٢٧‏/٠٦‏/٢٠٠٩

سعيد على سعيد: لغة الإشارة تسمع بالعينين وتنطق باليدين


كان صديقه الأبكم سببا في اصطحابه الى عالم من الأصدقاء جميعهم في مأساة واحدة لا يسمعون ولا يتحدثون، هذا المشهد الدرامي جعله يتجه الى دراسة لغة الإشارة، ومن ذلك الوقت أخذ على عاتقه أن يكون الصديق المخلص لهم ينقل لهم ما يدور حولهم من أحداث، ربما لا يستطيعون حل الغازها، ولكن يعرفونها، وخلال دورات عديدة استطاع سعيد علي سعيد أن يصبح مدربا متخصصا في لغة الإشارة، يتنقل من مكان الى آخر حتى استقر به الحال للعمل في مؤسسة زايد للرعاية الشاملة.


يقول سعيد تربيت مع جاري الأصم الذي أصبح صديقا حميما لي فيما بعد، ولشدة تعلقي به تمنيت ان أساعده بشتى الطرق.


وحاولت أن أنقل له ما يدور من أحداث بالإشارة، وكان لهذا الصديق فضل في إنه نقلني الى عالم الصم والبكم، وذلك لأنهم يعرفون بعضهم البعض ويتصادقون فيما بينهم، وكان اقترابي منهم سببا في شغفي لتعلم لغتهم حتى أستطيع التعامل والتفاهم معهم، ولم أشعر بالسعادة عندما درست التاريخ وقررت بعد تخرجي ان أدرس لغة الإشارة بطريقة علمية حتى أتمكن منها، ولم أنوي مطلقا أن أعمل في هذا المجال، بل جاء عملي بالمصادفة عندما قرأت إعلانات عن رغبة العديد من المؤسسات الخاصة برعاية تلك الفئة لتعيين مدربين لهم، وعندما درست لغة الإشارة لم يكن من ورائها القصد المادي، بل تعلمتها حبا في اقتحام عالم هؤلاء الذين عزلتهم إعاقة السمع عن أحداث العالم من حولهم.


ويواصل سعيد قائلا: هؤلاء الذين لديهم إعاقة سمعية تمنعهم من تعلم الكلام هم في الواقع إناس حساسون للغاية، ويتمتعون بقدر كبير من الذكاء، وهم في كل بلد يعرفون بعضهم البعض ولديهم أيام خاصة في الأسبوع أو الشهر يجتمعون معا للترويح عن أنفسهم، أو للتنزه بطريقتهم.


وهؤلاء يحتاجون الى من يفهمهم ويقدرهم خاصة أن فيهم الموهوبين والمبدعين والمتفوقين دراسيا، وهم طيبون جدا وعندما يتعرفون بأحد يحبونه كثيرا لأنه دخل عالمهم وتقرب منهم.


وبالنسبة للغة الإشارة تختلف من دولة الى أخرى حسب معاني الكلمات، وحتى عندنا في الإمارات فهي تختلف من إمارة الى أخرى، تماما كاللهجات التي تختلف في بلد واحد رغم أن اللغة واحدة، لغة لإشارة هي اللغة الطبيعية للصم تعبر عن كلمات ومفاهيم من خلال حركات اليدين ووضعهم وهي وسيلة اتصال تعتمد اعتمادا كبيرا على التناسق بين العين وقدرة الجسم على الحركة.


ومن خلال هذه اللغة يتم التعبير عن أي فكرة يعبر عنها باللغة المنطوقة، وهولاء او هذه الشريحة من دوي الحاجات الخاصة يصروا على توصيل رسالتهم بقوة ارادتهم محاولين إقناع السامعين بلغة خاصة بهم، ولكي تتحدث بلغة الإشارة تأكد من وجود اضاءة بوضع يكون الضوء أو الشمس على عين الآخر، ولا تغطي فمك الا اذا تطلبت الاشارة ذلك لئلا تمنع قراءة الشفاه كذلك لا تستعمل كلمة غتم وأهبل أو صم بكم أو اصمخ أو اصقه استعمل فقط صم، فإن التعبير الأول مهين والثاني خاطئ.


حيث ان معظم الصم لديهم مقدرة الكلام والجميع يمتلك لغة وهي لغة الاشارة، عليك ان تفكر بطريقتهم وتتكلم بلغتهم وبأسلوبهم حتى تتعرف على مواطن القصور وتعدلها، وتفاعل مع إشارتك ليظهر التعبير على وجهك وجسمك.


وعند التعامل مع الأطفال في الفصل الدراسي تذكر الا تلبس أي شيء يشتت نظر الأصم مثل قميص متعدد الألوان أو ذهب وحلي وخصوصا الفتيات، يسمع الصم بواسطة عيونهم ويتكلمون بواسطة الأيدي، هذه بعض الملاحظات التي يجب على متعلم لغة الاشارة ان يفهمها

====================
منشور في جريدة البيان

٢٥‏/٠٦‏/٢٠٠٩

العمل التطوعي ضرورة تفرضها متطلبات الحياة المعاصرة




ثقافة التطوع أسلوب حياة في مجتمعنا



يعد العمل التطوعي وحجم الانخراط فيه رمزاً من رموز تقدم الأمم وازدهارها، كما أن الانخراط فيه مطلب من متطلبات الحياة المعاصرة التي أتت بالتنمية والتطور السريع في كافة المجالات، وللعمل التطوعي معوقات يجب تداركها، كما أنه يجب علينا تعزيز ثقافة العمل التطوعي والمحافظة على المتطوعين الذين يعملون فقط بدافع من أنفسهم.




تقول ميثاء الحبسي، مديرة برنامج تكاتف للتطوع الاجتماعي: إن تعقد الحياة الاجتماعية وتطور الظروف المعيشية والتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والتقنية المتسارعة، تستدعي تضافر كافة جهود المجتمع الرسمية والشعبية لمواجهة هذا الواقع وتلك الأوضاع، ومن هنا يأتي دور العمل التطوعي الفاعل والمؤازر للجهود الرسمية ويهدف برنامج (تكاتف) للتطوع الإجتماعي، الذي تأسس في ابريل 2007، بمبادرة من مؤسسة الإمارات للنفع الإجتماعي، والتي تعتبر من أبرز مؤسسات النفع الاجتماعي في الدولة، إلى رفع مستوى الوعي العام باحتياجات المجتمع، وتشجيع المشاركة في فرص التطوع المتاحة، وتمكين الأفراد، وتطوير مهاراتهم، وتشجيعهم على الالتزام بالعمل التطوعي، والانتماء لمجتمع الإمارات.
ألادولة الامارات سباقة في التأكيد على مبادئ التطوع، وغرس السلوك المتميز بين ابناء الدولة على يد مؤسسها المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان.
كما أن النظم والتشريعات الاجتماعية دللت على أهمية التطوع ودوره في خدمة المجتمع، يدعمها بكل فخر واعتزاز صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله ويفخر برنامج تكاتف للتطوع الاجتماعي برعاية الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد ابوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وترجمة رؤية سموه في إرساء ثقافة التطوع، وتطويرها كأسلوب حياة بين مختلف أفراد مجتمع الإمارات وتتمثل رسالة «تكاتف» في تحفيز الأفراد على العمل التطوعي، واستثمار الموارد المتاحة للقيام بأعمال تعبر عن المسؤولية الاجتماعية، وتهدف إلى تلبية احتياجات المجتمع الإماراتي.
تعزيز ثقافة التطوع: وتضيف الحبسي: البرنامج يعمل على تعزيز ثقافة التطوع، والاستفادة من الموارد المتاحة، وإيجاد الحلول الخلاقة التي تلبي حاجات مجتمع الإمارات، ويقدم للشباب فرصة التطوع في عدد من البرامج الإنسانية، والاجتماعية، والاستفادة من أوقاتهم بصورة هادفة.
وقد بدأنا في تعزيز ثقافة التطوع، بمشاركة وزارة التربية والتعليم، من خلال المدارس الثانوية، حيث قمنا بدور الداعم لطرح أفكارهم في هذا المجال وتنفيذها بأنفسهم، وكان المردود قويا، واخترنا المدارس الثانوية في البداية حتى نتعرف على النتائج بشكل أسرع ثم سيشمل البرنامج باقي المراحل في الفترة القادمة، وبدأنا في جامعة الإمارات، وهناك مباحثات مع جامعة زايد تمهيدا لنشر الفكرة في جميع جامعات الدولة.
وأضافت: حاولنا من خلال القطاع الخاص أن نجمع التبرعات لصيانة المدارس في المناطق النائية، وفي كل مدرسة يعمل من 100-200 متطوع مع الطلاب وهيئة التدريس من أجل نشر الوعي بثقافة التطوع وقيمة الوقت، ومن خلال أندية ثقافة التطوع، المنتشرة في المدارس والجامعات، سينضم المنتسبون لها لبرنامج تكاتف، وكل طالب أو شخص متطوع هو ناشر لثقافة التطوع في أسرته ومع أصدقائه والمجتمع الذي يحيط به، وهناك بالفعل تكريمات للمتطوعين من خلال عدد الساعات الفعلية التى أمضوها في التطوع، وقد تم بالفعل تفضيل هؤلاء في العمل في القطاع الخاص وفي الابتعاث للدراسة في الخارج.
وقالت الحبسي: نحرص من خلال البرنامج على أن نزرع في شخصية المتطوع المسؤولية والإلتزام والقيادة، وأن يكون سفيرا لبلده في الدول التي يذهب اليها لتنفيذ رسالتنا، ولكل متطوع سجل خاص به تسجل به الأعمال التي شارك فيها وعدد الساعات التي انجزها. كما نسعى أيضا لنشر ثقافة التطوع من خلال المؤتمرات وورش العمل والمنتديات وبرامج التوعية والأحداث اليومية، كما أن لدعم القيادة والإعلام دور كبير في انتشار رؤية ثقافة التطوع والحث على المشاركة فيها.
مشروع المتطوع الصغير
يوسف الكاظم، أمين عام الإتحاد العربي للعمل التطوعي وأمين سر عام مركز قطر للعمل التطوعي: يقول بدأنا بتشجيع العمل التطوعي في قطر في كل عام بحدث مميز في يوم التطوع العالمي، حيث يتم اختيار شخصية العام التطوعية بمشاركة الجمعيات، وفي شهر رمضان الماضي اخذنا التطوع بمنظور إسلامي، وبدأنا نرسخ مفهوم التطوع في محيطنا المغلق، ونكرم المتطوعين بأوسمة برونزية وفضية وذهبية حسب عدد ساعات التطوع، وهذا خلق نوعا من التنافس بين المتطوعين.
كما اننا نتجه الى شخصيات مؤثرة في المجتمع لتعزيز ونشر ثقافة العمل التطوعي، ومن خلال مشروع المتطوع الصغير استطعنا ترسيخ هذا المفهوم في نفوس الأطفال من خلال برامج ترفيهية وتعليمية حتى نخلق جيلا واعيا.
خالد حجاج، مؤسس موقع عالم التطوع العربي في الرياض يؤكد أنه أراد ان يكون الموقع المرجع الأهم للأعمال والدراسات التطوعية والمتطوعين في العالم العربي، والعمل على نشر ودعم وتعزيز العمل التطوعي وخدمة المجتمع، ونشر ثقافة التطوع وإبراز دورها في التنمية الشاملة للمجتمعات، والمساهمة في تطوير الأعمال التطوعية وتنظيمها وتوجيهها، ودعم الأهداف والبرامج الإنمائية الحكومية.
وعرض وإبراز الاحتياجات التطوعية والأحداث والطوارئ والكوارث الإنسانية والتفاعل معها، والشراكة الفاعلة مع المنظمات والهيئات والمؤسسات والجمعيات التطوعية ودعم جهود المسؤولية الاجتماعية للشركات، وتوجيه الطاقات الشبابية العربية لخدمة مجتمعاتهم، وتنمية قدرات ومواهب وإبداعات المتطوعين لخدمة مجتمعاتهم.
ويواصل خالد حجاج: أصبح التطوع ومدى انتشاره من أهم المقاييس التي يقاس عليها مدى تطور المجتمعات وتقدمها، حيث يعتبر العمل التطوعي الذراع التنموي الثالث للدول، من حيث مساهمة المؤسسات المدنية والأهلية في رقي مجتمعاتها ورفاهيتها، ونحن كشعوب عربية وإسلامية من أكثر الشعوب كرما وعطاء وحبا للخير والعطاء، وديننا الحنيف يحثنا على أن نستبق للخيرات، {فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ..} (المائدة: الآية48) {وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ..} (73) سورة الأنبياء، ومن الحديث الشريف «خير الناس أنفعهم للناس».
عقبات العمل الأهلي
محمود حافظ، مدير إدارة الشؤون الاجتماعية في المكتب التنفيذي لمجلس وزراء العمل والشؤون الإجتماعية في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، يؤكد ان هناك عقبات تتصل بالعمل الأهلي الخليجي ذاته، حيث تبرز الحاجة إلى بناء قدرات جمعياته لرفع كفاءة العاملين والمتطوعين، وزيادة فعالية الجمعيات ذاتها لكي تتمكن من تحقيق أهدافها ورسالتها، وبما يحقق التفاعل مع احتياجات وأولويات المجتمع المحلي، فهناك حاجة إلى التدريب بالمنهجية التشاركية الحديثة، وبناء قواعد البيانات عن العمل الأهلي، وورش العمل والتشبيك، والإدارة الذاتية، وتمركز الجمعيات الأهلية في المدن والحضر دون الأرياف والبوادي، وغياب التنسيق والتعاون بين الجمعيات الأهلية نفسها.
وهناك مشكلات ترتبط بالبيئة الاجتماعية، وتتمثل في قضية انحسار وتراجع المتطوعين، وهي قضية ذات بعد عالمي ظهرت تحت ضغط الحياة اليومية وتعقدها وإشكالية التمويل والتحالف والتشبيك، وكذلك ما يتصل بدور فعال تلعبه مؤسسات التنشئة الاجتماعية (المدرسة، الأسرة، الإعلام، النادي، الجامعة...)، وهذا يأتي في إطار تعبئة الموارد كحقل لدعم ثقافة التطوع بوضعها ثقافة المشاركة.
وأيضا هناك عقبات مصدرها عدم توافر البيئة المهنية للعمل الأهلي في دول مجلس التعاون، وهي ترتبط بالتشريع الملائم وإزالة العوائق البيروقراطية. فهناك حاجة لتوفر بيئة مواتية من جانب الفاعلين السياسيين الرئيسيين لقيمة الدور الذي يلعبه المجتمع الأهلي وجمعياته، وضرورة إشراك المنظمات الأهلية في صنع السياسات، مما سينعكس على إحداث تغييرات في التشريعات الخاصة بالجمعيات الأهلية في دول مجلس التعاون.
اقتراحات وحلول وتوصيات
ويضع حافظ عدة تصورات وحلول، منها الحاجة إلى إجراء إصلاحات قانونية وتشريعية للقوانين والأنظمة واللوائح التي تحكم عمل الجمعيات الأهلية في دول المجلس بما يضمن استقلاليتها والفاعلية والمساهمة الأفضل في تنمية مشاركة وتيسير علاقاتها بأجهزة الدولة المعنية، وأهمية غرس وتنمية ثقافة التطوع في المجتمع إلى جانب ثقافة العطاء. فالأولى تتجه إلى بث روح المسؤولية الاجتماعية في المواطنين خاصة الناشئة والأطفال، والثانية تشير إلى الإسهام المادي أو التبرع لصالح تحقيق منفعة المجتمع.
كذلك يجب تشجيع الجامعات ومراكز الأبحاث والحكومات لتأسيس مراكز وطنية لبناء قدرات المجتمع المدني الأهلي من أجل تأهيل وتدريب المتطوعين، وتحديث قواعد بيانات الجمعيات الأهلية وتبادل الخبرات وتشجيع الشبكات التنموية، وحاجة إلى توجيه الاهتمام وبرمجته في خطة عمل بناء القدرات لدى الجمعيات الأهلية، بالتركيز على الشباب واستقطابهم للتطوع، والعمل على تدريبهم وتأهيلهم لتحمل مسؤولية قيادة العمل الأهلي. وكذلك دعوة وزارات التربية والتعليم إلى إدراج أساسيات ومبادئ العمل الأهلي والتطوعي في المناهج الدراسية، وضمن الأنشطة اللاصفية لطلبة المراحل المتوسطة والثانوية والجامعات، واحتساب ذلك ضمن درجاتهم بهدف حب التطوع وإعلاء قيمه.
ويضيف حافظ: والعمل على تطوير الشراكة وبناء الثقة بين الجهات الحكومية والجمعيات الأهلية والقطاع الخاص باعتبار ذلك يحقق التكامل والتعاون في عملية التنمية الإنسانية المستدامة. وأهمية تأصيل الموجهات والمبادئ والقيم التي تحكم الجمعيات الأهلية مع عملية تزايدها وانتشارها وتنوعها، وذلك من خلال إعداد وصياغة ميثاق شرف أخلاقي يحدد فيه مسؤوليات وواجبات وحقوق هذه الجمعيات، والتزاماتها بتحقيق المصالح العامة، وضمان ممارسة الديمقراطية والشفافية، وإشراك المستفيدين في صياغة السياسات.
ودعوة الجهات الحكومية لعقد لقاءات مستمرة مع قيادات العمل الأهلي وجمعياته لمناقشة القضايا والمشكلات المتصلة في العلاقة بينهما بهدف تعميق المشاركة والشراكة لتحقيق أهداف التنمية بوصفها مسؤولية مشتركة بين الدول ومؤسسات المجتمع الأهلي. وإنشاء قاعدة بيانات ومعلومات شاملة عن الجمعيات والمنظمات الأهلية في دول مجلس التعاون لمعرفة مدى قوتها الاقتصادية والاجتماعية من جهة، وقياس إسهامها في حسابات الدخل الوطنية من جهة أخرى.


===========


١٩‏/٠٦‏/٢٠٠٩

يعمل في هندسة شبكات الكمبيوتر والربط الإلكتروني أحمد آل علي يحلق عالياً بتصوير الطيور




بدأ شغف أحمد عبدالله آل علي بالتصوير في المرحلة الدراسية الجامعية حيث كان يقف باعجاب امام الصور المتناسقة التي تستطيع ايصال الفكرة بالمشهد فقط دون حاجة الى العناوين.



ونمت مهاراته الخاصة بعد حيازته على أول كاميرا احترافية والتقط في بداية دخوله عالم التصوير مختلف المجالات، منها المعماري والمناظر الطبيعية وغيرها ليجد نفسه في النهاية يميل الى التخصص في تصوير الحياة البرية والفطرية في الإمارات خصيصا الطيور لما فيها من ايصال لعالم مخفي للأغلبية ولما فيها من تدبر في عظمة الخالق في رؤية الحياة الخاصة بهذه الطيور وكيف تقضي يومها.

واحمد عبدالله آل علي المولود في اكتوبر 1982 خريج بكالوريوس هندسة شبكات الكمبيوتر، ويعمل بالربط الإلكتروني في دائرة حكومية بالشارقة علاوة على المهام الوظيفية اليومية الخاصة بمهندس الشبكات. يقول احمد عبدالله: تأملت كثيرا الطيور وبدأت اسجل بالكاميرا كل مايدور في عالمها، كيف تأكل؟ كيف تعيش؟ كيف تتكاثر؟ وكيف تتصرف اجتماعيا والكثير الكثير من خبايا هذا العالم الكبير، وفي كل صورة التقطها اقول «سبحان الله» وما اصبو اليه هو ايصال هذه الحياه الخفية الى المتلقين وارغام السنتهم علي التسبيح لاشعوريا، كما انني اسعى عن طريق هذا النوع من التصوير الى زيادة الوعي البيئي لدى المجتمع بالحياه الفطرية والبيئة الغنية لدولة الإمارات.


ويشير الى ان مجال دراسته وعمله لاعلاقة له نهائيا بالتصوير، ولم افكر قط ان اعمل كمصور محترف لعدة اسباب اذكر منها ندرة ان يطلب هذا النوع من التصوير «الطيور» في الدولة.
وانعدام الثقة بكفاءة وإمكانيات المصور المواطن، وتفضيل الأجنبي عليه نظرا لانهم قطعوا باعا طويلا في هذا المجال، وقبل كل هذا فان حبي لهذا النوع من التصوير ليس له هدف مادي، بل ان المردود المعنوي ونشر الثقافة البيئية عن طريق التصوير يعتبر هدفا اسعى لتحقيقه، وانه ليحزنني كثيرا هذا الاهتمام من الأجانب بهذه الثروة في حين لاتجد اقبالا يذكر من قبل المواطنين مع كل ماتحمله هذه التجربة من جاذبية وجمال.


واود ان اذكر هنا انني اعمل جاهدا لأكون اول مواطن إماراتي ينضم الى لجنة الإمارات لتسجيل الطيور والتي تضم عددا من الخبرات الاجنبية في مجال تسجيل الطيور، فانا اضافة الى تصويري للطيور اقوم ابرصد لاحصائيات عن الطيور المتواجدة في الدولة وارسلها الى اللجنة المختصة لاضافتها الي التقارير والاحصائيات السنوية.
حب من القلب


ويستطرد أحمد عبدالله آل علي في حديثه عن رحلته مع التصوير قائلا: اقتنيت أول كاميرا احترافية بعد استلامي لأول راتب شهري، قمت بعد ذلك بتغييرها عدة مرات الى ان وصلت الى مايرضي رغباتي في الكاميرا ذات المواصفات العالية والتي تخدمني في المجال الذي تخصصت فيه،ونظرا لندرة المتوجهين الي هذا النوع من التصوير لم يكن هناك من شخص معين قام بتشجيعي للدخول في هذا المجال خاصة في البداية، بل كان الامر نابعا من حبي لهذا الفن.


وجاء انحيازي لهذا النوع من التصوير بسبب احد مصوري الطيور من دولة الكويت ويدعى «يوسف كيتي» وهو استاذي الأول ومثلي العربي الأعلى في تصوير الطيور، بعدها تلقيت الكثير من التشجيع من الأهل والأقارب وبعض الأصدقاء بعد ظهور الصور وماابرزته من جمال للطيور والبيئة التي تعيش فيها.


ولقد حفزني هذا الاعجاب الذي وجدته من الناس الي التخصص اكثر في الطيور تحديدا لأنه فن لازال منسيا في دولة الإمارات ويندر العثور علي المهتمين به، اضافة الى اهتمامي بعرض عالم رائع لايراه ولاينتبه اليه الكثير من الناس حيث ان بعض المشاهد تتطلب متابعة للطائر لفترات طويلة قد تصل الى عام كامل احيانا مما يجعله مجالا صعبا ويحتاج الى صبر وممارسة وتحد وانا مازلت في بداية المشوار.


اماكن تصوير الطيور


ويضيف آل علي تنقسم الطيور في الإمارات الى اربعة انواع هي: الطير المقيم والمهاجر المحلي والمهاجر والزائر حيث اقوم بمتابعتها كلها، ولكل طير بيئتة الخاصه فيستحيل مثلا وجود طائر يحب الرمال الصحراوية في البحر والعكس، وتتميز الإمارات بتنوع البيئات فهناك البيئة الصحراوية وهي الاوسع، وهناك البيئة الساحلية وتنقسم الى سواحل وجزر وخيران ومستنقات طينية وهناك ايضا الجبال وهي المتركزة في المناطق الشمالية والشرقية بطبيعة دولة الإمارات الجيولوجية اضافة الى السهول ويتفرع منها السهول الحصوية.


والمسطحات الخضراء والتي تعتبر بيئة خاصة وتنضم اليها الحدائق، ولايوجد مكان مخصص لتصوير الطيور نظرا لان لكل طائر بيئته، فعلى سبيل المثال لكي اقوم بتصوير طائر «الحسيني» وهو مهاجر ربيعي اقوم بالذهاب الى الحدائق ذات الأشجار الكثيفه مثل حديقة الممزر في دبي او منطقة الخالدية في ابوظبي، ولكي أرى طائر القبرة الهدهدية او كما يطلق عليها محليا «أم سالم» اقوم بزيارة المناطق الصحراوية والسهول الرملية مثل منطقة «ليوا» في المنطقة الغربية او الرفاعة في المنطقة الشرقية.


ويتخلل العام موسمان للهجرة يفصلهما فترة خمول لايتواجد فيها الا الطيور المحلية المقيمة والمتكاثره والقليل من الطيور المهاجرة،وأول موسم للهجرة يبدأ في الخريف وهي الفترة الواقعة بين منتصف اغسطس الى نهاية سبتمبر او اوائل اكتوبر حيث تكون اراضي الإمارات محطة عبور للطائر المهاجر ولايستقر فيها فهو يشرب الماء ويبحث عن الغذاء ويكمل مسيرته الى وجهته وغالبا ما تكون شرق آسيا و شمالها.


يليه موسم الطيور الزائرة وهي الطيور التي تأتي من بلدانها الأصلية لتستقر في الإمارات الى بدايات شهر مارس وقد يغادر بعدها في اوائل او منتصف شهر مايو، اما الموسم الثاني فهو الهجرة الربيعية لوقوعة في فصل الربيع وبدايته في اوائل فبراير ونهايته في اواخر ابريل الى منتصف مايو.


حيث تعود الطيور الذاهبة من الهجره الأولى الى دولها الأصلية وهي أوروبا وجنوب افريقيا على سبيل المثال لا الحصر، ليأتي بعد هذا موسم الخمول حيث لاترى غير الطيور المقيمة الدائمة المتكاثره في الدولة وأغلبها طيور صحراوية، وفي نفس فترة الخمول تنشط قليلا حركة الطيور البحرية وتختلف هذه الطيور ونسب تواجدها بين الخليج العربي وخليج عمان حيث انها تكثر في الأخيرة.


التصوير بالاندماج


ويقول احمد عبدالله ان تصوير الطيور تحديدا يحتاج الى تكتيكات معينة يجب اتخاذها للخروج بنتيجة مرضية اذكر منها التخفي والاندماج مع الطبيعة سواء كان بلون الملابس او بنصب خيمه تمويهية متجانسة مع لون الطبيعه المحيطه والإنتظار داخلها حتى يحل الطائر في مكان قريب فنقوم بتصويرة.


وتأتي هذه التكتيكات بعد ان يقوم المصور بدراسة الطائر وتصرفاته والأماكن التي تكثر زيارته لها فينصب مخبأه في احد هذه الأماكن بعد التأكد من الزاوية المناسبة والخلفية وغيره من امور تساهم في الخروج بالنتيجة المطلوبة، وإختيار اللقطة أمر صعب للغاية فهو يحتاج الى ممارسة وخبرة، اضافة الي متابعة أعمال كبار المصورين حتى نكتسب من خبراتهم.


كما يعتمد اختيار اللقطه على العديد من العوامل مثل الإضاءة وموقعها فلن يخرج المصور بنتيجه مرضية اذا كانت اضاءة الشمس عمودية على الطائر او في وجه المصور، وكذلك مكان التصوير مهم ايضا فاللقطه الجميلة هي التي تلتقط الطائر وتبرز ملامحه من وجه وريش على غصن مفرد او سطح مستوي بدون وجود عوائق او مشتتات فلا ينصح بتصوير الطائر وحولة الكثير من الأغصان، ومن المهم جدا عزل الطائر عن الخلفية او ما يسمى بالمفهوم التصويري «عمق الميدان».


انا مصري وابويا مصري وبخفة دمي مصري وكل مصري الله عليه






مبروك فوزنا على أيطاليا

١٧‏/٠٦‏/٢٠٠٩

إجازة النجوم قرار بلا مؤثرات والغالبية يفضلونها محلية



مع أن الأزمة المالية العالمية هزت جيوب الكثيرين وأجبرتهم على مراجعة حساباتهم والتأني في طريقة إنفاقهم، ورغم انتشار وباء أنفلونزا الخنازير في العالم، إلا أن هذين العاملين لم يؤثرا على قرارات البعض في تغيير عاداتهم المتمثلة في قضاء عطلاتهم السنوية سواء امضوها خارج الإمارات أو داخلها، فمن أعتاد على البقاء هنا في العطلة الصيفية لن يذهب الى أي مكان وسيبقى.



ومن أعتاد على السفر لن يغير عاداته أيضا، بل الغالب أنه حضر نفسه وحجز التذاكر وأختار البلادان التي سيذهب اليها مسبقا. هذه هي الخلاصة التي وصلنا إليها من خلال استطلاع الرأي الذي أجريناه مع بعض الشخصيات العامة في الدولة.فرغم العروض الترويجية التي تعلن عنها شركات السياحة، وباسعار زهيدة مقارنة بالسنوات الماضية، إلا أن شمس السعدي، مذيعة تلفزيون ابوظبي، قررت تمضية عطلتها السنوية في الإمارات وتقول: ليس لقراري هذا علاقة بتبعات الأزمة المالية ولا انتشار فيروس أنفلونزا الخنازير في العالم، ولكنني لا استطيع السفر مدة طويلة وطفلي مازال رضيعا ويتطلب عناية خاصة، والسفر رغم أنه للترفيه والترويح عن النفس إلا أنه متعب ومرهق في وجود أطفال صغار يحتاجون إلى الرعاية.


وتواصل السعدي: أفضل تمضية عطلاتي في باريس التي اعتدت على زيارتها من حين الى آخر من أجل التسوق وزيارة متحف اللوفر والشانزليزيه وقوس النصر وغيرها من الأماكن السياحية الجميلة، كذلك افضل الذهاب الى شرق آسيا وماليزيا التي تتمتع بالمناظر الطبيعية الجميلة، وللسفر عندي متعة خاصة حيث أنني أستمتع باكتشاف وتذوق المطابخ المختلفة للشعوب.


السفر لا يأتي فجأة



أما مصممة الأزياء، منى المنصوري، فتنوي السفر الى فرنسا وبريطانيا ومصر وتؤكد: أنه ليس للأزمة المالية علاقة بالسفر لقضاء العطلات خارج الإمارات، وذلك لأنني أقوم بعمل ميزانية خاصة للسفر احضرها قبل الوقت المحدد بأربعة شهور تقريبا، فلا أحد يقرر السفر فجأة، بل غالبا يكون لدي جدول محدد للرحلات التي سنقوم بها أنا وبناتي والأماكن التي ننوي زيارتها، وأضع الميزانية المناسبة لذلك، وتلك السفرات تتكرر لدي سنويا، وأصبحت عادة أتبعها

منذ زمن طويل.


ولم أفكر في الإحجام عن السفر بسبب الخوف من أنفلونزا الخنازير مطلقا، فهذا أمر مستبعد تماما، فلا أحد يستطيع أن يمنع القدر، وإذا كان مكتوبا على الإنسان إصابته بالمرض أو الموت فلن يستطيع الهروب من قدره مهما فعل، فيمكن أن يموت الإنسان بسكته قلبية فجأة ودون أن يصاب بأمراض، كما انني أساسا غير مقتنعة بهذا المرض الذي ظهر فجأة وأنتشر في كل مكان في العالم.


وأعتقد أنه نوعا من الحرب البيولوجية، وإذا أجرينا دراسة مقارنة بين أوقات الحروب وبين أنتشار أمراض وفيروسات لم نسمع عنها من قبل مثل سارس، جنون البقر، انفلونزا الطيور وغيرها، سنجد أن هناك ارتباطاَ شرطياً بين الحروب والأمراض، وكأن هناك شركات عالمية تريد أن تعوض خسارتها بنشر تلك الفيروسات حتى تبيع أمصالها وأقنعتها وغيرها.


الأزمة أثرت


وتؤكد سيدة الأعمال، سحر حسب الله أنها بالفعل تأثرت بالأزمة المالية العالمية في عملها في مجال البزنس، وقررت الا تسافر بصحبة العائلة في رحلات خارجية هذا العام توفيرا للنفقات وتقول: سأصاحب والدتي في رحلة للعلاج الى المانيا، ثم ننطلق بعدها بالمركب بصحبة عدة صديقات .


حيث قررنا قضاء عشرة ايام في مايوركا ونيس وشيسلي وروما، والحقيقة أنا لا اشعر بالخوف مطلقا من موضوع أنفلونزا الخنازير، لإنني والحمد لله مسلمة ولا أكل لحم الخنزير، كما أنني أتبع نظاما غذائيا يتكون من الخضروات والفواكه، أما في الطائرة أو في البلاد التي يمكن أن يتواجد بها الفيروس، سأرتدي قناعا واقيا وأتبع التعليمات الصحية في هذا الموضوع.


السفر آخر القائمة


يقول الفنان سلطان النيادي: ربما أثرت الأزمة المالية على أصحاب الملايين، لكنها لم تؤثر علينا ماديا، وقد قررت تمضية الإجازة الصيفية في ربوع الإمارات كعادتي في كل عام، حيث اتمنى أن اقوم بسياحة داخل الوطن، ولكن للأسف فان الفنادق تعامل المواطنين والمقيمين بطريقة لا تجعلهم يتمتعون بتلك الفرصة، فنجد أسعارها على النت للسائحين من الخارج يعادل مقدار النصف تماما مقارنة بأسعارها لمن يحجز من داخل الدولة، ودائما أفضل تمضية العطلات في الفجيرة.


حيث يوجد بها مواقع رائعة وجميلة، وغالبا يأتي السفر خارج الإمارات في آخر قائمة الأولويات لدي، وليس للموضوع علاقة بما يدور حولنا في العالم، ولكنني شبعت سفر خلال المهرجانات وغيرها، ولو نويت على السفر أفضله في فصل الشتاء حيث تكون البلدان أقل ازدحاما من السياح.


السفر مشروط


ويشاركه الرأي، الفنان المصور سلطان الزعابي حيث يقول: لو سافرت سأتجه الى الأراضي المقدسة في عمرة لتصفية النفس بالعبادة والاتجاه الى الله سبحانه وتعالى، وسأذهب أيضا الى رأس الخيمة حيث تقل درجات الحرارة والتمتع بالمناظر الطبيعية والبعد عن حياة المدن الصاخبة، وموضوع الأزمة المالية ليس له علاقة بالأمر.


ولم أخف يوما من الإصابة بالأمراض، فالإنسان مرهون بمشيئة الله سبحانة وتعالى، ولا يمكنه الهروب من قدره مهما فعل، ويمكن الإصابة بأنفلونزا الخنازير تأتي لشخص قدر له الله سبحانه وتعالى ذلك حتى لو أخذ جميع الاحتياطات اللازمة لمنعها.


لا للنمط الاستهلاكي


الأديب صالح كرامة لا يفضل السفر في الصيف، ويحب البقاء في الإمارات التي تصبح هادئة تخلو من الزحام في ذلك الوقت ويقول: لقد اعتدت تمضية العطلة في الإمارات حيث اصطحب أولادي الى كورنيش ابوظبي الجديد .


حيث الأماكن الترويحية التي تستمتع بها العائلات، وهو مفتوح طوال اليوم ويمكن للأولاد ممارسة جميع الألعاب التي يحبونها داخل متنزهاته، ويمارسون السباحة أيضا، كما أنني اصطحبهم الى نادي القوات المسلحة ليشاركوا في أنشطتة الصيفية، بجانب اشتراكهم في نادي تراث الإمارات الذين يذهبون خلاله الى جزيرة السمالية.


ويواصل كرامة: لا أتبع النمط الاستهلاكي منذ زمن بعيد ولا أجبر نفسي على الاستدانة من البنوك لتغطية نفقات السفر، لذلك لم تؤثر علي الأزمة المالية ولا أخشاها، فقد برمجت حياتي بطريقة مدروسة لا أحيد عنها تجنبا لأية مشاكل مادية قد تحدث، فالغلاء يحاصرنا من جميع الجوانب والمعاش يتم إنفاقه بالكامل على مستلزمات الحياة.


مهرجان ليوا للرطب


أما مصممة المجوهرات، عزة القبيسي فستمضي ايضا إجازتها في الإمارات وتحديدا في واحة ليوا حيث (مهرجان الرطب) والذي تنظمه هيئة ابوظبي للثقافة والتراث وتقول: أشعر بسعادة بالغة بهذا المهرجان الذي يعود بنا الى تراث الأجداد، حيث يبنى سوق شعبي ضخم ضمن فعاليات المهرجان.


وهو ايضا عنصر جذب سياحي هام من داخل الدولة وخارجها، لما تتمتع به تلك المنطقة من جمال طبيعي ومناظر خلابة حيث النخيل المثمر، وينقلنا المهرجان الى أجواء تراثية قديمة تتعلق بالنخيل والرطب، بجانب الحرف اليدوية المستقاه منه، وهو مهرجان تراثي وثقافي أيضا حيث تقام ضمن فعالياته محاضرات ثقافية عن كل مايتعلق بالنخيل، بجانب الإستماع الى الحرفيات اللواتي يصنعن الأدوات التقليدية المصنوعة من الشعر والخوص والمنسوجات، ومن خلالهن يتعرف الزوار على كيفية صنع الأدوات التراثية والتقليدية ومستلزمات البيت القديم والبيت العصري.



١٤‏/٠٦‏/٢٠٠٩

محمد العبري: رمضان.. رطوبة وضباب وأمطار


يهل علينا شهر رمضان المعظم هذا العام مع الأيام العشرة الأخيرة من شهر أغسطس، المتسم بالارتفاع الكبير في درجة الحرارة والتي قد تصل الى 48 - 49 درجة مئوية، بجانب ارتفاع نسبة الرطوبة لتصل الى 100%. ويعقبه انخفاض تدريجي في درجات الحرارة خلال الأسابيع الثلاثة التالية، والتي تصادف شهر سبتمبر، مع انتشار الضباب، وهناك فرص مهيئة لهطول الأمطار في المنطقة الشرقية من الدولة، إنها إحدى الخلاصات التي خرجنا بها من لقائنا مع محمد عبد الله العبري، مدير إدراة الأرصاد الجوية في المركز الوطني للارصاد الجوية والزلازل، والذي حدثنا فيه عن حالة الطقس في الشهر الفضيل، وعن أسباب ارتفاع درجات الحرارة في شهور الصيف، وتعرض الإمارات الى الموجات التي ترفع درجات الحرارة بشكل كبير، والنصائح التي يقترحها لتجنب المشاكل الصحية والإنسانية التي قد يسببها لنا ارتفاع درجات الحرارة.

يقول العبري: سيأتي شهر رمضان المبارك هذا العام في فصل الصيف، حيث تصادف الأيام العشرة الأولى منه الأيام الأواخر من شهر أغسطس الذي سترتفع فيه درجة الحرارة بين 48-49 درجة مئوية، مع ارتفاع نسبة الرطوبة الى 100%، ووجود فرص مهيئة لسقوط الأمطار في الجبال الشرقية من الدولة في شرق العين والفجيرة (سلاسل جبال الحجر). والتوقعات بهطول الأمطار ليست مقتصرة على شهر رمضان وحده وإنما الفرصة قائمة من الآن وحتى نهاية شهر أغسطس، حيث تبدأ درجات الحرارة في الانخفاض بعد ذلك اعتبارا من شهر سبتمبر مع وجود نسبة عالية من الرطوبة، وسيكون الانخفاض تدريجيا كل ثلاثة ايام، اضافة الى أن الفرصة مناسبة لتكون الضباب.
وتوقع العبري سقوط الأمطار في ذلك التوقيت، بسبب تكون السحب الركامية، وهي نوع من السحب التي تتكون في فصل الصيف مع المنخفضات، وسميت بذلك الأسم لأنها متراكمة في شكل برج ويعلوها رأس عادة تكون محملة بالامطار الكثيفة مع وجود برق ورعد.
موجات حارة
ويضيف العبري: كما هو معلوم لدينا أن صيف الإمارات حار وتتراوح درجات حرارته بين 47-48 درجة مئوية، وهناك (موجات حارة) تحل علينا كل خمس سنوات تقريبا تتسبب في إرتفاع درجة الحرارة حسب المنطقة من فترة الى آخرى.
وقد أتت هذا العام في شهر مايو الماضي تلك الموجة الحارة، والتي وصلت فيها درجة الحرارة، في بعض المناطق مثل الفجيرة الى 52درجة مئوية، وهي الدرجة التي حطمت الأرقام المسجلة في المنطقة الشرقية من قبل من حيث درجة الحراراة.
إلا أنه ليس من الضروري استمرار ارتفاع درجات الحرارة في شهور الصيف لأنه بدأ بموجة حارة، ولكن غالبا تأتي أشهر الصيف عندنا، بداية من شهر مايو وحتى أغسطس، بإرتفاع تدريجي في درجة الحرارة، وتشتد الحرارة في شهري يوليو وأغسطس مع إرتفاع نسبة الرطوبة، وبالتالي يشعر الناس بعدم الراحة لهذين الشهرين ويتوقعون دائما بأنهما سيكونا مرهقين ومتعبين لهم، ومن المتوقع أن تتراوح فيهما درجات الحراراة من 48 - 49 درجة.
وهي تقريبا نفس نسبة درجات الحرارة في السنوات الماضية. ثم تتغير درجات الحرارة من درجة إلى درجتين من فترة الى أخرى، والإحساس بشدة الحرارة سيأتي من تأثير الرطوبة الموسمية، والتي تتغير حسب المصدر والحالة الجوية، وغالبا تكون مرتفعة في الصيف حيث تصل الى 100% ليلا وفي الفجر ثم تهبط الى السبعينات والستينات.
الموقع الجغرافي
وتتأثر الإمارات مناخيا بموقعها الجغرافي، حيث تقع على ساحل الخليج العربي، وتطل من جهة الشرق على بحر العرب، لذلك عندما تهب الرياح من الاتجاه الشمالي أو الشمال الغربي تختلف معها نسب الرطوبة.
كما أن الرياح الشماليه الغربية، وهي تسمى محليا برياح (الشمال)، إضافة الى رياح (نسيم البحر) في النهار، وهي رياح تغذي اليابسة بالرطوبة، إضافة الى الجهة الشرقية عندما تهب الرياح من جهة بحر العرب تكون الرياح شرقية الى جنوبية شرقية محملة بالرطوبة.
وهناك عدة أسباب تؤدي الى ارتفاع درجة الحرارة، إلا انها تتغير من فترة الى اخرى، ورغم أن الاختلاف في درجات الحرارة في تلك الأوقات ليست كبيرة إلا أنها مهمة جدا لأننا نتحدث عن درجات تتجاوز الأربعين درجة مئوية، وهي درجة الحرارة السائدة في الإمارات في فصل الصيف، فدرجة واحدة تأثر في حالة الطقس الحار، بجانب ماهية الطقس نفسه إذا كان حارا ذا رطوبة متدنية يستطيع الإنسان تحت الظل أن يرى الجو جيدا.
أما إذا كان الجو حارا مشبعا بالرطوبة العالية يشعر الإنسان بضيق في التنفس، وهذا أمر سيئ خاصة لمرضى الربو والأطفال وتحديدا في الصباح عندما يكون يكون الجو محملا بالغبار.
التأثر بالمنخفضات
وتتأثر الحالة الجوية في الإمارات بتكون المنخفض الحراري في موقع الجزيرة العربية، الذي يؤدي الى هبوب رياح جنوبية يصحبه ارتفاع في درجات الحرارة، إضافة الى تأثرنا بالمنخفض الشرقي الهندي، ولكن لو رسمنا خطا محوريا ممتدا، سنرى وجود ارتفاع في درجات الحرارة بنسبة 4,0 - 7,0 حسب (اللجنة الدولية للتغير المناخي) بالبحوث والاستنتاجات وهذا دليل من الأدلة، وتتحدث تلك اللجنة عن ارتفاع درجات الحرارة في العالم بشكل عام.
ويشير العبري: يوجد في الإمارات 59 محطة رصد منشرة في جميع أنحاء الدولة، ونحن بصدد شراء 5 محطات جديدة من الولايات المتحدة الأمريكية ويوغسلافيا وفنلندا، ووضعها في الاماكن التي لا تتوفر بها محطات لتغطية المناطق الخالية من أجهزة الرصد، إضافة الى أننا نعمل الآن على تحديث أجهزة المحطات الموجودة حاليا، ولا يقتصر دور تلك المحطات على قياس درجة الحرارة فقط بل تقيس أيضا نسبة الرطوبة، الضغط الجوي، تحديد إتجاه وسرعة الرياح، قياس درجات الحرارة تحت التربة، شعاع الشمس، ونقط الندى، ثم تتم تجديد وتحليل تلك المعلومات للاستفادة منها في التنبؤات الجوية، بجانب عمل الأبحاث التي تفيدنا في هذا المجال.
التنبؤ بالطقس
ويقول محمد العبري: نتنبأ في المركز بالأرصاد الجوية من خلال الأجهزة الخاصة بذلك، اضافة الى تحليلات الكوادر البشرية التي تتنبأ بحالة الطقس من خلال الدراسات التي نجريها في المركز، والتي تبين الأحوال الجوية من حيث درجات الحرارة، الأمطار، والتغير المناخي، وكذلك نعتمد على المعلومات المناخية المخزنة والتي تجمعها محطات الرصد التابعة للمركز الوطني للأرصاد في أنحاء الإمارات، بجانب إستقبال معلومات الطقس من مختلف أنحاء العالم.
لذلك نتوقع في شهر رمضان ارتفاع درجات الحرارة الى 48 - 49 درجة مئوية في المناطق الجنوبية من الدولة، بينما تنخفض قليلا في المناطق الشمالية، وستكون درجة الحرارة الأعلى في إماراة أبوظبي في المنطقة الجنوبية والجنوبية الغربية.
نصائح مهمة
ويقدم العبري عدة نصائح علينا الاخذ بها في شهور الصيف وخاصة شهر رمضان هذا العام وهي: عدم التعرض كثيرا للشمس خاصة هؤلاء الذين يتطلب عملهم التواجد في الشارع وقت الظهيرة، والإكثار من شرب المياه تدريجيا اثناء الليل لتعويض السوائل التى يفقدها الجسم أثناء النهار.
كذلك لابد من فحص إطارات السيارة وتغييرها إذا كانت غير صالحة، وخاصة من الذين سيسافرون بالبر الى خارج الدولة، وذلك لأن درجة حرارة الأسفلت ترتفع بمقدار 15- 20 درجة مئوية عن درجة الجو الذي يبلغ معدله 48 درجة.
وبالتالي فان سطح الأسفلت المعرض للشمس، إضافة الى لونه الأسود القاتم الذي يمتص درجة الحرارة سوف يزيد درجة حرارته وبالتالي يؤدي الى تغيير في ضغط الهواء الموجود في الإطارات، وتغير حجمها الذي يؤدي الى انفجارها، وبالتالي تتسبب في حوادث الطرق مما ينتج عنها أضرار جسمية في الأرواح.


============


١١‏/٠٦‏/٢٠٠٩

30 وسيلة لإدارة المؤسسات وتجاوز الأزمات



تحتل الرؤى والقيم والمعتقدات قمة اهتمام القيادات الإدارية العليا وهي تدير الأزمة المالية بكافة صورها وألوانها، فالسلطة والقدرة على الثواب والعقاب تنبع من المركز الوظيفي، لكن الثقة والاحترام والقيادة تنبع من الشخصية، فالسلطة تمنح للمدير لكن الاحترام يكتسب مع الوقت، والسلطة تزول مع زوال الوظيفة .

ويبقى الاحترام ما بقي الإنسان، كذلك على الشركات الموازنة بين احتياجات موظفيها وقيمها الداخلية، فموظفو اليوم يعملون من أجل المعنى والقيمة لا من أجل المال والغنيمة في ظل مفهوم انتهاء عهد الوظيفة، وعندما تحدث الأزمات يتقدم الموظفون المحفزون ويتطوعون للمساعدة مهما عظمت ودون أن يطلب منهم ذلك.ويقدم الدكتور أحمد جعفر خبير الإعلام والاتصال الدولي رئيس المنتدى العربي لإعداد القادة بالمملكة المتحدة رئيس مركز العناصر السبعة للاستشارات والتدريب وصفة «روشتة» مكونة من 30 وسيلة لإدارة المؤسسات وقطاع الأعمال لتداعيات الأزمة المالية العالمية وذلك من خلال تجهيز الفريق القيادي الصحيح بصلاحيات واضحة ومحددة.

حيث يكمن الحل في تحديد المشكلة الحقيقية وليس الأعراض، ووضع المؤسسة في أجواء الأزمة، ثم تحديد مجموعة أهداف أساسية يمكن تحقيقها، والتحرك بسرعة، وملء الفاقد من المعلومات بتحديد المصادر، والتفكير في المشكلة من جميع الجوانب ثم تقبل أسوأ الاحتمالات، وإدماج الأعمال ذات الصلة ببعضها البعض وتجنب التشويش الخارجي وتوظيف الإعلام بكفاءة ومهنية للتغلب على شبح الإفلاس واهتزاز الصورة الذهنية للمؤسسة والاستعانة بالله سبحانه وتعالى وعدم السماح لعبارات الإحباط والعجز التسرب إلى نفوس القادة.كما أنه على المنظمات تركيز الجهود لتحقيق هدف واحد كبير، إن تحقيق كل شيء في كل وقت، هي محاولة مصيرها الفشل، فالتركيز يعني أن تعرف نقاط قوتك أو ما يسمى بكفاءتك المحورية وأن تعرف احتياجات عملائك ومن ثم تعمل جاهدا على توظيف تلك الكفاءات لتلبية احتياجات العملاء.
وهنا ينوه د. جعفر إلى إنه إذا سرت على الطريق بلا هدف ستجد من يسيرون وراءك يكررون نفس ما تفعله، وسيقلدك الجميع في ارتكاب الأخطاء، وهذا ليس معناه أن تتخلى عن أبرز سمات الأهداف وهي المرونة، فهي أمر لا مفر منه في ظل عالم يتسم باللامحدودية وبالتالي يجب أن تكون المنظمة أيضا بلا حدود، لأنه إذا سعى كل من في المنظمة لتكون له اليد العليا ستكون اليد السفلى من نصيب الجميع، وستنجح الشركة في تجاوز تداعيات الأزمة إذا استطاعت أن تحول ضمائر (أنا) و (هم) إلى (نحن)، فالعلاقات السوية لا تتوقف عند تنفيذ العقود الرسمية والصلاحيات فحسب بل يصنعها الناس بحسن وإدارة علاقاتهم المتكافئة.
استنفار الطاقات
ويواصل د. جعفر: عندما تختفي العدالة بالجور على حقوق الموظفين تهبط الإنتاجية وهنا لن يقدم الموظفون للشركة أكثر من وقتهم أما جهدهم فيصرفونه على أمور أخرى مثل البحث عن وظائف جديدة وتجهيز سيرهم الذاتية قبل المغادرة، لأن الموظفين يمكن أن ندفعهم إلى الارتقاء دائما إلى مستوى توقعاتنا منهم والعكس صحيح أيضا، ولذلك فإن خلق تحديات جديدة أمام الموظفين وتحميلهم مستويات إضافية يجعلهم يستنفرون طاقاتهم لتحقيق المستحيل خاصة عندما تطل الأزمات بوجهها القبيح على أداء المؤسسات.
ثمة نقطة خطيرة يتناساها قادة الشركات وهي ما يتعلق بتعامل القادة مع الموظفين، ويلفت د.أحمد جعفر إلى أن: موظفيك سيعاملوا العملاء كما تعاملهم أنت، وهنا على القائد أن يقدر التكاليف الخفية لسوء معاملته للموظفين، وبالتالي علينا أن نعلم أن الموظفين غير المحفزين سيعطونك فقط إلى ذلك الحد الذي يجعلك تحجم عن فصلهم أو تسريحهم.
ومن المعروف أن لكل فعل رد فعل، لكن ردود الأفعال في المنظمة ليست فردية، فعندما تمارس الضغوط على أفراد داخل المنظمة فإن ردود الأفعال تأتي من مجموعات، وكما تقوم برعاية المعدات والآلات بالصيانة الدورية للمحافظة على قيمتها يمكن أن تقوم أيضا برعاية المواهب ومحاولات الابتكار، حتى العقول النيرة يمكن أن تصدأ إذا لم توضع في البيئة المناسبة.
ولا يكون التقدم بدون أخطاء، الحذر الزائد للعاملين بعدم ارتكاب أخطاء قد يعني أنهم لا يغامرون ولا يجربون طرقا جديدة، وتنجح المنظمات بجهود الكثرة لا بسلطة وقوة القلة، ففي الماضي كانت الإدارة العليا تتخذ القرارات وكان الموظفون ينفذون، الآن تتخذ القرارات في كل مكان وتنفذ في كل مكان أيضا.
ويشير د. جعفر أنه ما لم تسكن الشركات في عقول ووجدان موظفيها فلن يكون لها وجود، ولا يمكن للهياكل التنظيمية أن تعوض النقص أو تعبر بصدق عن طبيعة العلاقات داخل المنظمة، فهي تقيم الحواجز بين الناس وتعوق الاتصال وتستثير الغيرة والمقاومة.
كما باستطاعة كل موظف أن يقدم شيئا جديدا وأن يساهم في نجاح المنظمة لأن انخفاض الإنتاجية مسؤولية الإدارة وليس مسؤولية العاملين وعندما تباعد الإدارة بينها وبين العاملين فإنها تعزل نفسها عن الواقع.
السرعة والبساطة
البيروقراطية كما يقول جعفر تقتل كل شيء حتى العبقرية، فلا ينبغي أن تسمح لها بالوجود في المقام الأول، فعندما تتراكم السياسات والنظم البيروقراطية يصعب اختراقها، واعلم أن أفضل أسلحتك لاختراق حواجز البيروقراطية هي السرعة والبساطة والتحسين المستمر.
ويؤكد د. جعفر أن إدارة الوقت هو مصدرك الأول للمنافسة وكما تصمم السيارات والطائرات لمقاومة الرياح وتحقيق الميزة التنافسية في السرعة، فعليك تصميم الشركة بحيث تتخلص من كل الأعمال التي لا تضيف قيمة حقيقية، وإذا لم تتقدم إلى الأمام فسوف تسقط إلى الخلف، إدارة الأعمال مثل قيادة الدراجة إما تستمر في الحركة والتقدم أو تسقط مكانك.
الخوف يسمم بيئة العمل ويسهم في القلق والتهرب من المسؤولية
أكد الدكتور أحمد جعفر أن الشيء الوحيد الذي يمكن أن نخافه هو الخوف نفسه، وكما يضر التلوث بالبيئة فإن الخوف يسمم بيئة العمل وسواء كانت مخاوفنا مشروعه أو متخيلة فإن نتيجة الخوف واحدة سيكون لها تداعيات لا تخرج عن إخفاء الأخطاء، قلق، قلة إنتاج، سوء فهم وبالتالي سوء تفسير للحقائق، تسويف وتهرب من المسؤولية.
ويضيف د. جعفر ما لم تتعلم شيئا جديدا كل يوم فإنك تجهل شيئا جديدا كل يوم، معرفة اليوم تصبح عديمة الفائدة غدا وعندما تهتم بتدريب الموظفين فإنك تصطاد عصفورين بحجر واحد، تزيد قدرة المنظمة على المنافسة وتكسب ولاء الموظفين.
وأن الكلام سهل والفعل صعب، الاستقامة تعني الالتزام بالمبادئ في كل الأحوال وتعني أن تتطابق أفعالك مع أقوالك، تخيل نفسك في آخر يوم في الشهر وأرقام مبيعاتك غير مشجعة، هل تلتزم بالتوريد للعملاء في الوقت المحدد ؟، أم ستفكر بالتنصل من وعودك لأن هوامش الربح لم تعد مشجعة؟ هل ستلتزم بمواصلة تدريب الموظفين أم ستقرر توفير تكاليف التدريب لتعويض الخسائر؟
ويواصل د. جعفر: المؤسسات وهي تدير واقعها الداخلي لابد من الاتصالات الداخلية فهي ضرورة وليست ترفا. وتكمن أهمية الاتصالات الفعالة داخل المنظمة في مساعدة الشركة على تغيير ثقافتها واكتساب مواقع جديدة، كما تساعد أيضا على التخلص من العادات الإدارية البالية التي تحول بين المنظمة وبين احتلال موقعها على القمة.
والنظر إلى الأجل القصير يمكنك أن تتجه إليه، إذا كنت تسعى إلى البقاء في عالم الأعمال لفترة قصيرة. القادة الفعليون يفكرون في المستقبل ويعملون لبلوغه يفكرون بالحفاظ على ما في أيديهم قبل أن يفكروا بتحقيق مكاسب جديدة، يقدمون خدمات ممتازة ويبنون علاقاتهم وهم ينوون أن تستمر على الأبد.
والجودة لا تتجزأ، الجودة والتعليم والتدريب والانفتاح والصراحة يجب أن تكون طريقة حياة وليست نتيجة سعي مؤقت للحصول على شهادة الجودة أو مرتبطة بحضور حلقة علمية حول الجودة أو المنافسة. والنزاهة ليست أفضل سياسة، بل السياسة الوحيدة، الناس لا يحبون التعامل مع من يبيع نفس السلعة بأكثر من سعر، ومع من يفشي أسرار عملائه ومع من يقتبس أفكار الآخرين وينسبها لنفسه.
ويجب أن تعرف متى تنسحب بشرف، فهناك أوقات يكون فيها عدم البيع أفضل بكثير ولا يجب أن تلتزم بشروط لا تستطيع تنفيذها وعليك أن تنصح العميل بعدم شراء منتجاتك أو خدماتك إذا كنت تعرف أنها لن تفيده.
وهناك علاقة مباشرة بين الاستقامة ومستوى الأداء في المنظمة، في عالمنا المعقد لابد من وجود عقود موثقة لحفظ الحقوق، لكن التعاقدات النظامية ليست بديلا للشرف والنزاهة، ففي إحدى الدراسات التي أجراها بيت لندن الاستشاري تبين أن المديرين الشرفاء أعلى إنتاجية لأنهم يعملون بضمير ودون خوف أو قلق وهذا يعني أن الاستقامة تساعد على النجاح وتجاوز الأزمات.
وهناك فرق كبير بين التقدم والتحرك، التقدم يعني الانتقال من نقطة (أ) إلى النقطة (ب) بأقل جهد ممكن، التحرك يعني أن تتخبط في اتجاهات شتى تجر ذيلا طويلا وتنوء تحت عبء جسد مترهل وأن تلهث في كل خطوة تخطوها، التحرك يعني أن تجري هنا وهناك لمكافحة النيران، أما التقدم فيعني أن تمد يدك بسلام لتوقد الشموع أو لتطفئها وتنام بسلام.
ومهما قلنا عن أهمية الثقة في الإدارة فلن نفيها حقها، بدون الثقة يصبح النجاح مستحيلا، فالناس يرتقون إلى مستوى توقعاتنا وعندما نثق بهم يصبحون بالفعل أهلاً للثقة.
الاضطراب الاقتصادي يتطلب من الشركات تطبيق أسس جديدة
فرض الاضطراب الاقتصادي على المؤسسات والشركات اتباع أسس جديدة تستطيع من خلالها مواجهة التداعيات والتبعات التي قد تنتج وتتحول إلى مشكلات ربما تعصف بمستقبل أعمال تلك المؤسسات. ومن بين تلك الأسس محاولة تحديد أهداف أساسية تتناسب مع الوضع القائم والبحث عن طرق تمويل بعيداً عن القنوات التقليدية في ظل الشروط الصارمة التي أصبحت تفرضها مؤسسات التمويل وإحجامها عن تقديم القروض.
ويعتبر كبح الإنفاق أيضاً من بين التدابير المهمة التي يجب على الشركات اتباعها مع مراعاة الاهتمام بعدم إخلال توازن في الموارد البشرية. ويرى الخبراء أن واحداً من الأسباب الرئيسية التي تحدث فشلاً في محاولات الخروج من التعثر يتمثل في تطبيق سياسات وإستراتيجيات تستند على مفاهيم قديمة لا تراعي المستجدات التي أوجدتها الأزمة المالية الحالية.
والتي أثرت كثيراً على أنشطة وخطط الشركات. ومن الجوانب المهمة التي يجب على الشركات أيضاً الاهتمام بها في المرحلة الحالية الموازنة بين الاحتياجات والمحافظة على الكوادر البشرية التي ترعرعت داخلها وأصبحت أكثر فهماً باستراتيجياتها وخططها وبالتالي أكثر قدرة على تنفيذها.
والأزمة لا تعني بأي حال من الأحوال وقف عملية تحفيز العاملين لأن أمر مثل ذلك قد يخلق جواً من الإحباط وبالتالي يؤدي إلى تراجع في الإنتاجية تكون محصلته الأخيرة انهيار الشركة.









٠٦‏/٠٦‏/٢٠٠٩

المدرسون يطالبون بتعزيز الهوية



تعزيز هويتنا الدينية والوطنية في نفوس أبنائنا لا تأتي إلا من خلال الاهتمام بلغتنا العربية لغة القرآن الكريم التي فضلها الله على بقية اللغات من خلال حرف الضاد،اللغة التي تربط بين قلوبنا وتجمع بين ألسنتنا وتمنحنا لغة التفكير والتعبير الواحدة وتلملم فرقتنا لتحتوينا في زمن العولمة والانفتاح على ثقافة الآخر.

ولأن أولادنا يملون مناهج اللغة العربية التي تدرس لهم في المدارس بل ويعتبرونها لغة صعبة مضطرين إلى استذكارها من أجل العلامات التي سيحصلون عليها للنجاح ونيل الشهادة، هنا يجب أن تتضافر كافة الجهود من أجل جذب أولادنا وتحفيزهم إلى تعلم مهارات اللغة العربية بشكل يغلب عليه طابع الترفيه والتسلية وليكن ذلك من خلال مهرجانات كبيرة تقام لهم خلال العطلة الصيفية التي يجد الأبناء متسعا من الوقت للاستفادة والتعلم.

اللغة العربية والمنافسة... ويقول مأمون الصمادي موجه اللغة العربية في منطقة الفجيرة التعليمية: لغتنا العربية تعيش على مفترق طرق لأنها تتنافس مع كثير من اللغات الحية القادرة على إثبات وجودها بحكم ما تتمتع به الدول الحاضنة لهذه اللغات المنافسة والتي تعتبر اللغات الأم بالنسبة لها منافسة لنا باعتبارها مهيمنة على الفكر والاقتصاد والسياسة، ويسهم في هذه المنافسة الشديدة وسائل الإعلام ذات التوجهات الأيدلوجية المساندة للغرب والمتحيزة له. بينما يتقاعس الإعلام العربي في إبراز لغتنا العربية رغم أنها لغة ولادة ولها تاريخ مجيد، لغة كتبت فيها أمهات الفكر والحضارة والعلم والثقافة ويكرس هذا الدور السلبي للإعلام غياب قرار سياسي عربي لتفعيل بنود الدساتير العربية التي تركز على أن اللغة العربية لغة الأمة ويجب أن تكون بصورتها الفصيحة هي السائدة المهيمنة على الإعلام وسائر مؤسسات الفكر والثقافة والتعليم وصولا إلى أن تقف لغتنا بثبات وثقة أمام اللغات الحية المنافسة.
ويواصل الصمادي: أما على المستوى الاجتماعي فقد ظهرت ثمة مشكلات كبيرة تعترض طريق انطلاقة حيوية لهذه اللغة وهي إصرار العرب على توظيف المربيات والخادمات من ذوات اللسان غير العربي فضلا عن شيوع ظاهرة الازدواج اللغوي على ألسنة فئة من الطلاب ونسبة لا بأس بها من المراهقين ثقافيا وفكريا ممن يعتبرون دمج اللسان العربي بألفاظ غريبة عنه سمة من سمات التحضر ودالة من دلالات التميز،مما ينعكس سلبا على تكسير اللغة العربية،هذه الفئة التي يفترض أنها من ستحمل لواء الفكر والثقافة والهوية العربية في قادم الأيام بعض نضجها وتسلمها مهامها في مجتمعاتنا الرسمية والاجتماعية.
مما ينعكس على بيئة الأسرة العربية بما فيها من أطفال أبرياء كالعجينة مازالوا يتشكلون لغويا وفكريا وثقافيا وحضاريا مما شأنه أن يضعف جانب الانتماء لهذه الأمة ولغتها الأم ويخلق عند أطفالنا نزوعا انهزامياً انتكاسياً لمصلحة لغة الغرب المعاصر وثقافته وحضارته.
مما يقتضي منا نحن المعلمين القائمين على تنشئة الأجيال، خاصة ان المعلمين يفتقدون الكثير من التدريب في كيفية تحبيب النشء باللغة وغرس حب المطالعة فيه، ويكتفون بالإلحاح عليهم في الاجتهاد في دروسهم من أجل تحصيل علمي متفاوت الطموح بين حدود النجاح والتميز،وغير قادرين على غرس ثقافة المطالعة أو ثقافة المثاقفة بمعنى التواصل مع الآخر وتجارب الآخرين،وأن يقرأوا باللغة العربية الفصحى وتحفيزهم عندما يتكلموا بها.
أهمية المهرجانات
ويواصل الصمادي قائلا: أولادنا بحاجة إلى إقامة مهرجانات صيفية ينضموا إليها خلال العطلة جزء كبير من أنشطتها لتعليم اللغة العربية من خلال وسائل الحفظ والتعبير عبر اللغة الفصيحة ، ولابد أن تكون المبادرة من وزارة التربية والتعليم ووسائل التنشيط الاخرى التي تختلف عن التعليم لوجود خيارات وبدائل يستطيع الطفل أن يجد نفسه فيها.
ويبتعد عن الصورة الذهنية لدية، كذلك يجب أن تكون تلك المهرجانات بالتعاون مع وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع لأنها تتمتع بخاصية جذب الأطفال إلى الأنشطة الثقافية غير المنهجية يستطيعوا أن يجدوا فيها ما يرضي احتياجاتهم ويلبي رغباتهم ويعبر عن شخصياتهم، خاصة إذا كانت مدروسة بعناية من قبل متخصيين في تنشيط الأطفال ومراكز الأطفال .
وتؤكد فاطمة الحمادي مديرة مدرسة المشرف الإعدادية بقولها: الأطفال يحبون اللغة العربية ونحن دائما ننمي مهاراتهم في القراءة والكتابة والاستماع، إلا أن الكتابة والمحادثة لديهم ليست بالمستوى المطلوب، وعلينا أن نسعى جديا لتعليمهم ذلك، وهناك توجهات من مجلس ابوظبي للتعليم ومنطقة أبوظبي التعليمية للاهتمام بالهوية والانتماء إلى اللغة الأم، من خلال البرامج المحببة للطلاب.
وأنا مع وجود مهرجان صيفي كبيرا لتحبيب الأطفال باللغة العربية دون أن تكون مرتبطة بمناهج التعليم التي تلزمهم بالدرس والحفظ والاستيعاب من أجل النجاح والتميز في اختبار آخر العام، وأن يستعين القائمون على المهرجان بخبرات موجهي اللغة العربية والمتخصصين من أجل وضع مسابقات مدروسة تنمي مهارات الطلاب وفي نفس الوقت تحببهم في اللغة العربية بأساليب التسلية والترفيه.
انتظار الكعبي مدرسة اللغة العربية في مدرسة إعدادية تقول: نحن بحاجة إلى مهرجان بل والى مراكز صيفية يرتكز نشاطها على تعليم الأطفال اللغة العربية، وذلك بإقامة مسرحيات تعلم الأطفال الحفاظ على قدراتهم الإبداعية ومهاراتهم في اللغة العربية الفصيحة وأن تضم هذه الأنشطة مسرحيات للأطفال، التي من خلالها تشكل للإنسان لغة حوار جادة مع الحياة المحيطة به ومعالجته الدائمة للمشكلات وقضايا المجتمع المختلفة.
ومن أجل تعويد الطفل على مواجهة المواقف الحياتية بشجاعة وثبات وكون المسرح يسعى دائما للارتقاء بمواهب الأطفال والسمو بعقولهم وتفكيرهم نحو غايات أرحب وأوسع ليكونوا قادرين على مواكبة التغيرات العملية المختلفة، فقيام الطفل بممارسة دوره في المسرح كفيل بتدريبه طريقة التعامل مع الآخر كما أنها وسيلة لإكساب الطفل مصادر المعرفة المختلفة.
حيث يتم تحويل المقررات الدراسية إلى ألعاب معرفية يتداولها الأطفال فيما بينهم بطريقة محسوسة ، بالإضافة لتنمية الحس الفكاهي لدى الطفل، حيث يتاح له تقليد حركات الشخصية التي يقوم بها، لذلك يمكن القول إن مسرح الطفل وسيلة هامة من وسائل تنمية لغة الأطفال.
اللغة التراثية
تقول إيمان عقل موجهة اللغة العربية في منطقة أبوظبي التعليمية: ترغيب الأطفال باللغة العربية يتم من خلال المهرجانات الصيفية وتعلم العربية، بأساليب حديثة وضعت خصيصا كالتعلم باللعب والتعلم التعاوني والتعلم الذاتي والتعلم النشط والتفكير الإبداعي، والتركيز على نوعية الأنشطة المبسطة مراعية الفروق الفردية للطلاب، والمشكلة الحقيقية تتمثل في أننا لا نعلم اللغة العربية بالصورة الصحيحة، فالعيب يكمن في النظام التعليمي الذي ينطوي على سلبيات عديدة، منها المنهج الدراسي، الكتب، المعلمون ، أسلوب التدريس.
والاهم من كل ذلك تراجع المناخ المدرسي الذي جعل اللغة العربية ركيزة أساسية في فسحة الهوايات، تلك الفسحة التي تمثلت في جمعيات المكتبة والصحافة والتمثيل والخطابة، فكان الفصل الدراسي يعلم القواعد بينما كانت الجمعيات تبعث الحياة في اللغة العربية عبر الممارسة الحية، كل هذه الظروف تغيرت لأسباب مختلفة.
إضافة إلى أننا نعلم اللغة التراثية لا اللغة العصرية، ولا زال القائمون على المناهج مؤمنين بأن اللغة التراثية هي المدخل، رغم أن اللغة العصرية هي التي يجب أن تكون المدخل لأي عملية تعليمية، فالمنطق يقول أن أبدأ من المعلوم وأنتقل للمجهول، ما يحدث الآن قلب للسلم التعليمي، وبدلا من تعليم الطالب الشعر الحديث لتتشكل ملكاته وقدرته على الاستيعاب تدريجيا حتى يصل إلى الشعر الجاهلي، فإننا نبدأ معه بطريقة عكسية، وهو ما يفاقم الأزمة.
وبدلا من أن نستعين بالوسائل الحديثة في تعلم اللغة نواجه بمدرسين تمتلئ لغتهم بالأخطاء، إذن الحل يبدأ بتغيير نظرتنا إلى العملية التعليمية، مشروع مثل القراءة للجميع يمكن أن يكون مدخلا مناسبا للخروج من هذا المأزق، فاللغة قراءة وليست مجموعة من القواعد، والقواعد تأتي في المرحلة الأخيرة، لكن القراءة سيكون لها مردود مؤكد على تعلم اللغة، لو دعمت بإصلاح المنهج التعليمي.
ويختم عاطف البطل مدرس اللغة العربية موضوعنا بقوله: أعتقد أن على الطلاب حق الاشتراك في المسابقات والمهرجانات، وعلينا أن نزيل فكرة أن اللغة العربية لغة صعبة، وذلك بعدة طرق منها استخدام وسائل التقنية الحديثة والتي بدأ مجلس أبوظبي للتعليم في توزيعها على جميع مدارس إمارة ابوظبي، ثم التركيز على مهارات القراءة والكتابة وخصوصا في المراحل الأولى من التعليم.
صيفنا مميز
أحمد المرزوقي موجه الخدمة الاجتماعية ومنسق البرنامج:
من الأهداف الجديدة لبرنامج (صيفنا مميز) في هذا العام تحبيب الأطفال بلغتهم العربية، حيث نقدم للعام الثاني على التوالي دورة للاهتمام باللغة العربية، وستكون دورة هذا العام تحت عنوان(لغتنا العربية الجميله)، لتحفيز الطلاب في التعبير عن مواهبهم بطرق إبداعية تنمي المهارات وتصقل المواهب في مجال اللغة، مثل تنمية مهارات إلقاء الشعر، التقديم الإعلامي، الخطابة، والعرض المسرحي، وذلك من خلال دقة الأسلوب وحسن الحوار وأسلوب التحدث.
ويهدف البرنامج أيضا إلى تعزيز الهوية الوطنية في نفوس الطلاب، وتنمية الحس اللغوي والأدائي، وتدريب الطلاب على مهارات اللغة العربية، واكتشاف الطلاب الموهوبين في اللغة ، وتوجيه الطلاب المميزين إلى الطرق الفاعلة للاستثمار وتوظيف قدراتهم، وفي الأخير يمنح المشاركون جوائز وشهادات تقديرية، ومن المتوقع أن يضم مركز (صيفنا مميز) هذا العام حوالي 20 ألف طالب وطالبه.





٠١‏/٠٦‏/٢٠٠٩

خبير تجميل: العمليات تصلح العيوب وتعيد الثقة





تلقى علاجات إزالة التجاعيد، والتقشير الكيميائي، وإزالة الشعر بالليزر، وعلاج تساقط الشعر بالحقن إقبالا كبيرا من قبل المواطنين والمقيمين العرب والآسيويين، تليها عمليات تجميل الصدر، وشد البطن، وشفط الدهون، وتجميل الانف.

وأظهرت بعض التقارير الطبية أن عمليات التجميل لم تقتصر على النساء، إنما هناك العديد من الذكور لجأوا إلى العيادات لإجراء جراحات لتجميل الجفن والرموش، وإزالة التجاعيد، وتنعيم الجلد، وتساهم الإعلانات المنشورة في الصحف والمجلات في الترويج لتلك العلاجات والجراحات التي تعتمد على جراحة اليوم الواحد، وبعدها يعود المريض الى منزله ويمارس حياته العادية بعد عدة أيام قليلة، وفي تلك العمليات تطالعنا الصحف كل فترة وأخرى بحوادث يذهب البعض ضحاياها في جراحات بسيطة بسبب أهمال الأطباء. وفي حوار مع الدكتور شريف مطر، المدير الطبي لمستشفى أوباجي التخصصي لجراحة اليوم الواحد في ابوظبي عن هذا الموضوع قال: نعم هناك هوس حقيقي في الإقبال على جراحات التجميل في العالم بأجمعه، وجراحات التجميل تفيد في تصحيح بعض الأخطاء الموجودة في الشكل أو الجسم، وهذا يساهم أيضا في رضاء الشخص عن نفسه وإزدياد ثقته بنفسه.

أخطاء في كل العالم: وعن الأخطاء التي تحدث في تلك العمليات ونسمع ونقرأ عنها رغم قلتها بل وندرتها في الإمارات بشكل خاص يقول د.شريف: لا يوجد أي جراحات في العالم لا تحدث فيها بعض الأخطاء الطبية، حتى في الولايات المتحدة الأميركية توجد اخطاء طبية، ولكن لابد أن يختار المريض الطبيب الموثوق فيه وصاحب السمعة الجيدة، المعروف في هذا المجال والمرخص من قبل وزارة الصحة، وأن يتأكد من المستشفى الذي سيجري فيها الجراحة ومن نظافتها وحسن إداراتها وسمعتها، وألا ينساق وراء الدعايات المضللة، التي يروج لها اناس غير مختصين ويتخذون من تلك العمليات تجارة، ويقومون بفتح مراكز تجميل. ويجب ألا يستسلم أحد لمشارط جراحين غير مؤهلين، وذلك لما سمعناه من نتائج كارثية في هذا المجال، وقد حذرت جمعية أطباء الإمارات من هذا الأمر في مؤتمراتها الطبية، وألا تخضع النساء وتنقاد وراء بعض الصديقات اللواتي يستحضرن بعض خبيرات التجميل غير المصرح لهم في الفنادق او الجلسات النسائية، ويتركن أنفسهن عرضة للجائلين الذين يستخدمون مواد كيميائية مجهولة في عمليات الحقن والتجميل، وغير مستبعد أن تكون هذه المواد محظورة، أو لم يتم تجريبها في الدولة.
ألاوقد سمعت أن هناك اناسا يطرقون الأبواب يعرضون إجراء جراحات تجميل بأسعار زهيدة، ويعرفون أنفسهم بأنهم تابعون لمراكز متخصصة في التجميل، لذلك لابد أن يكون لدى الناس وعي كاف بأن الجسد نعمة من الله سبحانة وتعالى، وليس بالأمر السهل ترك الآخرين للعبث به.
تعليمات الصحة صارمة
وتعليمات وزارة الصحة صارمة عند منح التراخيص للأطباء الذين يمارسون تلك العلاجات او الجراحات، والأمر كذلك بالنسبة للتراخيص الخاصة بالمراكز او المستشفيات المختصة في هذا المجال، وهناك متابعة دائمة لحماية صحه المترددين على تلك المراكز والمستشفيات، بل وهناك اغلاق ايضا لها إذا لم تكن بالمواصفات المطلوبة او إذا تقدم البعض بشكاوى ضدها.
وعن نسبة الإقبال من النساء والرجال على علاجات وجراحات التجميل قال د.شريف: من خلال مستشفيانا أستطيع التأكيد على أنهم مهتمون جدا بالتجميل، ولكن نسبة النساء اكثر من الرجال حوالي 85% الى 15% من المترددين. واكثر الأمراض شيوعا في الإمارات هي تصبغ الجلد وحب الشباب، وهذا يعود الى طبيعة المناخ والعوامل الوراثية بسبب الزواج من الأقارب.
لقد اصبح الاهتمام بعلاج البشرة والجلد، وعلاج التجاعيد ومنع ظهورها مبكرا، هاجسا للنساء والرجال معا بسبب ازدياد الوعي في المحافظة على الجمال، والمعروف أن هناك طرقا بسيطة لمنع التجاعيد وعلاجها ومنع ظهورها المبكر، وذلك من خلال برنامج متكامل من الكريمات او تقشير البشرة أو بالليزر، وقد ساهمت التقنيات الحديثة بإحداث تطور مذهل في هذا المجال.
ويعتمد هذا العلاج على عدد من المواد التي تساعد في إخفاء عيوب البشرة، فمثلا الحقن بالبوتكس الذي يعالج خطوط الوجه الديناميكة، والتي تظهر مع حركة الوجه حول العين، وتجعدات الجبهة والوجه، والبوتكس مستخلص من بعض انواع البكتيريا ولكن بعد إبعاد السم منها والاعتماد على البروتين، وتخفف من تقلص العضلات في منطقة الحاجبين وقاعدة الأنف، ويحقن البوتكس بوخزات بسيطة بإبرة رفيعة في أماكن التجاعيد، وبعد يومين تقريبا يظهر أثرها بوضوح، ويكتمل الشكل بعد أسبوعين، ويظل تأثيرها لمدة تتراوح بين 4 - 6 شهور، لذلك من يحقن البوتكس عليه ان يكرر الحقن مرتين في السنة وبعد 6 جلسات تقريبا، لا حاجة الى أعادة الحقن إلا بعد مرور 3 سنوات أخرى.
أما حالات الأجزاء المتهدلة في الجسم فيستخدم لها علاج موجات الراديو، وهي تصلح لشد الوجه والبطن والساعد والأفخاذ خلال جلسة واحدة، وهذا الجهاز يصدر موجات راديو تحدث تسخينا للطبقات السفلى من الجلد، حيث يتواجد الكولاجين، وهذا التسخين يتم التحكم في درجته عن طريق الجهاز حسب طبيعة جلد كل إنسان وسمكه ومدى الترهل به.
وهناك ايضا علاج بالميزوثيرابي للسلويت وغيرها، ويعتبر الميزوثيرابي من احدث العلاجات، وهو عبارة عن حقن مجموعة من الفيتامينات المركزة، وأملاح وأحماض امينية تساعد الجلد على إفراز مادتي الكولاجين والايلاستين، وهي تحقن بواسطة جهاز خاص في الطبقة الوسطى من الجلد، وغالباً لا توجد أي مضاعفات ما عدا آثار خفيفة وسرعان ما تزول، تختلف مدة العلاج حسب حجم التهدل.
والحقن بالكولاجين أو الفيلر، هو من العلاجات المنتشرة بشكل كبير لعلاج التجعيدات العميقة على الوجهه، وجانب الأنف، ولتكبير الشفاة، وكان من قبل يستخلص من البقر، فكان يسبب حساسية للبعض، أما الآن فقد أصبح اكثر آمانا حيث انه يستخرج من أجزاء طبيعية في الجسم، والبوتكس والكولاجين علاج مؤقت يحتاج للتكرار بعد 6 شهور تقريبا.
جراحات بتخدير موضوعي
ويواصل د. شريف: أما جراحات اليوم الواحد فهي غالبا تجرى تحت تخدير موضوعي، ويخرج المريض في نفس اليوم، مثل شفط الدهون، وتجميل الأنف والجفون، وشد البطن وشد الوجه، وتعد عملية تجميل الأنف من أكثر العمليات الجراحية إنتشارا، حيث انها تساهم بإعادة تشكيل الأنف بزيادة أو إنقاص الحجم أو إزالة الانعكاف أو تغير شكل أرنبة الأنف أو تغير أتساع فتحات الأنف أو تغير الزاوية بين الأنف والشفة العليا. كما أنه يمكن إصلاح بعض المشاكل التنفسية باستعدال الحاجز الأنفي، كذلك شفط الدهون التي تعتمد على الإزالة الموضعية، وهى عبارة عن تجمع للشحوم فى مناطق محددة من الجسم تختلف باختلاف الجنس والعرق والعوامل البيئية والوراثية، حيث تزيد مثل هذه التجمعات فى مناطق الصدر وأعلى البطن وأسفل الظهر فى الرجال، بينما تتجمع فى أسفل البطن والأرداف وأعلى الفخذين عند النساء، وتجمع الشحوم فى مثل هذه المناطق تحديداً يحدث نتيجة لعدة عوامل أهمها حساسية الخلايا الدهنية للنشاط الهرمونى في الجسم، وأقلها أهمية طبيعة الغذاء ،ولذلك فأن هذه المناطق ذات التجمعات الدهنية تستمر حتى بعد استعادة الوزن الطبيعى بعد اتباع الحميات الغذائية.
وفي السابق كانت عمليات إزالة التجاعيد تجري بطريقة شد الجلد عن طريق غرز خلفية، وهذه تجعل موقع العملية واضحا وبشكل اصطناعي يمكن ملاحظته بسهولة، وسرعان ما يتمدد الجلد ويترهل مرة أخرى وتعود التجاعيد كما كانت في السابق. ولكن مع تقدم الجراحة التجميلية وفهم التشريح العضلي للوجه، أصبح الجراحون الآن يقومون بعملية إزالة التجاعيد عن طريق شد الطبقات العميقة تحت الجلد بدلا من شد الجلد السطحي، ويتم ذلك لجلد الوجه والرقبة معاً في نفس الوقت، إما تحت التخدير الموضعي أو تحت التخدير العام، وذلك بوضع الشق الجراحي خلف خط الشعر فوق وأعلى الأذنين ثم يمتد حول الأذنين وخلفهما، وربما يحتاج الجراح إلى إجراء شق جراحي صغير تحت الذقن لشد عضلات الرقبة.


============