٢٧‏/٠٨‏/٢٠٠٨

ميزانية الأسرة..حائرة بين رمضان ودخول المدارس



يتزامن قدوم شهر رمضان الفضيل هذا العام مع وقت العودة الي المدارس وبدء عام دراسي جديد، مناسبتان كلاهما تتطلب زيادة حجم الإنفاق عن باقي أشهر السنة،فشهر الصوم هو شهر الخير والبركة وإجتماع العائلة على مائدة واحدة وقت الأفطار بجانب الأهل والجيران،وشهر الصدقة والزكاة وإستقبال العيد بالملابس الجديدة،كذلك لبداية العام الدراسي الجديد والعودة الي مقاعد الدراسة طقوس خاصة تتكرر في كل عام من حيث دفع المصروفات المدرسية وشراء الكتب وكافة المستلزمات الدراسية وغيرها،ويفرض وقوع الحدثين في وقت واحد هذا العام على الأغلبية منا التعامل بالتخطيط المسبق مع معدل زيادة الأنفاق الذي نجد أنفسنا واقعين فيه لامحالة، وكيفية مواجهة الحجم الكبير لتلك المصروفات مع الدخل والأرتفاع الجنوني للأسعار الذي يلتهم المعاش الصغير والكبير أيضا،البعض لجأ للأدخار مسبقا،والآخر أنتمي الى جمعيات والبعض أقترض مبلغا صغيرا من البنوك حتى يفي بإلتزماته المادية .
يقول الأديب حارب الظاهري رئيس إتحاد وكتاب الإمارات:نعم يزداد حجم الإنفاق في شهري رمضان ودخول المدارس، وتزامن الحدثين يجعل ما سوف ننفقه كثيرا ربما ثلاثة أضعاف الميزانية العادية للبيت ، لكننا لانستطيع تفضيل أحدهما على الآخرو ولا تأجيلهما ،لكن غالبا تتدبر الأمور بسلاسة ويسر،فشهر رمضان شهر كرم وخير وبركة،وعن نفسي أجد متعة حقيقية في التسوق لشراء مستلزمات المنزل من أطعمة ولحوم وغيرها،وأفضل أن تكون مائدة رمضان عامرة بالأكلات الخاصة به، كذلك فالبيوت عندنا مفتوحة لإستقبال الأهل والجيران والأصدقاء، بل والذين نعرفهم والذين لانعرفهم على مائدة الأفطار، بجانب ما يوزع على الجيران وللمحتاجين،ولايمكن أن يمر رمضان دون إخراج الصدقة والزكاة،ثم يأتي بعد ذلك إستقبال العيد ولإستعداد له، ولأنه سيأتي في أخر الشهر سيقل العبء المادي، لإننا سنتقاضي المعاشات مرتين الأولى في بداية الشهر والثانية قبل إستقبال العيد،كذلك فالعودة الى مقاعد الدراسة أمر حتمي يكلف ميزانية الأسرة خاصة هؤلاء الذين ينتسب أولادهم الى المدارس الخاصة، لكن لايوجد لدي حل منطقي لإنني لم أفكر يوما بهذا الموضوع يوما وأترك ميزانيتي مفتوحة دون تحديد ، فأنا لا أجيد التخطيط بشأن المادة.

وترى سيدة الأعمال سحر حسب الله أن المصروفات المدرسية أمرا محسوما مسبقا،لأننا غالبا نعرف حجم المال المطلوب منا إنفاقه، إنما ميزانية الإسرة في شهر رمضان أمر يختلف من عائلة إلى أخري حسب العرف السائد لديهم، فهناك من ينفقون كثيرا بسبب عزومات الأهل والأصدقاء على مائدة الإفطار، ومنهم من يتبرع يوميا لإفطار صائم أو عدد منهم حسب مقدرته،وآخرين أعتادوا على توزيع مواد تموينية لبعض الآسر المحتاجة في بداية الشهر،كذلك الصدقة والزكاة مفروضة علينا في ولايمكن تأجيلها،وشهر رمضان شهر له طقوس إحتفالية جميلة من حيث إجتماع الأسرة على مائدة الإفطار يوميا في زمن قلت فرص إجتماع أفراد العائلة بسبب الإنشغال في العمل وغيرها،وهو أيضا فرصة طيبة للتقرب الى الله سبحانة وتعالى بكثرة العبادة وإخراج الزكاة والإكثار من التصدق،ورغم إنني مع زيادة حجم الإنفاق في هذا الشهر إلا إنني ضد الإسراف والتبذير والقاء مايفيض من الطعام في سلة المهملات،لأن هذا السلوك يتنافي مع حكمة الصيام التي تدعونا الى توجيه أموالنا الى أعمال البر والتقوى،وإدخال البهجة للنفوس المتعبة والحزينة .

وتؤكد المدرسة منى التميمي أن تزامن قدوم شهر رمضان مع العودة لمقاعد الدراسة لم يكن أمرا مفاجئا، فالجميع على علم بذلك مسبقا ومنذ أنتهاء العام الدراسي ، وهذا جعل كل أسرة تعمل لنفسها ميزانية بحجم الأموال التي يمكن إنفاقها حتى يدبرون أنفسهم، وبالتأكيد هذا حدث في بداية العطلة المدرسية وقبل بداية عام دراسي جديد،ومن شعر بأن أمواله لاتكفي إستعان بالكريدت كارد وأعتقد إنه حلا مناسبا،فنحن محاصرون بإرتفاعات في أسعار السلع الغذائية خيالية تتضاعف أسبوعيا وربما وصلت الى300% وهو عبء حقيقي على ميزانية الأسر.

وتضيف التميمي وهذا ماجعلنى أشعر براحة في إستقبال الحدثين،فلم أشعر بالإرتباك مطلقا،والذي يجعلنا ننفق أموالا كثيرة في قضاء العطلات بالخارج يمكنا أيضا تدبر الأمر هنا، وربما تكون ميزانية المصاريف المدرسية معروفة مسبقا إنما المصروفات الرماضانية لايمكن حسمها خاصة مع إرتفاع أسعار السلع والذي يتعمده التجار في كل عام.
ويرفض مظاهر المبالغة في الإنفاق في رمضان الإعلامي عبد الرحيم البطيح مدير قسم الأخبار فضائية أبوظبي الذي يقول: أنه من المؤسف حقيقة أن تتضاعف ميزانية الأسرة في شهر الصيام،وعلينا أن نحاول تغيير عاداتنا الإستهلاكية في هذا الشهر وغيره من أشهر العام ، فمعظم الأموال تذهب الي شراء الطعام وكأن الناس يأكلون في هذا الشهر فقط ،وهنا أرى أن هناك ضرورة لتصحيح المفاهيم الخاطئة التي نتبعها،ولكنني مع زيادة الإنفاق إذا كانت تلك الأموال تذهب الى أعمال البر والخير ليستفيد بها فقراء المسلمين،أو بالمساهمة في بناء مدارس ومستشفيات يحتاجها هؤلاء في شتى بقاع الأرض.
(الأمور جميعا يدبرها الله سبحانة وتعالى)هكذا قالت نهال صلاح الدين مسؤولة التحصيل في المصرف العربى للإستشارات والتجارة الخارجية وأضافت تزيد ميزانيتي هذا الشهر بنسبة 1,7 بالنسبة لباقي شهور العام،وذلك لعدة أسباب أولها ان مائدة رمضان عامرة وكبيرة بسبب إجتماع عدد كبير من الناس عليها من الأهل والأصدقاء، كذلك لايمكن أن يتكرر تواجد نفس الطعام الذي أكلناه في اليوم السابق على مائدة اليوم التالي ،لذلك نقوم بالطهي يوميا،ثانيا أرسل يوميا بعضا من طعام البيت للصائمين والذين يجتمعون على موائد الرحمن في المساجد،كذلك الزكاة والتصدق على من نراهم في حاجة الينا، وعن نفسي أنا مع زيادة ميزانية الأسرة في شهر رمضان ولكن أن يكون الأمر مشروطا بإنفاق هذا المال من أجل التقرب الى الله، وليس للأحتفال المظهري فقط ، وهذا ما أحاول فعله،فأنا ضد الخروج بعد العشاء حتى قرب صلاة الفجر من أجل التسلية وإنفاق المال على الجلوس على المقاهي وغيرها،اما بالنسبة للمصروفات المدرسية أجد إنها أمرا تدبرناه مسبقا لإننا نعي أن شهر العودة الي المدارس هذا العام يتزامن مع إطلالة شهر رمضان المبارك.

وبلهجة ساخرة تدخل في الحوار أخوها المهندس أحمد صلاح الدين وتساءل:اية ميزانية تتحدثون عنها،هذا إذا كان لي ميزانية في الأساس، فالغلاء يحاصرنا في كل مكان نذهب اليه بداية من السكن والطعام والمواصلات والملبس والمأكل،والمعاش لايكفي في الشهور العادية فمابالكم بهذا الشهر؟ن حقا لقد اصبحت الحياة غالية جدا وبشكل غير أعتيادي،فهناك كثيرين يعانون من عدم الوفاء بأبسط التزماتهم المادية، رغم إعتقاد البعض أنهم يتقاضون رواتب جيدة،لكن الحقيقة أن تلك المعاشات تطير بسرعة البرق بعد إستلامها من البنك مباشرة.

تقسم نجوى محمد وهي تعمل سكرتيرة في إحدى الشركات الخاصةبإنها تمر هذا الشهر بكارثة حقيقية على حد قولها، أما لماذا؟ فهي تجيب قائلة:لقد عدت منذ أيام قليلة من إجازتي السنوية التي قضيتها في وطني الأم، وقد أنفقت الكثير بسبب شراء التذاكر والهدايا وغيرها، ثم أنفقت هناك مبلغا كبيرا من المال بل وأستعنت ببعضا من مدخراتي بسبب الغلاء الفاحش الذي يجتاح العالم في كل السلع الأساسية ثم عدت وكانت التزماتي تفوق الوصف، فعلي دفع إيجار السكن الذي أخذته على نفقتي الخاصة، ثم مصاريف أولادي الأثنين في المدارس الخاصة، ثم حاليا الإستعداد لشهر رمضان وربما أن مجيئه في أول الشهر فرصة طيبة لإستلام المعاش قبل بدايته،وكنت حائرة بسبب عدم مقدرتي على جمع تلك المبالغ الطائلة، لكنني أستطعت حلها عن طريق إحدى زميلاتي في العمل والتي أقترحت علي أن نبدا في جمعية بين الزملاء والمعارف على أن أكون أول المستفيدين منها.

أما خلفان جمعة موظف في أحدى الدوائر الحكومية فقد حلها بالإستدانه بقرض صغير من البنك قائلا: لا أرغب في الإستدانة من اهلى أو إرغام زوجتي على منحي راتبها،رغم إنها لاتقصر في الإنفاق على البيت إذا أحتاج شيئا، فذهبت فورا الى البنك الذي أتعامل معه وطلبت مبلغا من المال وجدته مناسبا لحل المشكلة،ورأيت في تسديده أيضا سهولة لاتؤثر على سير حياتي ولا ترهقني.
( مصائب قوم عند قوم فوائد)مثل بدات به حديثها المحاسبة أميمة سالم وأردفت: قبل بدأ الموسم الدراسات يبدا التجار بإستعراض أدواتهم المكتبية معلنين عن تخفيضات وعروض خاصة وغيرها، كذلك تفعل محال السوبر ماركت الكبيرة،والمستهلك يشتري ويدفع ويخسر من جيبه ويخسر ماله ويكسب التجار وينتعش سوق البيع، الموظف محاصر بإرتفاع الإيجارات،وزيادة الرسوم المدرسية،وإرتفاع أسعار السلع الأساسية، وإرتفاع ضغط الدم بسبب قلة الراتب .

يقول الدكتور عبد العزيز علي حسن المستشار والخبير الدولي في الإستثمار والتنمية البشرية أن هناك بعض الخطوات يجب إتباعها لضبط الميزانية وذلك من خلال تحديد الأيرادات والتي تتمثل في الراتب الشهري أو الدخل الذي يأتي من عقارات أو أراضي وغيرها،وذلك مقابل بنود الإنفاق وحجم المصروفات الثابة مثل إيجار السكن ،فواتير الهاتف والكهرباء، دفع أقساك مدرسية أو تأمين أو تسديد قرض، السلع التي يحتاجها المنزل من طعام وغيره ، إضافة الى الجزء المتبقي من (مجموع الأيرادات – حجم الإنفاق= الإدخار).
وتعد الميزانية اسبوعيا أو شهريا، أوربع سنوية أو سنوية سواء كانت خاصة بالغذاء والملابس والرعاية الطبية،ثم تحديد بنود الإنفاق للطواريء والإدخار،ثم يأتي بند تحديد الأهداف من الميزانية سواء كانت أهدافا طويلة المدى ـ أو أهدافا قصيرة المدى، وتحديد الأشياء الأكثر أهمية ثم الأقل أهمية وعمل موازنة للميزانية لمعرفة هل يكفي حجم دخل الأسرة الحجم المنصرف أم لا وهذا يمكنا من تقليل بنود المصروفات حسب دخل الأسرة والإمكانيات المادية المتاحة لها .
===========================

منشور في جريدة البيان

٢٢‏/٠٨‏/٢٠٠٨

جمال المجايدة.. صحافي يهتم بالتاريخ وتحليل الواقع



تبقى سويسرا هي الأقرب الى قلب الدكتور جمال المجايدة، فهو يقول: السويسريون يفخرون امام زوارهم أنهم الشعب الوحيد في العالم الذي يغير رئيسه سنويا، فالرئيس مجرد شخص عام في المجتمع يذهب الى عمله، بمقر الرئاسة في العاصمة بيرن، بالمترو أو القطار.

ويقرأ الصحف اثناء الذهاب والإياب مثل عمال مصانع النبيذ والشكولاته دون أن يكلف ميزانية الدولة الاتحادية فرنكا واحدا لإجراءات الأمن والحراسة التي ترهق موازنات الدول الأخرى سواء كانت متقدمة او متخلفة. وهذا النظام يعتبره السويسريون دلالة على استقرار النظام السياسي، الذي يندر أن تحدث فيه تغييرات حادة، فالرئيس يعلم انه لن يمكث في الكرسي سوى عام واحد، لذلك لايتعدى حدود سلطاته التي منحها له الدستور، بل ويبدأ الاستعداد لتسليم الرئاسة الى سلفه منذ اليوم الأول للعام الممنوح له للبقاء في الحكم.

وعن جنيف يقول المجايدة: هي مكتظة بالزوار العرب والأجانب وكل فنادقها ومقاهيها ومراكبها البحرية محجوزة للسياح الأجانب خاصة في اشهر الصيف، ومن يتمشى ساعة العصر او قبيل غروب الشمس المتأخر (العاشرة ليلا) على ضفاف بحيرة جنيف سيعتقد انه في مدينة خليجية أو عربية لكثرة الموجودين من دول الخليج هربا من حر الصيف بحثا عن جو اكثر برودة.

لوزان الساحرة : ويضيف المجايدة: ولوزان مدينة ساحرة بموقعها على تلال جبال الألب، وملامستها بحيرة ليمان المحاطة بالغابات والحدائق، وتعرف بالمدينة الأولمبية. وقد أجمع العديد من الشعراء والأدباء على انها اجمل المدن السويسرية وأكثرها رقة، وسكانها ال125 ألف نسمة اعتادوا على العيش مع الأجانب الذين ينتمون الى اكثر من 50 جنسية. وفي الحارات القديمة يمكن اكتشاف جمال زيوريخ، فهي مدينة لاتنام، سويسرية الطباع عالمية المزاج، والسويسريون بطبعهم مسرفون ولايعرفون العنصرية.

وينتقل المجايدة الى بلد آخر يحبه، وهو فرنسا التي يزورها 60 مليون سائح سنويا. زار فيها معظم معالم باريس، ويقول: كل ماتشاهده جميل فهي المدينة المتحف بداية من اللوفر إلى ساحة الكونكورد والشانزليزيه والتروديكايرو وإيفل العملاق ونهر السين وحدائق قوس النصر المجاورة للشانزليزيه، مرورا بقصر فرساي والأوبرا الخالدة ونفق الموت التي قضت فيه الأميرة الراحلة ديانا مع دودي الفايد. ويعد متحف اللوفر الذي يستقبل ستة ملايين زائر سنويا الرئة التي يتنفس بها العالم، لما يحتويه من آثار أهم الحضارات الإنسانية من فرعون وبابل حتى يومنا هذا.

بلد الذهب والألماس والإيدز

ويعرج الى جنوب افريقيا قائلا: حسب قول السائق الذي صاحبنا في الرحلة يوجد بها أكبر منتج في العالم للذهب والألماس، حيث يوجد بها 28 منجما مملوكة بالكامل لأميركا و«اسرائيل» وبريطانيا، وبلجيكا، وليس لجنوب افريقيا او شعبها نصيب فيها على الإطلاق! كما قال ان 10% من السكان البيض يمتلكون كل ثروات جنوب افريقيا، والـ 90% من السكان الأصليين لايملكون سوى الوظائف الصغيرة والبطالة والفقر والجوع والتشرد، علماً أن عدد سكانها أصبح العام الماضي 35 مليون نسمة.

وتعد جوهانسبرغ اليوم مدينة اشباح، فلم تعد عاصمة اقتصادية لجنوب افريقيا كما كانت بعد أن غادرها اصحاب الأموال والاستثمارات. تركوا أملاكهم وأبراجهم التي تقدر بمليارات الدولارات للمجهول، فالمدينة تئن من وطأة التخلف. الشوارع تحولت الى مرتع للجريمة ليل نهار، انه غضب الفقراء على الأثرياء ونقمة السود على البيض، معادلة صعبة قضت على مدينة عملاقة عرفها العالم على مدى عقود من الزمن كرمز اقتصادي بارز. جوهانسبرغ اليوم باتت اكثر المدن فقرا وتخلفا بعد سيطرة السود على شوارعها ووضعها في الأسر دون أي سلطة للدولة او رمزها الشرطة!

ويواصل: وتعد مدينة سويتو الشاسعة فقيرة ومظلمة جدا ومعظم احيائها بلا ماء أو كهرباء أو اتصالات، وهي ماتزال ترمز الى عهد الفصل العنصري البائد الذي حرم السود من العيش في المدن الرئيسية واصر على بقائهم داخل سويتو، من هناك تولدت الكراهية والحقد ضد البيض ايا كانوا! وفي مخيمات البؤس في الضواحي توجد أعلى معدلات الإصابة بالإيدز في العالم، والدولة لا تتدخل لإنقاذ الأرواح من الموت، الناجم أيضا عن الفقر والجهل والتخلف والأمية والبطالة والتشرد.

نهر هان

وعن كوريا الجنوبية يقول المجايدة: تعد سيؤول العاصمة أكبر المدن واجملها فهي عاشر أكبر مدينة في العالم، ويمتزج فيها الماضي والحاضر بصورة رائعة. حيث تحتوي العديد من القصور، والبوابات والأضرحة، والآثار التي لا تقدر بثمن، الموجودة في المتاحف التي يرجع تاريخها الى القرون الماضية، وفي الوقت نفسه تعكس ناطحات السحاب والكثافة المرورية العالية روح الحداثة.

وكوريا دولة صناعية، يتجه طلابها الجامعيون لدراسة المعلومات والاتصالات والتكنولوجيا والهندسة بكل فروعها، والدولة تقدم اجهزة الكمبيوتر مجانا لطلاب المدارس منذ عام 1996 وربما هذا هو سبب طغيان التعليم الإلكتروني، وتطبق التربية الكورية حاليا نظام (يو بي كوتس) للتعليم عبر الإنترنت الذي يتيح التعليم للجميع داخل وخارج كوريا.

اسطنبول عراقة التاريخ

كما زرت اسطنبول تلك المدينة التاريخية العريقة مرات عدة، فهي متحف الحضارات الإنسانية وموطن الدولة الإسلامية بمساجدها وقصورها وتراثها العريق، ومن أجمل أماكنها قصر دولما بهجة سرايا الذي يضم جناحا خاصا بالرسول (ص) والخلفاء والأئمة والصحابة. وأهم معالمها آيا صوفيا، والسيراميك والفن، والسجاد التركي، والموازييك والحربي وكاريا والبحري.

وأهم مايلفت الانتباه انتشار المساجد والمآذن وقببها المصممة حسب الهندسة المعمارية القديمة. كما زرت قبرص التركية التى تتمتع بمناظر خلابة للغاية. وتنتظم على طول ساحلها الجبال الوعرة والشواطئ الرملية الذهبية، ويفصل سهل ميساوريا العريض الخصيب بين سلسلتي جبال ترودوس وكيرينيا.

وفي ايرلندا زرت «جزيرة أميرالد» وهو الاسم الذي تعرف به إيرلندا، بشعبها الودود. وزرت امستردام عاصمة هولندا وأكبر مدنها وتضم عددا من المتاحف، لعل ابرزها متحف الفنان العالمي فان غوخ. أما الدنمارك وباختصار شديد لاتجد فيها متسكعين او مشردين ينامون على الارصفة، ولاتجد فيها عاطلين او مجرمين يحولون حياتك الى جحيم، فهي بلاد هادئة راقية وجميلة، اهلها مثقفون طيبون متعلمون يعرفون كيف يصيغون المستقبل وينظرون الى الماضي بتواضع جم!

ومن ايطاليا تحدث المجايدة عن مدينة البندقية قائلا: هي أكثر من مئة جزيرة ملتصقة، التنقل فيها بالجندول والقوارب الكلاسيكية، وتعد من أجمل مدن العالم.

إضاءة

يوجد في حنوب إفريقيا 28 منجماً للذهب مملوكة بالكامل لأميركا و«إسرائيل» وبريطانيا، وبلجيكا، وليس لحكومة جنوب إفريقيا أو شعبها أي نصيب على الإطلاق، و10% من البيض يمتلكون ثروات جنوب إفريقيا، بينما 90% من السكان الأصليين لايملكون سوى الوظائف الصغيرة والبطالة والفقر. وتعتبر زيوريخ رئة سويسرا المالية وسوقها التجاري والسياحي، وفي مسح دولي نشر في لندن عام 2006 ظهرت زيوريخ أفضل مدينة في العالم.
=============================




١٨‏/٠٨‏/٢٠٠٨

هويدا الخوري موهبة تخشي من الإحتراف



هي موهوبة بالفطرة ترسم كل ماتشاهده عيناها وتعجب به وتختزنه في مخيلتها،ربما ورثت فنها هذا من والدها حيث نشأت في عائلة تهتم بكافة أنواع الفنون اليدوية ،فالأب يقوم برسم اللوحات وصناعة المجسمات الخاصة بالبيئة الإماراتية القديمة،بل ويهتم أيضا بالتراث ولدية متحف يضج به منزله الذي يضم حوالي 10 آلاف قطعة أثرية وتحف نادرة،كذلك فجميع أخوانها خاصة البنات يمتلكن موهبة تكاد تكون خرافية في الرسم،إلا أن هويدا يوسف الخوري التي تعشق هذا الفن التشكيلي إتجهت الى مجال تصميم الأكسسوارات رغم حبها أيضا لتصميم الأزياء الذي قررت أن تخوضه مستقبلا ،ولأنها أستطاعت أن تتفوق علىها في تصميم إكسسوارات عصرية تتناسب مع إمرأة اليوم فقد أختارتها وزارة الثقافة والشباب لتمثيل دولة الإمارات العربية المتحدي معرض تركمستان الدولي للمجوهرات والفنون منذ ثلاثة أشهر تقريبا، وكانت الإمارات هي الدولة العربية الوحيدة المشارك في هذا المعرض وقد نالت أعجاب وإشادة كل الزوار من شخصيات هامه وغيرهم من كافة الجنسيات العالمية ونالت جائزة وشهادة تقديرية .

تقول هويدا منذ زمن بعيد وجدت نفسي أهتم بالرسم و أقوم بعمل نقشات للحناء جميلة أنفذها على يدي وعلى يد أخواتي وصديقاتي،كذلك أحببت تصميم الديكور وترتيب قطع الأثاث بطريقة غريبة تلفت الإنتباه،وعشقت الأحجار الكريمة وتعرفت على أنواعها وأحببتها، وربما كان ذلك أيضا بسبب حب والدي لتلك الأحجار وشراءه لها من كل مكان يسافر اليه،ووجدتني دون أن أدري أقوم بتصنيع تلك الأحجار بعد أن اصمم لها شكلا أرسمه مبدئيا على الورق ثم أنفذه، إلا أنني بدأت هوايتي بشكل فعلي وحقيقي منذ عام تقريبا فقمت بصنع المسابح ثم أتجهت الى عمل الإكسسوارات الخاصة بالمرأة من أقراط وعقود وأساور وخواتم وصناعة علب خاصة لحفظ المجوهرات وميداليات للمفاتيح وزينة لأجهزة الموبيل وغيرها.
كذلك تأثرت كثيرا بوالدي وهو تاجر للتحف القديمة، يعجبة كل شيء نادر، ومن يزور بيتنا يجد أن والدي حول معظم غرفه الى متحف يضم كل ماهو نادر،فهو يمتلك حوالي 10 الا ف قطعة أثرية وتحف نادرة ،وجدت في تلك القطع كافة أنواع الفنون التي بهرتني وجعلتني مشدودة لها.
عشق الأحجار الكريمة
وتضيف هويدا أعشق اللؤلؤ والمرجان والفيروز،ولكل منهم قصص لدي في تصميم الإكسسوارات حسب حالتي النفسية وأطعم تلك الأحجار بالخيوط وبعض المعادن كالفضة، وكانت ردود أفعال من حولي مذهلة شجعتني على أن أنتبه أنني أمتلك موهبة حقيقية وعلى الا أضيعها، فبدات أعمل بجد وأتقن ما أصنعه رغم إنه يرهقني كثيرا لأنني اقوم بذلك يدويا ، بل واستخدم أدوارت ربما تكون بدائية، فأنا لا أتعاون مع أية ورشة لتصنيع الإكسسوارات وهذا مابهر زوار معرض تركمستان الدولي للمجوهرات والفنون.
وتواصل الخوري وعندما أزداد إنتاجي من الإكسسوارات وجدتها فرصة طيبة أن أشارك في المعرض الذي أقامته وزارة الثقافة والشباب خاص بإبداعات الموظفين وضم عددا كبيرا من الرسامين والمصورين وحصلت على المركز الأول وكرمتني الوزارة، ورشحني الوزير بدعوة من وزارة الإعلام في تركمستان للمشاركة في المعرض الذي أقيم على مدي ثلاثة أيام في 16—18 من شهر مايو الماضي،والحقيقة إنني فرحت كثيرا لأنني سأمثل بلدي الإمارات في معرض دولي بجوار فنانيين عالميين ،وهناك أكتسبت خبرة طيبة بالتعرف على نتاج الأخرين وإبداعاتهم وثقافاتهم المختلفة،وقد شهد جناح الإمارات الذي كنت أعرض فيه تصميماتي إقبالا كبيرا من الحضور لم أكن أتوقعه،فمازلت أحبو في عالم تصميم الإكسسوارات،وقد ضم المعرض بعض المسابح والإكسسوارات النسائية ، وقدمت ايضا مجموعة قمت بتصميمها على شكل لون علم الإمارات ،وطلب مني الناس هناك أن يشتروا مني الإكسسوارات إلا أنني أعتذرت لهم لإنها ليست للبيع، فلم أكن قررت مسبقا أن أبيع تلك الأشياء وقمت بتوزيع هدايا عليهم من إكسسوارات الموبيلات التي نفذت على شكل علم الإمارات، وفرح بها الناس وهذا أسعدني كثيرا .
العمل اليدوي مرهق
كذلك تعجب زوار المعرض من إنني أقوم بتصميم تلك الإكسسوارات وأنفذها يدويا وقالوا لي أن هذا الأمر مرهقا ويطلب مهارة خاصة جدا لتخرج الإكسسوارات بهذا الشكل المتقن والجميل،وقد أثنت على المشغولات قرينة رئيس وزراء كوبا وتحدثت معي عن كيفية صناعة تلك الأشياء يدويا والأدوات التي أستخدمها، وكم من الوقت يمكن أن تستغرق صناعة بعض القطع التي أشارت لها، وكانوا يسألونني عن معلومات عن الإمارات ووضع المرأة فيها والأماكن السياحية بها وغيرها .

وتستطرد خوري قائلة: كنت أنا المرأة العربية الوحيدة في المعرض،فلم تكن هناك مشاركة من دول عربية أخري سوى الإمارات،وهذا أيضا جعلني أشعر بالفخر والإعتزاز لتمثيل بلدي الإمارات وأيضا وطني العربي،والحقيقة إنني تشرفت كثيرا بترشيحي من قبل وزارة الثقافة والشباب،ووجدت كل المساعدة منهم ومن سعادة حسن الغضب سفير الإمارات في تركمستان الذي وفر لي صندوق المندوس،وبعض الأكلات الشعبية كي يتعرف الأجانب على طعامنا .

احاول تطوير موهبتي بالقراءة وإكتشاف ماهو جديد في هذا العالم من خلال النت ،ووجدت أن تصميم وصناعة الإكسسوارات من حلي نسائية هو قديم جدا لدي الفراعنة والعرب الذين أهتموا بزينة المرأة ، وكانت صناعة الحلي فنا من أقدم وأرقى الفنون التي عرفها البشر،وقطع الحلي التي يعثر عليها في المخلفات الحضارية لشعب من الشعوب هو دليل على مابلغته تلك الحضارة من رقي وفي إعتقادي أن ما تضمه المتاحف من حلي عربية يدلل على رقي حضارتنا التي برعت في كافة العلوم والفنون.
وتؤكد هويدا أن المرأة الإماراتية تعشق الحلي منذ القدم والتراث القديم يظهر ذلك حيث أن لها حلي كثيرة تزين بها الرقبة والأذن والرأس والأنف والمعصم والوسط والذراع والأصابع والقدم .
وفتاة اليوم برغم تمسكها بالتراث القديم إلا أنها أيضا تفضل الموضات العصرية في عالم الإكسسوارات،فمنها ما تستطيع أرتداءه يوميا أثناء العمل ومنها ماتلبسه في الحفلات والمناسبات العائلية وغيرها.
ورغم تشجيع كل من حولي إلا أنني مازلت أعتبر نفسي هاوية وربما أفكر مستقبلا أن يكون لي مشروعي الخاص في هذا المجال خاصة وأن كل ما ترتديه أخواتي من إكسسوارات أقوم بتصميمها تعجب زميلاتهن في العمل اللواتي يرسلن لي مطالبين بعمل مثلها وشراءها مني ، كذلك أتمني أن أخوض بقوة مجال تصميم الأزياء خاصة (الهوت كوتور) فأنا أصمم ملابسي وملابس أخواتي وأنفذها من خلال الخياط،ولا يصدق أحد حتى الخياط نفسه إنني صاحبة التصميم.
وتتمني هويدا الخوري أن تجد الشجاعة الكافية للخروج الي الميدان العملي وتنطلق من عالم الهواية الى عالم الإحتراف قائلة:أعرف أن لدي موهبة جميلة بإعتراف كل من شاهد تصميماتي وتصنيعي اليدوي للإكسسوارات إلا أنني لا أجد في نفسي روح المغامرة حتى أخوض هذا المجال كمحترفة تسعى لوجود مشروعها الخاص وتسوق لنفسها وذلك لإنني خجولة جدا في هذا الجانب،ورغم أن أهلي يشجعونني ويطلبون مني الإقدام قائلين لي أن أترك أمر التسويق لهم إلا أنني مازلت أخاف هذا الأمر حتى أنهم طالبوني بالتقدم لبرنامج مبدعة ليساعدونني في أن أبدأ مشروعي ، ومازالوا ينتظرونني كي أتخذ القرار.
إنسانة مرهفة الأحاسيس

وهويدا إنسانة حساسة جدا تتألم سريعا لما تشاهده على شاشات التلفاز من حروب ومجاعات،وتتعاطف بسرعة البرق مع إي إنسان لديه مشكلة تؤلمه وتحاول حل تلك المشكلة أو التخفيف منها،وهي رقيقة تشعر بحب جارف تجاه الحيوانات الأليفة وتعشق الطيور وفي منزلها تقوم بتربية العصافير والكناري والحمام ، وهذا الآخير يأتي اليها من أماكن لاتعرفها ليقف أمام نافذتها يغني وكأنه يتحدث معها ، وإذا حدث ومرض واحد من تلك الطيور وخاصة(العصفور توتو) فهي تهرع كأم ملهوفة الى الطبيب ليشخص المرض ويصف له العلاج الذي تعطيهم أياه بنفسها، والطيور في منزلها حرة طليقة دون قفص يعتقل حريتها .وتقص هويدا قصة أحد الحمامات التي آتت للعيش داخل منزلها قائلة: قبل 6 سنوات تقريبا وبعد جنازة والدتي مباشرة وجدت حمامة تقف عند شباك حجرتي تطيل النظر الي وكأنها آتت لتواسيني في فقدان الغالية،ففتحت لها النافذة وتركتها تدخل البيت وأطعمتها وأسقيتها ماء وأطلقتها للفضاء ثانية إلا أنها كانت ترفض أن تبتعد وتعود الي فأحترت في أمرها وقررت ألا أحاول إبعادها ثانية، وعاشت معنا داخل المنزل وفي الحديقة وتطير بعيدا ثم تعود، فتعلقت بها وبادلتها نفس الحب ،وتزوجت الحمامة وباضت وفقس البيض صغارا أخرين وتكاثر الحمام من أولادها ومازالو يعيشون جميعا في حديقة منزلنا،كذلك بجانب العصافير الملونة لدي ببغاء يؤذن وينادي علينا بأسماءنا ويحاول أيقاظنا في الصباح لنلحق أعمالنا.













١٣‏/٠٨‏/٢٠٠٨

هبوط اضطراري


وهي طفلة كانت تتابع بشغف الطائرات المحلقة في السماء وتحلم أن تكون من هؤلاء الركاب الذين يستقلون الطائرات،وتحققت الأمنية عندما تزوجت وسافرت مع زوجها لقضاء شهر العسل في بلد أوربي، يومها شعرت ببعض الارتباك خففه عنها زوجها الذي علمها كيف تربط حزام الأمان وتشده على خصرها، وكيف تجعل المقعد في وضع قائم في حالة الصعود والهبوط، وكيف تنتبه لتعليمات السلامة.

وتكررت سفراتها فيما بعد وكان السفر بالطائرة متعة خاصة جدا بالنسبة لها،بل وتفضل دائما مقعد النافذة حتى تتمكن من رؤية صعود وهبوط الطائرة، ورؤية معالم المدن التي تزورها.فلم تكن أبدا تهتم بحوادث الطائرات التي تراها من حين إلى آخر على شاشات التلفاز،وتعتبر كل ما يحدث قضاء وقدرا لا حيلة للبشر فيه.

ثم تغيرت تلك المشاعر إلى أحاسيس مختلطة بين الخوف والتردد، بل وتركت نفسها فريسة سهلة لاكتئاب مؤذ يداهمها كلما قررت السفر بالطائرة،بل وتبدأ معاناتها قبل موعد السفر بشهر تقريبا،حاولت أن تفهم معنى التغير الذي حدث لها وفكرت مليا في الأسباب التي تجعلها تصل إلى مرحلة التشاؤم والهلع من ركوب الطائرات.

وبررت لنفسها ذلك بعدة أسباب فربما خوفها من أن تلقي حتفها في الجو أن تترك أولادها دون أم ترعاهم وتأخذ بيدهم حتى يستطيعوا مواجهة الحياة،أو ربما كلما تقدم بها العمر كلما ازدادت تشبثاً بالحياة،أو لأنها لا تريد أن تنتهي حياتها بقصة تشبه أفلام الأكشن الأميركية، أو بقصة درامية تتناقلها وكالات الأنباء وصفحات الجرائد والفضائيات.

واليوم سافرت بصحبة زميلتها في مهمة رسمية،ورغم أن سفرها مع أحد تعرفه يهون عليها الوقت لأنها غالبا تقضيه في الثرثرة وسرد الحكايات مع الطرف الآخر منذ وقت إقلاع الطائرة حتى هبوطها بسلام إلا أنها لم تكن ترتاح لتلك السفرة،وهاجمها شعور غريب بأن شيئاً سيحدث، وأثناء الاقلاع قرأت دعاء السفر أكثر من مرة.

وظلت تنظر بقلق لعلامات ربط الأحزمة، وبعد أن انتهت من التهام الغداء فجأة انطلقت الصفارة التي تشير إلى ربط الأحزمة بشكل هيستيري، ثم أعلن المذياع الداخلي عن ضرورة ربط الأحزمة لأن الطائرة تهبط،وعلى جميع الركاب البقاء في مقاعدهم وإبقاءها قائمة، وهرع المضيفون والمضيفات بشكل يبعث على القلق لأخذ أماكنهم جلوسا على مقاعدهم،ونظر الناس في الطائرة لبعضهم لعلهم يجدوا ما يطمئنهم في الوجوه التي حولهم.

ولكن هيهات فقد أصيب الجميع بالوجوم وبدأت تنظر من نافذة ووجدت الطائرة تهبط إلى الأسفل حقيقة، تملكها الرعب وقالت بصوت مسموع (أتاك الموت يا تارك الصلاة)، وبدأت في ترديد بعض الأدعية خاصة دعاء سيدنا يونس في بطن الحوت (لا إله ألا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين)، وضجت الطائرة بالاهتزازات والمطبات الهوائية وكأنها سيارة تسير في شارع غير ممهد ومليء بالحفر والصخور.

نظرت إلى زميلتها فوجدتها غارقة في النوم وكانت قبل ذلك بدقائق تؤكد لها أنها لا تستطيع النوم أثناء سفرها بالطائرة حتى لو كانت متعبة وتظل مستيقظة حتى تهبط الطائرة إلى أرض المطار، فتابعت بإصرار الإكثار من الدعاء (الله أكبر وسبحان الله)،ووجدت أن الأمر يزداد سوءاً، فنبهت زميلتها لتشاركها ما يحدث، وأخبرتها أنهم أعلنوا عن هبوط للطائرة.

فسألتها زميلتها: هل تعرفين كيفية استخدام (سترة النجاة الموجودة أسفل المقعد؟)، أجابتها بالنفي وردت عليها ساخرة (لم يحدث واستعملته من قبل)، فردت زميلتها (تلك مشكلة حقيقية، ومن المفروض أن ننتبه للتعليمات فيما بعد)، وشعرت بالضيق من البرود الذي بدت عليه تلك الزميلة فردت عليها بعصبية:هذا إذا نجونا من تلك المرة.

وظلت الطائرة تتأرجح يمنة ويسرة،تهبط وتعود إلى الارتفاع ثانية، وبعد حوالي نصف ساعة من القلق والاضطراب أعلن المضيف عن ضرورة الإبقاء على ربط الأحزمة وبقاء المقاعد في وضع قائم لأن الطائرة تقترب من المطار، فارتفعت أصوات الركاب بالشكر لله سبحانه وتعالى.وبدأت الطائرة في الهبوط التدريجي إلى أرض المطار،ونظرت إلى المدينة من أعلى وشاهدت المباني والشوارع وقد اقتربت منها، وكلما هم الطيار في الهبوط صعد ثانية.

وهكذا لمدة تجاوزت الوقت الذي كان من المفترض أن تهبط فيه الطائرة، وكلما فرح الركاب باقتراب الطائرة من أرض المطار ضاع سرورهم ثانية لعدم حدوث ما يتمنونه، وارتفعت دقات قلبها وألجمها الخوف وأخذت تردد الشهادتين، وتكثر من الاستغفار.

وتطلب من الله عز وجل أن تمر تلك الرحلة على خير. وأخيرا هبطت الطائرة، وامتلأت الوجوه بالسعادة، ونظرت من النافذة فوجدت كما غير اعتيادي لسيارات الإسعاف، عندها عرفت أن الطائرة كانت تعاني من عطل، وقد أنقذتها العناية الإلهية.
================================

١٠‏/٠٨‏/٢٠٠٨

وشهد المقعد على زيادة وزنه



تركته وسافرت لقضاء إجازتها السنوية في ربوع الوطن،وعندما لحقها بعد عشرين يوما فوجئت به وقد إزداد وزنه ربما 10كيلو جرامات،لم تريد أن تبوح له بما لاحظته من إزدياد وزنه بشكل يثيرالقلق،إلا ان والده أخبره على الفور بما كان يجول في خاطرها،وعنفه بسبب عدم إهتمامه بوزنة وترك نفسه فريسة للسمنة التي ستصيبه بأمراض قاتلة،فبرر الأبن ماحدث بلجؤوه يوميا لألتهام (الفاست فوود).
شعرت الأم بالقلق تجاه مايفعله أبنها في نفسه،فهو شاب وسيم وذكي ويتمتع بأخلاق عالية ،ولا عيب فيه سوى عدم أهتمامه بصحته وشكله وقوامه،الا أنها ضاقت ذرعا بتعليماتها المتواصله له بالحفاظ على وزنه،ورغم محاولاتها المتعددة لتخفيض وزنه الا إنه يعود ثانية لما كان عليه من وزن ثقيل وبسرعة البرق.
في المساء زارتها صديقتها وأخبرتها أن أبنها قد إزداد وزنه بشكل كبير، حتى ظهر في صورة أكبر من عمره الحقيقي الذي لم يتجاوز الخامسة والعشرين بعد،وقالت لها الصديقة أنها شعرت بالحرج بإخباره بما لاحظته،شعرت الأم بالضيق والألم لتلك المشكلة التي يعاني منها أبنها، وأستعرضت سنوات طويلة مضت عندما كان طفلا طبيعيا معتدل الوزن والقوام،الا إنها إنساقت وراء كلام والدتها ومعظم النساء في أن تطعمه كثيرا حيث أن الطفل القوي البنيان هو من الأطفال الأصحاء،وتذكرت كيف كان يعاني في صغره من فقدان الشهية فذهبت به الى الطبيب ليمنحه الدواء الذي يرغمه على التهام الطعام.
ثم تحول في فترة من حياتة الى التهام الهمبوجر والبيتزا والشكولاتة والشيبسي،فتركته ليأكل ماتشتهية نفسه حتى لايصاب بالضعف والأنيميا،إلا ان الأمر تطور الى الأسوأ عندما لاحظت إزدياد وزنه،فقررت التدخل بتحديد تلك المأكولات ،وقررت أن تقدم له مايشتهيه من الهمبورجر والبيتزا ولكن من خلال طهيها بطريقة صحية خالية من الدهون .
تذكرت كيف كان يغافلها ويذهب الى المطبخ ليأكل مزيدا من ساندويتشات الشيكولاتة السائلة التي كانت تخبئها في خزانة الأواني،الا إنه كان يكتشف المكان ،فتعيد تخبئتة من جديد،فقررت أن تكف عن شراء تلك الأطعمة ،فكان يشتريها بنفسه من محال السوبر ماركت ويخبئها في حقيبتة المدرسية ويلتهمها ويلقي بالأغلفة في سلة المهملات فتكتشف مافعله وتعنفه.
عندما أصبح في سن المراهقة بدات الأم في عرضه على الأطباء الذين قرروا عمل نظام غذائي خاص به لتخفيض وزنه،وحقق نتائج طيبة الا إنه وللأسف يعود ثانية ولايستطع مقاومة الفاست فوود والشيكولاتة والشيبسي،وكانت من داخلها تشعر بالقلق خوفا على صحته،وفي نفس الوقت كانت تتألم كأم بتجويع أبنها الذي يرفض طعام الريجيم وعندما تخرج من الجامعة والتحق بالعمل تمرد على أوامر أمه،وكان يخرج بنفسه ليأكل مايرغبه من طعام بعيدا عن عينها.
وأزداد توتر الأم بسبب إجماع كل من رأي أبنها من الأهل والأصدقاء على زيادة الوزن المفجعة التي المت بأبنها، بل وشعر من يحبونه بالأسف لأن وسامة ذهبت أدراج الرياح بسبب وزنه الزائد، وعندما عادا من إجازتهما السنوية بدات الأم في إعداد خطة لتخفيض وزن أبنها من خلال برنامج غذائي مدروس،ووعدها أبنها بأنه لن يأكل الا ماتقدمه له.
وفي المساء بينما أبنها خارج المنزل قررت الأم أن تغير ديكور منزلها،وتشتري صالونا جديدا،وبدات تنقل جهاز الكومبيوتر الخاص به الى غرفة أبنها،وقررت أن تنقل له المقعد الذي يجلس اليه، وعندما قلبت المقعد،كانت المفاجأة أغرب من الخيال،فقد سمعت أصوات غريبة تصدر من المقعد،فقررت قص بطانته لترى مايحدث بالداخل فأنهمر مابداخله ،كم هائل من أغلفة الشيكولاته والشيبسي الذي كان يأكلها ويدسها في جوانب المقعد حتى لاتراها،ففعلت الشيء نفسة في المقاعد الأخري وأفزعها ما رأت، وتيقنت أن أبنها لن يفقد وزنه لأنه يأكل طعام الريجيم ليرضيها،ويلتهم في نفس الوقت مالذ وطاب مما يحبه.
=======================

منشور في جرية البيان