١١‏/٠٧‏/٢٠٠٨

وسائل الإعلام هل تعكس قضايانا بطريقة واقعية؟

معظم النقاش أوضح أن كثيرات منهن لا يهتممن كثيرا بسماع الإذاعة أو رؤية التلفاز أو حتى قراءة الصحف والمجلات، ربما لأن هذا الجيل يقضي أوقاته أمام الكمبيوتر الذي يتيح له الاطلاع الإلكتروني بشكل أوسع وأكبر.

هند خليفة الكتبي تخصص محاسبة، أبدت اعجابها بقناة سما دبي قائلة: انها تعبر عنا وتصنع نجوما من الإعلاميين والإعلاميات الشباب، وقد ظهرت بنت الإمارات على الشاشة بلباسها التقليدي وحجابها وأثبتت قدرتها على المنافسة، بل والتفوق اذا أتيحت لها الفرصة، وأعجبني كثيرا مسلسل أم خماس لأنه عبر بصدق عن الموروث الثقافي لشعب الإمارات. وسلط الضوء على المرأة الإماراتية القديمة والحديثة، وتناول قضايا مهمة في المجتمع الخليجي، وأظهر أيضا التطور الذي حدث في الإمارات والاهتمام بالتكنولوجيا الحديثة، ووضع المسلسل أربع شخصيات تراثية تناولت حواراتهن جميع مايدور في بيوتنا حقا، فعكس صورة حقيقية لمجتمع الإمارات.

كما أعجبني برنامج نجوم الخليج كثيرا لأنه أتاح الفرصة للمواهب الفنية الشابة للظهور وسلط الضوء عليها لإبراز مواهبها الفنية، وهذا يدل على التطور المستمر في اعلامنا نحو الأفضل، وأنا أيضا من أشد المعجبات ببرنامج كلام نواعم على «إم بي سي» وأتمنى أن يكون لدينا في تلفزيونات الإمارات برنامج مثله تقدمه مذيعات يتناولن القضايا التي تهم المرأة في مختلف القطاعات، فالمفروض أن يعكس الإعلام قضايا المجتمع ولا يخترعها.

تسليط الضوء على الإنجازات

وتؤكد زميلتها نورا العلياك أن الإعلام في الإمارات يعبر عن قضاياها المختلفة، بل يعبر عن قضايا المجتمع ككل، فتقول: لايترك الإعلام انجازا حققته المرأة الإماراتية إلا وسلط عليه الضوء، كما ينقل لنا جميع مشاركات المرأة سواء في الأحداث والأنشطة الثقافية والاجتماعية والمؤتمرات أو غيرها، ويبث صورة حقيقية لمجتمع الإمارات سواء من خلال البرامج أو الأخبار أو الدراما التلفزيونية أو التحقيقات والحوارات التي تجري في الصحف أو المجلات، لذا أرى أن الإعلام بكل أشكاله حقق نجاحا كبيرا في اظهار صورة حقيقية للمجتمع.

وتفخر ريم ناصر العتيبة ـ كلية دراسات دولية وعلوم اجتماعية ـ بالإعلام الإماراتي وتراه حقق انجازات كثيرة وتطورا ملموسا خلال السنوات القليلة الماضية، فتقول: لقد أصبح للإعلام دور فعال في حياتنا بتناوله قضايانا ومشاكلنا وهمومنا اليومية من خلال الصحف والإذاعات والتلفزيون، كذلك له دور كبير في ابراز التطور الكبير والنهضة التي نعيشها حاليا، وعكس صورتنا الى العالم الخارجي بشكل حضاري ومتطور ويبعث على الاحترام، ويحسب له تركيزه على دور المرأة وأهميته في المجتمع.

أما فاطمة المطوع من كلية الإعلام فتتحدث بمنظور مختلف، حيث ترى حتمية أن يعكس الإعلام صورة الفتاة الإماراتية من خلال عملها كمذيعة أو كمقدمة برامج أو كصحافية وغيرها من التخصصات في هذا المجال، ولن يكون للإعلام هوية وطنية إلا بظهور أبنائه على الشاشة والعمل خلفها كمخرجين ومعدين ومصورين وفي كافة الأقسام الفنية.

ومع هذا لا ننكر أن إعلامنا تطور بشكل كبير واصبح يواكب الدول الأكثر تقدما من حيث التقنيات وغيرها، ويجب علينا ألا ننظر إليه بطريقة سلبية، بل علينا أن نساهم في وضع اقتراحات لبرامج تهمنا كشباب أو كمواطنيين إذا وجدنا أن هناك تقصيرا في ناحية ما.

مواضيع ضعيفة ونماذج سلبية

وتؤكد وجدان المطيري من كلية الدراسات الدولية أن معظم المواضيع التي تطرح ضعيفة ولا تناقش قضايا مهمة، فتقول: لا أذكر برنامجا واحدا أحرص على مشاهدته في التلفزيون.

كذلك الدراما الإماراتية بعيدة عن واقعنا، والنماذج التي تتناولها متطرفة في سلبيتها أو مثاليتها، ولا وسط بين الاثنين، وإن كنت أتابع الصحف لوجود بعض الموضوعات الجيدة فيها، الا أنني لا أقرأ المجلات نهائيا لأنها فقدت مصداقيتها.

خاصة المجلات النسائية التي مازالت تخاطب امرأة الزمن الماضي ونسيت أن المرأة العصرية تختلف من حيث التعليم والثقافة والعمل، فمازالت عناوين موضوعاتها تافهة ومملة. على سبيل المثال 10 نصائح للسعادة الزوجية.

10 نصائح للمحافظة على زوجك، و10 نصائح للحفاظ على شعرك طويلا منسدلا. مواضيع سخيفة ومكررة، هذه المجلات النسائية لا تزال تعيش في دائرة مفرغة تدور فيها حول نفسها.

وتشاركها الرأي حمدة القبيسي من كلية الإعلام قائلة: رغم التطور التقني الذي يشهده الإعلام في الدولة ورغم سقف الحرية المتاح له، إلا أنه لم تجذبني قناة واحدة ببرامج حوارية تعتمد على استضافة مسؤولين كبار ومناقشتهم في قضايا مهمة بحرية مطلقة.

وهذا ما يجعلني أهجر تلك القنوات، ولكن أسجل أعجابي بقناة «سما دبي» من حيث الشكل والمضمون، فهي واجهة الشباب الإعلاميين الإماراتيين، وأجدها فعلا تعبر عن واقع شبابنا.

وتعتب عفراء الظاهري، بقسم الفنون والتصميم، على كل وسائل الإعلام مؤكدة أنها لاتظهر الصورة الحقيقية لمجتمع الإمارات بل وتتبنى قضايا وهمية وبصورة أقرب إلى المبالغة والتهويل وتقول: يجب تركيز الضوء على مشاركات المرأة ودورها الفعال في مواقع العمل ومنحها مساحة أكبر.

وأخص وسائل الإعلام المرئية لأنها الأكثر تأثيرا على المتلقي، فلا يوجد عندنا مثلا في تلفزيون ابوظبي برامج تتبنى المواهب الشابة في مختلف القطاعات، والدراما لا تعكس صورتنا الحقيقية بل مبنية على المبالغة.

على سبيل المثال الفتاة الإماراتية إما منحرفة مسجونة أو شديدة التزمت، وعن نفسي لا أثق مطلقا في القصص والتحقيقات المنشورة في المجلات النسائية وأعتقد أنها مفبركة من أجل جذب انتباه القراء فقط لاغير.

وتوافقها الرأي ريم جمعة قسم تكنولوجيا المعلومات قائلة: لا تعبر وسائل الإعلام عنا مطلقا، وكل ما يظهر فيها يعكس صورة المجتمع ليس حقيقيا وينطوي على مبالغات كثيرة.

أتمنى أن أرى مثلا مسلسلا يتناول قصص نساء ناجحات في الإمارات، وهن كثيرات جدا، ونماذج حقيقية تعد فخرا لنا، فهناك نساء قيادات عشن الزمن الصعب وتحدين بإرادة فولاذية كل الصعاب وتعلمن ونلن أعلى الشهادات وخرجن للعمل وتبوأن أعلى المناصب. الا يستحق هؤلاء أن نسلط عليهن الضوء كنماذج حقيقية لبنت الإمارات؟

===============================




===============================




منشور في جريدة البيان

ليست هناك تعليقات: