١٩‏/٠٦‏/٢٠٠٩

يعمل في هندسة شبكات الكمبيوتر والربط الإلكتروني أحمد آل علي يحلق عالياً بتصوير الطيور




بدأ شغف أحمد عبدالله آل علي بالتصوير في المرحلة الدراسية الجامعية حيث كان يقف باعجاب امام الصور المتناسقة التي تستطيع ايصال الفكرة بالمشهد فقط دون حاجة الى العناوين.



ونمت مهاراته الخاصة بعد حيازته على أول كاميرا احترافية والتقط في بداية دخوله عالم التصوير مختلف المجالات، منها المعماري والمناظر الطبيعية وغيرها ليجد نفسه في النهاية يميل الى التخصص في تصوير الحياة البرية والفطرية في الإمارات خصيصا الطيور لما فيها من ايصال لعالم مخفي للأغلبية ولما فيها من تدبر في عظمة الخالق في رؤية الحياة الخاصة بهذه الطيور وكيف تقضي يومها.

واحمد عبدالله آل علي المولود في اكتوبر 1982 خريج بكالوريوس هندسة شبكات الكمبيوتر، ويعمل بالربط الإلكتروني في دائرة حكومية بالشارقة علاوة على المهام الوظيفية اليومية الخاصة بمهندس الشبكات. يقول احمد عبدالله: تأملت كثيرا الطيور وبدأت اسجل بالكاميرا كل مايدور في عالمها، كيف تأكل؟ كيف تعيش؟ كيف تتكاثر؟ وكيف تتصرف اجتماعيا والكثير الكثير من خبايا هذا العالم الكبير، وفي كل صورة التقطها اقول «سبحان الله» وما اصبو اليه هو ايصال هذه الحياه الخفية الى المتلقين وارغام السنتهم علي التسبيح لاشعوريا، كما انني اسعى عن طريق هذا النوع من التصوير الى زيادة الوعي البيئي لدى المجتمع بالحياه الفطرية والبيئة الغنية لدولة الإمارات.


ويشير الى ان مجال دراسته وعمله لاعلاقة له نهائيا بالتصوير، ولم افكر قط ان اعمل كمصور محترف لعدة اسباب اذكر منها ندرة ان يطلب هذا النوع من التصوير «الطيور» في الدولة.
وانعدام الثقة بكفاءة وإمكانيات المصور المواطن، وتفضيل الأجنبي عليه نظرا لانهم قطعوا باعا طويلا في هذا المجال، وقبل كل هذا فان حبي لهذا النوع من التصوير ليس له هدف مادي، بل ان المردود المعنوي ونشر الثقافة البيئية عن طريق التصوير يعتبر هدفا اسعى لتحقيقه، وانه ليحزنني كثيرا هذا الاهتمام من الأجانب بهذه الثروة في حين لاتجد اقبالا يذكر من قبل المواطنين مع كل ماتحمله هذه التجربة من جاذبية وجمال.


واود ان اذكر هنا انني اعمل جاهدا لأكون اول مواطن إماراتي ينضم الى لجنة الإمارات لتسجيل الطيور والتي تضم عددا من الخبرات الاجنبية في مجال تسجيل الطيور، فانا اضافة الى تصويري للطيور اقوم ابرصد لاحصائيات عن الطيور المتواجدة في الدولة وارسلها الى اللجنة المختصة لاضافتها الي التقارير والاحصائيات السنوية.
حب من القلب


ويستطرد أحمد عبدالله آل علي في حديثه عن رحلته مع التصوير قائلا: اقتنيت أول كاميرا احترافية بعد استلامي لأول راتب شهري، قمت بعد ذلك بتغييرها عدة مرات الى ان وصلت الى مايرضي رغباتي في الكاميرا ذات المواصفات العالية والتي تخدمني في المجال الذي تخصصت فيه،ونظرا لندرة المتوجهين الي هذا النوع من التصوير لم يكن هناك من شخص معين قام بتشجيعي للدخول في هذا المجال خاصة في البداية، بل كان الامر نابعا من حبي لهذا الفن.


وجاء انحيازي لهذا النوع من التصوير بسبب احد مصوري الطيور من دولة الكويت ويدعى «يوسف كيتي» وهو استاذي الأول ومثلي العربي الأعلى في تصوير الطيور، بعدها تلقيت الكثير من التشجيع من الأهل والأقارب وبعض الأصدقاء بعد ظهور الصور وماابرزته من جمال للطيور والبيئة التي تعيش فيها.


