١٠‏/٠٨‏/٢٠٠٨

وشهد المقعد على زيادة وزنه



تركته وسافرت لقضاء إجازتها السنوية في ربوع الوطن،وعندما لحقها بعد عشرين يوما فوجئت به وقد إزداد وزنه ربما 10كيلو جرامات،لم تريد أن تبوح له بما لاحظته من إزدياد وزنه بشكل يثيرالقلق،إلا ان والده أخبره على الفور بما كان يجول في خاطرها،وعنفه بسبب عدم إهتمامه بوزنة وترك نفسه فريسة للسمنة التي ستصيبه بأمراض قاتلة،فبرر الأبن ماحدث بلجؤوه يوميا لألتهام (الفاست فوود).
شعرت الأم بالقلق تجاه مايفعله أبنها في نفسه،فهو شاب وسيم وذكي ويتمتع بأخلاق عالية ،ولا عيب فيه سوى عدم أهتمامه بصحته وشكله وقوامه،الا أنها ضاقت ذرعا بتعليماتها المتواصله له بالحفاظ على وزنه،ورغم محاولاتها المتعددة لتخفيض وزنه الا إنه يعود ثانية لما كان عليه من وزن ثقيل وبسرعة البرق.
في المساء زارتها صديقتها وأخبرتها أن أبنها قد إزداد وزنه بشكل كبير، حتى ظهر في صورة أكبر من عمره الحقيقي الذي لم يتجاوز الخامسة والعشرين بعد،وقالت لها الصديقة أنها شعرت بالحرج بإخباره بما لاحظته،شعرت الأم بالضيق والألم لتلك المشكلة التي يعاني منها أبنها، وأستعرضت سنوات طويلة مضت عندما كان طفلا طبيعيا معتدل الوزن والقوام،الا إنها إنساقت وراء كلام والدتها ومعظم النساء في أن تطعمه كثيرا حيث أن الطفل القوي البنيان هو من الأطفال الأصحاء،وتذكرت كيف كان يعاني في صغره من فقدان الشهية فذهبت به الى الطبيب ليمنحه الدواء الذي يرغمه على التهام الطعام.
ثم تحول في فترة من حياتة الى التهام الهمبوجر والبيتزا والشكولاتة والشيبسي،فتركته ليأكل ماتشتهية نفسه حتى لايصاب بالضعف والأنيميا،إلا ان الأمر تطور الى الأسوأ عندما لاحظت إزدياد وزنه،فقررت التدخل بتحديد تلك المأكولات ،وقررت أن تقدم له مايشتهيه من الهمبورجر والبيتزا ولكن من خلال طهيها بطريقة صحية خالية من الدهون .
تذكرت كيف كان يغافلها ويذهب الى المطبخ ليأكل مزيدا من ساندويتشات الشيكولاتة السائلة التي كانت تخبئها في خزانة الأواني،الا إنه كان يكتشف المكان ،فتعيد تخبئتة من جديد،فقررت أن تكف عن شراء تلك الأطعمة ،فكان يشتريها بنفسه من محال السوبر ماركت ويخبئها في حقيبتة المدرسية ويلتهمها ويلقي بالأغلفة في سلة المهملات فتكتشف مافعله وتعنفه.
عندما أصبح في سن المراهقة بدات الأم في عرضه على الأطباء الذين قرروا عمل نظام غذائي خاص به لتخفيض وزنه،وحقق نتائج طيبة الا إنه وللأسف يعود ثانية ولايستطع مقاومة الفاست فوود والشيكولاتة والشيبسي،وكانت من داخلها تشعر بالقلق خوفا على صحته،وفي نفس الوقت كانت تتألم كأم بتجويع أبنها الذي يرفض طعام الريجيم وعندما تخرج من الجامعة والتحق بالعمل تمرد على أوامر أمه،وكان يخرج بنفسه ليأكل مايرغبه من طعام بعيدا عن عينها.
وأزداد توتر الأم بسبب إجماع كل من رأي أبنها من الأهل والأصدقاء على زيادة الوزن المفجعة التي المت بأبنها، بل وشعر من يحبونه بالأسف لأن وسامة ذهبت أدراج الرياح بسبب وزنه الزائد، وعندما عادا من إجازتهما السنوية بدات الأم في إعداد خطة لتخفيض وزن أبنها من خلال برنامج غذائي مدروس،ووعدها أبنها بأنه لن يأكل الا ماتقدمه له.
وفي المساء بينما أبنها خارج المنزل قررت الأم أن تغير ديكور منزلها،وتشتري صالونا جديدا،وبدات تنقل جهاز الكومبيوتر الخاص به الى غرفة أبنها،وقررت أن تنقل له المقعد الذي يجلس اليه، وعندما قلبت المقعد،كانت المفاجأة أغرب من الخيال،فقد سمعت أصوات غريبة تصدر من المقعد،فقررت قص بطانته لترى مايحدث بالداخل فأنهمر مابداخله ،كم هائل من أغلفة الشيكولاته والشيبسي الذي كان يأكلها ويدسها في جوانب المقعد حتى لاتراها،ففعلت الشيء نفسة في المقاعد الأخري وأفزعها ما رأت، وتيقنت أن أبنها لن يفقد وزنه لأنه يأكل طعام الريجيم ليرضيها،ويلتهم في نفس الوقت مالذ وطاب مما يحبه.
=======================

منشور في جرية البيان

ليست هناك تعليقات: