٣٠‏/٠٤‏/٢٠٠٩

التقاليد ومتطلبات الدراسة وراء إحجام الطالبات عن الانضمام للفرق الرياضية


رغم كل النتائج المتقدمة التي حققتها الفرق الرياضية للبنات في جامعة الإمارات العربية المتحدة إلا أنه لا يزال هناك معوقات تقف أمام الطالبات لتحقيق المزيد من التطور والتقدم في الرياضة النسائية في الجامعة.

ومن أهم تلك المعوقات الثقافة السائدة والتي لاتزال لا تعطي أهمية للدور الذي يمكنه أن تلعبه الرياضة في حياة المرأة، كذلك العادات والتقاليد، وإقامة المباريات النهائية خارج مدينة العين وهذا ما يرفضه الأهل بسبب تأخر الفتيات والتأثير على دراستهن سلبيا.ساره فايز، ومريم الحمادي، ومروة عز الدين، ومشاعل سالم، وحنان خليفة، ورقية رضوان مجموعة من طالبات الجامعة اللواتي اشتركن في الفرق الرياضية ومارسن الرياضة وحققن بطولات ووجدن في الرياضة نوعا من قضاء وقت الفراغ في هواية مفيدة ومثمرة على المستوى النفسي والصحي، وفرصة للتعرف على صديقات جدد، واكتساب مهارات جديدة والمحافظة على أوزانهن، وتحقيق الذات، إلا أنه ورغم إقبال الكثير من طالبات الجامعة للاشتراك في الأنشطة الرياضية إلا أنه توجد معوقات كثيرة تحول بينهن وبين تحقيق ما يرغبن.
الانضباط والتعاون
تقول الدكتورة علوية محمد عوض المشرفة على المنتخبات الرياضية في جامعة الإمارات الرياضة التنافسية في الجامعة: توجد منتخبات رياضية في الجامعة مثل الكرة الطائرة، كرة السلة، كرة القدم، تنس الطاولة، الريشة الطائرة، السباحة، الشطرنج، وتشرف عليها وترعاها إدارة الأنشطة والريادة الطلابية بالجامعة التي تنظم العديد من الفعاليات وتقيم البطولات التي تعود بالفائدة على الطالبة الجامعية .
ويتم اختيار اللاعبات بناء على المستوى الفني والمهاري المطلوب لكل لعبة والرغبة في المشاركة من خلال قاعدة واسعة تمارس الرياضة خلال أوقات الفراغ في السكنات الداخلية للجامعة بالإضافة لطالبات من مدينة العين في بعض الألعاب، ويتم التدريب بالصالة الرياضية بكليات الطالبات.
وتضم الفرق الرياضية لاعبات يتسمن بالانضباط والتعاون والرغبة الأكيدة في تحقيق نتائج جيدة في كل المشاركات المتاحة لرفع اسم الجامعة عاليا بين مؤسسات التعليم العالي بالدولة.
وتستعرض الدكتورة علوية إنجازات الفرق الرياضية قائلة: حصل فريق كرة الطائرة على المركز الأول ثلاث مرات متتالية في بطولة الإتحاد الرياضي لمؤسسات التعليم العالي على مستوى الدولة، وهي المرات التي شارك الفريق فيها منذ عام 2005، ويضم الفريق لاعبات متميزات فنيا ومهاريا.
كما حصل على المركز الأول في الأولمبياد الثقافي الرياضي الذي أقيم في مايو 2008، وحصل أخيرا في فبراير 2009 على المركز الأول في بطولة الكرة الطائرة لطالبات جامعات دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية التي نظمتها جامعة الإمارات ومجلس أبو ظبي الرياضي تحت رعاية سمو الشيخ هزاع بن زايد، كما حصل على المركز الأول في الأولمبياد الثقافي الرياضي الذي أقيم في مايو 2008.
وحصل أخيرا في فبراير 2009على المركز الأول في بطولة الكرة الطائرة لطالبات جامعات دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية التي نظمتها جامعة الإمارات ومجلس أبوظبي الرياضي تحت رعاية سمو الشيخ هزاع بن زايد، وحصلت رئيسة الفريق الطالبة فاطمة حسن على كأس أفضل لاعبة وكأس أفضل لاعب ضارب في هذه الدورة.
كما حقق كل من فريق تنس الطاولة والسباحة في دورة الجامعات الأخيرة على المركز الثالث، وحقق كل من فريق كرة السلة والشطرنج وتنس الطاولة وكرة القدم على مراكز متقدمة في الأولمبياد الثقافي الرياضي الذي أقيم في مايو 2008 تحت رعاية مجلس أبوظبي الرياضي وضم جامعات ومؤسسات التعليم العالي في إمارة أبوظبي، وكانت جامعة الإمارات حصلت على المركز الأول في هذا الأولمبياد.
كما أن لاعبات المنتخبات الرياضية من مختلف مناطق الدولة مما يدل على أن الرياضة المدرسية في مدارس الدولة تنتهج أسس سليمة في بناء قاعدة راسخة من ممارسي الرياضة و رياضة المنافسات، والجامعة تضم الكثير من الموهوبات في رياضيات عدة.
وتشير الدكتورة علوية إلى الصعوبات التي تقابل الطالبات قائلة: أهمها إقامة معظم التصفيات والنهائيات للبطولات المختلفة خارج مدينة العين مما يضيع الكثير من الوقت وبالتالي يؤثر ذلك سلبا على المستوى الدراسي للطالبة.
لكن الجامعة مشكورة تمنح الطالبة المشاركة في البطولات أعذارا تقدم للسادة عمداء الكليات والأساتذة عن عدم حضور الطالبة لبعض المحاضرات التي تتضارب مواعيدها مع البطولات ولكن تأمل الطالبات في أن يكون هناك دعم أكثر في الناحية الدراسية للطالبة الرياضية الجامعية خلال موعد المشاركات الخارجية حتى تتوسع قاعدة المشاركة.
نتائج رائعة
ويشير الدكتور ناصر سالم الظاهري أمين عام الاتحاد الرياضي لمؤسسات التعليم العالي والمدير التنفيذي للأنشطة والريادة الطلابية في جامعة الإمارات إلى أن الأنشطة الرياضية كانت من قبل قاصرة على الطلاب فقط، إلا أنه ومؤخرا دخلت الفتيات إلى هذا المجال وأصبحن يحققن نتائج رائعة في مختلف الرياضات التي يقمن بممارستها سواء على مستوى الألعاب الجماعية أو الفردية، وهناك 31 جامعة ومعهداً من 43 جامعة ومعهد منضمين إلى الإتحاد الرياضي لمؤسسات التعليم العالي.
ويقول الظاهري: هذا الأمر أتاح فرصة طيبة للاشتراك في الأنشطة الرياضية والتنافس على الفوز والحصول على البطولات، وقد فزنا ببطولة الخليج الأولي لدول مجلس التعاون الخليجي للجامعات.
ورغم التقدم الذي حققته طالبات الجامعة في النشاط الرياضي إلا أن هناك عدة عوائق تحول بين تحقيق المزيد من التطور وإحراز البطولات، أهمها ثقافة المجتمع والتي تتحكم فيها العادات والتقاليد التي مازالت تجد أنه لا أهمية لممارسة الفتيات للأنشطة الرياضية، فمعظم الفتيات يمتلكن رغبة كبيرة في المشاركة في الفرق الرياضية إلا أنهن يحجمن بسبب الأهل الذين يرون أن مشاركة الفتيات في مباريات تقام في إمارات الدولة أمر غير مستحب بسبب عودة الفتيات متأخرات بسبب السفر من مكان إلى آخر، كذلك يرفض الأهل سفر بناتهن للتنافس في بطولات خارج الدولة.
لذلك قررنا أن تجرى المنافسات بين كل إمارة على حدة ثم يتم تصفية الفرق الفائزة من كل إمارة للمباريات النهائية حتى نحد من اللعب والسفر إلى أماكن بعيدة عن سكن الفتيات.
ومن أهم المعوقات أيضا أن هناك جامعات لا تتوفر بها منشأت مخصصة لتدريب الفتيات لذلك تلجأ تلك المؤسسات التعليمية لملاعب أخرى يتم فيها التدريب، والحقيقة أن جامعة الإمارات بها ملاعب تستوعب كافة الرياضات لذلك لا توجد تلك المشكلة لدينا.
ويواصل الظاهري: ومن الضروري أن نعرف الفروق التكوينية بين الرجل والمرأة حيث إن الإناث تنمو مبكرا عن الذكور، ويحدث أيضا سن البلوغ لديهن قبل الذكور، وتزداد نسبة الدهون لدى الإناث، بينما تقل لديهن نسبة النسيج العضلي عن الذكور، وبصفة عامة المرأة اقل حجما وأقصر وأخف وزنا.
ولممارسة الرياضة اثر جيد على صحة المرأة لأنها تزيد من نشاط الدورة الدموية التي تؤدي إلى زيادة التغذية الدموية للجلد وتمنح البشرة نضارة وجمالا،كما أن ممارسة الرياضة تكسب المرأة القوام الرشيق وتساعد على التقليل من نسب الدهون في الدم وتحافظ أيضا على الوزن الطبيعي للجسم، كما أن ممارسة الرياضة تقي الجسم من الإصابة بأمراض القلب والجلطة وأمراض السكري وأمراض الجهاز التنفسي، وتساعد التمارين الخفيفة على تقليل متاعب الدورة الشهرية وتقليل التوتر والمتاعب النفسية التي تسبق الطمث.
تغذية الرياضيين
أمجد حسن جرار مدرس في قسم التغذية في جامعة الإمارات العربية المتحدة يقول: من الأشياء الضرورية التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار موضوع تغذية الرياضيين للمحافظة على إمداد الجسم بالطاقة والعناصر التغذوية للنمو والبناء، وتوفير الطاقة الضرورية للنشاط البدني بالإضافة إلى العناصر التغذوية الأخرى، وكمية الغذاء التي يحتاجها الرياضي تختلف عن الكمية التي يحتاجها غير الرياضي.
وهذا يعتمد على العديد من العوامل مثل شدة التحمل ووزمن الأداء أو المسافة التي يقطعها الرياضي، فالفرد الرياضي يحتاج تقريباً إلى ما يعادل (41-58) كيلو سعر حراري لكل جرام من وزن الجسم يوميا مقارنة مع الفرد العادي ( 35 سعر حراري/ كجم) ، بينما تحتاج الفتاة الرياضية إلى ما (37-51) كيلو سعر حراري لكل كيلوغرام من وزن الجسم يومياً خلال التدريب، مقارنةً مع الفرد العادي (32ك.ك/كجم).
ويختلف التكوين الفسيولوجي والهرموني لجسم المرأة عن جسم الذكر لذلك فإن الاحتياجات من العناصر التغذوية للرياضيات تكون مختلفة عن الرياضيين، والإناث أكثر عرضة للمشاكل وحالات النقص التغذوية مقارنةً بالذكور، لذلك من الضروري توفير نظام غذائي يوفر احتياجات الجسم من الطاقة والعناصر التغذوية الأساسية بالإضافة إلى احتياجات النشاط البدني.
ومن المعروف أن الغذاء يتكون من خمس مجموعات النشويات، الخضروات، اللحوم والبقول، الحليب ومشتقاته، الفاكهة، وتعتبر الكربوهيدرات من أهم المواد الغذائية للرياضيين، وذلك لاستخدامها في إنتاج الطاقة لجميع الأنشطة البد نية تقريباً، إلى جانب كفاءة إنتاج الطاقة منها بالطريقة الأكسوجينية وغير الأكسوجينية.
لذلك يجب أن لا تقل نسبة السعرات الحرارية من المواد الكربوهيدراتية عن ( 60 ؟ 70 %) من مجموع السعرات الحرارية المطلوبة للرياضي يومياً.
ومن المفروض أن يكون البرنامج الغذائي للرياضيين به زيادة كمية الطاقة حسب شدة ومدة التمرين، وزيادة كمية الكربوهيدرات وزيادة تناول الأطعمة الغنية بالكالسيوم والحديد وتناول السوائل زيادة تناول الخضروات والفواكهه للحصول على مضادات الأكسدة، تجنب شرب المشروبات الغازية بكثرة، تجنب شرب مشروبات الطاقة، وعدد الوجبات يجب أن يتراوح من 4-5 وجبات يومياً.

==========


٢٦‏/٠٤‏/٢٠٠٩

الزوجة المسرفة ترهق ميزانية الأسرة تفجر الخلافات


في ظل العولمة أصبح العالم كله سوقا مفتوحا نتعرض فيه يوميا للمغريات الترويجية التي تحثنا على الإنفاق بشكل قد لا يتناسب مع دخل الأسرة مما يسبب إرباكا لميزانيتها، وفي ظل الأزمة المالية وتبعاتها الاقتصادية على مستوى الدول والأفراد نحن بحاجة إلى إعادة النظر في سلوكيات الإسراف التي نتبعها وربما نجهل أن لها آثارا سيئة على مستوى الأسرة والدولة أيضا، وبما أن المرأة هي مساعد ربان سفينة العائلة فيقع عليها العبء الأكبر في ترشيد الإنفاق خاصة.

وفي لقاء مع المستشار الأسري الدكتور أحمد الحمصي تناول سلوك الإسراف وأنواع الزوجات المسرفات وطريقة تعديل سلوكهن، حيث قال: يقصد بالإسراف شراء ما لا يلزم، وإنزال الكماليات منزلة الضروريات، بمعنى شراء سلع غالية الثمن رغم وجود بدائل لها تنافسها في نفس الجودة، وهناك بعض الأوجه التي مهما أنفقنا فيها لا يعتبر ما صرفناه إسرافا مثل طلب العلم، شراء الكتب، الدراسة في الجامعات.والشخصية المسرفة شخصية لا تتسم بالنضج لأنها تشتري بدافع الشهوة فكل القرارات التي تأخذها تكون نابعة عن العاطفة وليس العقل، ويعود سلوك الإسراف عند المرأة لعدة أسباب: أولاً قد يكون الإسراف نتيجة لشكل من أشكال الضغط النفسي مثل شغل البيت، دراسة الأولاد، وتجد تلك الزوجة ف
ي الشراء متعة تنسيها تلك الضغوط التي تعاني منها.

وعلى تلك الزوجة أن تتجه لوسائل أخرى للترفيه تبعدها عن سلوك الإسراف مثل متعة القراءة، مزيد من العلاقات الاجتماعية، تبادل الزيارات، مساعدة الآخرين، الاتجاه إلى العبادة، ممارسة الرياضة، الاستمتاع بالاسترخاء، الاشتراك في البرامج المفيدة، خدمة المجتمع، المساعدة في المنزل لتفريغ الطاقة والضغط والتوتر. أما النموذج الثاني فتتجه فيه الزوجة للإسراف لأنها تقارن نفسها بالآخرين في مجتمعها، والذي يحدث أن هؤلاء يتفاخرون بما لديهم وفي إسرافها تعتبر نفسها تنافس الجيران والصديقات في المشتريات، فقد سأل زوج زوجته ذات مرة لماذا لم نستطع الادخار كل تلك السنوات؟ فقالت له: «الجيران هم السبب فلو لم يكونوا يشترون ويتباهون بما لديهم ما كنت قلدتهم وصرفت المال لأكون مثلهم»!
وهنا لابد أن تكون هناك بدائل لتلك الزوجة كالاتجاه إلى العلم، الرياضة، الاهتمام بتربية الأولاد وعليها أن تعلم أن الإسراف والتبذير معصية، وأن هذا التفاخر سيغضب الله رب العالمين.
زوجة البخيل
ويضيف المستشار الحمصي: أما النموذج الثالث فهو لامرأة رجل بخيل، فتسعى للانتقام منه لأنه لا يلبي لها احتياجاتها، ولا يراعي مشاعرها، وتؤكد لنفسها أن هذا الصرف من حقها، وأن هذا التصرف ليس خاطئا، لكن الطريقة خاطئة في حل المشكلات لأنها ستزيدها تفاقما، لأن الزوج سيتجه إلى معاملتها بشكل سيء، أو يزيد من بخله أو يبتعد عنها، وعلى الزوجة في تلك الحالة اتباع أساليب مغايرة، وذلك بالابتعاد عن الإسراف بغية الانتقام من الزوج البخيل، وعليها أن تعزز في ذاتها قيم التسامح والعفو فأن توقد شمعة خير من أن تلعن الظلام.
وعليها أن تتجه إلى تعلم مهارات وفنون تستخدمها مع هذا الزوج البخيل كأن تكون أمامه أكثر حرصا على عدم الإنفاق لأنه سيرتاح نفسيا ويعتبرها غير مبذرة وقد يتركها تنفق لأنه أصبح يثق فيها وأنها لن تبدد ماله، وذلك لأن الزوج البخيل تنعدم ثقته في إدارة زوجته لماله، ويرى في بخله حرصا على عدم إضاعة المال فيما لا يجدي، ولأن زوجته غير أهل لإدارة المنزل، لذلك يجب أن تشعره الزوجة بأنها أكثر حرصاً منه على هذا المال، عندها سيشعر الزوج بالطمأنينة ويرتاح باله ويترك إدارة الأمور لها لأنها أصبحت في نظرة أهلا للثقة.
أما النموذج الرابع فهي الزوجة التي تتبع المثل القائل: «قصقصي ريشه لايروح لغيرك» وذلك لأنها تعتقد أنها عندما تنفق ماله كله لن يكون معه مال مدخر ليتزوج به من غيرها، والحقيقة أن سلوكها الخاطئ سيجعل الزوج يهرب
منها دون الحاجة لإنفاق ماله بغية تكتيفه، لأنه وعندما يقوم بحسبة بسيطة كم تنفق زوجته، وكم سيمنحها من أموال لحقوقها في حالة الطلاق، وكم سيتكلف عندما يتزوج بأخرى سيجد أن الموضوع أفيد له وسيدخر أمواله التي تنفقها الزوجة عبثا.
ويضيف د.الحمصي: سلوك الإسراف على الأسرة سيكون سلبيا وذلك لأن الزوجة استغنت عن الضروريات، وسيأتي عليها الوقت الذي لا تجد فيه إيجار البيت أو مصاريف الأولاد في المدرسة أو الجامعة أو حتى السلع الأساسية التي يحتاج إليها البيت من أجل الطبخ، كذلك لن تجد لديها مالاً لسداد فواتير الكهرباء أو الهاتف وهكذا، وهذا سيجعل رب البيت يلجأ للاستدانة سواء من الآخرين أو من البنك مما يربك ميزانية الأسرة التي ستتحمل أعباء إضافية وهذا بالطبع يؤدي إلى نشوب الخلافات والمشاكل داخل الآسرة.
أما العلاج فيتمثل في أن يجعل الرجل زوجته تشعر بالمسؤولية لأنها صاحبة دور فعال ومسؤول في الأسرة، وهي ليست مستهلك فقط ، وعليها ألا تصرف وتبذر لأنها ليست خارج دائرة الأسرة ومتطلباتها الهامة.
المغريات الترويجية شباك تصطاد الزبائن
إذا كان لدى الزوجة ضعف معين أمام السلع التي تتراقص على أرفف المحلات والسوبرماركت عليها أن تبتعد عن الذهاب إلى الأسواق وتتجنب المغريات الترويجية بشراء المزيد من السلع غير المرغوب فيها، وعليها أيضا أن تعلم أن الإعلانات في وسائل الإعلام هي ترويجية تهدف لبيع المزيد من المنتجات لحساب مكسب التجار.
وعليها أيضا أن تتجنب المجالس التي تتناول فيها النسوة تبادل الأحاديث السطحية مثل شراء الماركات والأثاث وكافة الأغراض التي تعد من الكماليات والرفاهيات، وأن تستبدل تلك الأحاديث بموضوعات هامة مثل تربية الأولاد، تعلم أشياء مفيدة، التناقش في أية ظواهر مجتمعية، فهذا سيبعدها عن ثقافة التفاخر والإسراف والتبذير.
ويواصل الحمصي: على المرأة كتابة حاجيات المنزل أولاً بأول، وعليها أن تذهب بتلك الورقة للسوق لتستعين بها بدلا من أن تشتري ما لا يلزمها، ويجب ألا تأخذ معها الفيزا كارد حتى لا تشعر بالضعف وتستعين بها إذا تجاوز شراؤها المبلغ المسموح الذي وضعته للإنفاق.
والمرأة التي تدعي أن الشراء والتسوق متعة تشعرها بالسعادة عليها أن تنظر للمتعة الأكبر وهي عندما تدخر المال وتمضي به لقضاء إجازة سعيدة، أو تستبدل به سيارة قديمة بأخرى حديثة.
وربما تجهل الزوجة في الأساس كيفية إدارة الأموال، لذلك على الزوج ألا يكلفها ما لا طاقة لها به، وينبغي عليه أن يحدد لها سياسة الصرف في المنزل، وأن هناك حاجيات وضروريات، والأولى هي التي يؤدي عدم وجودها إلى مشقة، مثل تعليم الأبناء، المواد التموينية، إيجار البيت وغيرها.
وللأسف أن بعض الأزواج يكتفون بالندم على المال الضائع ويندم على اختياره لتلك الزوجة، وهذا يزيد المشكلة تعقيدا، بل عليه أن يكون صاحب دورا فعالا، فإذا كان يعرف أن زوجته لا تمتلك مقومات الإدارة المالية وعندها ضعف من ناحية الشراء، عليه ألا يمنحها راتبه بالكامل، ولكن يعطيها بشكل يحملها المسؤولية بالتدرج، كأن يجعلها في أول شهر مسؤولة عن الأكل والشرب، ثم في الشهر الثاني يمنحها مسؤولية شراء الملابس، ثم في الشهر الثالث الأثاث وهكذا.
ومن المهم إذا كانت الزوجة تعمل أن يكون هناك فصل تام بين المالين، لأنه إذا اختلطت الأموال وأسرفت الزوجة لن يستطع محاسبتها لأنها سترد عليه بأنها تنفق أيضا من أموالها.
وإذا كانت الزوجة تعتبر الشراء متعة فعلى الزوج أن يقوم بإشباع تلك المتعة لديها وذلك من خلال تكليفها بشراء أشياء معينة يحتاجها البيت والأولاد بشكل تدريجيا وعليه ألا يمنح الزوجة أموالا تفيض عن احتياجاتها من الشراء بل يمنحها بقدر ما ستشتري، ويدخل في هذا الإطار أيضا مصروف الزوجة التي يمنحه لها ليكون مالها الخاص تنفق منه دون الأخذ من مصروف البيت، فتحديد الملكيات أمر مهم جدا لمنع إسراف الزوجة، وبالتدريج يستطيع الزوج أن يحملها مسؤوليات وأعباء المنزل ولكن عليه أن ينبهها أن تلك الأموال لابد وان تكفيها لآخر الشهر.
وفي النهاية أؤكد أنه مثلما توجد امرأة مسرفة يوجد أيضا رجل مسرف، وفي ظل الأزمة المالية التي يعيشها العالم نحن بحاجة ملحة لتعديل سلوكياتنا الخاطئة في الإنفاق تحسبا ليوم غد، ولقد أمرنا الله سبحانه وتعالى في حياتنا بالتوازن، ويدخل في نطاق ذلك التوازن بين الكسب والإنفاق على مستوى البيت، وعلى مستوى الدولة، ولا يجب أن يكلف الفرد نفسه ما لا يطيق، وأصل ذلك قول الله تبارك وتعالى: (لا يُكَلِّفُ اللهُ نَفْسًا إِلا وُسْعَهَا، لَهَا مَا كَسَبَتْ، وَعَلَيْها مَا اكْتَسَبَتْ ح) [البقرة: 286]، ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «لقد أفلح من أَسْلَمَ، وكان رِزْقُهُ كَفَافًا، وَقَنَّعَهُ اللهُ بِمَا آتاه» (لترمذي).



١٨‏/٠٤‏/٢٠٠٩

طارق الشريف يعرض أندر مجموعات طوابع الإمارات


تعتبر هواية جمع طوابع البريد من أكثر الهوايات انتشاراً في العالم، وهي هواية تثقيفية تؤدي إلى اهتمام أصحابها بالتطورات التاريخية للبلد التي يجمعون طوابعها، وطارق الشريف المدير الإقليمي للتسويق والمبيعات في فنادق ملينيوم بالشرق الأوسط واحد من هؤلاء الذين يجدون متعة كبيرة في جمع الطوابع حتى وصل عدد ما يمتلكه منها حوالي أربعين ألف طابع نادر من مختلف بلدان العالم، وفي معرضه الذي أقامه مؤخرا في فندق ملينيوم أبوظبي استعرض فيها عددا من مجموعاته النادرة عن الإمارات.

يقول طارق الشريف: أمتلك مجموعة كاملة لطوابع الإمارات منذ قيام الإتحاد عام 1973م، إضافة إلى مجموعة كاملة لإمارة أبوظبي قبل قيام الإتحاد وكذلك لإمارة الشارقة ودبي، حيث كانت تصدر الطوابع باسم الإمارة نفسها، وفي إطار النشاط الثقافي الذي يقوم به فندق ملينيوم أبوظبي وجدت في إقامة معرضي لمحة بسيطة من المشاركة لتعريف الزوار فكرة عن تاريخ الإمارات من خلال الطوابع، وذلك لأن المجموعة المختارة تعبر عن تاريخ الإمارات وثقافتها والعادات والتقاليد الخاصة بالشعب، والطيور والحيوانات الخاصة بالبيئة الإماراتية، أي أن معظمها مرتبطة بالثقافة العامة للبلد.

فعندما أتيت إلى الإمارات عام 1993م، بدأت أبحث وأنقب عن مجموعات الطوابع الخاصة بالإمارات، والحقيقة أنني كنت مبهورا بها حيث وجدتها تمتاز بجمال الألوان والتصميم وأناقة الطباعة، وكان حصولي عليها أمرا سهلا، وقد بلغت مجموعتي عن الإمارات حوالي 700 طابع تقريبا، تضم مناسبات خاصة في الإمارات مثل قيام الإتحاد، صور للمغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وصور لأصحاب السمو الشيوخ حكام الإمارات، كذلك طوابع عليها صور للشعراء المشهورين.

وطوابع للشيخ محمد حسن الخزرجي رحمه الله، ولدي مجموعة طوابع لمناسبات رياضية مثل بطولة الرماية، ومجموعات للطيور والحيوانات والزواحف والفراشات، وطوابع للأحياء المائية وأنواع الأسماك التي تعيش في بحر الإمارات، وطوابع عن الغوص وصيد السمك واستخراج اللؤلؤ، وأدوات الغوص وصيد الأسماك قديما، وأنواع الأشجار، والمنازل القديمة، والملابس التقليدية للمرأة الإماراتية، وحلي المرأة والذهب الخاص بها من أساور وأقراط وعقود وحلي الرأس والخواتم وغيرها.
مجموعات محلية نادرة
ويضيف الشريف: من أهم المجموعات التي أمتلكها عن الإمارات هي مجموعة قيمة للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان عام 1973م عندما تغير اسم الدولة إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، فطبع على نفس الطوابع القديمة اسم الدولة الجديد، وتلك المجموعة لم تعد موجودة في السوق بعد أن تم سحبها لذلك فهي نادرة.
ومجموعة أخرى للعيد الوطني السادس عام 1977م وهي أيضا غالية الثمن بسبب وجود خطأ في التاريخ وقد تم سحبها أيضا من السوق، ومجموعة أخرى عن بطولة الخليج الثانية لسباحات المسافات الطويلة وتكمن قيمتها في أنها لم تصدر في نفس وقت المناسبة بل تأخرت لذلك تم سحبها هي الأخرى من الأسواق.
كذلك أمتلك مجموعات طوابع مصرية نادرة وغالية الثمن صدرت في افتتاح قناة السويس أصدرها الخديو سعيد بمناسبة الاحتفالات التي أقيمت وقتها وهي نادرة وكنت محظوظا في الحصول عليها، ومجموعة طوابع نادرة للمعسكر الكشفي العربي في الإسكندرية وتكمن أهميتها في أنها لم تبع في السوق ولكنها وزعت كهدايا تذكارية على رؤساء الوفود وهي حوالي 300 طابع تقريبا.
ويواصل الشريف: بدأت هواية جمع الطوابع منذ أكثر من 37 سنة تقريبا وأنا طفل صغير ووجدت الدعم الكامل لتشجيعي على تلك الهواية من والدي وعمي لأنه خبير في هذا المجال، واستمرت هوايتي ما بين الزيادة والنقصان ولكنني لم أهجرها يوما، وذلك لأنها مكلفة ومرتبطة بالاستطاعة المادية.
وأثناء نمو تلك الهواية على مدار السنين عرفت أن هناك كتالوجات ومحلات خاصة بها في أوروبا وأمريكا، ومع تدرج الوظائف التي عملت بها والدخل الذي أجنيه، كبرت الهواية وأصبحت تشكل لي متعة خاصة جدا، بل أنها من أفضل الهوايات لدي على الإطلاق، حتى أنني اجلس أمام الطوابع بالساعات الطويلة.
ومؤخرا انضممت إلى جمعية أبوظبي لهواة الطوابع والتي تعرفت من خلالها على هواة الطوابع الذين استفدت أيضا من خبرتهم في تنظيم المعارض حيث أنني أنوي المشاركة قريبا في معرض عالمي لهواة الطوابع.
جمع الطوابع تخصصات
وهواة الطوابع متخصصون في مجالات عديدة فمنهم من يجمع طوابع الطيور أو الفراشات أو الحيوانات أو الأحياء المائية وهكذا، ويتم تقييم الطوابع تماما كأي سلعة في السوق عليها عرض وطلب، فمثلا في مجموعتي لطوابع الإمارات هناك مجموعة عيد الإتحاد عام 1977م، والتي طبعت في إنجلترا بها خطأ مطبعي حيث كتب التاريخ بالمقلوب، فتم سحبها من السوق ولم تستخدم وهذا يعني انه تم إعدامها، لكن هناك مجموعة منها بيعت بالفعل وهنا يعني أن هناك ندرة والمجموعة مكونة من 3 طوابع وثمنها حاليا 700 دولار.
وهناك مثلا مجموعات أقدم إلا أنها لا تساوي هذا المبلغ، لذلك فالموضوع كما قلت عرض وطلب، وهناك أيضا طوابع مستعملة تكون قيمتها المادية أغلى ثمنا من الجديدة لأن الهدف من إصدار الطوابع هي استخدامها في الخطابات المرسلة من بلد إلى آخر أو مكان إلى آخر في نفس البلد وقد بلغ ثمن الطابع وقت إصداره من 5 - 20 فلساً الآن أصبح ثمن الطابع الواحد 15 درهما.
والطابع المختوم بختم البريد أعلى سعرا من غيره الذي لم يختم بعد، كما أن لكل طابع شرشرة على الحروف لها مقاسات أو عدد من الشرشرات معينة تحدد قيمته، ولابد أن تكون تلك الشرشرات موجودة بالكامل وغير ممزقة لأن ذلك يقلل من قيمة الطابع الذي لابد أن يكون كاملا، كذلك لابد ألا يكون الطابع مثنيا، أو غيرت لونه الرطوبة، فلابد أن يبقى بحالة خروجه من المطبعة، حيث تقل قيمته تدريجيا حسب العيوب الموجودة فيه.
وللطوابع طريقة حفظ وهناك شركات عالمية متخصصة في هذا المجال، وتبيع أنواعا مختلفة من الألبومات وأغطية بلاستيكية لحفظ الطوابع لتكون بحالة جيدة، وتلك الألبومات أقوم باستخدامها لمجموعاتي وأيضا أستخدم السليكون لامتصاص الرطوبة، وأقوم بحفظها في صناديق خاصة والنادر الغالي الثمن منها أحفظه في خزائن حتى لا يتعرض للتلف.
وأحصل على الطوابع من المزادات التي تقام على مواقع خاصة على الإنترنت حيث يتم شراء أو بيع الطوابع بين الأفراد من مختلف بلدان العالم، ويمكن الاطلاع على كتالوجات إصدارات الطوابع التي تصدر في أوروبا وأمريكا.







١٧‏/٠٤‏/٢٠٠٩

الطلاق يهدد الكيان الأسري واستقرار المجتمع - الاخيرة




تناولنا على مدى خمس حلقات سابقة ملف «الطلاق يهدد الكيان الأسري»، بحثنا فيه الأسباب الرئيسية التي تؤدي إلى وقوع الطلاق وارتفاع نسبته والتي وصلت إلى 26%، وأن أعلى معدلات في الشريحة العمرية من 20-30 عاماً «نسبة المطلقين في هذه السن 42% من إجمالي عدد المطلقين»، وأن معظم حالات الطلاق تمت في السنوات الأولى من عمر الزواج حيث بلغت37%، واستعرضنا آراء الخبراء والمختصين في تلك الظاهرة التي تهدد المجتمع واستقراره ثم خرجنا ببعض التوصيات التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار.
وتناولنا أهمية الأسرة التي تعد اللبنة الأولى في المجتمع، وأن صلاحها هو صلاح للمجتمع بآسره، كما أنها عماد المجتمع، وأن والزواج هو الأساس الذي تقوم عليه الأسرة التي تعتد ملاذ الفرد الذي يجد فيها الراحة والسكينة وتشبع حاجاته ودوافعه ويحقق من خلالها أهدافه، كما أنها تحقق له الحماية، وكيف أن الدين الإسلامي اهتم بالأسرة ونظم جميع المسؤوليات التي تقع على عبء أفرادها وقد وصفها رسولنا الحكيم بقوله: «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته.
فالإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها، والولد راع في مال أبيه ومسؤول عن رعيته، والخادم راع في مال سيده ومسؤول عن رعيته، وكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته».
تنشئة سليمة
ومن خلال الأسرة يحصل الأبناء على التنشئة السليمة، فتمسك الأسرة بدينها ومعتقداتها وعاداتها وتقاليدها حتماً سيخرج للمجتمع جيلا من المواطنين الصالحين الذي يستطيعون الوقوف على أرض صلبة لا تستطيع كافة التحديات أن تؤثر فيهم أو تنحيهم عن الطريق الصحيح، والزواج الصحي عنوان جيد لمجتمع سليم متماسك يعرف فيه كل فرد مسؤلياته وحقوقه وواجباته، وعندما ينشأ الأبناء في بيت يخلو من المشاكل الزوجية يسوده الحب والوئام والتفاهم. واستعرضنا الغاية الكبيرة والهدف الأسمى من تكوين أسرة والتي تكمن في تعمير الأرض وبناء الحضارات.
وانتقلنا إلى التحديات التي تواجه الأسرة الإماراتية في ظل التغيرات الاجتماعية والاقتصادية والتي تهدد استقرار الأسرة وبالتالي كيان المجتمع، واستعرضنا بعض النتائج التي تتلخص في أنه سيشهد التكوين البنائي للأسرة الإماراتية تغيراً في المستقبل من حيث النمط والحجم وعدد الأطفال، ويتمثل هذا التغير في غلبة نمط الأسرة النووية (الصغيرة) على الأسرة الممتدة، واتجاه حجم الأسرة نحو العدد المتوسط، واتجاه الأسر نحو تقليل عدد أطفالها.
كما ستواجه الأسرة في المجتمع الإماراتي بعض المشكلات الاجتماعية، بعضها لم تعرفه من قبل مثل: التشبع بالقيم الغربية، ودخول أنماط مستحدثة من الجريمة، والبعض الآخر امتداد لمشكلات قديمة، لكنها سوف تتفاقم في المستقبل مثل الخلافات الأسرية، وستشهد الأسرة الإماراتية في المستقبل تصاعدًا لمشكلة الطلاق!
وهناك تحديات خارجية مثل التأثر بالعولمة والاقتداء بالنماذج السلبية التي يبثها الفضاء المفتوح، وتحديات داخلية تنبع من عدم الفهم والوعي بين الزوجين بأهمية الاختيار الصحيح والتكافؤ بين الطرفين، والجهل بمسؤولية كل فرد في الأسرة، والاهتمام بالمادة وطغيان النزعة الاستهلاكية، وافتقاد إلى الثقافة الزوجية، والأمية العاطفية.
كذلك تناولنا حاجة الإنسان إلى المشاعر والجنس لاستمرار حياته الأسرية وليحقق لنفسه وعائلته التوازن النفسي، فلاشك أن الجنس من أقوى غرائز الإنسان وأعنفها، وإذا لم يشبعها فإنها تؤدي به إلى كثير من الاضطرابات وتحول حياته إلى جحيم، والزواج هو الوسيلة الشرعية لإشباعها.
اهم الاسباب
واستعرضنا أهم الأسباب التي تؤدي إلى وقوع الطلاق وهي الاختيار الخاطئ من بداية الخطبة كعدم وجود تكافؤ بين الزوجين من الناحية التعليمية والاجتماعية والمادية، وكثرة المشاحنات والخلافات الزوجية، والمطالب المالية الكثيرة للزوجة مما يثقل كاهل الزوج، عدم إنفاق الزوج على بيته، اختلاف وجهات النظر في القضايا الهامة والمصيرية التي تقابل الأسرة، خروج المرأة للعمل وإهمالها لبيتها وأولادها وتركهم للخدم.
وعدم اعتراف المرأة العاملة بقوامة الرجل وسعيها المستمر في تحقيق ذاتها ماديا واجتماعيا على حساب مصلحة الأسرة وهذا يجعلها ترفض قبول ما كانت تقبله أمها بغض النظر عنه من اجل استمرار الحياة الزوجية، تعدد الزوجات، شرب المخدرات، عدم الإشباع النفسي والجسدي، وخيانة الزوج.
وإن الأولاد هم ضحايا الحرب الضروس بين الأب والأم في حالة الطلاق، وأن أهم المشاكل التي تقابل المرأة بعد الطلاق حضانة الأولاد لأن القانون يحرمها حقها في الحضانة إذا تزوجت فيسقط حقها فيها، مما يجعلها ترفض الزواج خوفا على أولادها الذين سيأخذهم أبوهم، مما يجعل البعض يتجهون إلى الزواج في السر، وأن النساء تجهل حقوقها القانونية في حالة الطلاق.
لذلك خرجنا بعدد من التوصيات التي يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار للتقليل من ظاهرة الطلاق في سن مبكر على مستوى الفرد والدولة، فعلى مستوى الأفراد لابد من: عدم التسرع في الاختيار، ومراعاة الكفاءة بين الزوجين في المستوى التعليمي والاجتماعي والتدين، وعدم الإصغاء لأقاويل الآخرين من وشايات ومعلومات غير دقيقة تهدف إلى الإفساد بين الطرفين، وعلى كلا الطرفين ألا يفصحا عن العيوب السابقة في حياتهما للآخر لأن ذلك قد يؤدي إلى النفور، بل عليهما نسيان الماضي وفتح صفحة جديدة لحياتهما سويا.
ولابد من ترتيب الأهداف في الحياة الزوجية، وأن تكون تلك الأهداف كبيرة ومهمة ومعروفة للطرفين كي يسعيا سويا لتحقيقها ويكون أمن الآسرة ودوامها من الأهداف الرئيسية وتبقى الأمور الأخرى كمالية لأن الآسرة تماما كالبناء إذا لم يكن على أساس متين فإنه لن يصمد طويلا.
ويجب معرفة الواجبات والمهام التي تقع على عاتق الزوجين، فالأسرة مؤسسة بالدرجة الأولى، وعلى الفرد أن يعمل ويستغل طاقته في عمله خارج البيت وألا ينسى أيضاً عمله في البيت وهنا لابد من إيجاد توازن بين العمل والبيت.
القرار الصائب
ومن التوصيات أيضاً عدم التسرع في اتخاذ القرارات، بل على الفرد أن يؤجل قراره في نفس الليلة إلى اليوم التالي لكي يكون القرار صائبا، وعدم الإسراف والمبالغة في الحياة الزوجية لما يترتب عليه من عبء مادي، والحرص على إشباع الاحتياجات العاطفية والجنسية للطرف الآخر. وأخيراً لابد أن تعرف المرأة حقوقها القانونية في حالة الطلاق وحضانة الأولاد ويتم ذلك بالتوعية خلال وسائل الإعلام وغيرها.
أما على مستوى المجتمع، فقد طالب المختصون بضرورة وجود هيئة تضم مركزاً للتثقيف الزوجي تضم أطباء نفسيين واستشاريين اجتماعيين وأسريين لعمل توعيه للمقبلين على الزواج عن موضوع الزواج وحقوق وواجبات الزوجين.
وتضم أيضا حقوقيين ليسوا من الأكاديميين فقط ولكن من المحامين والقضاة للاستفادة من خبرتهم العملية من خلال القضايا التي ينظرون إليها في المحاكم، كما أنه لابد من استحداث شهادة تسمى «رخصة قيادة الأسرة» ويحصل عليها كل من يتقدم لصندوق الزواج ليأخذ المنحة، مثلها كالشهادة الصحية التي تطلب خلوه من الأمراض، وعن طريق تلك الرخصة يستطيع من حصل عليها أن يعرف كيف يتعامل نفسيا واجتماعيا وشرعيا مع الطرف الآخر، وبالتالي فإن الزوجين مؤهلان بالفعل للزواج وقيادة الأسرة إلى بر الأمان.
ومن التوصيات أيضاً منح الزوج راتبا إضافياً يعادل 10 آلاف درهم مقابل إبقاء زوجته في المنزل لرعاية بيتها وأولادها، وتكثيف الحملات التي تهتم بالحفاظ على الكيان الأسري، ولابد من تواصلها وتعليم المقبلين على الزواج الثقافة الزوجية بداية من المدارس والجامعات.
ولنتذكر أن الزواج ليس معركة تضم منتصراً وخاسراً وكل منهما يريد أن يتفادى الخسارة بالضغط على الطرف الآخر، فالزواج هو حياة مشتركة وعنوان لتماسك المجتمع ونجاحه، وأن الحياة المشتركة تستحق المزيد من المحاضرات والندوات ولتكن إجبارية لكل مقدم على الزواج على أيدي متخصصين حتى لا يصدم أولادنا بمشروع الزواج ويضطرون للجوء إلى أبغض الحلال.


١٦‏/٠٤‏/٢٠٠٩

الطلاق يهدد الكيان الأسري واستقرار المجتمع - 5


الحفاظ على الأسرة وتجنيبها الانهيار بسبب المشاكل الزوجية التي تؤدي إلى الطلاق يتطلب تضافر كافة الجهود من أجل دعم الأسرة، وذلك من خلال تعليم المقبلين على الزواج الثقافة الزوجية التي تعين الطرفين على فهم بعضهما، وفهم معنى الحياة الزوجية والمسؤوليات الملقاة على عاتق كل فرد في الأسرة، والاهتمام بفترة الخطبة لأن الاختيار السليم يبدأ بها.

ويوصي المستشار إبراهيم التميمي بأنه لابد من وجود هيئة تضم مركزا للتثقيف الزوجي تضم أطباء نفسيين واستشاريين اجتماعيين وأسريين لعمل توعيه للمقبلين على الزواج عن موضوع الزواج وحقوق وواجبات الزوجين، وتضم أيضا حقوقيين ليسوا من الأكاديميين فقط ولكن من المحامين والقضاة للاستفادة من خبرتهم العملية من خلال القضايا التي ينظرون إليها في المحاكم، وأتمنى أن يمنح الزوج راتبا إضافيا يعادل 10 آلاف درهم مقابل إبقاء زوجته في المنزل لرعاية بيتها وأولادها ويقول عادل حسين آل ربيعة مدير إدارة العلاقات العامة والاتصال في بلدية أبوظبي: لماذا لا تكون هناك شهادة تسمي برخصة قيادة الأسرة؟ يجب أن يحصل عليها كل من يتقدم لصندوق الزواج ليأخذ المنحة، مثلها كالشهادة الصحية التي تطلب خلوه من الأمراض، وعن طريق تلك الرخصة يستطيع من حصل عليها أن يعرف كيف يتعامل نفسيا واجتماعيا وشرعيا مع الطرف الآخر.

وبالتالي فإن الزوجين مؤهلان بالفعل للزواج وقيادة الأسرة، فمن يرغب في قيادة سيارة لابد أن يحصل على رخصة قيادة ومن يريد أن يعمل لابد أن يحصل على الرخصة الدولية للكومبيوتر، وهل يعقل من يقود الأسرة لا يؤهل بشكل سليم ويأخذ شهادة تدل فعلا انه يستطيع قيادة الأسرة والوصول بها إلى بر الأمان؟ ويواصل حسين: نعم للحملات التي تهتم بالحفاظ على الكيان الأسري دور كبير ولكن علينا ألا نكتفي بحملة واحدة فقط، بل لابد من تواصلها وتعليم المقبلين على الزواج ثقافة زوجية بداية من المدارس والجامعات، حتى وجود مؤسسة تختص بالثقافة الزوجية. فالجهود الفردية أمر جميل ولكن لابد من تضافر جهود جميع مؤسسات الدولة في إيجاد مؤسسة تختص بتأهيل المقبلين على الزواج، فعلى الأقل السؤال مفتاح المعرفة لأنك تريد أن تحصل على إجابات.

دور الأسرة: وتشير المستشارة الأسرية راية المحرزي إلى دور الأسرة قديما في تثقيف أولادها بأمور الحياة الزوجية قائلة: قديما كانت الأمهات «ستات بيوت» إلا أنهن تعلمن خبرات كثيرة ومهمة من الممارسة الفعلية في الميدان وهذا في نظري أهم وأكبر من الشهادات التعليمية، لأن تلك الأم تعلمت على منهج عظيم وقوي وهو القرآن الكريم، فربت أولادها عليه وغرست فيهم العادات والتقاليد وعلمتهم روح الوطنية، وعلمتهم على أن تكون العلاقة والرابطة متينة مع الأب والأم وأولي الأمر وتطبيقا لقول الله عز وجل: (يا أيها الذين امنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلا) (النساء: 59)
لكن للأسف الآباء انشغلوا في الدنيا بالعمل وألهاهم الشيطان بأمور دنيوية وأصبح الأب متنازلاً عن دوره مما أدى إلى وجود خلل، كذلك الأم أصبحت تعمل وتربي أولادها بالقدر الذي يتيحه لها وقتها، والكثير من الأمهات لا تعرف كيف تقيم توازنا بين العمل والبيت.
وتضيف المحرزي: من سلبيات العصر عدم وجود ثقافة زوجية تؤهل الجيل الجيد لتحمل مسؤوليات الزواج وتعلمه كيفية التعامل مع الطرف الآخر في العلاقة الزوجية، لذلك أدعو من الآباء والأمهات أن يكونوا أصدقاء حقيقيين لأبنائهم وليبنوا معهم جسورا من الصراحة والتفاهم والحب تجنبا لأية مشاكل قد تتفاقم في حياتهم، ولابد أن يعرف المقبلون على الزواج أو الذين تزوجوا فعلا طريقة التعامل مع المشاكل وحلها سواء كانت مادية أو جنسية.
لذلك من الضروري إنشاء مركز لتعليم المقبلين على الزواج لتأهيلهم للحياة الزوجية، فحتى إذا كان الآباء والأمهات غافلين عن أداء أدوارهم فليكن هناك مؤسسة تعليمية تتولي تلك المهمة من خلال دورات ومحاضرات وورش عمل تستمر لعام بأكمله قبل الزواج.
مغالاة في الزواج
يؤكد يوسف الحوسني رئيس مجلس إدارة الأصالة لتنظيم المؤتمرات أن الدولة وفرت للمواطنين كافة وسائل الراحة والمساعدة في تكوين أسر، وصندوق الزواج جزء من تلك العملية والدولة والشيوخ يهتمون بإقامة الأعراس الجماعية للحد من ظاهرة المغالاة في تكاليف الزواج.
وللأسف نحن ابتعدنا عن الدين وأصبحنا نهتم بالأمور المادية لذلك، لابد أن يكون لدى طرفي الزواج وعي بمسؤولية الزواج وأنه ليس رحلة مؤقتة، ولابد من وجود حملات توعية لطرح المشاكل الزوجية وإيجاد حلول لها على ارض الواقع، فقد تكون مشكلة اجتماعية واحدة تحس المرأة أنها تخصها وحدها ولكنها بعد الإفصاح عنها تجد أن أخريات مثلها يعانون من تلك المشكلة، وعندما تطرح المشاكل بلا خجل يستفيد منها أيضاً الآخرون ويتجنبوا الوقوع فيها.
معنى الأسرة والحفاظ عليها
ويضيف الحوسني: ظاهرة الطلاق أو العنوسة هي من الظواهر الاجتماعية التي تخص قلة الوعي الديني لدى الشباب، فعندما يتعلم هؤلاء الثقافة الأسرية التي توضح لهم معنى الأسرة والحفاظ عليها والاحترام المتبادل بين الزوجين حتما ستقل نسب الطلاق.
فمع التطور العلمي لكل زمن تظهر سلوكيات جديدة، وعندما يعرف رب الأسرة دوره كقائد يوزع الأدوار على الأسرة أسبوعيا سيتعلم كافة أفراد الأسرة معناها لابد من وجود مؤسسة تكون مهمتها الأساسية تعليم المقبلين على الزواج الأساسيات اللازمة لبناء الأسرة والحفاظ عليها، كذلك لابد أن نمحو ظاهرة الخجل الأعمى التي تسود أفكار الآباء والأمهات الذين يتركون أولادهم دون أن يمنحوهم المعلومات اللازمة لخوض الحياة الزوجية والرد على كافة استفساراتهم دون خجل وبحجة ان الشاب والفتاه سيعلمون بعضهم فيما بعد.
ويواصل الحوسني حديثه قائلا:المرأة العربية تخجل من طرح مشاكلها، كذلك الرجل الذي يشعر أن في ذلك إهانة لمركزه وكيانه ومشاعره، والتكتم على المشاكل بين الزوج وزوجته دون إيجاد حلول مناسبة يجعل حجم المشاكل يزيد ويتفاقم وهنا أركز على دور المؤسسات الاستشارية الأسرية، وحتى تكون المؤسسة الزوجية قوية ومتينة لابد أن تمر الثلاث سنوات الأولى بسلام، فإذا صلحت الأسرة صلح المجتمع، لذلك لابد من هيئة تضم الاستشاريين المختصين في العلاقات الأسرية والزوجية ليطرح الزوجان أمامهم المشاكل والاستعانة بهم في حلها.








مؤسسة الأسرة تتطلب معرفة الزوجين بالحقوق والواجبات




يرى الدكتور عبد العزيز بن علي النعيمي الرئيس التنفيذي لأحد المراكز الخيرية إن الخطبة من أهم مراحل الزواج، لذلك فمن المهم عدم التسرع في الاختيار، وهناك شروط يجب أخذها بعين الاعتبار لتواجد الكفاءة بين الزوجين منها المستوى التعليمي والاجتماعي والتدين، كذلك لابد من عدم الإصغاء لأقاويل الآخرين من وشايات ومعلومات غير دقيقة تهدف إلى الإفساد بين الطرفين.
كذلك على كلا الطرفين ألا يفصحا عن العيوب السابقة في حياة كلاهما أمام الآخر لأن ذلك قد يؤدي إلى النفور، بل عليهما نسيان الماضي وفتح صفحة جديدة لحياتهما سويا، ولابد من تفاهم الطرفان على النقاط الهامة بخصوص مستقبلهما معا كأن يعرف كلاهما طموح الآخر في المستقبل.
وكيف ينظر الآخر لشريك حياته؟، وما هي الفترة المناسبة لإنجاب الأطفال؟، وإذا كانت هناك عيوب صحية في أحد الطرفين عليه مصارحة الآخر بها، والتساؤلات التي تتم بين الطرفين تعطي لهما فرصة جيدة لمعرفة شخصية شريك الحياة وتمنحهما فرص لوضع البدائل في حالة الاختلاف، فمثلا على العروس أن تسأل هل العريس اجتماعي أم لا؟،هل لديه هوايات معينة؟ ما هي علاقته بوالديه خاصة الأم؟
هل هناك تواصل بينهما؟ كيف يقضي وقت الفراغ؟ هل لدية نشاط تطوعي خيري؟ وهذا يعني أنه إنسان له دور فاعل في المجتمع، وعليها أن تسأله أيضا ما هو رأيه في تدخل والدته في حياتهما الشخصية؟ وجميع الإجابات ستكون إشارات تدلل على شخصية العريس.
ويجب معرفة الواجبات والمهام التي تقع على عاتق الزوجين، فالأسرة مؤسسة بالدرجة الأولى، وللأسف أن الفرد يعمل ويستغل طاقته في عمله خارج البيت وينسي عمله في البيت ويهمله وهنا لابد من إيجاد التوازن بين العمل والبيت.
كذلك من المهم عدم التسرع في اتخاذ القرارات، بل على الفرد أن يؤجل قراره في نفس الليلة وبعد صلاة الفجر يمكنه اتخاذ القرار المناسب، كذلك عدم الإسراف والمبالغة في الحياة الزوجية لما يترتب عليه عبء مادي، وعلى الزوج أن يعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «إن خير متاع الدنيا الزوجة الصالحة»
صعوبة الامتزاج
ويضيف النعيمي: الوصول إلى الامتزاج الكامل بين الزوجين ليس سهلا، بل يحتاج إلى توافق روحي وعاطفي وفكري وجنسي وهذا يأتي من البساطة وعدم التكلف والرقي في التعامل، والصبر والتسامح وتحمل الطرف الآخر بعيوبه وأخطائه، والدعم الثقافي أو التعليمي بين الطرفين، والرضا والثناء والتقدير للطرف الآخر، واحترام خصوصيته، والدعم المادي والمعنوي، ولابد من تحمل الأزمات المالية والاجتماعية، والانسجام الداخلي والطمأنينة، وكظم الغضب وفهم الذات ووضوح الرؤية والأهداف للطرفين، والفكر والسلوك الإيجابي بينهما.
الداعية لإسلامي الشيخ الدكتور طالب الشحي يقول: إذا كانت هناك بعض السوابق لأحدهما عليهما ألا يفصحا عنها فالستر والكتمان هام لما في ذلك صيانة حياتهما فيما بعد، فمن المؤسف أن يكشف الفرد ملفاته القديمة التي قد تكون سببا في تعاسته فيما بعد، وعلى الطرفان أن يعلما أنه ليس هناك إنسان كامل ومن طلب الكمال فإنما طلب أمرا مستحيلا وهناك قاعدة يجب أن يتبناها الزوجان وهي تنمية وتطوير الجوانب الإيجابية من أجل إنشاء آسرة آمنة، وعلى كلاهما أن ينظرا إلى إيجابيات الآخر ويحمدا الله عليها، وأن يحول السلبيات إلى ايجابيات.
فعندما يصطدم الرجل في الزواج فإنه فورا يفكر في مكان آخر يجد فيه سعادته لابد أن ينظر الشريكان إلى بعض الأمور والقواعد منذ البداية، ووضع التصورات الحقيقية لشخصية الطرف الآخر حتى لا يتبنى الشخص صورة غير واقعية لشريك حياته، ولابد من وجود خلق إيماني فالهادي هو الله سبحانه وتعالى وهو الذي يأتي بالسعادة والمعين فقد قال الرسول علية الصلاة والسلام تُنْكحُ الْمَرْأَةُ لأرْبَعٍ: لمالها ولِحَسَبها ولِجَمَالها وَلدينها: فَاظْفَرْ بذاتِ الدِّينِ تَربَتْ يَدَاكَ) وذلك لأن الدين باقٍ ولا ينتهي، ومن المستحيل أن يكون الطرف الآخر كاملا .


١٥‏/٠٤‏/٢٠٠٩

الزواج ليس معركة منتصر وخاسر- 4


لا يزال الحديث مستمراً عن مشكلة الطلاق وأثرها البالغ على الأسرة والمجتمع، حيث أظهرت دراسة ميدانية أعدتها وزارة العمل والشؤون الاجتماعية في الإمارات 2006-2007م عن ظاهرة الطلاق في مجتمع الإمارات أن نسبة المطلقين 19%، وأن الزوجة هي المبادرة في طلب الطلاق حيث بلغت نسبتهم 43%، يأتي بعدها الزوج بنسبة29%، وبلغت نسبة الطلاق بالاتفاق مع الطرفين 12%.

وذكرت دراسة أخرى صدرت عن مركز الدراسات والبحوث الإستراتيجية في أبوظبي أن أغلبية المطلقات ونسبتهم 76%، كن شابات عند الطلاق ولا تتجاوز أعمارهن 39 سنة، وتبين أن 19% من المطلقات لم تستمر حياتهن الزوجية سوى (1-6 سنوات)، وهذا يعني أن مجتمع الإمارات الذي يواجه مشكلة العنوسة بدأ يعاني من عبء ضخمٍ يسمى الطلاق. وأشارت دراسة من وزارة العمل والشؤون الاجتماعية الإماراتية إلى أن هناك 15 سببا للطلاق في الإمارات، موضحة أن الرجل دائما هو الذي يقدم على الطلاق إزاء مبررات، أهمها الرغبة في الزواج من امرأة أخرى بنسبة 31%، وعدم إنجاب الزوجة بنسبة 23%، وتدخل الأهل بنسبة 21%، وتناول الخمور وإهمال الأسرة بنسبة 13%، ثم الطلاق التعسفي بنسبة 16%، وأسباب أخرى تتصل بالخلافات المادية، وعدم اهتمام الزوجة بشؤون الزوج، وكثرة مطالبها.
أسباب الطلاق وتداعياته
المستشار القانوني إبراهيم التميمي يؤكد أن الزواج ليس معركة فيها منتصر وخاسر وكل منهما يريد أن يتفادى الخسارة بالضغط على الطرف الآخر، ولكن الزواج حياة مشتركة وعنوان لتماسك المجتمع ونجاحه، وأرى أن الحياة المشتركة تستحق المزيد من المحاضرات والندوات ولتكن إجبارية لكل مقدم على الزواج بأيدي متخصصين حتى لا يصدم أولادنا في الزواج ويضطرون للجوء إلى أبغض الحلال.
ويستعرض التميمي أسباب الطلاق قائلاً: من أهم أسباب الطلاق الاختيار الخاطئ من بداية الخطبة كعدم وجود تكافؤ بين الزوجين من الناحية التعليمية والاجتماعية والمادية، كثرة المشاحنات والخلافات الزوجية، المطالب المالية الكثيرة للزوجة مما يثقل كاهل الزوج، عدم أنفاق الزوج على بيته، اختلاف وجهات النظر في القضايا الهامة والمصيرية التي تقابل الأسرة، خروج المرأة للعمل وإهمالها لبيتها وأولادها وتركهم للخدم، وعدم اعتراف المرأة العاملة بقوامة الرجل وسعيها المستمر إلى تحقيق ذاتها ماديا واجتماعيا على حساب مصلحة الأسرة وهذا يجعلها ترفض قبول ما كانت تقبله أمها بغض النظر عنه من اجل استمرار الحياة الزوجية، تعدد الزوجات، شرب المخدرات.
ومعظم حالات المشاكل التي تؤدي إلى الطلاق بسبب اتجاه الزوج لإقامة علاقات نسائية تكتشفها الزوجة من خلال رسائل أو مكالمات الموبايل، بل إن بعض النساء تضع تسجيلا مثل القلم للزوج في سيارته لتسجيل أحاديثه النسائية.
ويضيف التميمي: تبدأ الخلافات الزوجية بسبب الاختيار الخاطئ منذ بداية الخطبة، فمعظم الفتيات ينبهرن بالشخص الذي يأتي إليهن وهو يقود سيارة مرتفعة الثمن وأحدث موديل، ولا يلتفتن إلى شخصية المتقدم لهن للزواج، فنجد الشاب يوقع بالفتاة بعد مغازلتها، ثم يطلب منها التقدم لخطبتها، وعندما يرفضه الأهل تتمسك الفتاة به بدافع الحب السريع الذي وقعت أسيرة له، لذلك أقول للفتاة ألا تنجرف وراء المظاهر الشكلية وأن تستمع إلى نصيحة الأهل لأنهم الأكثر دراية وعلما بتقييم العريس القادم من واقع خبرتهم الطويلة في الحياة.
وأؤكد لها انه مثلما هان عليك أهلك ستهونين أيضا عليه، فلدي مشكلة أعيشها من خلال قضايا مكتبي وهي لفتاة هددت أبويها بأنها لن تتزوج سوى هذا الشخص الذي تعتقد أنه يحبها وأنها سوف تعيش تعيسة بعدم الزواج منه، فتنازل والدها عن رفضه ووافق على عقد القران، وذات يوم طلب العريس من خطيبته أن تخرج معه ثم اصطحبها في سيارته حتى وصلا إلى دبي ثم طلب النزول أمام منزله مرحبا بها مؤكدا لها أنها الآن في عش الزوجية الذي سيضمهما سويا.
فنزلت الفتاة، ثم عاشرها معاشرة الأزواج بدون فرح ودون علم أهلها، فخافت الفتاة من العودة لأهلها، وبقيت عنده، وتبرأ منها والدها وقاطعها أهلها، ثم بدأت المشاكل بينها وبين العريس بعد ان اكتشفته على حقيقته فهو سكير، يسهر طوال الليل خارج البيت ثم يأتي ويقوم بضربها إذا لامته، لا ينفق عليها ولا على بيته، وعانت المرأة الأمرّين خاصة في ظل مقاطعة والدها لها، ولأن الأم تبقى ضعيفة دائما أمام أولادها فقد استقبلتها بعد ان هربت من منزل الزوجية، واتت إلى مكتبي بصحبتها كي ارفع لها قضية طلاق.
الأطفال ضحايا الطلاق
وهناك تداعيات للطلاق تقع على المرأة من حيث المعاناة النفسية التي تحدث لها بسبب نظرة المجتمع الظالمة لها، وبسبب الرقابة الصارمة من أهلها، كذلك معاناتها مع قضايا الحضانة والنفقة، كذلك قد يقع الرجل أسيرا للأمراض النفسية والجسدية.
والأطفال هم الأكثر تضرراً من الطلاق حيث إنهم يخرجون للمجتمع كارهين له حاقدين عليه، وتتزايد أعداد أصحاب السلوكيات السلبية من سرقة واحتيال مما يؤدي إلى تفكك المجتمع.
ولابد أن يتعلم الزوجان أن الأولاد هم ضحايا الحرب الضروس بين الأب والأم في حالة الطلاق، لذلك عليهما أن يتبعا أسلوباً سهلا للتعامل يبتعدان فيه عن العناد من اجل مصلحة الصغار، فعلى سبيل المثال لدي قضية حديثة كانت تعيش فيها الطفلة 3 أيام عند الأب و4 أيام عند الأم، وذات يوم ذهب الأب واخذ الطفلة من المدرسة دون علم أمها، وطلب من الخادمة أن تأخذها للحمام لتتسبح وتغير ملابسها حتى يعود، وأهملت الخادمة في رعاية الطفلة ذات العام والنصف فغرقت في البانيو، وعاش الأب حالة نفسية سيئة وظل شهورا يتردد على قبر ابنته ويبكي ويهيل التراب على رأسه، ورفعت الأم قضية عليه لأنه تسبب في مقتل ابنتها وانه ذهب وأخذها من المدرسة عنوة ودون أن تعلم.
ومن أهم المشاكل التي تقابل المرأة بعد الطلاق حضانة الأولاد لأن القانون يحرمها حقها في الحضانة إذا تزوجت فيسقط حقها فيها، مما يجعلها ترفض الزواج خوفا على أولادها الذين سيأخذهم أبوهم، مما يجعل البعض يتجهون إلى الزواج في السر.
ومن المشاكل أيضا أن ترفع الأم قضية نفقة لأولادها فيأتي الزوج بشهادات تثبت انه متزوج من 3 أو4 نساء ولديه حفنة من الأولاد ينفق عليهم وفي النهاية لا تحصل إلا على 200 درهم نفقة.
لذلك أؤكد أن الاختيار الصحيح من البداية يجنب الأسر المشاكل والطلاق فيما بعد، ولا أدري لماذا الاستعجال في الزواج، لابد من التأكد من أن هذا العريس القادم رجل قادر على فتح البيت والأنفاق عليه، فمن خلال عملي وجدت أن معظم المشاكل المطروحة في المحاكم مالية، ولابد للمرأة المتزوجة أن تعرف حقوقها القانونية، فهناك نساء يتعرضن للضرب المبرح، ثم تذهب وتشتكي زوجها في قسم الشرطة فتتنازل بعد ذلك للصلح، ثم يستمر زوجها في ضربها، فترفع قضية في المحكمة مطالبة إياه بالطلاق لأنه يضربها.
وهي لا تعرف أنه بمجرد تنازلها عن محضر الضرب فقدت حقها في تلك القضية، لأنه لابد لها من إثبات الحالة قانونيا والاستمرار فيها دون تنازل. ويؤكد التميمي أن العلاج يكمن في حل المشكلة من الناحية الاجتماعية، وأن نعلم الرجل كيف يتعامل مع زوجته وأن تتعلم المرأة كيف تتجنب ما يضيق زوجها وتسعى معه لبناء أسرة سعيدة.
ويواصل التميمي: دائما يلمونني بأنني نصير المرأة وأسعى دائما لنصرتها في قضاياها وكثيرا أفوز بقرارات القضاة في تطليق موكلاتي، ويقولون لي لقد قمت بتطليق نصف نساء البلد، وأنا أرد عليهم أن الحل ليس في عدم الطلاق، فليس من المعقول أن تعيش المرأة مع رجل يهينها ويضربها ولا ينفق عليها ومتزوج بأخرى أو أخريات أو متعدد العلاقات النسائية، ثم نقول عليها أن تعيش معه خوفا من وصمة الطلاق.




١٤‏/٠٤‏/٢٠٠٩

الطلاق يهدد الكيان الأسري واستقرار المجتمع - 3


الطلاق ظاهرة تقضي على استقرار الأسرة وتهدد امن وسلامة المجتمع، وتؤكد الدراسات المحلية والبحوث الميدانية أن نسب الطلاق وصلت الى 26%، وأن أعلى المعدلات في سن 20 ـ 30 وتصل إلى 42% من إجمالي عدد المطلقين، وأن معظم الحالات تمت في السنوات الأولى من عمر الزواج حيث بلغت 37%.

والإنسان يحتاج الى المشاعر والجنس لاستمرار حياته الأسرية ويحقق لنفسه وعائلته التوازن النفسي، فلاشك أن الجنس من أقوى غرائز الإنسان واعنفها، وإذا لم يشبعها فإنها تؤدي به الى كثير من الاضطرابات والمقلقات وتحول حياته الى جحيم، والزواج هو الوسيلة الشرعية لإشباعها. يقول الإمام الغزالي «النكاح بسبب دفع غائلة الشهوة مهم في الدين، فإن الشهوة إذا غلبت ولم تقاومها قوة التقوى، جرت الى اقتحام الفواحش». وأشار إلى قول النبي الكريم محمد صلى الله عليه وسلم: «إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد كبير»، وندرك اهمية الجنس في الحياة عندما نرى كثيرا من الزيجات انهارت لسبب بسيط وهو فشل الأزواج في إدراك مايعنيه الجنس بالنسبة لكل واحد منهما، فهو غريزة مهمة للزوجين يزيد من محبتهما لبعضهما، وكل شريك منهي عن رفض اشباع الاحتياجات الجنسية للطرف الآخر.
كذلك لا أحد ينكر الجانب العاطفي وأهمية التعبير عن المشاعر الجميلة بين الزوجين، فقد أجمع علماء الاجتماع والصحة النفسية والدين والتربية على وجود جفاف عاطفي بين كثير من الأزواج، حيث ان النساء اكثر تفهما للمشكلة وأكثر صراحة في التعبير عن مشاعرهن والعكس صحيح، وان معظم الزيجات تقوم على حب عظيم إلا انه تنقص الزوجان مهارات التعبير عن المشاعر، واوضحوا ان التخلص من الجفاف العاطفي يقضي على 60% من المشاكل الأسرية.
إخفاء الأسباب
الدكتور علي شراب أستاذ علم النفس والعلاقات الإنسانية يؤكد ان العلاقة الجنسية في الزواج من أهم الموضوعات التي يجب النقاش فيها دون خجل، فحسب طبيعة العصر وثقافته تكون للعلاقات الجنسية دور، والعصر الذي نعيشه مادي لذلك يغلب عليه الاهتمام بالعلاقات الجنسية، وهناك عصور مضت تغلبت فيها العلاقة الروحية فقل الاهتمام بالجانب الجسدي، وتؤكد الدراسات ان 80% من المشاكل الزوجية سببها العلاقات الجنسية بين الزوجين.
ويذكر الزوجان أسبابا عديدة للخلافات بينهما ويخفيان السبب الحقيقي لأنهما يرفضان الافصاح عنه، لذلك من المهم وجود ثقافة زوجية تعلم الزوجين كافة الامور المهمة في حياتهما الزوجية وتناقش العلاقة الجنسية دون خجل، لأن الإشباع الجسدي يجعل الإنسان أهدأ حالا، لا يعاني من الانفعالات العصبية الشديدة، لأنه عندما يغضب ويثور ينجرف لأفعال لا تليق به وقد تؤثر سلبا على حياته أسريا وأجتماعيا. كما أن الزواج نصف الدين وحثت عليه جميع الشرائع السماوية لأن ذلك يجعل الإنسان يسلم من الخجل، فالأسرة هي التي تعمر الارض وتبني المجتمعات الحضارات.
ويتساءل شراب ماذا يحب الرجل؟، لماذا نعتقد ان للرجل افضلية على المرأة؟، فالرجل له أدوار مختلفة عن المرأة ومن ضمنها القوامة، والقوامة هي دور وليس تفضيل، وتعني مسؤولية الرجل في البيت.
وبالتالي مراعاة الرجل لمشاعر المرأة لا تقل عن مراعاة المرأة لمشاعره، فلابد أن يحمل كل واحد منهما للآخر نفس القدر من الرعاية والمشاعر، وفي نفس الوقت كلاهما مسؤول عن تحمل الآخر والصبر عليه عند الحاجة، وليس صحيحا أن الرجل لابد وأن تصبر عليه المرأة ولا العكس ايضا، هذا هو مبدأ المسؤولية المتبادلة، أن اكون مسؤولا عن مشاعر الآخرين كما أريدهم ان يكونوا مسؤولين عن مراعاة مشاعري.
لابد أن يكون لدينا رؤية بعيدة وهي بناء الحضارة الإنسانية، ولن تبني تلك الحضارة الا بوجود التوازن النفسي الذي يؤدي الى إعمار الأرض، لذلك فلابد ان تقوم الأسرة على دعائم الاحترام والتقدير والثقة الإيجابية، وتغيير العيوب الى صفات حسنة، وتحمل المسؤولية ومعرفة الأدوار كاملة في الأسرة، ولابد من ترتيب الأولويات لأنها حجر الأساس الذي يساعد على حياة أسرية سليمة خالية من المشاكل.
ويؤكد المستشار ابراهيم التميمي أن اضطراب العلاقة الجنسية بين الزوجين هي من اهم المشاكل التي تؤدي الى الطلاق الزوجين، فالزوج يهتم بإشباع نفسه جسديا ولا يهتم بزوجته، وفي المقابل يهتم بعمل علاقات جنسية مع أخريات، ويهمل بقصد أو بدون رغبات الزوجة الغريزية ويتناسى حقوقها عليه، وهنا اؤكد أن الجيل الجديد من الشباب يعرفون جيدا كيف يمكنهم إقامة علاقات جسدية مشبعة مع زوجاتهم لأنهم اكثر اطلاعا على تلك الموضوعات من خلال شبكة الإنترنت، وربما ايضا من خلال علاقات جسدية مروا بها، كذلك فالفتيات ايضا اصبح لديهن معلومات عن موضوع العلاقة الزوجية من خلال الفضائيات وايضا الإنترنت إلا أن خجلهن يجبرهن على الصمت.
تهيئة الطفل وتربيته
ويشير المستشار الأسري الدكتور احمد الحمصي الى أننا نعاني من التصحر العاطفي، وإنه لابد من محو الأمية العاطفية، وأننا نحتاج الى تهيئة الطفل وتربيته في المقام الأول لتكون تنشأته سليمة، وذلك لأن النمو الانفعالي والعاطفي ينمو مع الإنسان، ولابد كما ينمو الإنسان جسديا أن يكبر أيضا وينضج في انفعالاته بما يتناسب مع سنه، فالانفعالات تعبر عن العواطف، والثقافة العاطفية تشمل طريقة التعبير، والانفعال والتأثر بالوسط المحيط من ناحية المشاعر.
وعندما يقبل الشاب على الزواج فهو بحاجة الى عاطفة ناضجة، فقد تربى الرجل العربي على موروث ثقافي يمنعه من التعبير عن مشاعره، كذلك الفتاة العربية تصل الى سن العشرين ونجدها أيضا لا تتحلى بالنضج العاطفي، ولهذا نجدها تقع فريسة لشاب غمرها بكلامه المعسول فتمنحه كل شيء بناء على عاطفتها فيقوم الآخر بالإيقاع بها وابتزازها، لذلك يجب على الإنسان أن يمتلك نوعا من الذكاء العاطفي وهو كيف يتحكم في عواطفه حسب ما تقتضيه المصلحة ولا يجعل الحب يجره الى ما لا يحمد عقباه.
وعلى سبيل المثال لا الحصر، لابد وأن يتحكم الإنسان في عواطفه فلا يجره الغضب مثلا الى الانتقام، وألا يكون حب الأم لابنها سببا في منعه من أن يرى مصلحته ويسافر لإكمال تعليمه في الخارج، وألا يكون حب الزوج لزوجته سببا في تغاضيه عن الاخطاء التي تقود الأسرة الى الهاوية.
لذلك لابد أن يكون لدينا ثقافة عاطفية، ففي التنشئة الأولى للطفل كما نهتم بتعليمه لغويا علينا ان نهتم أيضا بتعليمه كلمات عاطفية تتعلق بالمشاعر والإفصاح عنها، كذلك لابد أن يتعلم مهارات اجتماعية لأنها إذا وجدت دلت على وجود النضج العاطفي مثل التبسم في وجوه الآخرين، التحدث بطلاقة مع الناس، انتقاء الأحاديث بشكل محبب للآخرين، فالشخص الذي يمتلك ذكاء اجتماعيا يحبه الناس، وغالبا يكون الشخص المحبوب عند الآخرين هو من يمتلك الذكاء الاجتماعي والنضج الانفعالي.
ويجب أن نعلم اولادنا ثقافة عاطفية بمعلومات عن العواطف وطريقة التعبير عنها وكيفية التحكم بها عند اللزوم، وتلك الثقافة يحتاجها كل فرد من أفراد المجتمع من أجل تنمية مهاراتهم الايجابية لمحو أميتهم العاطفية مما يعزز لديهم الثقة بالنفس ومعالجة العلاقات الاجتماعية المتدهورة، وحل المشاكل الاسرية.
فالصبر قيمة من الثقافة الاجتماعية، لذلك من يتعلم ضبط انفعالاته يسطيع الصبر على زوجته، على مديره، وعلى مرؤوسيه لو كان رئيسا في العمل.
الثقافة والنضج العاطفي أساس فهم الذات والتعامل مع الآخرين
يقول الدكتور علي شراب: الانسان الذي يمتلك ثقافة عاطفية ونضجا عاطفيا يستيطع فهم ذاته وفهم الآخرين، وكيفية التعامل مع ذاته، ومع الاخرين، ونحن نشدد على العواطف والمشاعر لأنها الدوافع الرئيسية للسلوك الانساني، فالجوع يدفع الى الاكل.
والغضب يدفع الى ارتكاب جريمة مثلا، لذلك عندما نتعلم التحكم في مشاعرنا سنتحكم في سلوكياتنا، فنحن بحاجة الى عمل بنظام خطوط متوازية مع وسائل الإعلام لنشر هذه الثقافة، وبحاجة الى مراكز تدريب تعلم الناس وتدربهم، وفي أمس الحاجة الى وجود مادة تدرس علم المشاعر في المناهج التعليمية لتدرس في المدارس، فنحن كبشر نتميز عن الحيوانات بأننا لدينا عقل ونستطيع ان نتحكم في مشاعرنا وأحاسيسنا ولا نندفع بدون تفكير كالحيوانات. ويجب تنمية الجانب العاطفي لدى الإنسان منذ الطفولة.
وتأكيد العادات والتقاليد والقيم الايجابية ونبذ تلك المتوارثة، إلا انها لا تستند على الدين، العمل على نبذ ثقافة العيب التي تتحكم في سلوكياتنا بمفاهيم خاطئة، البعد عن المباهاة والتفاخر من اجل تفادي كلام الناس، تحديات المجتمع المادي الذي نعيشه، لو أننا عززنا الثقافة الزوجية وساعدنا على محو الأمية العاطفية لن نجد الزوج الخائن ولا الزوجة المهملة، ويؤكد الدكتور عبد العزيز بن علي النعيمي، الرئيس التنفيذي لأحد المراكز الخيرية، أن هناك حبا رومانسيا وحبا واقعيا.
والحب الأول غالبا يكون ناجحا جدا قبل الزواج لأنه يحيى على الأحلام والخيال وزيادة التوقعات، أما الحب الواقعي حب دائم بعد الزواج، حب العشرة والمشاركة في الحياة، لذلك لابد من عدم المبالغة في الخيالات والأحلام حتى تكون النتائج أكثر إيجابية، ومن المهم وجود شفافية وصدق وثقة حتى تستمر العلاقة الزوجية.
ويضيف النعيمي: وعلى الزوجين ألا يجعلا غرفة النوم محلا للإفصاح عن مشاكلهما سويا، بل عليهما أن يجعلا تلك الغرفة رمزا للراحة والاستقرار والسعادة، ففي حالة الغضب على الإنسان أن يغير موقعه، أو يذهب ليتوضأ حتى لا تزداد مرحلة الغضب وتؤدي الى قرارات تسبب ضررا للعلاقة، كذلك عدم اللجوء الي المشعوذين وغيرهما لحل المشاكل الاسرية، فتلك النقطة من أخطر الأشياء التي يمكنها ان تدمر العلاقة نهائيا وعندما ينعم الفرد بعلاقة زوجية أسرية سليمة ستخف انفعالاته وعصبيته وهذا الأمر صحيح جسديا ونفسيا وطبيعيا مئة في المئة.
ويؤكد الداعية الإسلامي الشيخ الدكتور طالب الشحي على الحاجة الى التجديد، فبعد مرور 5 سنوات على الزواج يشعر الزوج بالبرود تجاه زوجته، وبعد 20 سنة يشعر وكأنها أخته، لذلك لابد من تجديد الدماء بالابتكار في التعامل والإبداع، وأن يتفنن في طرق التقرب من الزوجة، سواء بالهدايا أو بالكلمات الحلوة الرومانسية، يقول تبارك وتعالى: (ومن آياته أن خلق لكم من أنفسكم أزواجاً لتسكنوا إليها وجعل بينكم مودة ورحمة).





١٣‏/٠٤‏/٢٠٠٩

الطلاق يهدد الكيان الأسري واستقرار المجتمع 2


تحديات كثيرة تهدد استقرار الأسرة وكيان المجتمع، منها تحديات خارجية مثل التأثر بالعولمة والاقتداء بالنماذج السلبية التي يبثها الفضاء المفتوح، ومنها داخلية تنبع من انعدام الفهم والوعي بين الزوجين بأهمية الاختيار الصحيح وتكافؤ الطرفين، والجهل بمسؤولية كل فرد في الإسرة، والاهتمام بالمادة مع طغيان النزعة الاستهلاكية، والافتقاد الى الثقافة الزوجية، والأمية العاطفية.

ولعل من أهم التحديات التي تواجه الأسرة، العولمة التي تسعى الى اذابة الحدود والفروقات الاجتماعية، وشيوع القيم الإنسانية المشتركة التي تجمع بين البشر وتهدف الى القضاء على بنية الآسرة وهدمها ومحو خصوصيتها، وتهميش دور الأمومة ودور العلاقات الأسرية وتماسكها، ووسائل الإعلام وشبكة المعلومات وهي تحديات تقف امام التماسك الأسري.المستشار الآسري الدكتور أحمد الحمصي يؤكد أن أهم الأسباب التي تثير المشاكل وتهدد كيان الآسرة، ما يبث خلال وسائل إعلام الفضاء المفتوح من نماذج سلبية تدعم الاهتمام بالحضارة المادية التي تحيط بنا، وتسخر الآلات الحديثة لخدمة الإنسان، وتجعله ينسى إنسانيته، فبدأ الناس يلهثون وراء المادة والمظاهر الزائفة ويقيمون الشخص بمقدار ما يملك من سيارة وهاتف جوال وغيرها من مظاهر الحياة.
ومن المفروض تسخير كافة الأمكانيات الحديثة لخدمة الإنسان لا يكون هو تابعا لها، ونحن بحاجة الى تهيئة الجيل القادم لأننا للأسف نستقي ثقافتنا الزوجية من الأفلام والمسلسلات المدبلجة، والأسرة العربية تعيش (التصحر العاطفي) حتى أن معظم الشباب والشابات المقبلين على الزواج ليس لديهم دراية او معرفة بكيفية الإفصاح عن عواطفهم وطرق التعبير عنها، مما يخلق بينهما جوا مشحونا بالغضب.
حيث تربى الرجل العربي على موروث ثقافي يمنعه من التعبير عن مشاعره، وكذلك الفتاة التي لا تتحلى بالنضج العاطفي، فيسهل الإيقاع بها من أي شاب يأتي ويغمرها بالكلام المعسول ويقوم بابتزازها عاطفيا، ثم يتقدم لخطبتها فتصر على الزواج منه ثم يظهر على حقيقته بعد الزواج. ومن هنا تبدأ الخلافات الزوجية المحتقنة التي تؤدي الى الطلاق، بجانب عدم وجود ثقافة عاطفية حيث نهتم بالتنشئة الأولى للطفل بتعليمة لغويا ولا نهتم بتعليمة كلمات عاطفية تتعلق بالمشاعر والإفصاح عنها.
ويشير ايضا الدكتور على شراب، أستاذ علم النفس والعلاقات الإنسانية وخبير تطوير المهارات البشرية الى دور العولمة قائلا: للأسف فإن ثقافة المجتمع مازالت في بدايتها، فحتى الآن نعيش في منطقة ضبابية من حيث الهوية والمعرفة، لا نعرف نحن مع الشرق او مع الغرب، وهذا يؤدي الى عدم وضوح مسؤولياتنا ومنها مسؤولية الأسرة، وهذا يتسبب في الخلل الحاصل حول ضياع الأدوار. وعدم تعلم المرأة والرجل مسؤولياتهما يجعلهما غير واعين بأدوارهما الحقيقية داخل الأسرة، لهذا فإن من أسباب الطلاق المبكر عدم المسؤولية من الطرفين او احدهما.
33 وراء انتشار الطلاق
الإعلامي عادل حسين آل ربيعة، مدير إدارة العلاقات العامة والاتصال في بلدية أبوظبي، يقول: تتعدد أسباب الطلاق بسبب وجود بداءل غير شرعية متاحة، وسهولة الاهتمام بالمظاهر والمحاكاة، اهتمام الشباب بشراء سيارة أكثر من الإقدام على الزواج، أختلاف التعليم والثقافة، وجميع المقبلين على الزواج تنقصهم الثقافة الزوجية، فجميعهم تزوجوا بعد ان تخرجوا من المدرسة أو الجامعة دون أن يكونوا مؤهلين ومستعدين فعليا لتحمل مسؤوليات الزواج، وهناك دراسات كنت دائما أستعين بها في برامجي الإذاعية تؤكد أن هناك أكثر من 33 سببا للطلاق، منها على سبيل المثال الرغبة في الزواج من أخرى، تدخل الأهل، أهمال الأسرة، تناول المخدرات والخمور، أسباب تعسفية، الخلافات المادية.
وجود بدائل كثيرة لإقامة علاقات أو زيجات أخرى، وتمثل ظاهرة الطلاق إحدى أكثر الظواهر الاجتماعية قلقا لمجتمع الإمارات، وقد ترافق تزايد حدة مشكلة الطلاق مع الطفرة الاستهلاكية التي شهدتها الدولة في العقدين الأخيرين، فقد كانت معدلات الطلاق طبيعية ومقبولة قبل الطفرة النفطية، لكنها ازدادت تفاقما نتيجة النزعة الاستهلاكية التي سيطرت على المجتمع، وأدت إلى تباعد أفراد الأسرة الواحدة.
وللأسف لو سألت شابا، هل ترغب في زوجة أو شراء سيارة جديدة؟ فإنه سيقول أشتري سيارة جديدة افضل، وهذا السؤال طرحته بالفعل على الهواء مباشرة في أحد برامجي وكانت النتيجة أن 60% من المشاركين اختاروا السيارة طبعا!
ويؤكد يوسف الحوسني، رئيس مجلس إدارة الأصالة لتنظيم المؤتمرات، أن الإمارات كسائر المجتمعات العربية بها بعض الظواهر السلبية، ألا أن القيادة الرشيدة تتبنى السياسة الاجتماعية للحفاظ على كيان الأسرة والاهتمام بها لانها نواة المجتمع، فإذا كانت الأسرة بخير فإن المجتمع بخير، وظاهرة الطلاق موجودة في كافة المجتمعات مع اختلاف نسبتها حسب الظروف الاقتصادية والتعليمية والثقافية، والحقيقة أن للعولمة دورا في هدم البيوت.
بالأفكار الموجهة عن عمد الى المجتمعات العربية من خلال الانترنت والفضاء المفتوح، من خلال تحريف الأحاديث الدينية والقصص والوقائع الإسلامية، فإذا لم يكن لدينا الوعي الإسلامي الصحيح وكنا من ذوي الثقافة المحدودة فإننا ننجرف وراءها، فنجد الشباب المراهقين يتبنون أفكارا مزعجة تحت راية الحرية والديمقراطية، رغم ان لهما حدودا.
وتقول المستشارة الأسرية، راية المحرزي: بحكم عملي في الميدان، فقد طفت جميع انحاء الدولة، وعرفت أن أهم أسباب الطلاق قلة التأهيل والتأسيس من جهة الطرفين وعدم وجود ثقافة زوجية، وهي في الأساس مسؤولية الأسرة التي يتولاها الأبوين، فمسؤولية تأهيل البنت أو الولد تقع منذ البداية على التربية والنشأة، فالأطفال مثل الكتاب الأبيض يمكن تشكيلهم بسهولة في بيئتهم التي نشأوا فيها، فالأب هو قائد السفينة والعمود الفقري للعائلة وعليه يقع عبء تربية الأولاد وتأهيلهم للحياة القادمة، كذلك الأم يقع عليها تربية وتأهيل البنت لتستعد لحياتها الزوجية فيما بعد، والتوعية من خلال المحاضرات أو المدرسة تأتي مكملة لدور الأم والأب.
عبد العزيز النعيمي: عدم التكافؤ بين الزوجين علمياً ومادياً واجتماعياً نقطة ضعف
الدكتور عبد العزيز بن علي النعيمي، الرئيس التنفيذي لأحد المراكز الخيرية، يشير إلى أنه من الأسباب التي تؤدي الى أنهيار الأسرة، عدم التكافؤ بين الزوجين من الناحية التعليمية والمادية والاجتماعية، كذلك هناك تحديات تواجه الأسرة في بداية الزواج وهي عدم معرفة ما يحب أو يكره الزوج أو الزوجة.
وعدم وجود معايير تقوم عليها أهداف الأسرة، مثل عدم السماح بتدخل الأهل أو الأصدقاء بين الزوجين بالأكاذيب، فتتحول الخلافات البسيطة الى مشاكل عويصة، وعدم معرفة الواجبات والمهام التي تقع على عاتق الزوجين في مؤسسة الأسرة، والتسرع في اتخاذ القرارات، والإسراف والمبالغة في الحياة الزوجية مما يترتب عليها أعباء مادية تثقل كاهل الأسرة، وعدم الامتزاج الكامل بين الزوجين روحيا وفكريا وعاطفيا وجسديا، وعدم وجود صبر وتسامح بين الزوجين، وعدم فهم الذات وعدم وضوح الرؤية والأهداف بين الطرفين.
كما يؤكد الداعية الإسلامي، فضيلة الشيخ الدكتور طالب الشحي، رئيس قسم الوعي في هيئة الشؤون الإسلامية: ان أكبر تحد يواجه الزوجين هو تدخل الشيطان الذي يبحث عن اية ثغرة ينفذ بها الى حياتهما ليفرق بينهما، وكما في الحديث الصحيح ان الشيطان من الشياطين لا يدنو ولا تعلو منزلته عند الشيطان الأكبر إلا إذا فرق بين الزوج وزوجته، لذلك على الزوجين أن يواجها الشيطان والوساوس والخواطر التي تدمر حياتهما.
وكما قال الرسول (صلى الله عليه وسلم) إن الشيطان يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه في الناس فأقربهم عنده منزلة أعظمهم فتنة، يجيء أحدهم فيقول له مازلت بفلان حتى تركته وهو يقول كذا وكذا فيقول إبليس: لا والله ما صنعت شيئاً ويجيء أحدهم فيقول ما تركته حتى فرقت بينه وبين أهله فيقربه ويدنيه .
ويقول: نعم أنت ذاك تستحق الإكرام. رواه مسلم لذلك فمن أولى التحديات التي تواجه الاسرة هي مسألة الشيطان، وعلينا ان نقول إذا دخلنا بيوتنا بسم الله، وإذا خرجنا منها بسم الله توكلت على الله ولا حول ولا قوة الا بالله، ليتنحى ابليس، ولابد ايضا أن نأخذ بعين الاعتبار مسألة السحر والعين وكثيرا تأتيني حالات يرغب فيها الزوجان الانفصال لأنهما لا يطيقان بعضهما. لذلك لابد أن نتمسك بالرقية الشرعية وتلاوة القرآن الكريم فمن يحفظ الله يحفظه.
وهناك تحد آخر، وهو عدم معرفة الطرفين بشخصية الآخر، وتلك من اهم أسباب أساءة المعاملة والخلافات الزوجية، وايضا يقابل الزوجان تحد آخر فيما يبثة الفضاء المفتوح وما يقدمه من نماذج سيئة للحياة الزوجية وعلينا أن نقتدي بسنة نبينا محمد (صلى الله عليه وسلم) ونضع الصحابة نبراسا لنا.


١٢‏/٠٤‏/٢٠٠٩

الطلاق يهدد الكيان الأسري واستقرار المجتمع - 1



الطلاق ظاهرٍّة تقضي على استقرار الأسرة وتهدد أمن وسلامة المجتمع وقبل أن تتفاقم المشكلة وتؤثر سلبا على مجتمعنا الآمن، نستعرض في هذا الملف عدة عناصر نتناول فيها محاور مختلفة منها أهمية الأسرة ودورها في المجتمع وبناء الحضارات البشرية، وأهم التحديات التي تواجه الأسرة، وأسباب ارتفاع نسب الطلاق وخاصة بين الشباب المتزوجين حديثا، وأهمية معرفة المرأة بحقوقها القانونية خاصة إذا وقع الطلاق مع وجود أطفال، وأهمية وجود ثقافة زوجية يتعلمها الأزواج المقبلين على بناء أسرة جديدة،ومحو الأمية العاطفية بين الزوجين.
وتؤكد الدراسات المحلية والبحوث الميدانية التي قام بها استشاريون أسريون من ذوي الخبرة والاختصاص أن نسب الطلاق وصلت إلى 26%، وأن أعلى معدلات في الشريحة العمرية من 20-30 عاماً (نسبة المطلقين في هذه السن 42% من إجمالي عدد المطلقين)، وأن معظم حالات الطلاق تمت في السنوات الأولى من عمر الزواج حيث بلغت37 %.
مكانة الأسرة في الإسلام
تعتبر الأسرة اللبنة الأولى في كيان المجتمع وصلاح الأسرة هو صلاح المجتمع وتماسكه وتكمن أهمية الأسرة في كونها مؤسسة اجتماعية يعتمد عليها المجتمع في رعاية أفراده منذ قدومهم إلى الوجود وتربيتهم الاجتماعية على أكمل وجه. والعلاقة بين الفرد والآسرة والمجتمع علاقة فيها الكثير من الاعتماد المتبادل.
فالأسرة تهيئ الفرص التي تمكن الأفراد من أداء أدوارهم الاجتماعية وتنمية قدراتهم بالشكل الذي يتوافق مع أهداف المجتمع، كذلك للأسرة دور في تعزيز أمن واستقرار المجتمع حيث إن أمن الوطن يقع على أرض كل من يعيش على أرض الدولة، فهي البوتقة التي يخرج منها المواطن الصالح من خلال التنشئة والتربية الصالحة، حيث يقع على الأسرة عدة أدوار لبناء أفرادها منها أدوار توعوية، ووقائية، وتعاونية ورقابية ومتابعة داخل المنزل وخارجه.
وفي البداية نوضح كيف اهتم ديننا الإسلامي الحنيف بالأسرة ونظم جميع المسؤوليات بها فيقول الداعية الإسلامي فضيلة الشيخ الدكتور طالب الشحي رئيس قسم الوعظ في هيئة الشؤون الإسلامية: لقد أعتنى الإسلام بالأسرة ومكانتها في الدنيا والآخرة، فالأسرة أساس المجتمع وأساس الحضارات، وقد أكد الجانب الديني على تكوين الأسرة، فأسرة ذات استقرار وتوازن نفسي تعني توازناً نفسياً في المجتمع بأكمله.
وذلك لأن الأسرة أمانة ومسؤولية، وتلك هي الرعاية العظمى التي وصفها رسولنا الحكيم بقوله: «كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، فالإمام راع ومسؤول عن رعيته، والرجل راع في أهله ومسؤول عن رعيته، والمرأة راعية في بيت زوجها ومسؤولة عن رعيتها، والولد راع في مال أبيه ومسؤول عن رعيته، والخادم راع في مال سيده ومسؤول عن رعيته، وكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته».
والمسلم لابد أن يكون لديه بعد نظر وتفكير وهدف إلى ما لا نهاية، فالدنيا مرحلة معينة يأتي بعدها نعيم تحت مظلة الإيمان وعبادة الله لدوامها في الآخرة سرمدي، فالأسرة ليست حياة بسيطة بها ديمومة، ولكن علينا النظر إلى مسألة «تعبيد الأسرة لله»، لذلك لابد أن تكون للآسرة أهداف أكبر من الدنيا.
لماذا نتزوج؟
يقول الدكتور على شراب أستاذ علم النفس والعلاقات الإنسانية وخبير تطوير المهارات البشرية: نحن جميعا نبحث عن الأفضل في الحياة،ونجتهد من أجل تحقيق ذلك، إلا أن معظمنا يفتقد إلى الهدف والرؤية، فهل فكرنا ذات يوم وسألنا أنفسنا لماذا نتزوج وننشئ أسرة؟ وهذا سؤال طرحته مرارا؟
وجاءت الإجابات بنسبة 90% تشير بأنه نريد أن نكون جزءا من هذه الحياة، وأيضا جاءت إجابات أخرى تقول لإكمال نصف الدين، إذن فعندما نكمل نصف الدين كما أمرتنا الشرائع السماوية فإن لذلك مقاصد لبناء أسرة صالحة تكون نواة لمجتمع سليم، لكن هذا لا يسلم من أن توجد آسر تعاني من الخلل، لذلك أبيح في الزواج الطلاق.
ويؤصل شراب أسباب تكوين الأسرة وأنها تهدف إلى غاية كبيرة وهدف سامٍ وهو تعمير الأرض وبناء وقيام الحضارات، فالرؤية البعيدة إذن هي بناء الحضارة الإنسانية، وهنا أطرح سؤالاً آخر هل نستطيع أن نبني بيتاً بدون أن يكون لهذا البيت أساس سليم؟
بالطبع الإجابة لا، لأنه إذا لم يكن هناك أساس سليم فإن البنيان سينهار سريعا، لذلك لابد أن يتوفر للأسرة نوع من التوازن النفسي الذي يؤدي إلى إنتاج أسرة قوية الدعائم تستطيع أن تؤدي دورها المنوط بها وهو إعمار الأرض لذلك لابد من ترتيب الأولويات والأهداف المرجو تحقيقها من بناء الأسرة حتى لا ينزلق حجر الأساس وتتهاوي مؤسسة الأسرة، ولابد أن يتعرف كل فرد في الأسرة على دوره ومسؤولياته حتى نحصل على مجتمع مترابط ومسؤول، كما يجب أن يكون اتباع منهج الرسول الكريم في الزواج ليس لمجرد الاتباع وإنما لوجود غاية تكمن وراء الترابط الأسري.
ويشير عادل حسين آل ربيعة مدير إدارة العلاقات العامة والاتصال في بلدية أبوظبي أن الأسرة قوام المجتمع وأساس الحضارات، وتكوين أسرة في الإسلام هو تكليف لما له من دور ايجابي في التنمية والإصلاح والتقدم، والفرد هو عماد الأسرة، والأسرة هي عماد المجتمع، والزواج هو الأساس الذي تقوم عليه الأسرة التي تعتد ملاذ الفرد والذي يجد فيها الراحة والسكينة وتشبع حاجاته ودوافعه ويحقق من خلالها أهدافه،كما أنها تحقق له الحماية.
كما تؤكد راية المحرزي أنه من خلال الأسرة يحصل الأبناء على التنشئة السليمة، فتمسك الأسرة بدينها ومعتقداتها وعاداتها وتقاليدها حتما ستخرج للمجتمع جيلا من المواطنين الصالحين الذي يستطيعون أن يقفوا على أرض صلبة لا تستطيع كافة التحديات أن تؤثر فيهم أو تنحيهم عن الطريق الصحيح.
والزواج الصحي عنوان جيد لمجتمع سليم متماسك يعرف فيه كل فرد مسؤولياته وحقوقه وواجباته، وعندما ينشأ الأبناء في بيت يخلو من المشاكل الزوجية يسوده الحب والوئام والتفاهم، ستسير حياتهم الزوجية فيما بعد وفقا لما نشأوا عليه، لأنهم تعلموا المعنى الجميل والسامي لتكوين أسرة متماسكة ومترابطة، وهنا أنوه على أهمية الأدوار التي يقوم بها الأب والأم في تنشئة أولادهما تنشئة دينية تأخذ من القرآن والسنة النبوية نبراسا تهتدي به في جميع خطواتها في الحياة.
تحولات في الأسرة الإماراتية
وتحت عنوان «التحولات الاقتصادية والاجتماعية ومستقبل النظام الأسري في مجتمع الإمارات- دراسة ميدانية في مجتمع دبي»، ناقشت الباحثة الإماراتية ليلى حسن محمد رسالة الماجستير واجتازتها بتقدير ممتاز في قسم الاجتماع في كلية الآداب جامعة عين شمس المصرية.
وقد سعت الدراسة نحو رسم صورة مستقبلية لحال الأسرة في الإمارات في ظل التغيرات الاجتماعية والاقتصادية الجديدة، وخلصت الدراسة إلى عدد من النتائج تتلخص في التالي: سيشهد التكوين البنائي للأسرة الإماراتية تغيرًا في المستقبل من حيث النمط والحجم وعدد الأطفال، ويتمثل هذا التغير في غلبة نمط الأسرة النووية (الصغيرة) على الأسرة الممتدة، واتجاه حجم الأسرة نحو العدد المتوسط ، واتجاه الأسر نحو تقليل عدد أطفالها.
سوف تطرأ على عملية الزواج بعض التغيرات في المستقبل تتمثل في اختفاء الطرق التقليدية للزواج وما كان يصاحبها، لتحل محلها الطرق الحديثة، مع ما يصاحبها من ترتيبات.
ستطرأ على شبكة العلاقات الاجتماعية داخل الأسرة مجموعة من التغيرات، تتمثل في فتور العلاقة بين الزوجين، وغلبة الأنانية، وحب الذات على أعضاء الأسرة الواحدة.
وستتعدد أدوار المرأة داخل الأسرة في المجتمع الإماراتي، حيث ستمارس الزوجة الكثير من الأدوار التي تتعدى الشكل التقليدي في تربية الأبناء ورعاية شؤون المنزل، وستمارس المرأة داخل الأسرة الإماراتية مستقبلاً مزيدًا من المشاركة في عملية صنع القرارات داخل الأسرة، وستطرأ بعض التغيرات على الوظائف التي تقوم بها الأسرة الإماراتية في المستقبل، وخاصة تلك التي تتعلق بالوظيفة العاطفية والنفسية والإنجاب.
وسيتعرض النسق القيمي للأسرة في المجتمع الإماراتي مستقبلاً لبعض التغيرات ، خاصة تلك المتعلقة بقيمة التعاون والتكاتف والطاعة ، فضلاً عن منظومة القيم الدينية والأخلاقية، والقيم المتعلقة بالاستهلاك.
ستواجه الأسرة في المجتمع الإماراتي بعض المشكلات الاجتماعية، بعضها لم تعرفه من قبل مثل: التشبع بالقيم الغربية، ودخول أنماط مستحدثة من الجريمة، والبعض الآخر امتداد لمشكلات قديمة، لكنها سوف تتفاقم في المستقبل مثل الخلافات الأسرية.وستشهد الأسرة الإماراتية في المستقبل تصاعداً لمشكلة الطلاق!

=========

١١‏/٠٤‏/٢٠٠٩

الخيانة الزوجية مشكلة تهدد الكيان الأسري



قد يكون الحديث عن الخيانة الزوجية في مجتمع محافظ مثل مجتمعنا أشبه بالدخول في حقل ألغام، نظراً لحساسية الموضوع الشديدة، ثم لقلة الحالات في هذا الشأن لما يتمتع به مجتمعنا من مبادئ وتقاليد تحفظ عليه سلوكه العام وتجنب الكثير من الأسر مزالق الخطيئة والزلل، إلا أننا لا ننكر بعض الحالات هنا وهناك تسير بها ظروف أشخاصها أحياناً للوقوع بهذا الخطأ، فكان لا بد من تناوله من الجانب العلمي النفسي للوقوف على أسباب هذه الحالات وكيفية تجنبها.

والخيانة الزوجية بلا شك تعد مشكلة تهدد بعض البيوت بالتصدع والانهيار، وقد تكون ذات آثار سلبية على نفسية الأبناء الذين تهتز في عيونهم صورة والدهم القدوة والمثل.. وتتعدد أسباب خيانة الأزواج حسب شخصياتهم ومعتقداتهم، وحول تلك المشكلة وأسبابها وردود أفعال الزوجين تجاهها، وحول التصرف المثالي الذي يجب أن يصدر من الزوجة لمعالجة هذا الموضوع بحيث لا يؤثر على كيان حياتها العائلية دار حوارنا مع الأستاذ الدكتور طارق علي الحبيب بروفيسور ومستشار الطب النفسي في هيئة أبوظبي للخدمات الصحية.

يتحدث البرفيسور طارق الحبيب عن مفهوم الخيانة الزوجية قائلا: هي فعل أحد الطرفين فعلاً لا يرضاه الآخر في علاقته بشريك جديد، سواء بنى الرجل علاقته بامرأة أخرى أو بنت المرأة علاقتها برجل آخر، أيا كانت درجة هذه العلاقة بداية من الإعجاب حتى ممارسة العلاقة الخاصة. وتتعدد أسباب الخيانة عند الرجل، فهناك رجل يسعى إلى التجربة لاكتساب نوع من الخبرة خاصة إذا لم يكن لديه وازع ديني يمنعه من ممارسة هذا النوع المحرم شرعا من العلاقات خارج إطار العلاقة الزوجية، وقد يمارس رجل آخر الخيانة رغبة كنوع من التغيير فقط، ونوع آخر يفعل هذا الأمر مجاراة لأصدقائه الذين لديهم علاقات نسائية خارج إطار الحياة الزوجية وحتى لا يشعر بالنقص فإنه يعتقد أنه لابد أن يفعل مثلما يفعلون، وقد يكون الرجل مصابا بالضعف الجنسي فيسعى لتجربة قوته الجنسية بإقامة علاقة جنسية مع امرأة أخرى.
أزمة منتصف العمر
ويضيف البرفيسور الحبيب: لا يوجد إحصائيات؛ فمستحيل أن يعترف أحد بالخيانة ولا يوجد سن معينة يسعى فيها الرجل لممارسة الخيانة الزوجية، ولكن بعد سن الأربعين يصاب الرجل بما يسمى ازمة منتصف العمر والتي يبدأ فيها الرجل محاسبة نفسه عن ماذا فعل؟ ماذا قدم؟ ماذا حقق في حياته، وماذا قصر؟ خاصة هؤلاء الرجال الذين لم ينجحوا في حياتهم ويعانون من نقص في التوازن، فيجتاحه شعور بأنه لم يستمتع جيدا بهذه الحياة، لكن الإنسان الناجح يرى أنه حقق نتائج مميزة تشعره بالرضا.
وفي سن الأربعين يصاب الرجل برياح التغيير فيحدث للبعض تغيرات في سلوكياتهم التي أعتاد الناس عليها، فقد يتدين ويتجه أكثر إلى الدين، وقد ينحرف كأن يلبس مثلا ملابس غريبة غير معتاد عليها في مجتمعه، أو يتجه إلى تبني أفكار جديدة لم يكن مؤمنا بها من قبل، أو يصاب بالتغير الجنسي والاتجاه إلى الطرف الآخر وكأنه سيدرك شيئا ما.
ويرفض البرفيسور الحبيب أن تبحث الزوجة خلف زوجها لإثبات خيانته قائلا: من تبحث لإثبات الخيانة مخطئة، وهنا أتكلم عن المجتمع الخليجي بشكل خاص، لأنه لن يكون للزوجة سلطة على الرجل، ولن تستطيع أن تغير شيئا من الواقع ولن تكتشف إلا الهم والحزن، لذلك فعليها أن تستعيذ بالله تعالى من الشيطان، وعليها أن تتعامل مع الموقف بذكاء وذلك من خلال حصر أسباب الخيانة، حتى تقوم الأمر وعليها أن تتجنب المواجهة، وتطور نفسها، وأن تكون متعلمة وناضجة وأن تغير من حياتها للأفضل وأن تهيئ نفسها للتعامل مع حياتها الزوجية بذكاء وعقل وحكمة لتصل إلى أسباب السعادة.
ويمكن للزوجة أن تواجه زوجها في حالة واحدة وهي إذا كان الزوج من أصحاب الشخصيات الضعيفة، ويحتاج إليها فربما تكون المواجهة حلا جيدا لردعه عما يفعل، وهذا ما لا يمكنها فعله مع الزوج القوي أو العصبي أو صاحب الريادة، فالمواجهة سيصاحبها الإنكار من جهته، وربما يترتب عليها غياب أكثر له من البيت بحجه الزعل والغضب من زوجته، وهي هنا تعطيه مساحة أكبر للخيانة.
الأبناء ضحايا الخيانة
وينوه البرفيسور طارق الحبيب أن الأبناء هم ضحايا لمعرفة هذا الموضوع حتى لو تصالحت الأم مع الأب وتراجع أيضا عن الخيانة وغفرت له الزوجة فسقوط صورة الأب في عيون الأبناء أمر ليس بالسهل لأنه القدوة والمثال الذي يحتذون به، لذلك لابد أن يكون الموضوع في محيط سري تام بين الرجل والزوجة.
ويقول: ولابد للزوجة أن تستخدم معرفة الأبناء بهذا الأمر وسيلة تهديد غير مباشرة للزوج، كأن تقول له إنها خائفة لو عرف الأبناء بما يفعله الأب ووصل إليهم بطريق غير مباشر كيف سيكون رد فعلهم تجاه والدهم؟ وكيف ستكون نظرتهم إليه؟، أو تردد دائما له أن أولاده يلحون في السؤال عليه ويحبون تواجده معهم، وكأن الأولاد هم الطرف الآخر مع الأب ولا يقفون معها ضد والدهم.
الزوجة العاقلة تجعل من بيتها بيئة جاذبة للزوج لا طاردة
يؤكد البرفسور طارق أن حب الزوج لزوجته لا يمنع خيانته لها فيقول: لأن الرجل يخون بجسده وشهوته، لكن حب المرأة لزوجها يمنعها من الخيانة، فالرجل يخون بجسده أكثر من عواطفه، وهنا أؤكد أن حب الاحتواء يمنع الخيانة، بمعنى الاحتواء النفسي والروحي والجسدي بين الزوجين.
لذلك أؤكد للنساء أن الخيانة لا تنافس الحب، فقد يحب الزوج زوجته حبا كبيرا وصادقا، إلا أنه قد يخونها، لذلك عليها ألا تقتل هذا الحب وتتذكر العشرة الجميلة بينهما وألا تهدم حياتها، وعليها أن تعرف أنه لم يخنها ولكنه خان ربه.
وقد يحترم الزوج زوجته ويخونها أيضا، لذلك يجب على الزوجة عدم مواجهته وألا تتصادم معه لأنه ربما أثناء النقاش الحاد يتطور الأمر وتفقد هذا الاحترام، والاحترام أهم من الخيانة، لذلك على المرأة أن تستغل احترام زوجها لها وتوظف ذلك في عدم وجود خيانة أخرى، فالاحترام يسهم في محاصرة الرجل ومراقبته.
فإذا انكسر الاحترام لا يجبر ولكن الخيانة نستطيع تجبيرها، لأنه إذا انكسر الاحترام سيعتاد الزوج على ذلك وسيكون مدعاة لخيانة كبرى، وإذا كان الزوج سيئ الصفات تكون خيانته بالتأكيد جزءاً من أخلاقه، وإذا خان الزوج مرة واحدة وعاد عما فعل، فعلى الزوجة أن تسامح وكأنها لا تدري بالأمر، لكن إذا تكررت الخيانة عليها أن تقف معه لمواجهة المشكلة وتؤكد له أنه لم يخنها بل خان الله سبحانه وتعالى.
وعلى الزوجة ألا تجعل من علاقتها بزوجها كعلاقة المتهم برجل الأمن، بأن تبحث وتنقب دائما خلفه لاكتشاف أدلة أدانته، فلابد أن يكون البيت بالنسبة له عامل جذب لا عامل طرد، وعليها أيضا أن تبحث عن دورها في الخيانة ليس بالتجمل وغيره، ولكن بسبب انشغالها عن هذا الزوج، فالرجل يستمتع بالزوجة المشغولة به دائما، ولكن ليس بمراقبته، ولكن بتوصيل مشاعرها الجميلة ناحيته من خلال رسالة نصية له وهو في عمله، أو بمكالمة تسأل عنه وتفهمه إنها في انتظاره، وعليها دائما أن تشعره بأنه «سي السيد»، فهذا الشعور من الزوجة خاصة إذا كانت قوية يمنح الرجل امتلاء عاطفيا تجاه زوجته.
ففي بداية الزواج تكون العلاقة أشبه بعلاقة طفل بطفله، وبعد مرور عدة سنوات تأخذ العلاقة شكل النضج، وبعد سن الأربعين والخمسين يجب أن تتغير شكل العلاقة الزوجية وتتجه إلى الأخوة بمعنى أن تكون الزوجة الأخت والصديقة، فلم تعد العلاقة جنسية فقط في هذا السن، لذلك يجب أن تؤخذ بعض الأدوار من الزوجة وتمنح للشغالة أو الابنة الكبرى،حتى ترتاح الزوجة من أعباء من الممكن أن يقوم بها الآخرون في المنزل بها، كذلك الرجل يجب أن تخف أيضا عليه الأدوار الاجتماعية وبعض الواجبات ليأخذها منه الأولاد كي يكون مرتاحا، وليقطف ثمار الحياة.
ينتقل البرفسور طارق الحبيب إلى خيانة المرأة قائلا: غالبا تكون خيانة المرأة بسبب الحب والتعلق بطرف آخر، لكن الرجل يخون دون حب لذلك فخيانة المرأة أخطر وأشنع، وذلك لسببين أولهما اختلاط الأنساب وثانيا لأنها أيضا تخون بمشاعرها، أما الرجل فيخون بجسده وفي أحيانا أخرى الرجل يخون بجسده وعواطفه.
وتختلف ردود أفعال الأزواج الذين خانتهم زوجاتهم وذلك حسب شخصية الزوج، فهناك رجل صاحب شخصية غير واثقة أو مطمئنة يسعى الى استغلال هذا الموقف في ترتيب أوراق البيت، وأن يقلب الموازين لصالحه بأن يكون الأقوى عن طريق تهديدها بإبلاغ اخوانها أو غير ذلك، وهناك صاحب الشخصية السيكوباتية وهو يبقي زوجته ويستغل خيانتها كوسيلة لإذلالها، وهناك الزوج الخائن الذي يبقيها كما هي ويستمر هو في ممارسة الخيانة وهي لا تستطيع لومه لأنه ماسك عليها مذلة، وهناك زوج يطلق زوجته فورا، وآخر أيضا يقتلها انتقاما للشرف، لذلك تختلف ردود فعل الزوج حسب ما يتبناه من معنى الخيانة، وما يتمسك به من معانٍ وقيم اجتماعية.
الزوجة التي يخونها زوجها ثم يعود إليها تنسى ما حدث وتفرح بهذا الشيء حتى لو ستكون ذكرى مؤلمة فيما بعد، لكنها ستسعد بأنها استطاعت إعادته إليها، كما أنه سيكون أكثر قابلية لتوجيهات زوجته واحتياطاتها، وقد يتنازل عن بعض السلوكيات غير الجيدة لزوجته مثل التدخين وغيره من أجل إرضائها، وهناك كثير من الرجال تقومت أخلاقهم عندما عرفت الزوجة بأمر خيانتهم.






٠١‏/٠٤‏/٢٠٠٩

فاطمة المغني.. تجربة مثمرة وعشق للتميز


فاطمة أحمد عبيد المغني امرأة تعشق التميز، لذلك سعت واجتهدت في العمل في كافة المجالات من البحوث الاجتماعية والنفسية والتربوية، وساهمت في تأسيس أهم المشروعات الخاصة بالمرأة على مستوى الشارقة، وشاركت في العديد من المؤتمرات والملتقيات داخل الدولة وخارجها، وعملت في السياسة خلال أربع سنوات قضتها في المجلس الاستشاري لإمارة الشارقة، ونالت العديد من التكريمات.

وأكثر من 500 شهادة تقدير وشكر من مؤسسات الدولة، وحاليا تشغل منصب مديرة مركز التنمية الاجتماعية في خورفكان، ورئيسة مجلس إدارة سيدات الأعمال في الشارقة، ومن خلاله تحمل رسالة الارتقاء بمستوى المرأة الإماراتية وإعداد جيل منتمٍ لوطنه معتز بهويته، مبدع في فكره من خلال برامج اجتماعية متكاملة وأسرة إماراتية متميزة وبمشاركة مجتمعية فاعلة. تقول فاطمة المغني: كرمتني سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك في يوم المرأة العالمي كإحدى الرائدات في مجال البحوث الاجتماعية في الدولة عام 2000، وأيضا كرمتني سموها عام 2001 كأفضل أسرة متميزة في الإمارات في مجال الأم بين الوظيفة والعمل، وأيضا في مجال الأسرة المثالية تحت شعار «أخوة متماسكون» عام 2003.
وأيضا لفوزي بجائزة «مواطنون على دروب التميز» عام 2008، كما نلت تكريما من سمو الشيخة جواهر بنت محمد بن سلطان القاسمي لمشاركتي الإيجابية في تأسيس نادي فتيات خورفكان، كما تقلدت وسام التميز من سموها ضمن عشر شخصيات على مستوى الدولة، كما حصلت على جائزة الشارقة للعمل التطوعي في دورتها الأولى فئة الأفراد عام 2003.
وتضيف المغني: شاركت تحت إشراف وزارة العمل والشؤون الاجتماعية في إعداد أبحاث اجتماعية عن مشكلة الطلاق الواقع والحلول، الزواج من أجنبيات، الإعاقة وحصر المعاقين بالدولة، احتياجات الأسرة المحلية.
وشاركت في العديد من البحوث مع جمعيات ومؤسسات داخل الدولة عن أثر الإعلام على الجريمة النسائية، وبحث عن المخدرات، وأبحاث عن المرأة والتراث في دولة الإمارات، وأبحاث كثيرة شاركت فيها خارج الدولة عن عادات وتقاليد دورة الحياة لمرحلة الميلاد ثم الزواج وأخيرا الوفاة في الأمارات وتوثيق كامل لهذه المرحلة لصالح مركز التراث الشعبي في قطر، وبحث ميداني عن الحكاية الشعبية في دولة الإمارات لمركز التراث الشعبي لدول الخليج العربية ومقره الدوحة وغيرها.
وعن أهم المشروعات التي ساهمت في تأسيسها تقول: شاركت في تأسيس نادي الفتيات في الشارقة، ومن المؤسسين في إنجاح مشروع الأسر المنتجة في الدولة، ومشروع عيدية طفل يتيم في المنطقة الشرقية والذي تدعمه سمو الشيخة هند بنت جمعة آل مكتوم، وأنا عضوة ومؤسسة للكثير من الجمعيات المجتمعية منذ إنشائها حتى الآن، وعضوة متطوعة في أكثر من 50 جمعية اجتماعية وخيرية ونفسية داخل الدولة.
تجربة مثمرة
وعن المدة التي قضتها كعضوة في المجلس الاستشاري في إمارة الشارقة من عام 2004-2007م قالت فاطمة المغني: لقد كانت تجربة مثمرة لي كامرأة في مجال السياسة، وكانت ضمن أولويات الموضوعات التي ناقشتها جميع المشاكل التي تواجه المرأة والأسرة في الأمومة والتعليم والصحة والوظيفة.
وقد أثرت تلك الفترة في حياتي لأنني عرفت حجم الجهد المبذول من قبل الحكومة من أجل إنشاء المؤسسات التي تخدم المرأة، مثل أندية السيدات ومراكز الفتيات ومراكز الطفولة ومراكز الناشئة، وكيف وفرت الدولة أقساماً خاصة لمتابعة المرأة والبناء وامتلاك المسكن، وأعتقد أن معظم الناس لا يدركون الجهود المبذولة ولا المبالغ التي تنفق للمرأة والأسرة في إمارة الشارقة.
وعن دور مجلس سيدات الأعمال في الشارقة التي ترأسه تقول: تعزيز مشاركة المرأة في التنمية الاقتصادية على أسس مدروسة وتتمثل رسالة المجلس في إعداد المرأة للدخول في مجالات العمل الاقتصادي الحر والنهوض بأوضاعها وتعزيز المكانة الاجتماعية ودورها الاقتصادي.
ونسعى خلال المجلس للعمل على تشجيع المرأة على العمل الاقتصادي الحر وإعداد الدورات التدريبية لتنمية قدرات سيدات الأعمال في مجالات أنشطتهم، ومساعدة الراغبات في ممارسة الأنشطة الاقتصادية على أسس مدروسة، والتعاون مع الهيئات ذات الأهداف المماثلة للمجلس داخليا وخارجيا، وتذليل الصعوبات والعمل على تحقيق انسيابية العمل الحر للمرأة، وقديم مشاريع صغيرة مدروسة للراغبات في العمل الاقتصادي الحر.
ويمارس المجلس جميع الاختصاصات اللازمة لتحقيق أهدافه وعلى وجه الخصوص: تشجيع سيدات الأعمال على الانضمام لعضوية المجلس، اقتراح الخطط والبرامج ومشروعات القوانين التي من شأنها تدعيم مكانة المرأة ومشاركتها في القطاعات الاقتصادية المختلفة، وعقد المؤتمرات والندوات وحلقات البحث والتدريب، والاشتراك في اللجان المشتركة المشكلة لبحث الموضوعات ذات الطابع الاقتصادي، والقيام بكل ما من شأنه تحقيق أهداف المجلس.
أما عن حاضنات الأعمال التي يضمها المجلس وهي جديدة من نوعها تحدثت قائلة: هي مؤسسات تنموية تعمل على دعم المبادرين من أصحاب أفكار المشروعات الطموحة الذين لا تتوافر لهم الموارد الكافية لتحقيق طموحاتهم ومساعدتهم على تأسيس هذه المشروعات وذلك بتوفير بيئة متكاملة تقدم خدمات ودعم يؤديان إلى تطوير هذه المشروعات وزيادة معدلات نموها وكفاءتها الاقتصادية إلى الحد الذي يضعها على بداية طريق النمو دون الحاجة إلى مساعدة خارجية.
وتقدم خدماتها للمشروعات التي بداخل وخارج الحاضنة، والترويج لروح الريادة ومساندة المؤسسات الريادية الصغيرة على مواجهة صعوبات مرحلة الانطلاق، تسهيل بدء المشروع والحصول على التراخيص اللازمة، وتحقيق معدلات نمو عالية للمشروع بالخدمات التي تقدمها الحاضنة، ورعاية المشروعات الجديدة في مرحلة البدء والنمو والنجاح، وخلق فرص عمل دائمة وغير دائمة ومباشرة وغير مباشرة.
وربط المؤسسات الصناعية الكبيرة بالصغيرة داخل الحاضنة للعمل على تنميتها، وتبنى المشروعات القائمة على التكنولوجيا والمرتبطة بالجامعات ومراكز البحوث لتحويل البحوث إلى منتجات قابلة للتسويق، وإقامة مجموعة من الخدمات الداعمة والمتميزة مثل الجودة وقاعدة للمعلومات الفنية والتجارية ووحدات للاختبارات والقياس لخدمة المشروعات داخل وخارج الحاضنة،وربط الحاضنة بشبكات الحاضنات العالمية لتبادل الخبرات.
الاهتمام بنشر الوعي
وعن دورها كمديرة لمركز التنمية الاجتماعية في خورفكان قالت: يعتبر مركز التنمية الاجتماعية في خورفكان أحد المراكز الاجتماعية التي قامت وزارة العمل والشؤون الاجتماعية بافتتاحها في 27/1/1979م ، وبلغ عددها عشرة مراكز، ومن أهداف المركز رفع الوعي الاجتماعي والثقافي والصحي لدى السيدات في المنطقة، والنهوض بمستوى الأسرة الثقافي وذلك عن طريق المحاضرات والندوات الثقافية، والتنسيق بين المؤسسات الاجتماعية والصحية والثقافية والدينية التي تعني بشؤون المواطنين في المنطقة.
وهناك أهداف كثيرة يسعى إلى تحقيقها المركز، وما وصل إليه الآن ما هو إلا قليل من كثير في خدمة الدولة وشعبها، ورغم جهود المؤسسات الاجتماعية لتحقيق أهدافها وإعداد جيل منتمٍ لوطنه معتز بهويته، مبدع في فكره من خلال برامج اجتماعية متكاملة وأسرة إماراتية متميزة وبمشاركة مجتمعية فاعلة، وتتلخص رؤية المركز في تنمية اجتماعية شاملة وأسرة إماراتية متميزة.
ويشمل المركز عدة أقسام منها قسم التوجيه الأسري الذي يحمل في فحواه التعرف ومناقشة المشاكل التي تتعرض لها البنية الأسرية والظروف التي تغلفها من الناحية الدينية أو التعليمية أو الصحية أو الثقافية أو التربوية ومعالجتها بالطرق العلاجية الملائمة.
كذلك الندوات والمحاضرات لها دور بارز، وذلك انطلاقا من حرص المركز الصحي والثقافي والديني والوطني كذلك على المشاركة في كافة الاحتفالات والمناسبات المختلفة، وهذا القسم يحمل على عاتقه التوجيه والإرشاد والوعي الهادف في مختلف المجالات وللمحافظة على الدعامة الأسرية لكل أسرة قابعة على أرض الإمارات.
وعندما بدأت المراكز الاجتماعية واجهتنا مشاكل كثيرة، ولكن الآن وبعد مرور 30 عاما على إنشائها اختلفت الأمور بعد أن أصبحت الطرق ميسرة فقد كانت هناك صعوبات كثيرة مثل رفض الآباء تعليم الفتيات وخروجهن إلى العمل ورغبتهم في تزويجهن في سن مبكرة، حتى أننا واجهنا صعوبات لرفض الرجال لذهاب نسائهم لمراكز محو الأمية، وعدم رغبة الرجال في تواجد المرأة في وظائف المؤسسات الاجتماعية لأنهم اعتادوا أن تعمل في الحقل التربوي، وقد قمنا بعمل دورات توعية كثيرة للرجال والنساء.
ومن خلال خطط وبرامج مركز التنمية الاجتماعية حققنا الأهداف المرجوة، وهذا ما تؤكده النسب والإحصاءات التي توضح الأعداد الكبيرة للمرأة التي تعلمت وعملت وتبوأت مراكز مرموقة.


=========