٢٧‏/٠٦‏/٢٠٠٨

منى المنصوري تجذبها المتاحف والأسواق الشعبية

منى المنصوري سيدة أعمال تهوى السفر حول العالم للاستمتاع والترويح عن النفس، والاطلاع على ثقافات وحضارات وعادات وتقاليد الشعوب، مع حمل الذكريات من أحداث ومغامرات تبقى عالقة في الأذهان.

ورغم قيامها برحلات كثيرة بصحبة زوجها إلا أنها من أنصار المنادين بالإجازة الزوجية، تترك زوجها يسافر مع أصدقائه وتسافر هي مع أولادها، فهي تؤمن أن للرجال رؤية خاصة فى الاستمتاع بالسفر تختلف عن رؤية النساء، كما تفضل ابتعاد الزوجين عن بعضهما لفترة ليتجدد شعور الاشتياق للآخر، وابعاد شبح الجمود والملل عن الحياة الزوجية. تقول المنصوري: كانت ميونيخ محطة سفري الأولى مع زوجي وأمضينا فيها شهر العسل، ورغم أنها ذكرى عزيزة على قلبي إلا أنني لم أكرر سفري إليها، فلا أنسى ضياعي من زوجي في مطارها، وكلما كنت أسأل أحداً عن شيء كانت الإجابة (نخن) أي لا أدري. عائق اللغة أرهقني فهم لا يتحدثون غير الألمانية التي أجهلها. إنها بحق بلد جميل. طبيعتها ساحرة وشعبها محترم، وأرى ميونيخ عاصمة للجمال الطبيعي.

إجازة زوجية... وتفضل منى المنصورى السفر بصحبة أولادها وسفر زوجها مع أصدقائه لمنحه وقتا يستريح فيه من عناء أعباء ومسؤوليات العمل والأسرة، فهي تفضل مع أولادها زيارة المتاحف والأماكن الأثرية الدالة على حضارة وثقافة البلد، بينما لزوجها رغبات أخرى. وتأتي الأسواق الشعبية في المرتبة الثانية، ورغم حب النساء عامة للتسوق إلا أنها تجده مضيعة للوقت في السفر، ويجب ألا يأخذ حيزا كبيرا. ومن الأماكن المحببة للمنصوري والتي زارتها 3 مرات شاطيء جولدن كوست في أستراليا، تصفه بالمتعة الحقيقية، وهو المفضل للإماراتيين. افتتاح مكتب لطيران الإمارات للترويج والتبادل السياحي هناك أشعرها كثيرا بالفخر، وتمتاز استراليا بالأسعار المعتدلة التي لا تثقل كاهل أي أسرة راغبة في قضاء اجازة طويلة. لهذا باتت وجهة محببة للعرب لا سيما أهل الخليج، وزارت فيها حديقة الأسماك والمتحف المائي، وحديقة الأناناس التي صنع كل ما فيها، من المربى وحتى الكراسي وغيرها، من الأناناس.

أسبوع الموضة الإيطالي... لأن منى المنصوري مصممة أزياء كانت لها مشاركات عديدة في ايطاليا وخاصة روما ونابولي، حيث شاركت في أسبوع الموضة الإيطالية أكثر من مرة، وتصف روما بأنها من أجمل المدن التي زارتها، فالآثار تملأ الشوارع في كل مكان، وهي حقا متحف مفتوح من دون رسم دخول، فمثلا ساحة فينيسيا (النصب التذكاري) وقد شيد بمناسبة اتحاد ايطاليا واستغرق بناؤه 26 سنة، كذلك الكولسيو وهو أحد رموز روما القديمة وكان مخصصا لحفلات القتال بين المصارعين والوحوش، كذلك زرت الفاتيكان وأعجبني معمارها، وحقيقة ايطاليا كلها عبارة عن تماثيل ومنحوتات في غاية الروعة، وشعبها قريب إلى طبيعة العرب. ونابولي ثالث أكبر مدن ايطاليا اطلالتها على البحر الأبيض المتوسط تزيدها جمالا، زرت فيها منطقة تسمى مافلي، وعندما تسلقنا جبالها شاهدنا قرية كاملة أتى عليها البركان قديما، فقضى على كل من فيها وظلوا على أوضاعهم، من تحاول الهروب بأولادها، ومن تعجن أمام الفرن، وآخرون يفرون فزعا، قصة كاملة لبشر حقيقيين أثناء مهاجمة البركان لقريتهم، كما زرت قلعة من آلاف السنين شبيهة بقلعة قايتباي بالإسكندرية في مصر، والغريب رغم أن ايطاليا بلد البيتزا إلا أننا لم نأكلها هناك، واعتمدنا بالصدفة على الأستيك والبحريات.

بلد محبب

وتؤكد مني المنصوري أن فرنسا من البلاد المحببة الى قلبها، فقد زارت باريس أكثر من مرة، ولم تكن تعرف أنه يمكنها الصعود الى أعلى برج ايفيل، والجلوس في مطاعمه الجميلة ومشاهدة الشوارع المحيطة، وزارت والت ديزني، ومتحف اللوفر، وتقول: تعجبني باريس فهي نظيفة وشعبها راق يرتدون أجمل الثياب عند تناول الفطور، والنساء يصففن شعورهن وكأنهن ذاهبات الى حفل، على عكس أميركا وبريطانيا، حيث يفضلون الجينز.




==================================




٢٠‏/٠٦‏/٢٠٠٨

كورنيش أبوظبي سيمفونية ساحرة بتكوينات متناغمة






منذ أكثر من ربع قرن يعرف المتابعون أن كورنيش أبوظبي لم يكن بهذا الجمال الأخاذ، بل كان مجرد سور بسيط يفصل الشارع عن البحر، وتزينه بعض الحشائش والشجيرات الصغيرة، الآن تغيرت الصورة بعد عدة مشاريع لتطويره حتى وصل إلى أبهى حلة جعلت منه صورة حضارية مشرفة لكل من يرتاد هذا المكان سواء كان من المواطنين أو المقيمين أو زوار الدولة.

وما حدث لكورنيش أبوظبي من تطوير وتحديث أمر يلازم ما يحدث في المدينة بأكملها من جهد لتكون من أهم المدن الحديثة والراقية، وبنظرة تأملية ومتابعة لما يحدث يمكنا أن نعرف بسهولة أن ذلك نتاج لتطبيق خطط طموحة لإظهار جماليات العاصمة خاصة وبعد افتتاح قصر الإمارات، التحفة المعمارية التي لفتت أنظار العالم. فكورنيش أبوظبي مثال لقصة نجاح مدينة تقف بخطوات ثابتة في الألفية الثالثة فخورة شامخة بما حققته من انجازات عملاقة، واكبت من خلالها التطور الذي يحدث في العالم.
سياحة وترويح
انه أفضل وأرقى الأماكن الترويحية والسياحية داخل المدينة والذي زود بكافة الخدمات لراحة مرتاديه، وليزيد من جمال المدينة وبريقها. وكورنيش أبوظبي من منطقة كاسر الأمواج يعتبر أكبر وأهم المشاريع التجميلية التي نفذتها دائرة الشؤون البلدية، في بلدية أبوظبي، ليبقى تحفة جمالية تفخر بها الأجيال.
ومؤخرا أعلن المهندس جمعة مبارك الجنيبي مدير عام بلدية مدينة أبوظبي عن إنجاز مشروع طريق الكورنيش في أبوظبي، كما أكد أن جميع الطرق والأنفاق والمتنزهات ومرافق المشاة مفتوحة الآن ودعا الجمهور للاستفادة من الجو الموسمي الجميل واستكشاف الكورنيش.
وأكد أنه بفضل هذا المشروع زادت الطاقة الاستيعابية للشريان الرئيسي بوسط المدينة أكثر من ثلاثة أضعاف مواقف السيارات في المنطقة. كما استحدث المشروع متنزهات عامة وأماكن ترفيهية لا مثيل لها في المنطقة. وقد ساهم توسيع الطرق القائمة وإنشاء التقاطعات العلوية لفصل الحركة المرورية في تحسين حركة السير.
كما أسهم توسيع المناطق العامة بما في ذلك الواجهة المائية المستحدثة بمساحة تزيد على كيلومترين في جعل كورنيش أبوظبي معلماً عالمياً بارزاً. وقال إن شارع الكورنيش الجديد تم تشييده على أرض مستحدثة عن طريق المواد المجروفة من البحر حيث تم جرف ما يزيد عن 12 مليار كيلوجرام من المواد لاستحداث 700 ألف متر مربع من الأراضي المستصلحة. كما تم توسيع شارع الكورنيش وأجريت تحسينات على التقاطعات وتم مد الطريق من فندق الشيراتون حتى منطقة ميناء زايد.
ثلاثة أنفاق مرورية
ومن أجل تسهيل الحركة المرورية عند التقاطعات، تم إنشاء ثلاثة أنفاق ضمن هذا المشروع، وبينما تلعب الأنفاق الثلاثة دوراً محدداً كل على حده، فقد تم تخطيطها وتصميمها لتتكامل مع التحسينات المستقبلية المخطط إجراؤها على شبكة النقل. وحيث أن البلدية قد أعلنت أنه سيتم قريباً البدء في تنفيذ تطوير شارع السلام، فمن الجدير إلقاء الضوء على الكيفية التي يتم بها ربط نفق شارع السلام بالقرب من فندق الشيراتون مع شارع السلام والكورنيش.
سيتم وصل نفق شارع السلام مباشرة مع التحسينات التي سيتم إجراؤها كجزء من مشروع شارع السلام لنقل الحركة المتجه إلى شارع السلام بسلاسة إلى شارع الكورنيش ويتميز نفق شارع السلام البالغ طوله 640م تقريباً بمظهره الجمالي الجذاب، خاصة جدران النفق المزينة بالبلاط المطلي يدويا لرسم صور من تاريخ الدولة.
وتشمل المعالجة الجمالية لأنفاق شارع السلام طلاء البلاط يدوياً لرسم صور تعكس تاريخ وتقاليد الدولة، وبالتوازي مع تحسين شبكة الطرق فقد أنفقت البلدية مبالغ كبيرة في إقامة المتنزهات العامة والمرافق الترفيهية.
إذ تشمل المرافق بحيرة مياه عذبة بمساحة 9000 م2 وحدائق رسمية و20 منطقة العاب للأطفال مزودة بأكثر من 100 من معدات الألعاب. لقد برهنت الساحة الرياضية ومتنزه التزلج أنها أكثر الأماكن ارتيادا من قبل الجمهور حيث تم زراعة أكثر من 7500 شجرة مكتملة النمو بما في ذلك أشجار النخيل ضمن المشروع.
الممشى البحري
يمتد الممشى البحري بكورنيش أبوظبي على طول المشروع بعرض 16م وبأكثر من مستوى في بعض الأماكن. كما يمتد مسار الدراجات بعرض أربعة أمتار موازياً للممشى البحري، ويتصل الممشى البحري ومسار الدرجات بالمرافق القائمة في الناحية الغربية من الكورنيش، مما يسمح للمشاة وسائقي الدراجات بالسير بأمان وقيادة الدراجات على طول المسافة بين ميناء زايد وكاسر الأمواج.
ويمكن الوصول إلى الممشى البحري من خلال عشرة أنفاق مشاة تربطه مع منطقة مواقف السيارات في الناحية الأخرى من شارع الكورنيش من جهة المدينة، وتمتد الممرات المعبدة في الناحية الأخرى من شارع الكورنيش في كافة أرجاء المتنزهات والحدائق.
ينقسم متنزه الكورنيش إلى ثلاث مناطق، لكل واحدة منها مميزاتها ورونقها الخاص، إذ تمتد منطقة العائلات على طول الكورنيش من شارع الخليج العربي إلى شارع الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم، بينما تمتد المنطقة المركزية من شارع الشيخ راشد بن سعيد آل مكتوم إلى فندق الشيراتون وتمتد منطقة التراث، والتي تعكس الثقافة والتقاليد المحلية، من فندق الشيراتون إلى ميناء زايد.
زينة المتنزهات
وأكد المهندس الجنيبي أن كامل منطقة مشروع شارع الكورنيش الجديد شرق مضاءة ليلاً، وعبر عن إعجابه الخاص بأسلوب الإنارة في منطقة المتنزه العائلي. وتتراوح الإنارة من الطرق إلى الزينة والممشى البحري والممرات والحدائق، وعند غروب الشمس يصبح المتنزه العائلي منظرا ساحراً كما يمثل المتنزه مكاناً جميلاً وصحياً ومسلياً لجميع أفراد العائلات.
واختتم المهندس الجنيبي بالقول: مشروع الكورنيش بالإضافة إلى دوره في زيادة الطاقة الاستيعابية للحركة بشارع الكورنيش ومنطقة الميناء، فهو يمثل عنصراً واحداً فقط من العناصر المخططة لتوسيع شبكة الطرق في أبوظبي. بالإضافة إلى ذلك ستتضمن مشاريع الطرق المستقبلية الأخرى المماثلة في طبيعتها لمشروع الكورنيش تخصيص مساحات اكبر للجمهور، وهذا ينسجم مع سعي البلدية الحثيث للتحسين المستمر لنوعية الحياة في مدينة أبوظبي.
إضاءة
سيتم وصل نفق شارع السلام مباشرة مع التحسينات التي يتم إجراؤها كجزء من مشروع شارع السلام لنقل الحركة المتجة إلى شارع السلام بسلاسة إلى شارع الكورنيش ويتميز النفق البالغ طوله 640 م تقريباً بمظهره الجمالي الجذاب خاصة جدرانه المزينة بالبلاط المطلي يدويا لرسم صور من تاريخ الدولة.
وتشمل المعالجة الجمالية لأنفاق شارع السلام طلاء البلاط يدوياً لرسم صور تعكس تاريخ وتقاليد الدولة، وبالتوازي مع تحسين شبكة الطرق فقد أنفقت البلدية مبالغ كبيرة في إقامة المتنزهات العامة والمرافق الترفيهية.
إذ تشمل المرافق بحيرة مياه عذبة بمساحة 9000 م2 وحدائق رسمية و20 منطقة العاب للأطفال مزودة بأكثر من 100 من معدات الألعاب. لقد برهنت الساحة الرياضية ومتنزه التزلج أنهما أكثر الأماكن ارتيادا من قبل الجمهور، حيث تم زراعة أكثر من 7500 شجرة مكتملة النمو بما في ذلك أشجار النخيل ضمن المشروع.
====================================

الشك .. قاتل الأحلام




تقابلت معه أثناء انجازها إحدى المعاملات الخاصة بها في مؤسسة حكومية، أبدى رغبته في التعرف عليها عن قرب، خاصة وأنهما من نفس الوطن الأم، تبادلا أرقام الهواتف وافترقا على وعد بالتحادث في أقرب فرصة. في اليوم نفسه تلقت منه مكالمة حاول فيها تعريف نفسه، وبدأ يسألها عن نفسها مبدياً رغبته في الاقتران بها، وبعد مكالمة ساخنة طلب منها لقاء على الغداء في اليوم التالي، وأخبرها أن هذا الأمر ضروري لتقارب وجهات النظر والاتفاق على ما يلزم للارتباط.
على الغداء أخرج من جيبه علبة مخملية حمراء ومد يده إليها قائلاً: لقد قررت خطبتك الآن وتلك هي «الدبلة» إلى أن تحين عطلتنا ونعود سوياً إلى الوطن لأتقدم إلى أهلك رسمياً ونتزوج ونعود إلى هنا لنبدأ حياتنا سوياً. فرحت الفتاة بطلبه ولم تمانع فقد وجدته عريساً مناسباً، إلا أن أختها الصغرى التي كانت بصحبتها أعربت عن ضيقها وتبرمها منه، وأخبرتها أنها لا تشعر بالراحة تجاهه، بل تراه إنساناً مغروراً، وبدا ذلك واضحا في حبه لتبادل صورته معها بالبلوتوث وكأنه أحد نجوم السينما.
واستمر يلاحقها هاتفيا ليبثها حبه وهيامه، ويرسم معها أحلامه، ويخبرها عن الأيام القادمة التي ستجمعهما في عش الزوجية، ورأت فيه إنسانا متحضرا بالنسبة لآرائه فيما يخص المرأة، وأخبرها بأنه رغم أنه يفضل أن يكون مكان المرأة البيت لرعاية الزوج والأبناء، إلا أنه لا يمانع أبداً في أن تعمل إذا رغبت في ذلك.
وبعد كل محادثة هاتفية تهرع إلى أختها الصغرى لتقص لها ما دار بينهما، فتجد منها كلاما سلبيا، بل وتؤكد لها مرارا أنها لا ترتاح إليه، وكلما سألتها لماذا؟ تجيبها بأن قلبها يحدثها أنه كاذب ومدعٍ، ويبدو على مظهره أنه متعدد العلاقات النسائية.
احتارت الفتاة وقررت أن تقص الحكاية لصديقتها لتأخذ رأيها في موقف أختها، وهل هي محقة فيما تقوله خاصة وأنها تصغرها سنا وتعتبرها ابنتها بعد وفاة والدتهما؟ ضحكت الصديقة وأخبرتها أن ما تفعله أختها رد فعل طبيعي، لأنها تشعر بالغيرة عليها، أو بمعنى أصح تبغض هذا الرجل الذي سينتزع منها أمها ويكون له مكان في قلبها وربما هذا القادم الغريب يجعلها تنسى أختها الصغيرة التي تحبها وتشعر بالأمان في وجودها، ونصحتها الصديقة أن تنسى أمر اعتراض الأخت وتفعل ما تراه مناسبا.
قررت مع صديقتها أن يذهبا سويا للتسوق وأثناء قيادتها للسيارة دق جرس الهاتف فأجابت إلا أن صوت المتحدث لم يكن مألوفا لديها، وكان يستفسر عن شيئ يخص عملها مبديا رغبته في أن تتوسط له في انجاز معاملة خاصة به، وبعد أن أنهت المكالمة سريعا، تحدثت مع صديقتها متحيرة من أمر هذا الشخص المجهول وطلبه.
في اليوم التالي تكررت محادثات الشخص المجهول ثانية، وأدركت بذكائها أن في الأمر شيئا يدعوها إلى التشكك في نواياه، وبنبرة حادة أخبرته بأن عليه أن يكون صادقا، وأن يخبرها من أين أتى برقم هاتفها؟ ومن الذي طلب منه أن يفعل ذلك معها وإلا ستتقدم ببلاغ إلى الشرطة تبلغهم بأنه يضايقها في الهاتف، وبسرعة البرق اعترف بأنه صديق للشاب الذي قرر خطبتها، وأنهما تراهنا سويا على اختبار أخلاقها، وأوصاها بعدم البوح له بهذا السر، فأسرعت بالرد تعنفه وتحتقر أفعالهما، وأخبرته أن يقول لصديقه، أنها ترفض الارتباط بشخص مثله، وأنها ستقذف بدبلته في الشارع.
شعرت بالدم يغلي في عروقها، وتساءلت كيف لشاب في الخامسة والثلاثين من عمره يلجأ لمثل تلك السخافات لاختبار أخلاق من ستكون شريكة العمر؟ ورغم كثرة الاتصالات التي قام بها الخطيب إلا أنها رفضت الرد عليه، فأرسل لها عدة رسائل ليستوضح الأمر، فأجابته برسالة واحده طلبت منه أن يسأل صديقه عما حدث، وعليه أن يبتعد عنها لأنها ترفض الاقتران بمثله، وحتى يقلب الموازين عليها أرسل يقول لها إنه هو الذي يرفضها لأنها تجاوبت مع صديقه، فشعرت بالأرض تدور بها، وازدادت غضبا بافتراءاته.
وفي المساء أتت لزيارتها إحدى صديقاتها، فقصت عليها ما حدث، فهدأتها وطلبت منها رقم هاتفه، واتصلت به وبدت كأنها فتاة أخطأت في الرقم، فبدأ على الفور مغازلتها، ثم إغراقها برسائل نصية يعبر فيها عن إعجابه، ثم اتصل بها وأدار نفس الأسطوانة التي أسمعها لصديقتها من قبل، وأبدى رغبته في أن يرسل صورته إلى الفتاة، فردت بالإيجاب، وبعد أن أرسل صورته، تصل بها، لكنها رفضت الرد عليه، حاول أكثر من مرة، أرسلت له رسالة نصية تقول فيها رجاء ومنعاً للإحراج لا تتصل بي ثانية إذا كانت تلك صورتك الحقيقية وليست صورة البشكار الذي يعمل لديكم وأغلقت هاتفها، فهذا الرقم لا تستعمله كثيرا إلا أنها تحتفظ به للطوارئ.
==================================================

==================================================

١٩‏/٠٦‏/٢٠٠٨

كاسر الأمواج في أبوظبي سياحة وترفيه وتسويق


منذ أكثر من 30 سنة تقريبا كانت منطقة كاسر الأمواج في أبوظبي مكاناً مظلماً موحشاً لا حياة فيه، فهو مجرد جسر تم بناؤه من الحصى والطوب والرمل، ومهمته الوحيدة صد الأمواج الهائجة حتى لا تأكل الشاطئ وتغرق المدينة، ثم توالت الاهتمامات بهذا المكان الذي أنجزت فيه بلدية أبوظبي عدة مشاريع خلال السنوات الماضية ليتحول من مكان يصارع الأمواج إلى مكان حيوي يضم العديد من الأماكن الثقافية والترفيهية والتسويقية، وليصبح من أهم وأجمل الأماكن الترويحية والسياحية التي تميز المدينة.

فكورنيش أبوظبي من منطقة كاسر الأمواج يعتبر أكبر وأهم المشاريع التجميلية التي نفذتها دائرة شؤون البلدية (بلدية أبوظبي)، ليبقى تحفة فنية تفتخر بها الأجيال الحالية والقادمة، ومظهراً حضارياً مميزاً يجذب إليه أهل الإمارات والمقيمين على أرضها والزوار الذين يقصدون الدولة للمشاركة في الأحداث التي تقام بها أو كسياح أتوا من معظم بلدان العالم، بل وتقام فيه احتفاليات ضخمة كالبطولات الخاصة بالرياضات البحرية والطيران الشراعي والماراثونات واحتفالات تراثية يقيمها نادي أبوظبي
للتراث وحفلات موسيقية وغنائية تقام في مناسبات عديدة طوال السنة.
وفي آخر شارع الكورنيش تبدأ منطقة كاسر الأمواج من الجهة اليمين، وبعد مسافة ليست كبيرة تتفرع المنطقة إلى قسمين أحدهما يمين وبه قرية التراث وتضم نماذج حية لمبان تراثية ومن خلالها يمكن للزائرين التعرف على الحياة اليومية التي عاشها أبناء الدولة قديماً، وتعد مزاراً مهماً لكل مهتم وباحث عن التراث وبجوارها مقهى شعبي تراثي ومركز لبيع المأكولات الشعبية، ثم يليها مباشرة مسرح أبوظبي وسارية علم الإمارات العملاقة والذي يعد أطول علم في العالم.
أما الجانب الآخر فيضم نادي أبوظبي للرياضات البحرية وعدة مقاهٍ ومركز المارينا مول والذي يعد من أكبر مراكز التسوق في أبوظبي، ويقع بالقرب من فندق قصر الإمارات أضخم فنادق العاصمة ويضم حوالي 160 محل تبيع الملابس والأحذية والذهب والعطور والأثاث والمفروشات وغيرها، ويضم أيضاً محلات تبيع الماركات العالمية، وبه تنوع كبير في المطاعم والمقاهي، وبه أضخم هايبر ماركت في أبوظبي وأماكن ترفيهية ومجمع سينمات عربية وأجنبية.
وتشهد تلك المنطقة في أبوظبي ازدحاماً كبيراً من العائلات الراغبين في الجلوس على الكورنيش والاستمتاع بالهواء النقي ورائحة البحر، فيقومون بإيقاف سياراتهم في الأماكن المخصصة لذلك ويجلسون على الأسوار المبنية من الطوب، أو على مقاعدهم الخاصة التي أحضروها من منازلهم، وكاسر الأمواج يجسد المثل القائل الماء والخضرة والوجه الحسن تبدد الأسى والحزن.
================================================

١٤‏/٠٦‏/٢٠٠٨

بعد الحريق.. لا سلام ولا كلام




عبر الهاتف جاء صوت ابنها مذعورا ليسألها (أين أنت ؟) فأجابته: في المكتب، ولأنها شديدة القلق بشأن أولادها، سألته بلهفة: ماذا حدث هل أصبت بمكروه لاسمح الله؟ وما هذا الصراخ الذي أسمعه حولك ؟وازدادت ضربات قلبها وهي تعيد عليه السؤال، فرد عليها وتعمد تصنع الهدوء في صوته حتى لا يفزعها.
وقال لها لقد شب حريق في البناية وهرب الناس منه، وأنا الآن في الشارع، ثم حاول التقليل من الأمر قائلا: طلب الجيران الشرطة لتتولى الموضوع فلا تقلقي أنا بخير.
انتبهت زميلاتها في المكتب للمحادثة التي دارت مع ابنها، وسألن عما يحدث فأخبرتهن الخبر وطلبت من إحداهن إغلاق الكومبيوتر لأنها مضطرة للذهاب للاطمئنان على ابنها.. لم يستغرق وصولها إلى هناك إلا بضع دقائق، وعندما رآها بادرها بالقول: ألم أقل لك إن الأمر بسيط.. لماذا أتيت ؟
وقفت تنظر مع ابنها إلى الشقة التي التهمها الحريق، فقال لها: اشعر بالخوف على اللاب توب، فردت بحسرة وآسى، ليت الأمر كان على اللاب توب فقط، لقد صرفت معاشي بالأمس ووضعت كل نقودي في درج خزانة الملابس، وإذا حدث شيء لشقتنا لا قدر الله ستقضي النيران على فلوس إيجار الشقة وقد لا نستطيع دفعها وسيصبح الهم كبيرا.
وبسرعة البرق وجدت كماً هائل من البشر ومعظمهم بالطبع من الجنسية الآسيوية تركوا أعمالهم ووقفوا لمشاهدة ما يحدث في البناية، بدا القلق واضحا على السكان الذين تجمعوا حول البناية بعد أن منعتهم الشرطة من الاقتراب، وبدأ الفضول الصحفي يدق رأسها، فتركت ابنها داخل سياراتها التي أوقفتها بعيدا، وذهبت تسأل عن ملابسات الحادث، وكيف علم السكان بوجود الحريق ؟
لقد كان مشهدا لا ينسى، أطفال صغار يصرخون برفقة أمهاتهم، وآخرون التزموا الصمت ترقبا وخوفا من الآتي، ونساء هرعن إلى الشارع بملابس النوم يسألن الأخريات عن عباءات تستر أجسادهن، وممرضة أصيبت بالفزع عندما عادت من عملها ورأت تلك الجمهرة من البشر، وسألت الشرطي أن تصعد إلى شقتها لإحضار أطفالها الصغار والتي اعتادت أن تتركهم نائمين لحين عودتها من العمل، وامرأة أخرى تذكرت فجأة وبعد أن هبطت ثمانية أدوار وخرجت إلى الشارع أنها نسيت ابنتها الصغيرة في الشقة، فأخذهما رجال الشرطة وصعدا بهما لإحضار أطفالهن.
سألتها جارتها أن تعيرها هاتفها لتتصل بزوجها في العمل لتخبره بما حدث، وبعد أن أنهت المكالمة قالت لا أدري لقد كنت نائمة مع ابنتاي وفجأة سمعت طرقا عنيفا على الباب، والجارات يصرخن بمختلف اللغات واللهجات (حريق ـ حريق ـ أخرجوا من شققكم).
فأخذت البنتان وأطلقت ساقاي للرياح ونزلت على السلالم بعد أن أعمانا دخان الحريق وتيقنت أن هناك عطبا في جهاز إنذار الحريق في البناية لأنه لا أحد من السكان سمعه، بل اعتمدوا على تنبيه بعضهم البعض بالدق على الأبواب.
وخلال دقائق معدودة تم قطع الكهرباء والغاز عن البناية، وآتت سيارات الدفاع المدني والإسعاف وتم إطفاء الحريق، وتجمع سكان البناية الذين ربما لم يعرفوا بعض من قبل، ولم يتحدثوا ولو لمرة واحدة طوال السنوات التي جمعتهم فيها الجيرة، الا أن هذا الحادث جمع بينهم وجعلهم يتجاذبون أطراف الحديث، وعلى السلالم لم تنقطع ثرثرتهم وأحاديثهم التي اختلطت فيها اللغة العربية بالأوردية والهندية والفلبينية والإنجليزية، وبعد هذا اليوم المشهود عاد سكان البناية لسابق عهدهم فلا كلام ولا سلام بينهم.
===============================================

١٣‏/٠٦‏/٢٠٠٨

راشد المرزوقي.. يجوب البلدان مجبراً بحكم العمل


«لقد أصبح السفر عبئا أضافيا على نفسي لكثرة سفراتي إلى بلدان العالم لزيارة مصانع الأقمشة وتركيب الخامات»، هكذا بدأ المهندس ومصمم الأزياء راشد أمين المرزوقي حديثه معنا، ويضيف: وإذا كنت أداوم في عملي هنا 10 ساعات فهناك أعمل 15 ساعة متواصلة دون توقف.

وبعد الانتهاء من عملي لا أتذكر سوى الضغط العصبي الذي مررت به، فقد زرت آلاف مصانع الأقمشة المتخصصة في العباءات والشيل، وقد يبدو للبعض أن الأمر سهلا إلا أنه في غاية الصعوبة، من حيث التدقيق في الخامات والتركيز على اللون الأسود مع تعدد درجاته. أما إذا سنحت لي فرصة السفر للمتعة والسياحة، فالقاهرة عندي استثناء لأنها أحب المدن إلى قلبي، وبيني وبين أصدقائي في مصر عرف أتبعه كل عام، حيث أذهب لأمضي هناك عشرة أيام أروح فيها عن نفسي وأنسى متاعب العمل، بل واضحك من قلبي منذ لحظة هبوطي من الطائرة وحتى عودتي ثانية إلى الإمارات، هناك اقضي أوقاتا ممتعة لا تحسب من العمر.

فالشعب المصري رغم أزماته الاقتصادية شعب بشوش يضحك دائما قلما تجده عابساً، يعلقون بالسخرية على كل شيء حتى على أنفسهم، ومثلهم الذي يؤمنون به ويرددونه دائما (طنش تعيش تنتعش) وفعلا كما يقال شعب ابن نكتة. والقاهرة مدينة مزدحمة لكن تعليقات الناس من سائقي التاكسي أو مع أنفسهم في الشوارع تجعل هناك ضحكا وبشاشة غير عادية، فمثلا للتغلب على الضيق تجدهم يقولون لك (ربنا على المفتري)، (حكم القوي على الضعيف) وهم يضحكون.

ويستطرد: حي الحسين أجمل الأماكن التي أحب التواجد فيها باستمرار من العصر وحتى وقت متأخر من الليل، هناك وجوه تبتسم لك دون أن تعرفك، أما مسجد الحسين المبني من الحجر الأحمر على الطراز الغوطي فقد بنيت مناراته على نمط المآذن العثمانية. ويشهد المسجد يوم الخميس من كل أسبوع »الحضرة«، وفيها تتلى الأناشيد التي تصلي على النبي الكريم وتطلب المغفرة من الرحمن، حيث يقوم أحد الأشخاص بالإنشاد بطريقة التواشيح ويقوم الحاضرون بالترديد خلفه والتمايل والتصفيق وتطلق النساء
الزغاريد بين الحين والآخر.
كرنفال خان الخليلي
أما حي خان الخليلي القريب من حي الحسين، فيتمتع بوجود كم كبير من الزوار الأجانب بشكل خاص، ويمتاز بوجود بازارات ومطاعم شعبية، ومن أشهر المقاهي قهوة الفيشاوي التي تتصدر خان الخليلي، ويرتادها كل الناس من مصريين وسياح وأجانب وفنانين مصريين وعرب وأدباء، فلا يمكن أن تمر هناك دون أن تجلس بالمقهى وتحتسي الشاي الأخضر قبل بدء جولتك في الخان سيرا على الأقدام.
وفي أزقة خان الخليلي دكاكين كثيرة تعرض بضائع مختلفة تعلقها على بابها، من ملابس فولكلورية، هدايا تذكارية، مسابح، إكسسوارات فرعونية ترتديها النساء كأقراط وأساور ودلايات، وتحف فنية، وكريستالات، ومحلات لبيع الذهب، وعطارون لبيع الأعشاب، وأوراق البردي الفرعونية، وغيرها من الهدايا التذكارية من الأطباق الفضية والنحاسية المنقوشة برسومات فرعونية، أو الإسلامية، وتلك التي تصور أشهر معالم القاهرة من أهرامات الجيزة وغيرها.
وأجمل الأوقات لزيارة مصر بالنسبة لي في الشتاء، ففي الصيف تزدحم بالسياح خاصة الخليجيين، لذلك أجدها أكثر هدوءا في ذلك الوقت، وحقا لم يكذب المثل القائل (اللي يشرب مية النيل لازم يرجع لها تاني) لذلك أجد نفسي منجذبا بشكل دائم لزيارة القاهرة وأشعر بصفاء نفسي يعيد إلى نشاطي للعمل من جديد.
مصانع ومعارض الأقمشة
ويواصل المرزوقي: وتتكرر زياراتي بشكل دائم إلى اليابان والصين وكوريا للتردد على مصانع الأقمشة التي أستوردها، وفي اليابان الكل يعمل بشكل متواصل وهم متجهمون طوال الوقت، ونادرا أن تجدهم يضحكون، كما توجد صعوبة في التفاهم معهم بسبب اللغة، حتى أننا عندما نسير فيها نحمل البطاقات الخاصة بعناوين الفندق أو المصانع وغيرها من الأماكن التي نرغب في زياراتها حتى لا نضيع، وزرت فيها مدينة أوساكا التي تضم أهم الشركات العملاقة في صناعة الأقمشة، والحقيقة أنني لا أستطي
ع المكوث فيها أكثر من 7 أيام بعدها يصاب دماغي بالتوقف من كثرة العمل وجفاف الحياة.
كما زرت مدينة كوبيه في كوريا من أجل مصانع الأقمشة أيضا، وأجمل ما يميز كوريا أن كل شيء لديهم من الألف للياء صناعة كورية، والشعب الكوري لديه عادة عربية جميلة تماما كالبدو عندنا، وهي كرم الضيافة، حيث يستقبلك كضيف ثلاثة أيام ويقوم نحوك بكافة واجبات الضيافة، وذهبت للصين وتحديدا مدينة دومجزاوه لحضور المعارض الضخمة التي تقام للأقمشة.
كما زرت العاصمة الاندونيسية جاكرتا، وذهبت إلى باندج وهي منطقة صناعية، ورغم صناعتهم الفخمة وعملهم 10 ساعات يومياً، إلا أن أنتاجهم نصف هذا العدد من الساعات لأنهم ليسوا منضبطين في العمل مثل اليابانيين، ولابد من وضع خطة محددة يسيرون عليها تماما مثل الإنسان الآلي.
ومن أجمل الأماكن التي ذهب إليها المرزوقي مع عائلته رغبة في الاستجمام شاطئ جولدن كوست في أستراليا. هناك مناظر طبيعية جميلة من شاطئ مياهه صافية ورمال صفراء ناعمة وشمس ساطعة، وطقس جميل، وهو مكان جميل للعائلات وفرصة طيبة للتخلي عن مشاكل وهموم العمل، والمعروف أن أستراليا قارة كبيرة ذات مساحات شاسعة ومناظر طبيعية خلابة، وتستقبل ملايين السياح من شتى أنحاء العالم خاصة من الدول الخليجية.
أميركا بلد الذكريات
أما الولايات المتحدة الأميركية فعشت فيها 6 سنوات من عام 1984م وحتى 1990م، درست في جامعة كولورادو ونلت الشهادة في هندسة الالكترونيات، وقتها كان الشعب الأميركي طيباً ولم يكن ينظر لنا على أساس عرقي وديني. لقد تغيرت نظرته بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وقتها كان حجم المثقفين 10% تقريبا، لم يكن أحد يعرف من أي بلد أتينا، ولا يعرفون أين يقع الخليج الذي نتحدث عنه ولا يعرفون سوى الخميني.
وهي ولاية تقع في غرب الولايات المتحدة الأميركية، وعاصمتها دنفر أكبر مدنها، وقد اشتق اسم الولاية من كلمة أسبانية تعني »ذو اللون الأحمر« وهو اللون الغالب على رمال الولاية، وفي كولورادو لم اشعر بغربة حيث كان أهلها طيبون، على العكس من نيويورك التي تشعر فيها بالغربة، وتبلغ نسبة السكان العرب في الولاية 05% معظمهم من المصريين والعراقيين، وازداد فيما بعد السكان العرب حسب إحصائيات جامعة دنفر، ويبلغ تعداد المسلمين حوالي 1%.
ويوجد بها عدة مساجد أشهرها مسجد النور في دنفر، والمركز الإسلامي في مدينة بولدر، ومن أهم معالمها جبال روكي الشهيرة والحديقة العامة وحديقة ميسا فيردي وكثبان الرمل العظيمة ومتحف الديناصورات القومي. وقد زرت معظم الولايات الأميركية، والحقيقة أن أميركا بلد جميل وشعبها أيضا طيب، لكنني امتنعت عن زياراتها منذ فترة طويلة كنوع من الم
قاطعة.
زرت جميع البلدان الخليجية ماعدا البحرين، ولم أزر من البلاد العربية سوى مصر، وزرت بلادا كثيرة إلا أنها كانت للبحث عن الأقمشة، وقريبا أحضر لعرضي الأول للأزياء خارج الإمارات وسيكون في روما، فلدي نية منذ زمن طويل لاقتحام عاصمة الموضة العالمية بالعباية والشيلة، وذلك بعد أن قدمت عروضا عديدة للأزياء محليا، حيث اقتحمت هذا المجال كأول رجل إماراتي يعمل مصمم للأزياء منذ عام 1993م من خلال دار سويت ليدي للشيلة والعباية في دبي.
إضاءة
من أشهر الأماكن المميزة لمنطقة الحسين وخان الخليلي مقهى الفيشاوي.. حيث يتوافد إليه المصريون والأجانب من كل بقاع الأرض لقضاء وقت جميل والاستمتاع بليالي الحسين خاصة في شهر رمضان. فمنذ بداية إنشائه في القرن الثامن عشر كان مقصداً لطلاب العلم لاستذكار دروسهم، وملتقى للحركات الطلابية بهدف الإعداد للمظاهرات ضد جيش الاحتلال الانجليزي وكثيرا ما لجأ إليه محبو السهر للاستمتاع بليل القاهرة بعيداً عن قلق وإزعاج الغارات في فترة ما قبل الحرب العالمية الثانية.
وللمقهى شهرة عالمية حيث زارته أوجيني إمبراطورة فرنسا عندما أتت للاحتفال بافتتاح قناة السويس، ونابليون بونابرت، فضلاً عن الفنانين والأدباء والشخصيات العامة التي اعتادت زيارة المقهى مثل جمال الدين الأفغاني والشيخ محمد عبده وعبدالله النديم وسعد زغلول وأم كلثوم، ومن الرؤساء جمال عبدالناصر وأنور السادات والأديب العالمي نجيب محفوظ.

=========================================================

١١‏/٠٦‏/٢٠٠٨

الحب الأول..بين الخيال وتحقيق الآمال




أوصدت الشمس نوافذها، فهرولت الغيوم تجاه بعضها لتتعانق وتهدي وصالها، فخرّ المطر ساجدا على الأرض التي استقبلته بأنشودة حب من تأليف الطبيعة التي أبت ألا يتدخل إنسان في دهاليزها.
خلف زجاج نافذة غرفتها وبنظرات حائرة وقفت تتأمل تلك الأكوام البشرية التي تجري لتبحث عن مكان يحميها، والسيارات المتدافعة التي تتحسس طريقها في حذر، فجأة زمجرت السماء وأضاء البرق الخاطف عتمة المكان، فانتفضت كعصفور بلله المطر، فسرت في جسدها رعشة أجبرتها على أن تلتف بشالها الصوفي السميك، وبفرحة طفولية فتحت زجاج النافذة فقبلتها نسمات الهواء الباردة، وأغرتها على أن تمد يدها بالسلام لزخات المطر، تزاحمت الأفكار لتدق رأسها بالهاجس الذي انقض عليها منذ الأمس وأوقعها في دوامة من الحيرة والتفكير.
لم تعتقد يوماً أنها ستقع أسيرة لحب ذلك الشاب الذي رأته بالأمس فقط كزميل جديد في القسم الذي تعمل به، وهي الفتاة الناضجة العاقلة التي كانت تعتبر الوقوع في الحب أمراً من التفاهات، بل إنها لا تؤمن بتلك المقولة التي يرددونها دائما «الحب من أول نظرة»، وكثيرا كانت تعارض زميلاتها في العمل عندما يتناقشن في هذا الموضوع، مؤمنة بأن للحب مفاوضات ومباحثات يجب أن تتنامى بين الطرفين حتى يستطيعا أن يصلا إلى معاهدة أبدية.
هزت رأسها بعنف كمن أرادت أن تلقي بشيء عشعش بطريق الخطأ فيها قائلة: بالطبع هذا انطباع خادع، فالشكل والمظهر والصورة الجميلة جميعها لا تشكل مقياسا حقيقيا يدلل على شخصية الإنسان، وغالبا ما يكون الإعجاب القائم على الشكل فقط دون معرفة حقيقية للجوهر مصيره التلاشي والذبول. همست لنفسها متسائلة هل يمكن أن يكون لقاؤها المفاجئ به بداية لإنبات بذرة الهوى في داخلها؟ وهل تكفي نظراته الحالمة التي رمقها بها، لأن تصبح سببا كافيا لانشغالها به على مدى يومين متتاليين؟
شبّكت أصابع يديها وهي تحركهما يمنة ويسرة حتى صدرت منهما أصوات كالطرقعة، انتبهت لما تفعل بيديها، ففلتت منها ضحكة ساخرة عما بدر منها، أطالت النظر إلى السماء مستمتعة بهطول المطر، وبنشوة لم تحسها من قبل اجتاحتها شحنة من الانفعالات والأحاسيس، أعقبتها موجة من القلق والغموض، وتضاربت الأسئلة في رأسها: هل تعلق بي هو الآخر؟
هل يجتاحه هذا الجنون الذي أشعر به الآن ؟هل أجهده التفكير طوال اليومين الفائتين ؟، أسئلة لا تجد لها إجابة واضحة، إلا أنها تمنت أن تكون الإجابات (نعم). عادت ثانية لتجلس على المقعد نفسه تأخذها عاصفة الأفكار وتعود بها من دون حل لتلك المشكلة التي أوقعت نفسها بها دون قصد، جلست تهز ساقها اليمنى بعنف وكأنها تعاني اضطرابا عصبيا.
اتجهت إلى المطبخ لتصنع لنفسها كوبا من الشاي، سألت والديها اللذين جلسا أمام التلفاز، رحب الوالدان بالشاي الساخن في هذا اليوم البارد، وفي المطبخ وقفت تعد بنفسها الشاي ورفضت مساعدة الخادمة، وأثناء صبها للشاي سألت خادمتها، هل تؤمنين يا باسينشيا بالحب من أول نظرة؟ فهزت رأسها وأجابتها (نعم)، فحملت الصينية بأكواب الشاي وذهبت لتجلس مع والديها.
فجأة رن جرس هاتفها النقال، تركته بإهمال متعمد، فمن عساه أن يحادثها الآن فلا مزاج لها لثرثرة الزميلات وأحاديثهن عن السوق والتنزيلات، هدأ الهاتف، ثم عاود رنينه مرة ثانية، ودون أن ترى رقم المتصل ردت بزهق، تبدلت ملامح وجهها وهي تضع الهاتف على أذنها تستمع فقط، سألتها والدتها عما إذا كان هناك أمر مؤسف، نظرت لوالدتها بذهول، تلعثمت في الرد عندما طلب منها المتحدث الإجابة على سؤاله؟ تركهما الوالد فعاودت الأم السؤال عما يجري، فقالت إن زميلها الذي التحق بالقسم أمس، يأمل لقاء والدها لطلب يدها.



---------------------------------------------------------------------

٠٦‏/٠٦‏/٢٠٠٨

أميرة الشيباني شاهدت معاناة الستينات والقفز إلى عصر الوفرة المادية

نشأت أميرة الشيباني في أسرة مكونة من خمسة أولاد وثلاث بنات، لأب هو محمد شريف الشيباني شاعر ومؤرخ، له العديد من الدواوين الشعرية والكتب التاريخية عن دول الخليج العربية وقبائلها.

تقول أميرة: عاصرت أيام الشدة والمعاناة في الستينات ثم شهدت الانتقال إلى عصر الطفرة النفطية والخير الوفير، وتأثرت بوالدتي كثيرا لأنها نموذج لأمهات الماضي اللواتي صبرن على شظف العيش وعملن لخدمة عائلاتهن دون تبرم أو ملل، لم يكن لديها خدم ولا أجهزة حديثة تعينها على الأمور المنزلية.وكانت تفعل كل شيء بنفسها من التنظيف والطهي ورعاية الأبناء، أتذكر أنها كانت تطهو على (الجوله) وهو موقد من الغاز للطبخ، وتغسل الملابس بيدها، ورغم ذلك كانت مؤمنة بقيمة العلم وتدفعنا جميعا للدراسة انطلاقا من إيمانها بأنه الذي سيوصلنا إلى بر الأمان، وهي ووالدي لم يفرقا أبدا بيننا كأولاد وبنات.

كان أهل أبوظبي جميعا يعيشون في منطقة قريبة من قصر الحصن، في بيوت بعضها من الطابوق (الحجر)، والأغلبية من العشيش (سعف النخيل) وكانت البيوت جميعا من طابق واحد وليس كما هي الآن أبراج تناطح السحاب، وكنا نعرف بعضنا، والجار يهتم بأمور جاره ويراه يوميا، وفي رمضان نتبادل الهريس والحلويات، ويفطر الرجال معا والنساء معا. مازلت أتذكر (بوطبيلة) المسحراتي وهو يدور على المنازل لإيقاظنا للسحور في رمضان، وكنا بنات وأولادا نسير خلفه فرحين.وكان الرجال يعملون في الغوص وصيد الأسماك، والنساء كانت تستخدم سعف النخيل في صناعة بعض الأشياء اليدوية المستخدمة في المنزل، كأغطية الطعام والمهفات والفرش، والسدو وغيرها، كما تقوم ببيعها للأسر وهكذا كانت تسير الحياة. طقس حار وبيوت عريش

كان بيتنا، وهو بيت للعائلة الكبيرة، مكونا من مجلسين وحمام وعدد كبير من غرف النوم، وحوش واسع في وسط البيت، ويظلل (اليوان) جزءا كبيرا على امتداد الحوش، وهو عبارة عن سقف خارج قليلا عن سقف المنزل وتحمله عواميد فيشكل مظلة نحتمي بها من الشمس، أما أرض البيت فهي من الأسمنت، وكنا نفترش الحصير تحت تلك المظلة ونجلس عليها ونستقبل الجيران ونشرب الشاي وهكذا.وتواصل أميرة الشيباني: كان الطقس حارا فلم تكن لدينا تلك الحدائق ولا الأشجار التي اهتم بها المغفور له بإذن الله الشيخ زايد فيما بعد، والذي حول الصحراء إلى واحة غناء، وساهمت الخضرة بشكل كبير في تحسين الطقس.

ورغم شدة الحرارة قديما إلا أننا اعتدنا عليها، وبعض البيوت اعتمدت على البراجيل في بنائها تغلبا على حرارة الجو، ولم يكن لدينا كهرباء بل اعتمدنا على المصابيح التي تضاء بالكيروسين، إلا أن حياتنا تغيرت تماما بعد دخول الكهرباء إلى بيوتنا، فبدأنا في استخدام المصابيح الكهربائية والمكيفات والبرادات لحفظ الطعام.
وتقول الشيباني: كانت الطرق غير ممهدة، وكنا نعاني من صعوبة التنقل، ونشتري احتياجاتنا من السوق القديم، وهو عبارة عن دكاكين صغيرة على شكل صناديق يبيع فيها الهنود الأقمشة والملابس الجاهزة البسيطة جدا، واعتمدنا كلية على بائعي الليلام الذين يمرون بالبيوت حاملين «بقشة» كبيرة فيها ملابس وأغطية للسراير وغيرها، كذلك كان يمر على البيوت بائعي السمبوسة والأيس كريم وغيرهم.
ومن يمرض كان أمامه أحد خيارين، إما العلاج الشعبي مثل الحجامة والكي، أو يذهب إلى العيادة الصحية الوحيدة (دلما) وكانت عيادة متواضعة جدا، والعلاج فيها بالمجان، وبعد الاتحاد تطورت الخدمات الصحية، وتم بناء المستشفي الكبير المتعدد الأقسام لجميع أنواع العلاجات حتى الولادة، ثم أصبح لدينا مستشفي الكورنيش المتخصص في الولادة فقط ومن قبل كانت النساء تلد في البيت بمساعدة «القابلة» ونساء العائلة، وبعد وجود وزارة للصحة تطورت الخدمات الطبية وتوالت المستشفيات والعيادات، وأصبح لدى الناس توعية بأهمية التطعيمات.
تلاميذ برواتب شهرية
درست في مدرسة أم عمار مرحلة الابتدائي وحتى حصولي على الثانوية العامة، وهي المدرسة الوحيدة للبنات آنذاك، وكانوا يعطوننا في المدارس 200 درهم كراتب شهري ويزداد سنويا، ويصرفون لنا وجبات غذائية، ويمنحونا الزي المدرسي والأحذية.
وكانت المدرسات من مصر وفلسطين والبحرين، في البداية كنا لا نفهم اللهجة المصرية والفلسطينية، وكانت المدرسات يحاولن تبسيط الأمر لنا ويسألن ما نقوله بلهجتنا حول بعض الأشياء والمسميات، ولكن بعد دخول التلفزيون اعتدنا على اللهجة المصرية وفهمناها من خلال الأفلام والمسلسلات، ثم بدأت الجاليات العربية تأتي للعمل والعيش معنا، وهكذا بدأنا نتعرف ونعتاد على جميع اللهجات العربية.
وتضيف الشيباني: عندما دخل التلفزيون لم تكن لأبوظبي قناة، فشاهدنا الكويت والسعودية بإرسال مشوش في بعض الأحيان، واعتمدنا على الأريال الذي كنا نحركه بأيدينا حتى يستطع التقاط الإرسال، وليس كما «الستلايت» الآن الذي نتحكم فيه بالريموت كونترول لنستحضر جميع محطات العالم.
وعندما أنشئ تلفزيون أبوظبي اشتركت في برامج الأطفال من خلال مدرستي سميرة بلطجي التي أصبحت مدرسة فيما بعد، واهتممت كثيرا بمشاهدة الكارتون، بينما اهتم الشباب بمتابعة الأفلام العربية وأفلام الكاوبوي وكانت ألأف
لام المصرية القديمة جميلة وذات معنى، بينما شغف الكبار بمشاهدة برامج التراث وشعراء القبائل.
وتؤكد الشيباني أن دخول الكهرباء إلى البيوت تسبب في نقلة حضارية كبيرة فتقول: أصبح والدي يحضر كميات من اللحوم ونحفظها في الفريزر بدلا من شرائها يوما بيوم، وأصبحنا نشرب المياه الباردة بعد أن كنا نشتري مكعبات من الثلج لتبريد المياه التي كنا نأخذها معنا في (المطارة) لنشرب منها في المدرسة، وحفظنا المأكولات في الثلاجة وتغيرت حياتنا بالمراوح والمكيفات والأجهزة الكهربائية.
ثقة بالنفس وعدم مسؤولية
والعيد زمان رغم بساطته إلا أنه كان جميلا مفرحا بالملابس الجديدة البسيطة جدا، والعيدية، وتزاور العائلات، واللعب أمام المنازل بلعبات شعبية، أما الآن فقد تغيرت الأوضاع وأصبحت الملابس الجديدة بالنسبة لأولادنا يمكن شراؤها في أي وقت، بل واتسعت وكثرت الأماكن الترفيهية التي يذهبون إليها بشكل مستمر سواء كان في العيد أو أيام العطلات.
أما عن الفرق بين الأجيال السابقة والحالية فتقول الشيباني: تغير الجيل وأصبح أكثر وعيا. لم يعد يطيع دون أن يناقش ويفهم ويقتنع، كنت أطيع أوامر والداي دون مناقشة حتى لو كنت أتألم وغير راضية.
لم أكن أستطع الإفصاح عن رأيي، لكن الجيل الحالي أكثر ثقة في نفسه.إلا أنه يفتقد تحمل المسؤولية والهدف، فكل هدف أولاد العصر الحالي كيف يبدلون سياراتهم، وكيف ينفقون المال، وأتذكر أن مصروفي كان أربع أنات يعني ما يعادل 25 فلسا، الآن اذا أعطيت ابنك مصروفا ينظر إليه ويعده ويعترض على قلته.
أحيانا كان أهلنا يرفضون إعطاءنا المصروف بحجة أننا نأخذ في المدرسة وجبات غذائية، وكنا جيلا يعرف قيمة كل ما في يده.
أما عن عملي السابق فقد عملت على مدى 26 عاما في مجال الخدمة الاجتماعية، والتي بدأت في مركز تأهيل المعاقين التابع لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية منذ عام 1982، فقد تطورت الخدمات في هذا المجال بشكل كبير وأصبحت الدولة تولي اهتماما ورعاية فائقة لتلك الفئة بعد إهمالهم، حيث كنا نسبح عكس التيار.
ولم يكن الضوء مسلطا عليهم، لكن تطورت الأمور بدعم الدولة ومؤسساتها. ثم انتقلت إلى مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وشؤون القصر، وكان حصولي على جائزة ووسام أبوظبي للعمل والعطاء في دورتها الأولي فخر لي لأنه تقدير كبير من الشيوخ والحكومة.
إضاءة
تخرجت أميرة الشيباني من كلية الآداب في جامعة الأمارات قسم علم الاجتماع والخدمة الاجتماعية عام 1982، وفي نفس العام افتتح في أبوظبي مركز المعاقين التابع لوزارة العمل والشؤون الاجتماعية.
والذي تدرجت في العمل فيه من رئيسة قسم إلى نائب مدير، ثم مسؤولة رئيس قسم المعاقين في مراكز المعاقين في الدولة، وبعد 13 عاما انتقلت للعمل في مؤسسة زايد العليا للرعاية الإنسانية وشؤون القصر كرئيسة لشعبة البحث الميداني والمكتبي، حتى أحيلت للتقاعد هذا العام، وفي عام 2005 كانت أول امرأة تحصل على جائزة ووسام أبوظبي للعمل والعطاء في دورتها الأولى بتكريم من الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان.


==============================================
==============================================
منقول عن جريدة البيان الإماراتية