١٤‏/٠٦‏/٢٠٠٩

محمد العبري: رمضان.. رطوبة وضباب وأمطار


يهل علينا شهر رمضان المعظم هذا العام مع الأيام العشرة الأخيرة من شهر أغسطس، المتسم بالارتفاع الكبير في درجة الحرارة والتي قد تصل الى 48 - 49 درجة مئوية، بجانب ارتفاع نسبة الرطوبة لتصل الى 100%. ويعقبه انخفاض تدريجي في درجات الحرارة خلال الأسابيع الثلاثة التالية، والتي تصادف شهر سبتمبر، مع انتشار الضباب، وهناك فرص مهيئة لهطول الأمطار في المنطقة الشرقية من الدولة، إنها إحدى الخلاصات التي خرجنا بها من لقائنا مع محمد عبد الله العبري، مدير إدراة الأرصاد الجوية في المركز الوطني للارصاد الجوية والزلازل، والذي حدثنا فيه عن حالة الطقس في الشهر الفضيل، وعن أسباب ارتفاع درجات الحرارة في شهور الصيف، وتعرض الإمارات الى الموجات التي ترفع درجات الحرارة بشكل كبير، والنصائح التي يقترحها لتجنب المشاكل الصحية والإنسانية التي قد يسببها لنا ارتفاع درجات الحرارة.

يقول العبري: سيأتي شهر رمضان المبارك هذا العام في فصل الصيف، حيث تصادف الأيام العشرة الأولى منه الأيام الأواخر من شهر أغسطس الذي سترتفع فيه درجة الحرارة بين 48-49 درجة مئوية، مع ارتفاع نسبة الرطوبة الى 100%، ووجود فرص مهيئة لسقوط الأمطار في الجبال الشرقية من الدولة في شرق العين والفجيرة (سلاسل جبال الحجر). والتوقعات بهطول الأمطار ليست مقتصرة على شهر رمضان وحده وإنما الفرصة قائمة من الآن وحتى نهاية شهر أغسطس، حيث تبدأ درجات الحرارة في الانخفاض بعد ذلك اعتبارا من شهر سبتمبر مع وجود نسبة عالية من الرطوبة، وسيكون الانخفاض تدريجيا كل ثلاثة ايام، اضافة الى أن الفرصة مناسبة لتكون الضباب.
وتوقع العبري سقوط الأمطار في ذلك التوقيت، بسبب تكون السحب الركامية، وهي نوع من السحب التي تتكون في فصل الصيف مع المنخفضات، وسميت بذلك الأسم لأنها متراكمة في شكل برج ويعلوها رأس عادة تكون محملة بالامطار الكثيفة مع وجود برق ورعد.
موجات حارة
ويضيف العبري: كما هو معلوم لدينا أن صيف الإمارات حار وتتراوح درجات حرارته بين 47-48 درجة مئوية، وهناك (موجات حارة) تحل علينا كل خمس سنوات تقريبا تتسبب في إرتفاع درجة الحرارة حسب المنطقة من فترة الى آخرى.
وقد أتت هذا العام في شهر مايو الماضي تلك الموجة الحارة، والتي وصلت فيها درجة الحرارة، في بعض المناطق مثل الفجيرة الى 52درجة مئوية، وهي الدرجة التي حطمت الأرقام المسجلة في المنطقة الشرقية من قبل من حيث درجة الحراراة.
إلا أنه ليس من الضروري استمرار ارتفاع درجات الحرارة في شهور الصيف لأنه بدأ بموجة حارة، ولكن غالبا تأتي أشهر الصيف عندنا، بداية من شهر مايو وحتى أغسطس، بإرتفاع تدريجي في درجة الحرارة، وتشتد الحرارة في شهري يوليو وأغسطس مع إرتفاع نسبة الرطوبة، وبالتالي يشعر الناس بعدم الراحة لهذين الشهرين ويتوقعون دائما بأنهما سيكونا مرهقين ومتعبين لهم، ومن المتوقع أن تتراوح فيهما درجات الحراراة من 48 - 49 درجة.
وهي تقريبا نفس نسبة درجات الحرارة في السنوات الماضية. ثم تتغير درجات الحرارة من درجة إلى درجتين من فترة الى أخرى، والإحساس بشدة الحرارة سيأتي من تأثير الرطوبة الموسمية، والتي تتغير حسب المصدر والحالة الجوية، وغالبا تكون مرتفعة في الصيف حيث تصل الى 100% ليلا وفي الفجر ثم تهبط الى السبعينات والستينات.
الموقع الجغرافي
وتتأثر الإمارات مناخيا بموقعها الجغرافي، حيث تقع على ساحل الخليج العربي، وتطل من جهة الشرق على بحر العرب، لذلك عندما تهب الرياح من الاتجاه الشمالي أو الشمال الغربي تختلف معها نسب الرطوبة.
كما أن الرياح الشماليه الغربية، وهي تسمى محليا برياح (الشمال)، إضافة الى رياح (نسيم البحر) في النهار، وهي رياح تغذي اليابسة بالرطوبة، إضافة الى الجهة الشرقية عندما تهب الرياح من جهة بحر العرب تكون الرياح شرقية الى جنوبية شرقية محملة بالرطوبة.
وهناك عدة أسباب تؤدي الى ارتفاع درجة الحرارة، إلا انها تتغير من فترة الى اخرى، ورغم أن الاختلاف في درجات الحرارة في تلك الأوقات ليست كبيرة إلا أنها مهمة جدا لأننا نتحدث عن درجات تتجاوز الأربعين درجة مئوية، وهي درجة الحرارة السائدة في الإمارات في فصل الصيف، فدرجة واحدة تأثر في حالة الطقس الحار، بجانب ماهية الطقس نفسه إذا كان حارا ذا رطوبة متدنية يستطيع الإنسان تحت الظل أن يرى الجو جيدا.
أما إذا كان الجو حارا مشبعا بالرطوبة العالية يشعر الإنسان بضيق في التنفس، وهذا أمر سيئ خاصة لمرضى الربو والأطفال وتحديدا في الصباح عندما يكون يكون الجو محملا بالغبار.
التأثر بالمنخفضات
وتتأثر الحالة الجوية في الإمارات بتكون المنخفض الحراري في موقع الجزيرة العربية، الذي يؤدي الى هبوب رياح جنوبية يصحبه ارتفاع في درجات الحرارة، إضافة الى تأثرنا بالمنخفض الشرقي الهندي، ولكن لو رسمنا خطا محوريا ممتدا، سنرى وجود ارتفاع في درجات الحرارة بنسبة 4,0 - 7,0 حسب (اللجنة الدولية للتغير المناخي) بالبحوث والاستنتاجات وهذا دليل من الأدلة، وتتحدث تلك اللجنة عن ارتفاع درجات الحرارة في العالم بشكل عام.
ويشير العبري: يوجد في الإمارات 59 محطة رصد منشرة في جميع أنحاء الدولة، ونحن بصدد شراء 5 محطات جديدة من الولايات المتحدة الأمريكية ويوغسلافيا وفنلندا، ووضعها في الاماكن التي لا تتوفر بها محطات لتغطية المناطق الخالية من أجهزة الرصد، إضافة الى أننا نعمل الآن على تحديث أجهزة المحطات الموجودة حاليا، ولا يقتصر دور تلك المحطات على قياس درجة الحرارة فقط بل تقيس أيضا نسبة الرطوبة، الضغط الجوي، تحديد إتجاه وسرعة الرياح، قياس درجات الحرارة تحت التربة، شعاع الشمس، ونقط الندى، ثم تتم تجديد وتحليل تلك المعلومات للاستفادة منها في التنبؤات الجوية، بجانب عمل الأبحاث التي تفيدنا في هذا المجال.
التنبؤ بالطقس
ويقول محمد العبري: نتنبأ في المركز بالأرصاد الجوية من خلال الأجهزة الخاصة بذلك، اضافة الى تحليلات الكوادر البشرية التي تتنبأ بحالة الطقس من خلال الدراسات التي نجريها في المركز، والتي تبين الأحوال الجوية من حيث درجات الحرارة، الأمطار، والتغير المناخي، وكذلك نعتمد على المعلومات المناخية المخزنة والتي تجمعها محطات الرصد التابعة للمركز الوطني للأرصاد في أنحاء الإمارات، بجانب إستقبال معلومات الطقس من مختلف أنحاء العالم.
لذلك نتوقع في شهر رمضان ارتفاع درجات الحرارة الى 48 - 49 درجة مئوية في المناطق الجنوبية من الدولة، بينما تنخفض قليلا في المناطق الشمالية، وستكون درجة الحرارة الأعلى في إماراة أبوظبي في المنطقة الجنوبية والجنوبية الغربية.
نصائح مهمة
ويقدم العبري عدة نصائح علينا الاخذ بها في شهور الصيف وخاصة شهر رمضان هذا العام وهي: عدم التعرض كثيرا للشمس خاصة هؤلاء الذين يتطلب عملهم التواجد في الشارع وقت الظهيرة، والإكثار من شرب المياه تدريجيا اثناء الليل لتعويض السوائل التى يفقدها الجسم أثناء النهار.
كذلك لابد من فحص إطارات السيارة وتغييرها إذا كانت غير صالحة، وخاصة من الذين سيسافرون بالبر الى خارج الدولة، وذلك لأن درجة حرارة الأسفلت ترتفع بمقدار 15- 20 درجة مئوية عن درجة الجو الذي يبلغ معدله 48 درجة.
وبالتالي فان سطح الأسفلت المعرض للشمس، إضافة الى لونه الأسود القاتم الذي يمتص درجة الحرارة سوف يزيد درجة حرارته وبالتالي يؤدي الى تغيير في ضغط الهواء الموجود في الإطارات، وتغير حجمها الذي يؤدي الى انفجارها، وبالتالي تتسبب في حوادث الطرق مما ينتج عنها أضرار جسمية في الأرواح.


============


ليست هناك تعليقات: