تعتمد على المكان والحدث وتجسيد المعنى، فتلك حمامة أو يمامة وقفت على فرع شجرة جرداء، وهذا طائر اللقلق يداعب مياه البحر، وهذا عصفور ملون استكان على فرع شجرة خضراء.
وتلك أوزة بيضاء تمارس بمتعة السباحة في الماء، وهذه شجيرات غطتها الثلوج البيضاء، وتلك اللقطة لحصان يتباهى بجماله واقفا بكبرياء، وهذا نمر مستكين إلا أنه يترقب بذكاء في صمت، وهذا صقر يمتثل لأوامر صاحبه استعدادا للقنص، وتلك صور استعراض للطائرات، وتلك أنامل امرأة الزمن الماضي التي تنسج من الخوص صناعات يدوية بيئية، وهذه يد نقشت على أناملها الحناء.
ويؤكد الجنيبي دائما انه لايوجد مصور محظوظ وآخر غير محظوظ، ولكن للمصور الصحافي سمات لابد أن تميزه عن غيره مثل سرعة البديهة، وسرعة التحرك من مكان الى آخر، وعليه البحث دائما عن لقطة الانفراد التي تميزه عن غيره من المصورين، ولأن الصحافة محرقة الابداع كونها عملا يوميا لا يهدأ، يشعر الجنيبي أن عمله كمصور صحافي طغى على اعطاء فنه حقه.
والجنيبي عاشق التصوير الفوتوغرافي يعمل أيضا مصورا للفيديو، إلا أنه يرى في الأول فنا يمنحه مساحة كبيرة للابداع، ورغم تطور الكاميرات الرقمية إلا ان الجنيبي مازال عاشقا للتصوير بالأفلام التي يراها الأنسب لتصوير الطبيعة، وخاصة من حيث وضوح الصورة وتباين الألوان، لذلك من يفتح فريزر براده المنزلي يجده مليئا بالأفلام التى يخشى عليها من التلف فيحفظها مبردة.
وقد عانى الجنيبي ومازال من النظرة الدونية للمصور في المجتمع، فقد رفض والده فكرة عمله كمصور محترف، وأشفقت عليه والدته من تلك المهنة التى لايقدرها أحد، إلا أنه أصر على موقفه وانضم إلى عالم المصورين الصحافيين المحترفين، وهم قلة من المواطنين ربما لا يتجاوز عددهم أصابع اليدين. ورغم تصويره العديد من الشخصيات المهمة الا أنه يردد دائما أمام كل من يعرفه أنه كان لديه أمنية لكنها للأسف لم تتحقق وهي تصوير المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد رحمه الله.
أهم الشخصيات
وقد صور الجنيبي العديد من أبرز الشخصيات المحلية والعالمية، حيث صور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ولي عهد ابوظبي، وسمو الشيخ حمدان بن زايد نائب رئيس مجلس الوزراء، وسمو الشيخ عبدالله بن زايد وزير الخارجية، وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان وزير شؤون الرئاسة، ومعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي. كما صور الرئيس الأميركي جورج بوش، والأمير البريطاني آندرو، وأنجيلا ميركل مستشارة الحكومة الألمانية، وروزالين هينجز رئيس محمة العدل الدولية، وياب هوب الأمين العام لحلف الناتو وغيرهم.
الأيادي البيضاء
صديقه عبد الرحيم البطيح مدير مركز الأخبار في فضائية أبوظبي يقول عنه: بدأ تعارفنا في معسكر الأيادي البيضاء في كوكس عام 1998، وجمعنا هدف نبيل هو خدمة الوطن، فاتحدت الأفكار والتوجهات، كان يؤدي الخدمة العسكرية وأنا الخدمة الاعلامية، ووجدته معطاء خدوما نشيطا ومتحمسا الى أقصى درجة، لا يبخل على أحد بالعون والمساعدة.
وكنا نطلب منه أن يوفر لنا الأكل والسكن من أماكن تبعد عن المعسكر الذي نتواجد فيه بعيدا عن العاصمة ثيرانا، وكان يفعل متطوعا وبحب شديد، ثم تلاقينا بعد ذلك في بغداد بافتتاح مستشفى الشيخ زايد عام 2003، وكان في تلك المرة مصورا صحافيا، وتواصلنا فيما بعد واصبحنا اكثر اقترابا بحكم عملنا في نفس المجال الاعلامي، وهو من المواطنين القلائل الذين اقتحموا تلك المهنة عن حب واقتناع، لذلك أجده متحمسا في عمله ويريد أن يكون له دور مميز ورائد في هذا المجال.
الجانب الانساني
المصور الفنان صلاح الخطيب يقول: أحب فيه الجانب الانساني الذي يشدني إليه، كذلك حماسه اللامحدود، وتجمعني به صداقة كبيرة من خلال جماعة التصوير التي ننتمي إليها مع مجموعة كبيرة من أصدقاء آخرين نشترك في حب التصوير كهواية أو مهنة، ويعجبني حماسه الزائد، فعندما نقوم برحلات خارجية للتصوير، يكون هو المنسق للمكان وكيفية الوصول إليه، وتجده حاملا الكاميرا طوال الوقت، وهو معطاء حقا.
ولم يحدث يوما أن طلبت منه شيئا إلا وفعله بحماس حتى لو كلفه الكثير من وقته وجهده، وهو مصور صحافي بارع ولديه لقطات عميقة، وأفضل أعماله من وجهة نظري لقطاته للطبيعة، والنصيحة التي أقدمها له دائما هي الفصل بين عمله كمصور صحافي وطبيعته كفنان، لأن العمل الصحافي يتطلب السرعة في التقاط الصورة تبعا للفعاليات والمؤتمرات وغيرها من الأحداث التي يقوم بتغطيتها، بينما صوره الفنية الخاصة لابد له من التأني وعدم التسرع فيها.
جمعنا حب التصوير
أما معاوية الأمين رئيس تمويل الشركات والتمويل التجاري في بنك أبوظبي للتمويل الاسلامي، وهو أيضا يمارس التصوير كهواية وعضو بجمعية مطاردي الضوء يقول: أجمل ما يميز علي الجنيبي انه ودود يحب اللمة ومخلص لأصدقائه، صبور ولا يزعل أبدا، بل متسامح لأقصى درجة يمكن تخيلها، ولديه هوس بالتصوير، واعتقد أنه ابدع في تصوير الطبيعة، وهو متجدد دائما. نجده من وقت الى آخر يحاول اقتراح مواضيع وأماكن جديدة، وقد جمعنا حب التصوير، وهذا النوع من الفن قرب وجهات نظرنا وجعلنا اكثر ارتباطا به.


==========================


منقول من جريدة البيان

حدث لها في رمضان




جلست تتحدث مع زميلتها عن الشحاذين والنصابين الذين ينتشرون في شهر رمضان، وعادت بذاكرتها إلى الماضي تقص عليها أول عملية نصب تقع لها أثناء طفولتها،عندما أرسلتها والدتها لتشتري لها كيسا من المعكرونة من محل البقالة المجاور لبيتهم، تقدم نحوها رجل لا تعرفه يسألها ( هل ذهبت إلى عم حسين؟) فأجابت بالنفي ؟،الا أنه عاجلها بالقول إن والدها أحضر لها فوانيس رمضان وعليها أن تذهب لعم حسين لتأخذها منه.
وطلب منها أن يصطحبها إليه، وبعد خطوات قليلة سألها عن النقود التي تغلق يدها عليها، فأخبرته بالمبلغ، فنصحها ألا تظهرها أمام العم حسين كي لا يزعل لأنه منح والدها الفوانيس كهدية لهم، فأحكمت يدها على النقود حتى تخبئها، إلا أنه أخبرها أنه مازال يراها داخل يدها، وعليها أن تعطيها له حتى يخفيها.
وأعطاها لفة صغيرة من ورقة جريدة وأخبرها أن النقود بداخلها، ثم أشار إلى محل بعيد وأخبرها أنه محل عم حسين بائع الفوانيس، وذهبت ولم تجد أحدا وعادت إلى المنزل وعرفت أمها أنها وقعت ضحية لنصاب ولا اثر للنقود داخل ورقة الجريدة وحمدت الله على عودة ابنتها سالمة وحذرها والدها ألا تصدق أحدا تراه في الشارع ولا تعرفه مهما حدث.
وفي شهر رمضان أيضا وأثناء عودتها من الجامعة وتحديدا أمام احد المخابز التي ازدحمت بالناس اقتربت منها سيدة ظهر عليها التعب والإرهاق وقلة الحيلة، وأعطتها ورقة كتب عليها اسم كتاب باللغة الانجليزية، وأخبرتها أنه كتاب لأبنها طالب الطب وإنها فقيرة لا تستطيع شراءه، فانهمرت دموعها وبشكل تلقائي مدت يدها داخل حقيبتها لتجمع كل ما تستطع من نقود لتعطيها للمرأة.
وواصلت سيرها إلى المنزل وهي مازالت تبكي، وعندما دخلت البيت سألتها والدتها بفزع عما أبكاها، فقصت لها الحكاية فاستفزتها ضحكات أخوها المرتفعة وقال لها ( اللي مامعهوش مايلزموش) لماذا يلتحق ابنها بكلية الطب وهي كلية لا يقدر عليها سوى الأغنياء، وأكد لها ان تلك المرأة نصبت عليها. شعرت بالضيق والنفور من أخيها الذي تحدث بنبرة لا ترحم الفقراء، إلى أن شاهدت تلك السيدة وبعد ثلاثة شهور تقريبا وهي تستعطف المارة بنفس الأسلوب ومازالت في يدها القصاصة التي كتبت عليها اسم الكتاب.
ابتسمت وهي تسترجع الذكريات عندما لبت دعوة والدتها على الإفطار وكانت لا تزال عروسا لم يمض على زواجها سوى عدة شهور، وعندما همت بالنزول من السيارة فوجئت بامرأة تهجم عليها وتنحني لتقبل يدها وهي تخبرها بأنها ستطرد من الغرفة التي تعيش فيها غداً إذا لم تدفع الإيجار.
ولم تتمالك دموعها ومدت يدها سريعا داخل حقيبة يدها واقتطعت من مالها ما يمكن أن يسدد ثمن ايجار الغرفة ومنحته للمرأة، وعندما قصت على أختها الحكاية، ضحكت وأخبرتها أن هذا السيناريو يتكرر كثيرا من تلك المرأة ويوميا في هذا المكان.ضحكت مع زميلتها على عمليات النصب التي لا يمكن اكتشافها إلا بعد فوات الأوان، وتركتها الزميلة وذهبت بعد أن طلبها المدير.
وأثناء انشغالها في العمل دخل المكتب شاب يبدو في الخامسة والثلاثين من عمره وأكد لها أنه قصدها بالذات لأنه يعرف أنها امرأة بمئة رجل وأنها ستساعده في المحنة التي ألمت به فقد أتى إلى البلد بتأشيرة زيارة لعله يجد عملا إلا أنه لم يحالفه الحظ ويريد أن يعود إلى وطنه ثانية وقد جمع له الأصدقاء جزءاً من ثمن التذكرة.
ولم يتبق منها إلا حوالي 400 درهم وإنه مستعد لمنحها كافة الضمانات وسيعطيها عنوانه ليرد لها المبلغ، طلبت منه أن ينتظرها بضع دقائق، وقامت بجولة سريعة ولم يقصر الزملاء في المساهمة، ومنحت الرجل ما أراد وعندما قصت الحكاية لزوجها ضحك متسائلا (هو وصل إليكم أيضا؟).




=======================


أجواء أبوظبي ..أهلة وفوانيس وخيام للسمر وحوار الأصدقاء




يقبل الشهر الفضيل في كل عام ويحمل بين ثناياه الخير والبركة على الناس حتى تعم أجواء العبادة والإيمانيات جميع الأماكن، وتجد الأسر في رمضان فرصة أثيرة للتقارب والالتفاف حول موائد الإفطار في جلسات تعكس الكثير من المودة والإلفة بين أفراد الأسرة تعمق التواصل والمحبة.

وتكملة لهذه الأجواء الرمضانية فقد استعدت فنادق أبوظبي لاستقبال شهر رمضان المبارك ولاحتضان العائلات من خلال المظاهر التي تعكس أجواء البهجة والروحانيات الجميلة، من كرم الضيافة العربية الأصيلة، فازدانت الباحات والقاعات بالفوانيس الملونة والأضواء التي تظهر هلال الشهر الفضيل في السماء الصافية والمتلالئة بالنجوم، والخيم التي تقدم القهوة العربية والتمر لجميع الزوار. ورغم أن الكثيرين يفضلون التفاف العائلة على مائدة الإفطار المنزلية، إلا أن هناك أيضا من يرغب في التنويع والتجديد باختيار مطاعم الفنادق المفضلة لديهم ليمضوا بعضا من أيام رمضان في إفطار على بوفيه مفتوح يضم أطعمة متنوعة وغالبا يكون ذلك بعد مرور الأسبوع الأول من الشهر الكريم.
وقد حرصت الفنادق في أبوظبي على توفير تلك الأجواء الرمضانية العطرة حيث تقول منى عوني من فندق ومنتجع شيراتون ابوظبي إن الفندق حرص على توفير أجواء رمضانية لنزلائه وزواره خلال الشهر الفضيل، كما دعت الزائرين للاستمتاع بموائد الإفطار الرمضانية الغنية بالأطباق الرمضانية التقليدية، وكذلك خيمة الباشاوات المطلة على البحر بوسائل التكييف والراحة لتكون فرصة فريدة للتعرف على جميع المطابخ العربية الأصيلة، بجانب قضاء أمسية رمضانية متميزة على أنغام العود في خيمة مصممة على الطراز التقليدي.
وتقول نيفين عزت من فندق ميلينيوم أبوظبي: شهر رمضان فرصة طيبة لتجمع الأهل والأصدقاء على مائدة الإفطار في جو عائلي حميم، وهذا ما حاولنا توفيره في مطعم سيتروس الذي تدب فيه الحياة حين تغيب الشمس مباشرة، حيث يقدم عدد كبير من الطهاة أكلات ترضي جميع الأذواق، كما يقدم الفطير الذي يعد سمة من سمات الشهر الفضيل،كذلك هناك عروضا ترويجية يقدمها الفندق لحفلات الإفطار والسحور لاستقطاب رواد الفندق.
دانية المالكي مديرة العلاقات العامة في فندق لو مريديان أشارت إلى إنه بجانب المأكولات التي يقدمها مطعم لابرسيري فإن الفندق يقدم طهيا مباشرا للمشاوي أمام الرواد بجانب الحلويات الشرقية والمأكولات محببة في رمضان، ومتعة طعم البوظة الطازجة والمعدة أمام أعين الرواد مباشرة بعرض دق البوظة المذهل والتي تم ابتكارها منذ 75 عاما، بجانب العروض الترويجية من بطاقات المنتجع الصحي والمطاعم وتذاكر لطيران الإتحاد.
أما في فندق لوريال مريديان فقد أكدت سوزان ماكلين أنه تم تجهيز مطعم أوبرا لاستقبال الصائمين وتقديم الإفطار لهم طوال شهر رمضان المبارك، وسوف يتنوع بوفيه الإفطار حيث يضم الأكلات العربية الخاصة بالشهر الفضيل، بجانب الخيمة سهر والتي تفتح أبوابها بعد الثامنة مساء وتقدم السحور والمأكولات الشعبية.
وفي فندق الإنتركونتينتال ذكرت ريما البارودي أنه يتم التجهيز لاستقبال شهر رمضان المبارك مبكرا وهذا العام أعد الفندق مطعم سليكشن ليقدم المأكولات الرمضانية والعصائر، وليجتمع الأهل والأصدقاء بعد الإفطار وحتى السحور لقضاء وقت ممتع وحميمي.
وفي فندق وأبراج الشاطئ روتانا تقول ليالي بو حبيب: بجانب تجهيز المطعم لتناول الأفطار وسط أجواء عائلية جميلة، فقد قام الفندق بتقديم أفضل أسعار لنهاية الأسبوع تتضمن قسائم شرائية من مركز أبوظبي التجاري وزين السبا وقسائم تستخدم في مطاعم الفندق.
لقاءات الأصدقاء
إبراهيم محمد أحد الشباب الذين يرتادون عادة الخيم الرمضانية في فنادق أبوظبي يقول ان شهر رمضان الفضيل فرصة له ولأصدقائه في التجمع والسهر على إيقاعات الأنغام والإنشاد الدينية وأن اغلب الأسر العربية والإسلامية تفضل الخروج من بيوتها بعد الإفطار للسهر في أماكن عامة تتوفر فيها الخدمات والاكلات الرمضانية بكل ما تحتويه من أطباق وألوان، ويضيف انه سعيد جدا بقدوم هذا الشهر المبارك حيث تتكرر لقاءاته بأصدقائه والسهر معهم في أجمل الخيم الرمضانية التي تقيمها معظم فنادق ابو ظبي وهي مزينة بالعادات والتقاليد والتراث العربي الأصيل.


============================

منقول من جريدة البيان

المساج علاج للصداع المزمن وآلام الظهر والضغوط النفسية



أصبح الطب البديل يفرض حضوره الفاعل في حياة الناس، وأخذ يشغل حيزاً مهماً يجذب إليه الكثير من المرضى الذين يعتقدون أن أمراضهم العضوية قد يكون العلاج البديل أنجع في علاجها من العلاج التقليدي، وأسلم من الدخول في عالم الأدوية الكيميائية وتأثيراتها.
ومن السبل العلاجية التي أخذت حيزها أيضاً المساج حيث يرى ممارسوه المترددون عليه أنه يقدم لهم الكثير من الفوائد على الصعيد الجسدي والنفسي. ويشكل المساج التايلاندي بأنواعه المختلفة، والأعشاب الطبيعية المستخدمة فيه، أحد أنواع المساج المعروفة.
حيث يشكل - حسب الخبراء فيه- تناغماً كبيراً يؤمن الاتحاد بين الجسم والعقل والروح حتى أنه يوصف كعلاج لكثير من الأمراض، لأنه ينشط الدورة الدموية ويجعل الجسم مملوءاً بالحيوية والنشاط ويترك العقل صافياً وهادئاً وخالياً من الإحباط والخوف واليأس ويخفف من القلق والتوتر والألم، ويضمن التخلص من أمراض كثيرة كآلام الظهر والسمنة وغيرها، كما أنه يؤدي إلى الارتياح الجسدي والنفسي منهياً الضغوط التي يعاني منها الفرد.
وقدمت سو ثانجار مديرة عام الواحة التايلاندية للتجميل والأخصائية كارن شرحاً وافياً عن أهمية المساج التايلاندي وأنواعه المختلفة وعن الأعشاب الطبيعية المستخدمة فيه، وقالت: إنه علم بحد ذاته تتوارثه الأجيال في تايلاند منذ عدة قرون مضت، وكان لعودة الثقة في الطب الشعبي عالمياً أثر كبير على مراكز الأبحاث في تايلاند التي عكفت على إجراء الأبحاث والدراسات على منتجات الأعشاب الطبيعية ومن ثم تطوير الأدوية التقليدية.
كما أن المساج التايلاندي يعد علاجا مكملا لبعض الأمراض التي لا تجد الدواء المناسب في الطب الحديث، ويعتمد كليا على شد العضلات وتتعدد أنواعه لجميع أنحاء الجسد من الرقبة والأكتاف واليد والقدم والأصابع والظهر. عمر سليم مدير خط الشمال لمنتجات المنتجعات والفنادق أشار إلى ازدياد الاهتمام بمراكز المساج التايلاندي في الإمارات حيث يوجد حوالي 150 مركزاً في دبي بينما لا يزيد عددها عن 10 تقريبا في أبوظبي.
كما أن عدد زوار تلك المنتجعات يتزايد بنسبة 20%-30% سنويا، وأضاف أن شركتهم سباقة في استيراد المنتجات الخاصة بهذا النوع من المساج بل إنها الشركة الوطنية الوحيدة التي تعمل في هذا المجال الذي يحتكره الأجانب، من مستلزمات العناية بالجسم كسنفرة الجسم التي تعمل على إزالة الخلايا الميتة وترطيب البشرة وتغذية الجلد بالمواد الطبيعية، والشيرودار وهو شكل من أشكال طب الإيروفيدا الذي يساعد على التخلص من الإرهاق الذهني والإنهاك والقلق والأرق وبعض الاضطرابات النفسية والعصبية ويساعد على تهدئة الأعصاب والإحساس بالراحة، والجمع بين الحرارة والتدليك العميق لإزالة التعب والإرهاق الشديد وتعمل على راحة العضلات والجسم.
ويعتمد هذا العلاج على الجمع بين أحجار البازلت الدافئة مع التدليك بالزيوت العطرية كذلك فإن الأعشاب معروفة منذ القدم كنظام للشفاء ولتخفيف آلام العضلات واستخدمها الصينيون والفراعنة وتم نقلها إلى أرجاء المعمورة وهي تساعد على الاسترخاء وتنشيط الجسم والعقل.
قنوات في الجسم لجريان الدم والهواء
اعتقد التايلانديون منذ زمن بعيد أن جسم الإنسان يحتوي على خطوط قنوات لجريان الدم والهواء مما يعرض الجسم للإصابة بالمرض في حال وجود خلل فيهما، وبالعكس، فإنه في حالة انسياب الدوران جيدا فإن ذلك يعطي الجسم الشعور بالراحة والصحة، كما أن هناك عشرة خطوط كبيرة للطاقة في الجسم البشري.
حيث يحتاج الشخص لأربعة شعلات لإيجاد قوة وصحة جيدة، ووجود ضعف أو خلل في أحد تلك العناصر يتسبب المرض في أحد الأعضاء، والعناصر الأربعة هي الأرض لبناء القوة الداخلية (العظام والعضلات والأعضاء المختلفة، ثم الماء للسوائل الداخلية (الدم والبلازما وغيرها)، ثم الرياح للجهاز العصبي المركزي والنخاع الشوكي، ثم النار للطاقة ومنح القوة والدفء.
=================================================
منقول من جريدة البيان

٢٤‏/٠٩‏/٢٠٠٨

المرأة الإماراتية.. إشعاع وإبداع بأنامل ناعمة




الإبداع وقصص نجاح النساء اللواتي اخترن طريق التحدي وتركن العمل الحكومي واتجهن إلى العمل الخاص هو الموضوع الذي فرض نفسه على المجلس الرمضاني النسائي الذي أقامه نادي فالكون التابع لشركة أدكو في أبوظبي تحت عنوان (إبداع المرأة الإماراتية).
وضم المجلس العديد من سيدات أعمال أبوظبي وموظفات شركة أدكو اللواتي استمعن بشغف إلى قصص المبدعات وتوالت أسئلتهن حول بداية هؤلاء وكيف اتجهن إلى العمل الخاص؟ وكيف يمكنهن الاتجاه إلى عالم البزنس واختيار المشروعات المناسبة؟، وبجانب النقاش الذي دار كان هناك أيضاً عرض للأزياء وآخر للمجوهرات، والعطور والبخور، وسحور ضم الأكلات الرمضانية المحببة على المائدة الإماراتية.
فايزة الزرعوني المدير التنفيذي للدعم الإداري لشركة منازل العقارية تحدثت عن تجربتها التي اختارت فيها الخروج من مجال العمل الحكومي كموظفة في شركة بترول إلى القطاع الخاص قائلة :عملت في شركة أدكو وهي شركة شبه حكومية، وهذا منحني ميزة إضافية حيث البيئة المناسبة لتطوير قدرات الموظف وتنمية مهاراته وإكسابه الخبرات المناسبة.
وهذا أهلني بالفعل للانتقال إلى القطاع الخاص لاكتساب خبرة مختلفة تواكب متغيرات العصر وذلك لأنه الأكثر إطلاعا على التغيرات التي تحدث للمجتمع خاصة الاقتصادية منها خاصة إذا كانت شركة حديثة التأسيس، وهذا منحني نوعا من الاكتفاء الذاتي. وأضافت الزرعوني أن التغيير بحد ذاته إيجابي وليس مشروطا بالانتقال من شركة لأخرى، ولكن المهم هو القرار المناسب لوقت الانتقال والتغيير حتى ولو كان ذلك من إدارة إلى آخرى في نفس مكان العمل، وهذا يجعل الإنسان قادرا على العطاء والتطوير والإنجاز.
وبإيجاز شديد قامت مصممة الأزياء منى المنصوري بسرد قصتها مع الإبداع عندما تركت عملها الأصلي كمهندسة بترول وانتقلت الى عالم الأزياء والموضة، وكيف أنها كانت أول مصممة أزياء إماراتية تعمل في أزياء الهوت كوتور في أبوظبي؟.
ولم تكتف المنصوري بعروضها للأزياء محليا بل انتقلت لتعرض أزياءها عربيا في بيروت ومن ثم انتقلت إلى العالمية حيث شاركت في أسبوع الموضة الذي أقيم في نابولي عام 2006م بجانب كبار مصممي الأزياء العالميين، حيث أثارت اهتمام وسائل الإعلام الأجنبية والتي كتبت عنها (مصممة أزياء عربية خطفت بحشمتها الأضواء من المصممين الإيطاليين).
وأعربت المنصوري عن اعتزازها بما وصلت اليه المرأة الإماراتية من تعليم ومكانة اجتماعية ووظيفية بفضل الحكومة الرشيدة التي وفرت الدعم الكامل للمرأة، وقدمت المنصوري خلال المجلس عرضا للأزياء ضم أكثر من خمسة عشر فستانا، استطاعت من خلاله انتزاع إعجاب الحاضرات من حيث التطور الملموس في اختيار الألوان والقصات والتطريزات.
وأشارت مصممة المجوهرات عزة القبيسي إلى دور الإعلام في إلقاء الضوء على المبدعات وتشجيعهن والمساهمة في نجاحهن، وانتقلت لتجيب على تساؤلات ضيفات المجلس قائلة انها درست تصميم المجوهرات في بريطانيا وعادت لتنطلق من أبوظبي من خلال مشروعها (ارجمست)، وتحدثت عن أن كل قطعة مجوهرات تقوم بتصميمها هي منفردة بذاتها وتحتاج إلى امرأة ذات أسلوب خاص وشخصية تعرف ماذا تريد وماذا يناسبها.
كما أن تصميماتها التي يدخل فيها التراث الإماراتي والطراز العصري يرضي طموحاتها، وأضافت أن اشتراكها في المعارض الدولية لتمثيل الإمارات منحها فرصة جيدة في أن يقدر الناس شغلها محليا. وأكدت عن سعادتها باقتحام كثير من الإماراتيات مجال تصميم المجوهرات مؤخرا بعد أن كانت هي الوحيدة التي تعمل فيه. وتحدثت أمل الهاملي عن عشقها لخلط العطور والذي بدأ كهواية ثم تحول إلى عمل بعد أن شجعها كل من جرب طريقها المميزة في خلط العطور والبخور والعود المعطر.
المهندسة وضحة بن زيتون المهيري مدير مكتب رواد الخليج للاستشارات الهندسية تحدثت عن الحلم الذي كان يراودها دائما في ترك الوظيفة الحكومية والانتقال إلى العمل الخاص وهذا ما حققته فعلا ويعد بداية للانطلاق إلى عالم أرحب وأوسع تكمن فلسفته في التطور المستمر.
أما الدكتورة شيخة سيف الشامسي رئيس مركز المواطنة والتنمية العربي كانت وكيلة سابقة بوزارة التربية والتعليم لشؤون المناهج، تحدثت عن المركز قائلة انه أول مركز أبحاث في الدولة يركز على دراسة مجالين من مجالات الدراسات الاجتماعية :التربية الوطنية والاقتصاد ويقدم استشارات تربوية تهدف لتعزيز المواطنة والمهارات الاقتصادية في كل المراحل التعليمية لمختلف الفئات التربوية.

========================