١٨‏/٠٨‏/٢٠٠٨

هويدا الخوري موهبة تخشي من الإحتراف



هي موهوبة بالفطرة ترسم كل ماتشاهده عيناها وتعجب به وتختزنه في مخيلتها،ربما ورثت فنها هذا من والدها حيث نشأت في عائلة تهتم بكافة أنواع الفنون اليدوية ،فالأب يقوم برسم اللوحات وصناعة المجسمات الخاصة بالبيئة الإماراتية القديمة،بل ويهتم أيضا بالتراث ولدية متحف يضج به منزله الذي يضم حوالي 10 آلاف قطعة أثرية وتحف نادرة،كذلك فجميع أخوانها خاصة البنات يمتلكن موهبة تكاد تكون خرافية في الرسم،إلا أن هويدا يوسف الخوري التي تعشق هذا الفن التشكيلي إتجهت الى مجال تصميم الأكسسوارات رغم حبها أيضا لتصميم الأزياء الذي قررت أن تخوضه مستقبلا ،ولأنها أستطاعت أن تتفوق علىها في تصميم إكسسوارات عصرية تتناسب مع إمرأة اليوم فقد أختارتها وزارة الثقافة والشباب لتمثيل دولة الإمارات العربية المتحدي معرض تركمستان الدولي للمجوهرات والفنون منذ ثلاثة أشهر تقريبا، وكانت الإمارات هي الدولة العربية الوحيدة المشارك في هذا المعرض وقد نالت أعجاب وإشادة كل الزوار من شخصيات هامه وغيرهم من كافة الجنسيات العالمية ونالت جائزة وشهادة تقديرية .

تقول هويدا منذ زمن بعيد وجدت نفسي أهتم بالرسم و أقوم بعمل نقشات للحناء جميلة أنفذها على يدي وعلى يد أخواتي وصديقاتي،كذلك أحببت تصميم الديكور وترتيب قطع الأثاث بطريقة غريبة تلفت الإنتباه،وعشقت الأحجار الكريمة وتعرفت على أنواعها وأحببتها، وربما كان ذلك أيضا بسبب حب والدي لتلك الأحجار وشراءه لها من كل مكان يسافر اليه،ووجدتني دون أن أدري أقوم بتصنيع تلك الأحجار بعد أن اصمم لها شكلا أرسمه مبدئيا على الورق ثم أنفذه، إلا أنني بدأت هوايتي بشكل فعلي وحقيقي منذ عام تقريبا فقمت بصنع المسابح ثم أتجهت الى عمل الإكسسوارات الخاصة بالمرأة من أقراط وعقود وأساور وخواتم وصناعة علب خاصة لحفظ المجوهرات وميداليات للمفاتيح وزينة لأجهزة الموبيل وغيرها.
كذلك تأثرت كثيرا بوالدي وهو تاجر للتحف القديمة، يعجبة كل شيء نادر، ومن يزور بيتنا يجد أن والدي حول معظم غرفه الى متحف يضم كل ماهو نادر،فهو يمتلك حوالي 10 الا ف قطعة أثرية وتحف نادرة ،وجدت في تلك القطع كافة أنواع الفنون التي بهرتني وجعلتني مشدودة لها.
عشق الأحجار الكريمة
وتضيف هويدا أعشق اللؤلؤ والمرجان والفيروز،ولكل منهم قصص لدي في تصميم الإكسسوارات حسب حالتي النفسية وأطعم تلك الأحجار بالخيوط وبعض المعادن كالفضة، وكانت ردود أفعال من حولي مذهلة شجعتني على أن أنتبه أنني أمتلك موهبة حقيقية وعلى الا أضيعها، فبدات أعمل بجد وأتقن ما أصنعه رغم إنه يرهقني كثيرا لأنني اقوم بذلك يدويا ، بل واستخدم أدوارت ربما تكون بدائية، فأنا لا أتعاون مع أية ورشة لتصنيع الإكسسوارات وهذا مابهر زوار معرض تركمستان الدولي للمجوهرات والفنون.
وتواصل الخوري وعندما أزداد إنتاجي من الإكسسوارات وجدتها فرصة طيبة أن أشارك في المعرض الذي أقامته وزارة الثقافة والشباب خاص بإبداعات الموظفين وضم عددا كبيرا من الرسامين والمصورين وحصلت على المركز الأول وكرمتني الوزارة، ورشحني الوزير بدعوة من وزارة الإعلام في تركمستان للمشاركة في المعرض الذي أقيم على مدي ثلاثة أيام في 16—18 من شهر مايو الماضي،والحقيقة إنني فرحت كثيرا لأنني سأمثل بلدي الإمارات في معرض دولي بجوار فنانيين عالميين ،وهناك أكتسبت خبرة طيبة بالتعرف على نتاج الأخرين وإبداعاتهم وثقافاتهم المختلفة،وقد شهد جناح الإمارات الذي كنت أعرض فيه تصميماتي إقبالا كبيرا من الحضور لم أكن أتوقعه،فمازلت أحبو في عالم تصميم الإكسسوارات،وقد ضم المعرض بعض المسابح والإكسسوارات النسائية ، وقدمت ايضا مجموعة قمت بتصميمها على شكل لون علم الإمارات ،وطلب مني الناس هناك أن يشتروا مني الإكسسوارات إلا أنني أعتذرت لهم لإنها ليست للبيع، فلم أكن قررت مسبقا أن أبيع تلك الأشياء وقمت بتوزيع هدايا عليهم من إكسسوارات الموبيلات التي نفذت على شكل علم الإمارات، وفرح بها الناس وهذا أسعدني كثيرا .
العمل اليدوي مرهق
كذلك تعجب زوار المعرض من إنني أقوم بتصميم تلك الإكسسوارات وأنفذها يدويا وقالوا لي أن هذا الأمر مرهقا ويطلب مهارة خاصة جدا لتخرج الإكسسوارات بهذا الشكل المتقن والجميل،وقد أثنت على المشغولات قرينة رئيس وزراء كوبا وتحدثت معي عن كيفية صناعة تلك الأشياء يدويا والأدوات التي أستخدمها، وكم من الوقت يمكن أن تستغرق صناعة بعض القطع التي أشارت لها، وكانوا يسألونني عن معلومات عن الإمارات ووضع المرأة فيها والأماكن السياحية بها وغيرها .

وتستطرد خوري قائلة: كنت أنا المرأة العربية الوحيدة في المعرض،فلم تكن هناك مشاركة من دول عربية أخري سوى الإمارات،وهذا أيضا جعلني أشعر بالفخر والإعتزاز لتمثيل بلدي الإمارات وأيضا وطني العربي،والحقيقة إنني تشرفت كثيرا بترشيحي من قبل وزارة الثقافة والشباب،ووجدت كل المساعدة منهم ومن سعادة حسن الغضب سفير الإمارات في تركمستان الذي وفر لي صندوق المندوس،وبعض الأكلات الشعبية كي يتعرف الأجانب على طعامنا .

احاول تطوير موهبتي بالقراءة وإكتشاف ماهو جديد في هذا العالم من خلال النت ،ووجدت أن تصميم وصناعة الإكسسوارات من حلي نسائية هو قديم جدا لدي الفراعنة والعرب الذين أهتموا بزينة المرأة ، وكانت صناعة الحلي فنا من أقدم وأرقى الفنون التي عرفها البشر،وقطع الحلي التي يعثر عليها في المخلفات الحضارية لشعب من الشعوب هو دليل على مابلغته تلك الحضارة من رقي وفي إعتقادي أن ما تضمه المتاحف من حلي عربية يدلل على رقي حضارتنا التي برعت في كافة العلوم والفنون.
وتؤكد هويدا أن المرأة الإماراتية تعشق الحلي منذ القدم والتراث القديم يظهر ذلك حيث أن لها حلي كثيرة تزين بها الرقبة والأذن والرأس والأنف والمعصم والوسط والذراع والأصابع والقدم .
وفتاة اليوم برغم تمسكها بالتراث القديم إلا أنها أيضا تفضل الموضات العصرية في عالم الإكسسوارات،فمنها ما تستطيع أرتداءه يوميا أثناء العمل ومنها ماتلبسه في الحفلات والمناسبات العائلية وغيرها.
ورغم تشجيع كل من حولي إلا أنني مازلت أعتبر نفسي هاوية وربما أفكر مستقبلا أن يكون لي مشروعي الخاص في هذا المجال خاصة وأن كل ما ترتديه أخواتي من إكسسوارات أقوم بتصميمها تعجب زميلاتهن في العمل اللواتي يرسلن لي مطالبين بعمل مثلها وشراءها مني ، كذلك أتمني أن أخوض بقوة مجال تصميم الأزياء خاصة (الهوت كوتور) فأنا أصمم ملابسي وملابس أخواتي وأنفذها من خلال الخياط،ولا يصدق أحد حتى الخياط نفسه إنني صاحبة التصميم.
وتتمني هويدا الخوري أن تجد الشجاعة الكافية للخروج الي الميدان العملي وتنطلق من عالم الهواية الى عالم الإحتراف قائلة:أعرف أن لدي موهبة جميلة بإعتراف كل من شاهد تصميماتي وتصنيعي اليدوي للإكسسوارات إلا أنني لا أجد في نفسي روح المغامرة حتى أخوض هذا المجال كمحترفة تسعى لوجود مشروعها الخاص وتسوق لنفسها وذلك لإنني خجولة جدا في هذا الجانب،ورغم أن أهلي يشجعونني ويطلبون مني الإقدام قائلين لي أن أترك أمر التسويق لهم إلا أنني مازلت أخاف هذا الأمر حتى أنهم طالبوني بالتقدم لبرنامج مبدعة ليساعدونني في أن أبدأ مشروعي ، ومازالوا ينتظرونني كي أتخذ القرار.
إنسانة مرهفة الأحاسيس

وهويدا إنسانة حساسة جدا تتألم سريعا لما تشاهده على شاشات التلفاز من حروب ومجاعات،وتتعاطف بسرعة البرق مع إي إنسان لديه مشكلة تؤلمه وتحاول حل تلك المشكلة أو التخفيف منها،وهي رقيقة تشعر بحب جارف تجاه الحيوانات الأليفة وتعشق الطيور وفي منزلها تقوم بتربية العصافير والكناري والحمام ، وهذا الآخير يأتي اليها من أماكن لاتعرفها ليقف أمام نافذتها يغني وكأنه يتحدث معها ، وإذا حدث ومرض واحد من تلك الطيور وخاصة(العصفور توتو) فهي تهرع كأم ملهوفة الى الطبيب ليشخص المرض ويصف له العلاج الذي تعطيهم أياه بنفسها، والطيور في منزلها حرة طليقة دون قفص يعتقل حريتها .وتقص هويدا قصة أحد الحمامات التي آتت للعيش داخل منزلها قائلة: قبل 6 سنوات تقريبا وبعد جنازة والدتي مباشرة وجدت حمامة تقف عند شباك حجرتي تطيل النظر الي وكأنها آتت لتواسيني في فقدان الغالية،ففتحت لها النافذة وتركتها تدخل البيت وأطعمتها وأسقيتها ماء وأطلقتها للفضاء ثانية إلا أنها كانت ترفض أن تبتعد وتعود الي فأحترت في أمرها وقررت ألا أحاول إبعادها ثانية، وعاشت معنا داخل المنزل وفي الحديقة وتطير بعيدا ثم تعود، فتعلقت بها وبادلتها نفس الحب ،وتزوجت الحمامة وباضت وفقس البيض صغارا أخرين وتكاثر الحمام من أولادها ومازالو يعيشون جميعا في حديقة منزلنا،كذلك بجانب العصافير الملونة لدي ببغاء يؤذن وينادي علينا بأسماءنا ويحاول أيقاظنا في الصباح لنلحق أعمالنا.













ليست هناك تعليقات: