٠٦‏/٠٧‏/٢٠٠٨

نوال الحوسني دكتوراه في تخفيض استهلاك الطاقة داخل السجون


الرائد الدكتور نوال خليفة الحوسني نائب مدير إدارة تخطيط الموارد البشرية واحدة من النساء اللاتي منحتهن شرطة أبوظبي فرصة أكمال دراستهن، والحصول علي الدكتوراه من جامعة نيو كاسيل في المملكة المتحدة، بشرط أن تكون الرسالة عن موضوع يخص الشرطة، فتبلورت في ذهنها فكرة كيفية تخفيض معدل أستهلاك الطاقة في السجون، من منطلق ان هذه المنشآت تكلف الدولة الكثير من المال.

فكان تصميم واجهات مباني السجون وأعادة التأهيل عنوان رسالة الدكتوراه التي توصلت فيها الى تخفيض معدل أستهلاك الطاقة في السجن بنسبة 14%. - عصرية تناسب الاسلام: وتناولت رسالة نوال أبنة خورفكان آثار ومزايا العناصر المعمارية لتصميم واجهات مباني السجون على جهود وتأهيل النزلاء، وأثبتت من خلالها تماثل النظريات العصرية لمعاملة السجناء واساليب تأهيلهم، وقواعد ومعايير الشريعة الاسلامية، وهدفت الرسالة الى تقديم أقتراحات لحلول معمارية لمباني المنشآت الأصلاحية والعقابية مبنية على فهم عميق لمباديء الاستدامة في تصميم هذا النوع المعقد من المباني.

كذلك وضعت الدكتورة نوال عدة أعتبارات، وهي ألا يقتصر الأمر على عقوبة المخطيء بالسجن، بل يجب أستثماره كمورد بشري، وقامت بعمل تصميم مبنى للسجون في الإمارات، ووضعت في الأعتبار كيفية تصميمه بطريقة مثالية على الوجهات، من حيث أبعاد النوافذ، نوعية الزجاج، أبعاد الغرف، وكان التكنيك الذي أستخدمته هو تغيير مواصفات الحوائط بالعازل الحراري، وكذلك الزجاج وغيرها من المواد التي تعطي تبادلا حراريا قليلا للمبنى، وتطرقت لأنواع الأنشطة التي يمارسها السجين، حيث يمكنه التنقل في المبني في أوقات معينة لتوفير أستهلاك الطاقة.

تفوق منذ الطفولة

نهلة الحوسني أمينة مختبر أحدي المدارس الثانوية للبنات في خور فكان والأخت الصغرى للدكتورة نوال تقول: ربما لأنها كانت الأولي في ترتيب الأبناء اعتادت تحمل المسؤولية منذ الصغر، كان لنا كبنات غرفة واحدة ولنوال بمفردها غرفتها الخاصة حتى تستطيع القراءة والأستذكار، كان من المستحيل أن نراها دون كتاب في يدها، ولم نعرف نوال إلا متفوقة في دراستها، وقد شجعها والدي لتكون في الصدارة.

كذلك لعبت والدتي دورا كبيرا في دفعنا إلى تحصيل العلم، أتذكر ونحن أطفال عندما كان يقابل نوال أي صعوبات في المواد الدراسية، كانت أمي تدفعها إلي مجلس أبي لعل أحدا من الموجودين يستطيع مساعدتها، وبدأ الخطاب يطلبون يدها وهي في المدرسة الإعدادية، وكانت والدتي مثل أي أم ترغب في زواجها إلا أن نوال كانت ترفض لأن لديها هدف أكبر وهو أكمال تعليمها، ورفض والدي عريسا أشترط عليها العمل في مجالات محددة، لأقتناع والدي برغبة نوال.

ومنذ الصغر تمتعت نوال بشخصية قيادية، كانت دقيقة ومنظمة في جميع أفعالها، أتذكر ونحن صغار كنا بعد عودتنا من المدرسة نخلع زينا ونرتدي أية ملابس ونسرع لتناول طعامنا، أما نوال فكانت تعود وتعلق زيها المدرسي وترتدي الملابس المناسبة وتصفف شعرها في هدوء وكأنها في انتظار ضيوفا قادمين.

حسن الاستقبال

وتضيف نهلة الحوسني: نعتمد عليها كثيرا في العائلة، فلا يمكن أن نتخذ قرارا أو نشتري أشياء من دون مشورة نوال، وهي حنونة جدا تحرص على التواصل مع كل أفراد العائلة ولكبار السن مكانة خاصة لديها، تحرص على زيارتهم ومنحهم الهدايا لإدخال البهجة إلى نفوسهم، ورغم إنشغالها الدائم فهي لا تنسى أية مناسبة أو أي طلب من العائلة.

ولنوال طريقة جميلة في حسن استقبال من يأتيها فجأة دون موعد مسبق، لذلك يطلب أولادنا عدم أخبارها بموعد قدومنا إليها من خور فكان إلى أبوظبي حتى يستمتعون بالفرحة التي يجدونها في استقبالها لهم، وهي كثيرة الاهتمام بأولادنا وتحرص على منحهم الهدايا وتتذكرهم بالحلوى دائما، كما إنها تشتري لنا كتب كيفية التعامل مع الأطفال لنتعلم منها.

وتواصل نهلة الحوسني: أما أكثر ما يغضب نوال فهو اللامبالاة في أي شيء، ورغم قوة شخصيتها إلا أنها تبكي بشدة عندما يخص الموقف الوالدين، وتفرح كالأطفال عندما نزورها من دون موعد.

مثال يحتذى به

الرائد مهندس أمين عيسى العوضي نائب مدير أدارة المشاريع الهندسية يقول: أعرف الدكتورة نوال منذ 12 سنة تقريبا كزملاء في نفس الإدارة، وهي طموحة ولديها أهداف تسعى لتحقيقها. نشيطة في عملها ودقيقة ومرتبة في تقاريرها. تتمتع بأحترام وتقدير رؤسائها ومرؤوسيها، حتى أنها عندما أنتقلت إلى ادارة التخطيط والموارد البشرية أقاموا لها حفلا، وبحق فقد كسبتها الإدارة الجديدة وخسرناها نحن.

وللدكتورة نوال موقف معي لا يمكن أن أنساه. كانت في أمريكا ورغبت رأيها في بحث يخصني، فاتصلت بها هاتفيا، وطلبت مني إرسال البحث علي الأيميل، وفعلت وخلال وجودها في الترانزيت قامت بقراءة البحث وأرسلته لي ثانية بعد مراجعته وأضافة بعد التعديلات عليه. وأنا أفتخر بها كنموذج يجب أن يحتذى به من قبل بنات وشباب الإمارات.

الملازم أول مهندس سميرة الجابري في إدارة هندسة المشاريع قسم التصميم تقول عنها: كانت مديرتي. وجدتها معطاءة جادة. منظمة جدا في عملها، وطموحة بشكل كبير، ودائمة السعي والعمل بجد واجتهاد من اجل تحقيق هذا الطموح، ودائمة على تشجيعنا على تطوير العمل، ومن المواقف التي لا أنساها لها عرضها مساعدتي في رسالة الماجيستير سواء بالشرح أو المتابعة.

ملتزمة ومتواضعة

ويقول الملازم أول مهندس فيصل القحطاني من إدراه المشاريع الهندسية في شرطة أبو ظبي: لم تكن تتعامل معنا كمسؤولة وموقع سلطة، وإنما كأخت وصديقة، فهي طيبة جدا ومحبوبة من الجميع، ومتعاونة وتسعى لمساعدة الآخرين بأقصى ما لديها، ومجتهدة في العمل. استطاعت الحصول علي الدكتوراه في عدد أقل من السنوات المفترضة، وكانت أول المهندسات اللواتي عملن في هذا القسم، أما الآن فقد تزايد عدد المهندسات وأصبحن خمسا.

وتقول عنها الملازم شما المهيري رئيس قسم تدريب وتأهيل الشرطة النسائية: عندما التحقت بالدورة العسكرية في بداية عملها في الشرطة، وجدتها ملتزمة جدا ومسؤولة ودمثة الخلق وطيبة، ترغب في معرفة كل شيء يتعلق بالعسكرية، وكانت متفوقة أيضا، وبعد مرور السنوات وحصولها على الدكتوراه وعودتها للعمل ثانية في مكانة ومسؤولية أكبر، ظلت، وهذا ليس رأيي وحدي بل رأي الآخرين أيضا، محافظة على صفاتها الجميلة كما هي، لم نرها متكبرة أو مغرورة، بل متواضعة إلى أقصى درجة، وهذا أجمل ما يميز الدكتورة نوال.

إضاءة

سيرة ذاتية

حصلت الرائد الدكتور نوال الحوسني على بكالوريوس الهندسة المعمارية من جامعة الإمارات عام 1992، وعملت في أحد المكاتب الاستشارية، ومعيدة في الجامعة، وأستقر بها الحال في الادارة العامة لشرطة أبوظبي قسم هندسة المشاريع، ومن الشرطة أنتلقت الى جامعة نيوكاسيل في بريطانيا لدراسة الماجيستير، واستطاعت اختصار الزمن ونيل الدكتوراه عام 2002 في 3 سنوات فقط، وعادت لتعمل رئيسة لقسم التصميم في ادارة المشاريع الهندسية، ثم نائب مدير تخطيط الموارد البشرية في شرطة أبوظبي، ونالت العديد من الميداليات التقديرية وشهادات التكريم.

============================


منشور في جريدة البيان

ليست هناك تعليقات: