١٤‏/٠١‏/٢٠٠٩

نهيان بن مبارك يفتتح معرضاً تشكيلياً للريس وليونبجر




افتتح الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي معرض الفن التشكيلي المقام تحت رعايته وبالتعاون مع السفارة السويسرية في أبوظبي، وضم المعرض خمس لوحات للفنان الإماراتي عبد القادر الريس ولوحتين للفنان السويسري ديتر ليونبرجر.
وأكد السفير السويسري ويلفجنج اماديوس برولهارت ان هذا المعرض التشكيلي الثاني الذي تقيمه السفارة تأكيدا لتعزيز الروابط الثقافية والفنية والتجارية بين البلدين، وسيتم استضافة فنانين كل ثلاثة شهور.
وقال الفنان التشكيلي عبد القادر الريس إنه شارك في هذا المعرض بخمس لوحات تجريدية ممهورة ببصمته، وهذا أسلوب جديد لعدم تزوير لوحاته من قبل الآخرين، وأضاف: الفن التجريدي هو فن عالمي لا وطن له لكنني أحببت أن أمنحه خصوصية عربية فأضفت إلى لوحاتي بعضا من الحروف العربية مثل الهاء والحاء والميم والواو الذي ركزت عليه بشكل خاص في لوحات هذا المعرض، وللحروف الذي أستخدمها رموز معينه إلا أنني أحتفظ بها لنفسي.
وأضاف أنه تأثر بما يحدث في غزة وحاليا يعكف على رسم لوحة تعبر عن الأوضاع السائدة هناك ويغلب عليها اللونين الأحمر والأسود.
وتتميز تجربة الريس الذي تزين جداريته قاعة راشد لكبار الشخصيات في مطار دبي باستخدام الألوان المائية في اللوحة الزيتية بكل حرفية وإتقان، وكما يشير المهتمون بتجربته أنه يحب الطبيعة بكل تفاصيلها؛ صخورها، جبالها، أوديتها، عشق تراث الآباء والأجداد.
وقد وجد نفسه ينساق للبيوت القديمة وما تحويه من دقة في أبوابها وشبابيكها التي تعطي بعدا فلسفيا لإشغالات الريس وإبداعاته، ويلمح المتابعون لإبداعاته التي تعنى بالطبيعة والبيوت القديمة خوفه على الماضي ورغبته الأكيدة في توثيق ذلك بكل دقة مما يتطلب منه عملا شاقا وجهدا مرهفا.
وعلى مدى 30 عاما من المسيرة التشكيلية شارك الريس في العديد من المعارض المحلية والعالمية ونال جوائز عديدة منها جائزة الشيخ خليفه بن زايد آل نهيان للإبداع الفني2006، والسعفة الذهبية عام 1999م.
وتضمن المعرض لوحتين من الرمال للفنان السويسري ديتر ليونبرجر،الذي بدأ حياته مدرسا في المدارس الابتدائية ثم اتجه بعد 3 سنوات لدراسة تاريخ الفن التشكيلي، وبدأ الانطلاق بثبات في هذا العالم عام 1978، وتتناول لوحاته موضوع الطبيعة والنباتات والحيوانات، والفرق بين العمران والبناء والطبيعة، وله العديد من المشاركات العالمية ويعيش متنقلا بين سويسرا وايطاليا وألمانيا وفرنسا.


١٢‏/٠١‏/٢٠٠٩

زياد الباكري: درس الهندسة اشباع لنهم الرسم و الإبداع




زياد محمد أحمد الباكري مدير مشاريع أول في شركة منازل العقارية، واحد من أبناء هذا الوطن الذين أحبوا المواد العلمية فاتجهوا لدراسة الهندسة، ورغم تفوقه وحصوله على شهادة البكالوريوس بدرجات مرتفعة إلا أنه لم يفكر يوما في أن يعمل معيدا في الجامعة، ويواصل دراسته لنيل شهادتي الماجيستير والدكتوراه.
واعتبر أن الخبرة العملية التي ينالها على أرض الواقع هي ميزة لا تتوفر كثيرا لمن يعملون في تدريس المواد الهندسية بشكل نظري لطلابهم، ترك الوظيفة الحكومية بإرادته واتجه للعمل في القطاع الخاص رغبة منه في التحدي والإبداع، وهو يرفض أن يعيش اللحظة فقط بل يضع لنفسه أهدافا مستقبلية يسعى إلى تحقيقها، وهو قارئ جيد ومتابع لشؤون الاقتصاد ورغم ما يحدث الآن إلا أنه شديد التفاؤل بانتهاء الأزمة المالية سريعا.
لماذا اتجهت إلى دراسة الهندسة؟
أحببت المواد العلمية، واستهوتني دراسة الهندسة بشكل خاص ووجدت أن التخصص في الهندسة المعمارية أمر يتوافق مع حبي للرسم والإبداع والاجتهاد، وطوال مدة التحاقي بالجامعة نلت درجات مرتفعة تتراوح بين الجيد جدا والامتياز، حتى حصلت على شهادة البكالوريوس من جامعة الإمارات 1993م.
تخرجت من الجامعة بتفوق لماذا لم تلتحق بالعمل فيها كمعيد؟
لم يكن في خاطري أن أعمل في الجامعة بطريقة نظرية، بل أحببت أن أخوض الحياة العملية، ففي اعتقادي أن الخبرة التي أكتسبها على أرض الواقع هي أفضل كثيرا من نيل شهادتي الماجيستير والدكتوراه، وبعد تخرجي مباشرة عملت في إحدى الدوائر الحكومية، ومنذ 4 سنوات قمت بإنشاء مكتب للاستشارات الهندسية كشريك مدير، ثم انتقلت قبل عام ونصف الى شركة منازل العقارية.
وهل الدافع المادي كان هدفك من الانتقال من العمل في الحكومة الى القطاع الخاص؟
لم يخطر ببالي أبدا الهدف المادي، ولكنني رأيت أنني عندما عملت لفترة طويلة في مكان واحد شعرت بالملل ولابد من التغيير وذلك من أجل اكتساب التنوع في الخبرة، ووجود حافز جديد للعطاء والإبداع.
ما هي مهام عملك الحالي؟
أقوم بمتابعة جميع أقسام عمليات المشاريع والتصميم والتخطيط وطرح المناقصات وغيرها وتنفيذها على الواقع، كما أنني أقوم برفع التقارير للإدارة العليا.
هل تضع أهدافا لحياتك تسعى لتحقيقها أم انك تفضل ان تسير بك الأمور ولا تستبق الغد؟
الإنسان العاقل لا يمكن أن يجعل حياته تسير يوما بيوم، لكن عليه أن يضع أهدافا وخططا لمستقبله ويسعى جاهدا لتحقيقها وألا تظل تلك الأهداف الهاجس الذي يؤرقه، وأعتقد أن أفضل هدف هو أن يبدع الإنسان في عمله وهذا أكبر نجاح يضيف إلى سمعته ويرضي به ربه.
ماذا تقرأ؟
اقرأ كثيرا في المجلات الخاصة بالسيارات، والنواحي التي تهتم بالعقارات وأتابع احدث مستجدات الأخبار الاقتصادية.
بما انك متابع لأخبار الاقتصاد في رأيك كم ستطول الأزمة المالية الحالية؟
الذي أعرفه أنه خلال السنوات القليلة التي مضت ارتفع الاقتصاد كثيرا، والذي يصعد سريعا يهبط أيضا سريعا، وأعتقد أنه سيتعافى ويتحسن ولكن ليس بين يوم وليلة، لكنني متفائل، فالحياة مستمرة ولن تتوقف والأموال لابد أن تستمر وتجني الأرباح وتلك سنة الحياة.

==============

١١‏/٠١‏/٢٠٠٩

الاختيار الصعب




تعرفت عليه أثناء دراستها الجامعية، فقد لفت نظرها بشدة اهتمامه بدراسته، وجديته في التعامل، وسلوكه المهذب، وقدرته الفائقة على التأثير فيمن حوله، ورغم ملاحظتها لنظرات إعجابه بها إلا أنه أبداً لم يبح لها يوما بما يدور في داخله، ومرت السنوات وهي تنتظر أن يصارحها بحبه، إلا أنه لم يفعل، وكثيرا ما حاولت لفت انتباهه إلا انه لم يتجاوب سريعا، بحثت ونقبت فيمن حولها من الزميلات لربما يكون مرتبطا عاطفيا بواحدة منهن إلا أنها فشلت في التيقن من الأمر.
ورغم تقرب الكثيرين منها إلا أنها أغلقت قلبها، فلم تكن تريد أبدا سواه حبيبا لها، تقدم لها أكثر من عريس، ورغم موافقة الأهل إلا أنها كانت تعترض بحجة أنها لا ترغب في الانشغال بأمور آخرى سوى دراستها. وبعد نيلها شهادة البكالوريوس اتجهت مباشرة للعمل، وتناست قصه حبها التي أجهدت مشاعرها لأنها كانت من طرف واحد، وعكفت على تحقيق ذاتها في العمل الذي حاولت أن تتميز فيه، ورغم انهماكها المستمر في العمل إلا أن خياله كان يراودها من حين لآخر. وبعد يوم عمل شاق وطويل، تلقت اتصالا هاتفيا اهتزت له مشاعرها وعاد قلبها يدق من جديد، فقد كان الصوت لزميلها الذي عشقته، أخبرها عن رغبته في لقائها، فوافقت على الفور دون تردد.
وقبل الميعاد المحدد ذهبت إليه وجلست في انتظاره والأمل يراودها من جديد في أن يفصح لها عن حبه ويعبر لها عن مشاعره التي أخفاها سابقا، أتي ومد يده لها للسلام تفحصت أصابع يده رغبة منها في معرفة آخر تطورات حياته العاطفية، فاطمأنت عندما لم تجد خاتماً يدل على الخطوبة أو الزواج، سألها عن أحوالها، وعن عملها، وأخبرها هو الآخر عن تطورات حياته والعمل الذي يشغله حاليا ورغبته، وكانت تستمع إليه باهتمام بالغ، وكلما تحدثت فضحتها نبرات صوتها وضربات قلبها المتسارعة.
تذكرا أيام الجامعة الحلوة وتحسرا على تلك السنوات التي مرت بسرعة البرق، ولم يكن لديهما أية مسؤولية سوى أنهما يجتهدان فقط من أجل النجاح، نظرت الى ساعتها وأخبرته أنها تأخرت وعليها الرحيل، وقبل أن تمضي سألها هل تقبله زوجا لها؟
كادت أن تفقد وعيها، ولم تصدق ما سمعته بأذنيها، وسألته ثانية أن يعيد على مسامعها ما قاله، وعندما تأكدت من أنها لم تكن تتخيل وافقت على طلبه فورا وحددت له موعدا مناسبا للالتقاء بوالدها.. تزوجته.. وبعد عامين من الزواج أتته فرصة للعمل في دولة الإمارات، ورفض أن يتركها في بلده مؤكدا لها أن لا يستطيع العيش بمفرده، وسيشعر بحنين جارف لها ربما يتسبب في شرود ذهنه وإهماله لعمله بل وتركه نهائيا والعودة ثانية الى الوطن. وأكد لها أنهما اختارا بعضهما بإرادة حرة لكليهما، وأن مستقبلهما مرتبط بتواجدهما سويا في مكان واحد، يعيشان فيه يتبادلان الحب والعطاء وإنجاب الأبناء.
وعاشا على أرض الإمارات يعملان سويا من أجل مستقبل أجمل لهما ولثلاثة أولاد أنجبتهم له واعتبرتهم أجمل ما في الحياة، ولم تستسلم للبقاء في البيت بل سعت بكل الطرق لتجد عملا مؤمنة بالمثل القائل «يد واحدة لا تصفق» وشاركت زوجها كافة النفقات حتى لا تثقله وحده بالأعباء العائلية. ومرت عشر سنوات كاملة يسعيان من أجل تحقيق أهدافهما والعودة ثانية إلى أرض الوطن، إلا أنه «تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن»، فقد اكتشفت ان الزوج حبيب القلب قد تزوج من امرأة أخرى من جنسية عربية وأعد العدة للعودة بها الى الوطن تاركا زوجته وأولاده معلنا التخلي عن جميع أدواره في الأسرة.
أصيبت بالذهول ليس من تصرف الزوج فقط لأنها لم تشعر يوما بأنه تغير في مشاعره تجاهها، ولم يسبق ما فعله أية إنذارات لها بالهجر، تساءلت حاولت أن تسأل نفسها قبل أن تسأله إلا أنها عجزت تماما عن تحليل ما حدث، استسلمت لواقعها الجديد وقبل ان تطلب ورقة طلاقها، وجدته يسلمها لها بيده معتذرا بأن زوجته الجديدة لا ترغب في أن تشاركها فيه امرأة أخرى.

=========================

٠٩‏/٠١‏/٢٠٠٩

المخرج طريف سيد .. أول عربي في لجنة تحكيم جائزة إيمي العالمية



هو أول مخرج عربي يتم اختياره ضمن لجنة التحكيم لفئة الأفلام الوثائقية ضمن نهائي جائزة إيمي العالمية في نيويورك.




«سيد»، والذي يحمل شهادة في الاخراج والتمثيل، بدأ حياته المهنية في الإنتاج الإعلامي في لبنان في عام 1992 حيث عمل مع عدد مع شركات الانتاج المحلية والدولية. في أواخر عام 1999، انتقل إلى دولة الإمارات العربية المتحدة للانضمام الى قناة أبو ظبي. وفي عام 2001 قرر أن يحقق طموحه الشخصي في دبي، الرائدة في الانتاج الاعلامي في الشرق الاوسط، حيث قام بتأسيس شركته (ذا فريم) برأس مال متواضع جدا، وكان رأس ماله الحقيقي خبرته وإيمانه بما يقوم به، وكانت البدايات متعثرةبعض الشيء، إلا أنه لم ييأس وتحدى كافة الصعوبات وأجتاز بإيمان كافة العراقيل، وأصبح له أفلاما وثائقية تعرض على التلفزيونات العربية، وهو ينظر الى نجاحه ويؤكد لنفسه أنه لايزال أمامه الكثير ليقوم به،وحاليا يعد لإنتاج فيلمين وثائقيين إضافة الى سلسلة تلفزيونية رائعة بعنوان (إكتشف الإمارات)، وسلسلة أخرى حول الموسيقى الصوفية.




وطريف ايضا عضو في الأكاديمية الدولية للفنون والعلوم التلفزيونية والتي تعتبر أكبر منظمة دولية للإعلاميين التلفزيونيين، حيث يبلغ عدد أعضائها أكثر من 70 دولة، وما يزيد على 400 شركة. وهو أول عربي يتم اختياره ضمن لجنة التحكيم لفئة الافلام الوثائقية ضمن نهائي جائزة إيمي العالمية 2008، والتي ستعقد في 22-23 نوفمبر 2008 في مدينة نيويورك في الولايات المتحدة الأميركية. ويعتقد طريف أن دوره كواحد من لجنة التحكيم لجائزة ايمي العالمية وكعضو في الأكاديمية الدولية للفنون والعلوم التلفزيونية، حمله مسؤولية أكبر تجاه تشجيع وتعزيز صناعة الأفلام الوثائقية في العالم العربي وربطها بالساحة العالمية، وهذا هو التحدي بالنسبة له في أن نجعل صوتنا مسموعا في كل مكان ممكن وبالادوات الصحيحة.


ويؤمن طريف سيد أن لدينا في الوطن العربي المواهب والتقنيات والقدرة على المنافسة وانما ينقصنا الدعم والاعتراف بأهمية الفيلم الوثائقي وضرورة وجوده بشكل أكبر على الشاشات العربي، ولدينا عدد كبيرا من السينمائيين والمنتجين والمخرجين الموهوبين الذين ينبغي إكتشافهم لكن للأسف معظم شركات الإنتاج لا تستثمر أو تؤمن بتلك المواهب. - تحويل المقبرة الى فن: د.أحمد حسن مغربي المحرر العلمي في جريدة الحياة يقول: ما أن سمعت بنبأ ترشيح المخرج طريف السيد حسن للمشاركة في اللجنة التحكيمية لجوائز «إيمي» العالمية للأعمال التلفزيونية، حتى تبادر الى ذهني ما أعتبره الحدث الأول الذي أظهر لي الفنان (بالمعنى القوي للكلمة الذي يتضمن أساساً الإبداع) فيه. فقبل بضع سنوات، أُسند إليه دور في مسرحية مقتبسة عن رواية دوستويفسكي الشهيرة (الجريمة والعقاب).


ويعمل المهتمون بشؤون الثقافة أن تلك الرواية الكلاسيكية تحوّلت أفلاماً ومسرحيات ما لا يحصى من المرات. ويمكن اعتبار تجسيد دور الأب في تلك المسرحية، مقبرة فعلياً، لكثر ما تكرر تمثيلها. والأرجح أن السؤال الذي دار في ذهن صديقي هو كيف يمكن تحويل هذا الدور-المقبرة الى فن؟ ما هي الإضافة التي يمكنها أن تجعل من التكرار إبداعاً؟ لن أتوقف أمام التفاصيل، لكن اللمسة التي فكّر فيها طريف جعلت وضعت طريف في تحد مع المخرج لأنها كانت أصيلة الى حدّ أنها تضاربت مع رؤية المخرج، التي كانت تقليدية تماماً.


وأصرّ طريف على موقفه، فظهر لي جانب آخر فيه وهو أصالة الفنان وإصراره على إبداعه حتى لو دفع ثمناً غالياً لذلك. فَقَد طريف الدور، لكنه كسب احترام معظم الوسط الفني في لبنان، الذين لم يفتهم عمق التغيير الذي أراده. ولم يترددوا في إبداء إعجابهم فنياً بفكرة أن يظهر الأب بثوب نسوي خليع وأحمر اللون، ما يظهره بصرياً كمصدر للعهر الذي ضرب حياة ابنته ودمر حياة راسكولينكوف، الشخصية الرئيسية في تلك الرواية!


وتدريجياً، تبدت لي ملامح أخرى في شخصيته، وخصوصاً استقلاليته في التفكير كمثقف. فعلى رغم كل ما عرفه لبنان من زلازل، استطاع طريف أن ينجو بعقله من وحوش الخطابات الطائفية والمذهبية، كما من التفكير المتحجر للإيديولوجيات التي ملأت البلد واستولت طويلاً على مثقفيه. وكذلك بيّنت النقاشات الكثيرة معه، قوة إطلاعه على الأدب والمسرح التمكن من التيارات الفلسفية، وواصل المغربي والسينما، عربياً وعالمياً، وكذلك تمكّنه من التيارات الفلسفية الأساسية في عقلانية التنوير الغربي بمشاربها المتنوّعة.


ويربط بين تلك النواحي بعضها ببعض، كما يربط بينها وبين ما يمارسه من أعمال فنية، بداية من التقاط الصورة المفردة ووصولاً الى صنع الأشرطة المختلفة. ولعل شيئاً لا يُظهر هذا (المزيج) ونكهته الخاصة أكثر من الأفلام الوثائقية المتلفزة التي يعطيها الكثير من جهده وتفكيره وخياله. ويلفت فيه اهتمامه بصنع ما يشبه الجسر بين تلك التيارات الثقافية والتجارب التي يعاينها حياتياً.


ويجمع بين صفات طريف، الذي اعتز بصداقته، تشرّبه العميق لمعنى الحرية ثقافياً، والميل الى ممارستها في فنه وحياته. وإذا أُضيف الى ذلك سجاياه كإنسان واقعي التفكير وصدقه في التعامل مع الاصدقاء وشفافيته عاطفياً وشعورياً، يصل الكلام الى رسم صورة طريف الانسان والفنان، الذي أتمنى أن يكون اختياره للجنة التحكيمية، وكأول عربي، لجوائز (إيمي)، بداية فعلياً لأن ينال طريف ما يستحقه.


ويقول الممثل اللبناني بديع أبو شقرا : طريف هو صديقي منذ أيام الجامعة. في تلك الأيام كان لكل منّا أحلامه وتوجهاته. وفي الوقت الذي اتجهتُ والعديد من أصدقائنا إلى التمثيل، اختار طريف الإخراج وكان منذ البداية وفياً لهذا الهدف. بالنسبة لي كنت متأكداً من أنه سينجز شيئاً ما.


إن الإيمان بأن ما من شيء وليد المصادفة وأن العمل، أي عمل يحتاج إلى جهد ومتابعة وصبر وإصرار، هو ما يقود الإنسان إلى هدفه. وأعتقد أن طريف ومنذ البداية لم ينتظر أن تأتيه الفرصة وإنما عمل بجهد كبير ، وبإصرار عنيد على بلوغ أقصى ما يمكن في المجال الذي طالما أحب.


طبعاً لم أستغرب اختيار طريف كمحكّم في نهائيات جائزة الإيمي. وأنا كممثّل عربي يعني لي الكثير أن يكون ثمة من يمثّل العرب في هكذا جائزة، لربما يكون هذا باباً لحضور عربي أقوى في الجوائز العالمية.



================



٠٧‏/٠١‏/٢٠٠٩

محمد الخوري: من ابحاث السرطان الى العقارات




محمد عقيل الخوري المير المساعد للمبيعات في شركة منازل العقارية في ابوظبي شاب طموح قرر قبل سنوات عديدة سبقت الذهاب الى أستراليا لدراسة العلوم الطبية إلا أنه وفي السنة الأخيرة للتخرج قضت على آماله في الحصول على الشهادة بعض الظروف التي جعلته يترك جامعته ويعود ثانية الى أرض الوطن..
لماذا لم تكمل دراستك في العلوم الطبية في أستراليا؟
ذهبت إلى أستراليا منحة من جهاز أبوظبي للاستثمار عام 2002م حتى 2006م، وهناك تخصصت في العلوم الطبية الخاصة بالسرطان، وكانت تقديراتي خلال تلك السنوات مرتفعة، إلا أن الأمور تعرقلت في السنة النهائية ولم أستطع الحصول على شهادة إتمام الدراسة، وذلك عندما أصبت في حادث سيارة، ومشاكل أخرى حدثت بيني وبين عميد الكلية، عدت للإمارات فوجدت نفسي أرغب في البقاء هنا في الوطن ورفضت تماما العودة.
هل تشعر بالندم لأنك لم تنل شهادتك الدراسية بعد أربع سنوات من الدراسة؟
ربما وقتها لكن الحمد لله قدر الله وما شاء فعل، والحمد لله أن كل يوم يمر علي أزداد علماً وحاليا أدرس في جامعة الحصن محاسبة وتمويل وأيضا أنجح بعلامات جيدة، وهذا يعوضني عن الأيام التي تعرقلت فيها دراستي.
ولماذا لم تتجه لإكمال دراستك في العلوم الطبية واتجهت للمحاسبة والتمويل؟
لا يوجد في الإمارات تخصصي، فأنا لست طبيبا ولكنني باحث كل علومي في الأبحاث والمعامل، وعندما بحثت في الكليات وجدت أن تخصصي غير موجود وعليَّ أن أنسى السنوات التي درستها وأتجه إلى دراسة الطب من جديد.
وما الفائدة التي اكتسبتها من الدراسة في أستراليا؟
اكتسبت خبرات في التعامل مع جنسيات من جميع دول العالم ومازلت أراسل أصدقائي الذين تعرفت عليهم هناك، كما تعلمت الاعتماد على النفس في كل كبيرة وصغيرة وأن ما يصيب الإنسان لابد ان يحمد الله عليه وأن يستمر السعي في الحياة.
ولماذا درست المحاسبة والتمويل بشكل خاص؟
عائلة الخوري عائلة معروفة بأنهم تجار منذ قديم الزمن، لذلك فالتجارة أصبحت في جينات جميع الأبناء والأحفاد، وقد وجدت تشجيعا من اتلي وأقاربي الذين شجعوني على تلك الدراسة، والحمد لله أنا متفوق في دراستي وأحبها جدا، وقبل أن أترك دراستي في أستراليا عرضوا عليَّ هناك الجنسية الأسترالية والعمل هناك نظرا لأهمية تخصصي كباحث في السرطانات والجينات، إلا أنني رفضت بالطبع فلا يوجد إماراتي يسعى لاكتساب جنسية أية دولة أخرى.
تعمل وتدرس في آن واحد ..لماذا؟
أنا مؤمن بأنه يجب أن يكون للفرد دور فاعل في المجتمع، وقد مكثت فترة طويلة كطالب جامعي في أستراليا، ووجدت نفسي أرفض أن أكرر ما حدث هناك وأن يكون اعتمادي على والدي في الإنفاق علي، كذلك وجدت أنه صار لدي وقت فراغ كبير خاصة وأن الدراسة في الجامعة مسائية كما أنني أرفض الروتين والملل وأن أعيش حياة رتيبة.
كيف تقضي وقت فراغك؟
أنا «بيتوتي» من الدرجة الأولى، أفضل ان أقضي ما تبقى من ساعات اليوم بدون عمل مع عائلتي، وفي الليل أمام شاشة الكومبيوتر حيث المشاركة في المنتديات.

==============

٠٦‏/٠١‏/٢٠٠٩

نهاية فارس الأحلام في المستشفى




طوال عشر سنوات مضت لم تشعر يوما بأنها امرأة متزوجة، بل كانت وحيدة دائما، وكثيرا كانت تبكي وهي تستعيد شريط الذكريات، يوم أن كانت طالبة في الجامعة والتقت بزميل لها، أعجبتها وسامته وتمنت أن تكون زوجة له.
تمنت في فارس الأحلام أن يكون زوجا قويا يحميها من غدر الزمان، وأن تكون زوجته التي تمنحه الحب والحنان والسكن والمودة، وأن يكون هو الملجأ الآمن لكل ما يمكن أن تواجهه من مصاعب في الحياة. تزوجته وبدأت تطبق ما رسمته من حياة زوجية ناجحة، تعشق فيها المرأة رجلها وتسعى إلى إسعاده بشتى الوسائل.
سارت أيامها الأولى كفيلم شاهدته من قبل مليء بالرومانسية والحب، والاهتمام بنفسها محاولة إظهار أنوثتها بشتى الوسائل، سواء كان هذا من خلال اهتمامها برشاقتها وزينتها، أو من خلال تعاملها معه بشكل يبجله ويجعله الرجل السيد الذي بيده القوامة، ولا يمكن أن تنافسه المرأة في عرشه مهما كانت أهميتها أو مكانتها الاجتماعية.
ورغم أنه لم يكن بحجم توقعاتها إلا أنها لم تيأس وحاولت أن يكون مثلما تمنت، فقد اختاره القلب، ورغم معارضة الأهل على الزواج منه إلا أنها تمسكت به ورفضت أن يكون هناك بديل سواه. ومع مرور السنوات بدأت تشعر بالإحباط، فلم يكن هذا الرجل الذي حلمت به، فقد أصبح زوجا مملا عاديا منذ السنة الأولى من الزواج، ولم يكن الرجل الذي يبهرها بعلمه وثقافته،
بل كانت تضيق ذرعا بتفاهة نقاشه، ومعلوماته المحدودة، ولم يكن هو الرجل الحنون المحب بل كان باردا في مشاعره، ولم يكن الرجل القوي الذي يمكنه أن يحميها من غدر الزمان وشر «المستخبي»، بل كان رجلا سلبيا يترك لها عظائم الأمور لتواجهها وتتخذ فيها القرارات وحدها.
أنجبت ابنتين كانتا بالنسبة لها الأمل والسلوى، اتجهت بكل مشاعرها وحواسها لتربيتهما وتنشئتهما بشكل جيد كي تؤهلهما لحياة أفضل في المستقبل، وعندما جاء موعد دخولهما المدرسة، اتجهت إليه لتستشيره في أنها تفضل إدخالهما مدرسة تتعلمان فيها اللغات، وبدأت تسرد له أهمية أن تتعلم الابنتان تعليما جيدا، فهذا الزمن يحتاج إلى نوعية خاصة من التعليم وأن الشهادة وحدها لم تعد تكفي، فسوق العمل يحتاج إلى متطلبات ومهارات واكتساب خبرات يجب الإنفاق عليها مسبقا.
ناقشها بإهمال مؤكدا أنه لا فائدة مما تقوله، فالبطالة تملأ الدنيا والكل يتساوى، فلم يعجبها حديثه السلبي اللا مبالي، فهو دائما لا ينظر سوى تحت قدميه، وفي النهاية أكد لها أن تفعل ما تريد ولكن عليها ألا تطالبه بمصاريف المدرسة الخاصة وعليها أن تتحمل وحدها كافة النفقات.
وتجنبا للمشاكل فعلت ذلك وبحب من أجل ابنتيها، وظلت تعمل وتكد وتكدح من أجل الإنفاق على نفسها وعلى أولادها، إلا أنها كأنثى تعبت من تلك الحياة التي تعيشها، فما فائدة هذا الرجل في حياتها، ولماذا يعتبر نفسه قواما عليها وهو لا يعرف ماذا تعني القوامة ولماذا يحاسبها على حركاتها وسكناتها وهو لا يعرف حقوقها عليه كزوجة والتي طالما حاولت تبصيره بها؟.
تحملت فوق طاقتها، ورفضت أن تهدم بيتها، وذات يوم أصيبت بالإغماء، ونقلها إلى المستشفى وقرر الأطباء بقاءها لمدة يومين من أجل إجراء بعض الفحوصات.وفي صباح اليوم التالي أتى الزوج وقبل أن يطمئن على صحتها، سألها أن تمنحه المال حتى يدفع نفقات المستشفى، فأخبرته أن المال في حقيبة يدها في البيت وعليه أن يحضرها لها.
وبالفعل ذهب الزوج وعاد بحقيبتها، ودفع نفقات العلاج، وتهيأت هي للخروج بعد أن طمأنها الأطباء على سلامتها، واصطحبها الزوج إلى البوابة، وقبل أن تتجه إلى سيارته نظرت إليه وقالت له «طلقني»، فكانت صدمته كبيرة، وسألها ثانية عن ماذا قالت فأعادت على مسامعه الكلمة، واتجهت إلى سيارة أخيها الذي كان ينتظرها بصحبته ابنتيها.

====================

٠٤‏/٠١‏/٢٠٠٩

تماسك الأسر مهدد في ظل الأزمات الاقتصادية


حذر الخبير الاجتماعي الدكتور حسن عبيد من أن الأزمات الاقتصادية لها مؤثرات تصل الى الحياة الاجتماعية في المجتمع، ولكن من الصعب ملاحظة تلك الظواهر بشكل فوري، وذلك لأن الأزمة الاقتصادية يمكن رصدها وتحويلها الى أرقام يمكن قياسها بسهولة من خلال الإحصائيات ومن ثم الخروج بنتائج محددة، أما الأزمة الاجتماعية فيمكن معرفة آثارها على المجتمع بعد فترة طويلة، فالذي حدث في العالم هو هزة مالية ترتبت عليها أزمة اقتصادية صاحبتها ترددات مثل الدوائر الصغيرة التي تتنامى ثم تكبر وتتسع.
ويضيف د. عبيد: الأسرة في العالم ككل هي أول المتأثرين بالأزمة الاقتصادية، وذلك لأنها خط الدفاع الأول في المجتمع، لذلك ستوجه لها عدة صدمات تصل الى جميع افراد المجتمع، فمن الآثار الاجتماعية التي تحدث على سبيل المثال لا الحصر، الخلل في البناء الاجتماعي للأسرة حسب حجم التأثر المباشر للأزمة الاقتصادية، وحسب حجم الخسائر، فمثلا رب الأسرة الذي فقد أمواله كلها في البورصة ستأخذ أسرته ضربة كبيرة تهز كيانها بأكمله، فالأثار ستختلف حتما بحجم تأثر الأسرة اقتصاديا وماديا، وبناء عليه قد تزداد معدلات الطلاق والتفكك الأسري.
==============

المرأة خط الدفاع الأول لمواجهة الأزمة المالية



رغم التفاؤل القوي في أوساط المستثمرين بشأن اقتصاد الدولة، وقدرته على تحقيق معدلات نمو قوية خلال السنوات المقبلة وتجاوز انعكاسات الأزمة المالية الراهنة على الاقتصاد العالمي، ورغم أن الإمارات نجحت في تأسيس اقتصاد قوي يعتمد على تنويع مصادر الدخل الذي يعزز قدرتها على مواجهة التحديات، إلا أن الحديث عن الأزمة العالمية وتداعياتها الاقتصادية على العالم بأسره يشغل الناس في كل مكان، وحيال هذا الموضوع طرحنا سؤالا عن دور المرأة الإماراتية في مواجهة تلك الأزمة.

الدكتورة فاطمة الصايغ أستاذة علم التاريخ بجامعة الإمارات تؤكد أن تلك الأزمة ليست الأولى من نوعها في تاريخ العالم، بل مر العالم بأزمات اقتصادية طاحنة من قبل، فقد سبقت تلك الأزمة، واحدة أخرى عام 1929م، وكانت بسبب انهيارات البورصة العالمية، وأثر ذلك بالطبع على صناعة السلع الاستهلاكية ومنها اللؤلؤ الذي تأثرت به دول الخليج والتي كانت تعيش وقتها على حد الكفاف. وأنا كمؤرخة أنظر الى الأحداث السابقة مؤكدة أن آثار الأزمة الاقتصادية العالمية لن نشعر بها حاليا ولكن ربما نحس بها في السنوات القادمة، فأزمة عام 1929م استمرت على مدى خمس سنوات، والحقيقة أننا شعب اعتاد على الطفرة الاقتصادية والاستهلاك لذلك ستكون المرأة كسيدة أعمال من أكثر الناس تأثرا، وذلك بسبب عدم خبرتها الطويلة كالرجل في سوق المال والبزنس.

ونحن في الإمارات نعيش تبعا لفلسفة («أنفق ما في الجيب يأتيك ما في الغيب»، والأسرة المواطنة بشكل خاص يدها ممدوة في الإنفاق بشكل عشوائي، لذلك لابد من تغيير السلوك الاستهلاكي والاتجاه لتدعيم سلوك الادخار والبعد عن البهرجة والإنفاق في مجالات لا حاجة ملحة لها. لذلك لابد من تكاتف مؤسسات الدولة في تغيير اتجاه السلوك العام، وذلك بإرساء الوعي من خلال وسائل الإعلام والخطاب الديني وغيرها من الوسائل المؤثرة، ففي اعتقادي ان الدول الفقيرة لن تتأثر مثلما سيحدث لنا نحن الذين اعتدنا على البذخ في الإنفاق، وذلك لأن تلك الدول تعيش أزمات اقتصادية دائمة.

التعامل بحذر: وتضيف د. الصايغ: الأزمة الحالية التي تهيمن على اقتصاد العالم بأكمله، يجب علينا ان نتعامل معها بحذر حتى ولو لم نشعر بها في الوقت الحالي، أتذكر أننا كنا نضحك عندما كنا نتابع المسلسلات والمسرحيات المصرية التي كان أبطالها يسخرون من مقولة «أربطوا الحزام، وشدوا البطون» خاصة بعد الحروب التي مرت بها مصر، إلا أنني الآن استطعت فهم المعنى الذي تقصده تلك العبارات. وعلينا نحن أن نشد الأحزمة تحسبا لأية تطورات قادمة ندعو الله أن يحمينا من شرورها، فالأزمة الاقتصادية تهيمن على العالم بأكمله وذلك لأن للاقتصاد العالمي آثار وانعكاسات ستشمل العالم بأسره، وسيظهر ذلك جليا في السنوات القادمة، وفي اعتقادي أن تأثير الأزمة سيأتي من الأعلى للأسفل في طبقات المجتمع، وسيتأثر بها هؤلاء الذين يضاربون في أسواق المال والتجار وأصحاب العقارات من أصحاب الطبقة الوسطى، بينما ربما لن يشعر بها كثيرا هؤلاء الموظفون الذين يتقاضون رواتبهم من الدولة.
وأعتقد ان تلك الأزمة ستستمر كسابقتها خمس سنوات تقريبا، وذلك لرغبة العالم في أن يسترد عافيته، فالاقتصاد مثل الآلة قد تتوقف لكنها تعود لتعمل ثانية لأنها مرتبطة بحياة البشر وتلك سنة الحياة.
دور التوعية
وتؤكد فايزة الزرعوني المير التنفيذي للدعم الإداري في شركة منازل العقارية أن للمرأة دورا كبيرا في مواجهة الأزمة الاقتصادية وذلك بداية من توعية أولادها بالأزمة وتبعتها، فلا بد أن تتغير النظرة الاستهلاكية، حقيقة كما يعلن المسؤولون في أبوظبي إننا اقل الدول تضررا بسبب قوة اقتصادنا، ولكن لا يعني هذا أن نتجاهل ما يحدث حولنا، وعلينا ان ندرك أبعاده وتأثيره على مجتمعنا، وعلينا ان نخطط من الآن كيف نتعايش مع الأزمة.
وذلك بتقليل حجم الاستهلاك وإعادة صياغة الأولويات في حياتنا من حيث الأهم فالمهم، ونحاول إشراك أولادنا فيما يحدث وبشكل مبسط كي يشعروا أن لكل فرد دورا مهما في الأسرة، وأن كل واحد مسؤول للتعامل مع المشكلة حسب دوره وعمره وإمكانياته، واعتقد أن زيادة الوعي لدى المجتمع كله سيزيد من حجم الإدراك والفهم الصحيح للمشكلة.
المرأة وجمالها
وتعترف خبيرة التجميل حياة التميمي أن المرأة الإماراتية تنفق الكثير على جمالها وقد تتأثر مستقبلا من الأزمة الاقتصادية رغم أنها تتخذ مهنتها كهواية قائلة: هناك بعض النساء اللواتي يحملن عبء الإنفاق على الأسرة وهؤلاء حتما سيراجعن أنفسهم للتقليل من الإنفاق على هذا الجانب لأنهن سيعطين الأولوية لمصروف البيت والمدارس والأولاد، وغيرهن ممن يتحملن المسؤولية أيضا إلا أنهن ينظرن الى ميزانية التجميل أنها أمر ضروري لإنعاش نفسيتهم التي قد تكون متوترة وقد يمنحها الاهتمام بنفسها شيئا من التفاؤل والخروج من دائرة الضيق والقلق وهي مستعدة لأن تستلف المال من أجل هذا الأمر.
وهناك مجموعة أخرى من النساء لن تعاني من المشكلة بسبب اعتمادهن في الإنفاق على الزوج أو الأب أو الأخ وهي تجد الإنفاق على جمالها أمرا ضروريا وهاما ولن تفرق معها الأزمة بشكل أو آخر. وتشير المدرسة شيخه محمد الى أن هناك وعيا كبيرا في كافة البيوت الإماراتية بالأزمة الاقتصادية العالمية إلا أن هناك طمأنينة كبيرة بسبب تصريحات المسؤولين بأن اقتصادنا في الإمارات قوي وتقول: لن نشعر بأزمات بإذن الله ورغم ذلك فعلينا ترشيد الاستهلاك وتعليم أولادنا أن يدخروا من مصروفهم ونثيبهم على هذا بشكل أو بآخر ونتبع معهم سياسة الثواب والعقاب، فإذا فعلوا أشياء جيدة كالتفوق الدراسي وغيره نمنحهم المال، ولكن علينا أن نقنن عملية إعطائهم هذا المال دون مناسبة.
ومن الخطأ أن نربك أولادنا بالأزمة الاقتصادية وما يتبعها، لأننا وحتى الآن لا نشعر بها، ولكن علينا أن نحد من إسرافهم في كل وقت وليس وقت الأزمات فقط وهذا أمر صحي يجب أن يتبعوه كمنهاج لحياتهم.
تأثيرات اجتماعية
من جانب آخر يرى الخبير الاجتماعي الدكتور حسن عبيد أنه قد يحدث كنتيجة للأزمة الاقتصادية مجموعة من الأعراض الاجتماعية على مستوى الأبناء كانحرافات في السلوك وقلة الضبط الاجتماعي وينفرط عقد التماسك الأسري وتزيد الجريمة الاقتصادية مثل إصدار شيكات بدون رصيد، والتزوير والسطو والسرقة والاستيلاء على أموال الغير.
وقد تحدث أيضا انهيارات نفسية حسب ما تؤكده إحصائيات مستشفيات الطب النفسي في العالم، ويلجأ البعض الى المستشفيات والصيدليات بحثا عن المهدئات حيال شعورهم بالاضطراب والقلق بسبب الشعور بالمخاطر والخوف من فقدان الوظيفة وعدم الاطمئنان الذي يتسبب في تدني أداء الفرد في وظيفته وفي كافة أمور حياته.
والمرأة تلعب دورا مهما في وقت الأزمة لأنها تتحمل العبء الأكبر في الأسرة وبالتالي فدورها محوري وحيوي، حيث إنها مطالبة بالعمل على المحافظة على توازن الآسرة وتماسكها خاصة إذا فقد الرجل ماله وتجارته، لأنه سنشغل بالبحث عن حلول للمشكلة التي يمر بها بينما هي تقف بثبات من أجل تضميد الجراح والمحافظة على الكيان الأسري.
وأهم ما في الموضوع في الإمارات هو أن تصريحات المسؤولين المطمئنة، كما أن هناك بعض الآراء للمحللين الاقتصاديين تؤكد ان الأزمة ستنقشع خلال الستة شهور القادمة بعد ارتفاع سعر البترول. وهنا يأتي دور الإعلام في بث الطمأنينة داخل الأسرة والمجتمع حتى يزيل آثار الفوبيا التي بدأت تسيطر على كثير من الناس، وأن يوضح أن الأزمة عالمية وآثارها على مجتمع الإمارات بسيطة لأن الاقتصاد لدينا قوي ومتماسك.




============




٠٢‏/٠١‏/٢٠٠٩

تنظيم المؤتمرات



لم أكن أعلم الكثير عن الإمارات،وعندما اختارتني جامعتي للمشاركة في أحد المؤتمرات الطلابية في أبوظبي ، بدأت أبحث عن معلومات تعرفني بالدولة التي سوف أزورها بعيدا عن المباني والأبراج العملاقة وغيرها من مظاهر التطور، أتجهت الى «الإنترنت» إلا أن المعلومات التي حصلت عليها لم تكن كافية للإجابة على التساؤلات التي فكرت فيها وتمنيت لها إجابة شافية تفي بكل ما أبحث عنه.
وهذا ما جعلني أتجه بتلك الأسئلة الى الأميركيين من أصل عربي، والحقيقة أنني وجدت لديهم كما هائلا من المعلومات التي أفادتني كما ساعدوني في ترجمة ما وجدته من معلومات عن الإمارات باللغة العربية، وأصبحت أمتلك كما لا بأس به من المعلومات التي تشمل جميع الجوانب الخاصة بالموقع ، والهوية والثروة النفطية، وتطور الحياة الاجتماعية والعمرانية، والتقدم في كافة المجالات، والحقيقة أن أكثر الأشياء التي أعجبتني هي القدرة الفائقة على تنظيم المؤتمرات من حيث الترتيب المسبق لها، واستقبال الضيوف ومرافقتهم بشكل دائم لمساعدتهم، كذلك الموضوعات المطروحة في المؤتمر وحلقات النقاش الدائرة، وتسهيل الحصول على الأبحاث التي تناقش، ومن ثم النتائج والتوصيات.

=================

مارينا وأبوظبي مول «إستقطاب للمتسوقين»




تعد المراكز التجارية في ابوظبي علامة فارقة تتميز بها، فلم أكن اتخيل أن تكون تلك المراكز بهذا الشكل الرائع من حيث التصميم والبناء والإمكانيات ، وهذا الكم الهائل من المحلات التي تضم منتجات بيوت الأزياء العالمية والأحذية والحقائب، والساعات والذهب والمجوهرات، بجانب المقاهي وساحات الطعام التي تضم تنوعا كبيرا من المطابخ العالمية.
فمن يرغب في الطعام العربي أو الهندي أو المكسيكي أو الصيني وغيرها يجده متوفرا في تلك المطاعم، فعلى سبيل المثال لا الحصر أعجبني مركز المارينا مول وأبوظبي مول بشكل يفوق الوصف ، فبجانب المحلات الفخمة يوجد أيضا محال كبيرة للسوبر الماركت يمكن للمتسوق أن يشتري كافة أغراضه منها دون الحاجة الى التنقل من مكان الى آخر، وهذا يوفر الوقت والمجهود ويجعل للتسوق متعة خاصة ، ويستطيع الفرد أن يمارس حياته بشكل جميل داخل تلك المراكز التجارية حيث أنه في مكان واحد يمكنه أن يشتري أغراضه ويتناول طعامه ويدخل السينما ويتنزه بالتجول في أروقة «المول»، وتستطيع الأسرة قضاء عطلة يوم كامل بمتعة داخل تلك المراكز التجارية.
أستيفيني شعنين
طالبة في الجامعة الأميركية في بيروت

++++++++++++++++

الجمع بين التراث والمعاصرة




قبل قدومي إلى الإمارات وتحديدا الى أبوظبي لأول مرة بحثت في «النت» عن معلومات تفيدني عن هذا البلد الذي لم أكن أعرف عنه إلا القليل، وللأسف فمعظم نتائج البحث وجدتها مكتوبة باللغة العربية التي أجهلها، إلا بعض المعلومات التي توضح أن الإمارات بلد عربي لديه ثروة نفطية هائلة ساهمت في التطور والتنمية وشعب الإمارات أخذ في مواكبة التطور.
وفي الوقت نفسه حافظ على حضارته مع تمسكه بعاداته وتقاليده، وأعجبني كثيرا أن هناك عددا من المشروعات في الدولة توثق لحياة مجتمع الإمارات وهويته كما توثق للعادات والتقاليد، وأن هناك توجهات دائمة في الإعلام والمدارس والجامعات تؤكدعلى ضرورة الجمع بين التراث والمعاصرة.

==================

٠١‏/٠١‏/٢٠٠٩

الإيميل الشخصي..صندوق العجائب




كعادتها اليومية بدأت جلوسها أمام شاشة الكومبيوتر تقرأ «الإيميلات» الواردة إليها، وكان صندوق البريد الوارد ممتلئاً بشكل غير اعتيادي، تفحصت أسماء المرسلين وعناوين «الإيميلات» فلم تجد ما هو مهم منها سوى أربعة إيميلات تقريبا.
لقد أصبحت تشعر بالزهق من كثرة الإيميلات التي ترسل بشكل عشوائي لكل الناس، حتى أنها لم تعد تهتم بتفحصها جميعا، خاصة تلك التي يكتظ بها إيميلها ومرسلة باللغة الانجليزية، وجميعها تتبع أسلوبا واحدا وهي أن إيميلها قد فاز بعشرة ملايين دولار أو أكثر وعليها أن ترسل بياناتها الشخصية ورقم حسابها في البنك لإرسال المبلغ، أو أن هناك شخصا ما له مبلغ كبير من الأموال تتجاوز الخمسة ملايين دولار مثلا ويرغب في استخراجها باسم آخر غير اسمه ويريد مساعدة مالية لقبض هذا المبلغ وسيكون لها نسبة مئوية من الأموال.
ورغم أنها مقتنعة تماما بأن الأمر برمته هو نوع من النصب العالمي، إلا أن هؤلاء الناس يرسلون إيميلاتهم بشكل يومي يثير الإزعاج، ورغم أنها وضعت معظم تلك العناوين في البلوك، إلا أن هناك عناوين جديدة ترسل لها يوميا. سألت نفسها بضيق، من الواضح أن تلك الإيميلات أساليب جديدة من النصب الالكتروني، ورغم سذاجة مرسلها، إلا أن هناك من يصدقون بها ويقعون ضحايا لهؤلاء، فقد أخبرها أحد الزملاء عن صديق له يعمل أستاذا جامعيا، أرسلوا له يطالبونه بالمشاركة في أحد المؤتمرات، وعليه أن يدفع مبلغا ماليا كرسوم للاشتراك فقط، ثم وبعد أن قام بتحويل المبلغ اكتشف أنه وقع ضحية لعملية نصب.
قامت بتحويل كل الإيميلات التي تتبع أسلوب النصب إلى الجنك ميل ثم بدأت تتفحص الإيميلات الأخرى المرسلة من المجموعات البريدية. إيميل عن عجائب الصور، فيه صور عن أغرب مطعم وكوفي شوب في الإمارات وقد صمم على هيئة ورشة لتصليح السيارات، وصور أخرى لعارضة أزياء تايوانية وهي طفلة صغيرة تشبه الدمية تماما ويعتبرونها هناك معجزة حقيقية، وصورة أخرى لأكبر خياره في العالم موجودة بالصين، وصورة لرجل سويدي دفع 7. 1 مليون كراون لعمل وشم في وجهه يشبه وجه الشيطان، وصورة أخرى رهيبة لأرضية حمام في بيت رسام يسكن في الدور الثلاثين، والأرضية كأنها منظر حقيقي لبلد ما من نافذة الطائرة.
وإيميل آخر من النوع الاستفزازي الذي يعتمد على معلومات خاطئة أو إشاعات كاذبة يخبرها بأن هولندا تعتزم بث فيلم سينمائي يسيء إلى زوجات الرسول، ويطالب بمقاطعة منتجاتهم ويلح مرسل الإيميل على نشره حتى ينال من ينشره الأجر والثواب، وإيميل آخر ديني يحذر المرأة من نمص الحواجب ويطالبها بالتوبة وأن هناك علاقة وثيقة بين سرطان الثدي ونمص الحواجب، حيث إن نمص الشعرة الواحدة من الحاجب يؤدي إلى تجمد الدم وتأكسده في مكان الشعرة ومن ثم نزوله بعد مدة، وعن طريق خلايا تؤدي مع مرور الوقت ومع تجمد العديد من نقاط الدم الناتجة عن النمص لتحول تلك الخلايا إلى خلايا سرطانية تسبب «مرض سرطان الثدي».
وجاء الإيميل الأخير يخاطب من يقرأه قائلا إذا كنت تشعر بأنك غير سعيد فانظر إلى هؤلاء ثم يشير إلى صورة رجلين يحاولان البقاء أحياء بعد أن أغرق الفيضان مدينتهم ويحمون أنفسهم من المطر بمظلات بسيطة ويحمل أحدهم طفله الرضيع في صحن من البلاستيك على رأسه، وصورة أخرى لطفلة مسكينة تمد يدها للشحاذة من المارة وقد علق على الصورة «إذا كنت تعتقد أن راتبك ضعيف فانظر إلى هؤلاء»، وصور عديدة لأناس بؤساء حول العالم ثم يختتم الأيميل «هل مازلت تشكو وتتذمر؟ راقب من حولك وكن شاكرا على ما لديك في هذه الحياة الزائلة، نحن لدينا أكثر جدا مما نحتاج لنكون قانعين، دعونا نشكو أقل ونعطي أكثر».

=================