ولقد حفزني هذا الاعجاب الذي وجدته من الناس الي التخصص اكثر في الطيور تحديدا لأنه فن لازال منسيا في دولة الإمارات ويندر العثور علي المهتمين به، اضافة الى اهتمامي بعرض عالم رائع لايراه ولاينتبه اليه الكثير من الناس حيث ان بعض المشاهد تتطلب متابعة للطائر لفترات طويلة قد تصل الى عام كامل احيانا مما يجعله مجالا صعبا ويحتاج الى صبر وممارسة وتحد وانا مازلت في بداية المشوار.


اماكن تصوير الطيور


ويضيف آل علي تنقسم الطيور في الإمارات الى اربعة انواع هي: الطير المقيم والمهاجر المحلي والمهاجر والزائر حيث اقوم بمتابعتها كلها، ولكل طير بيئتة الخاصه فيستحيل مثلا وجود طائر يحب الرمال الصحراوية في البحر والعكس، وتتميز الإمارات بتنوع البيئات فهناك البيئة الصحراوية وهي الاوسع، وهناك البيئة الساحلية وتنقسم الى سواحل وجزر وخيران ومستنقات طينية وهناك ايضا الجبال وهي المتركزة في المناطق الشمالية والشرقية بطبيعة دولة الإمارات الجيولوجية اضافة الى السهول ويتفرع منها السهول الحصوية.


والمسطحات الخضراء والتي تعتبر بيئة خاصة وتنضم اليها الحدائق، ولايوجد مكان مخصص لتصوير الطيور نظرا لان لكل طائر بيئته، فعلى سبيل المثال لكي اقوم بتصوير طائر «الحسيني» وهو مهاجر ربيعي اقوم بالذهاب الى الحدائق ذات الأشجار الكثيفه مثل حديقة الممزر في دبي او منطقة الخالدية في ابوظبي، ولكي أرى طائر القبرة الهدهدية او كما يطلق عليها محليا «أم سالم» اقوم بزيارة المناطق الصحراوية والسهول الرملية مثل منطقة «ليوا» في المنطقة الغربية او الرفاعة في المنطقة الشرقية.


ويتخلل العام موسمان للهجرة يفصلهما فترة خمول لايتواجد فيها الا الطيور المحلية المقيمة والمتكاثره والقليل من الطيور المهاجرة،وأول موسم للهجرة يبدأ في الخريف وهي الفترة الواقعة بين منتصف اغسطس الى نهاية سبتمبر او اوائل اكتوبر حيث تكون اراضي الإمارات محطة عبور للطائر المهاجر ولايستقر فيها فهو يشرب الماء ويبحث عن الغذاء ويكمل مسيرته الى وجهته وغالبا ما تكون شرق آسيا و شمالها.


يليه موسم الطيور الزائرة وهي الطيور التي تأتي من بلدانها الأصلية لتستقر في الإمارات الى بدايات شهر مارس وقد يغادر بعدها في اوائل او منتصف شهر مايو، اما الموسم الثاني فهو الهجرة الربيعية لوقوعة في فصل الربيع وبدايته في اوائل فبراير ونهايته في اواخر ابريل الى منتصف مايو.


حيث تعود الطيور الذاهبة من الهجره الأولى الى دولها الأصلية وهي أوروبا وجنوب افريقيا على سبيل المثال لا الحصر، ليأتي بعد هذا موسم الخمول حيث لاترى غير الطيور المقيمة الدائمة المتكاثره في الدولة وأغلبها طيور صحراوية، وفي نفس فترة الخمول تنشط قليلا حركة الطيور البحرية وتختلف هذه الطيور ونسب تواجدها بين الخليج العربي وخليج عمان حيث انها تكثر في الأخيرة.


التصوير بالاندماج


ويقول احمد عبدالله ان تصوير الطيور تحديدا يحتاج الى تكتيكات معينة يجب اتخاذها للخروج بنتيجة مرضية اذكر منها التخفي والاندماج مع الطبيعة سواء كان بلون الملابس او بنصب خيمه تمويهية متجانسة مع لون الطبيعه المحيطه والإنتظار داخلها حتى يحل الطائر في مكان قريب فنقوم بتصويرة.


وتأتي هذه التكتيكات بعد ان يقوم المصور بدراسة الطائر وتصرفاته والأماكن التي تكثر زيارته لها فينصب مخبأه في احد هذه الأماكن بعد التأكد من الزاوية المناسبة والخلفية وغيره من امور تساهم في الخروج بالنتيجة المطلوبة، وإختيار اللقطة أمر صعب للغاية فهو يحتاج الى ممارسة وخبرة، اضافة الي متابعة أعمال كبار المصورين حتى نكتسب من خبراتهم.


كما يعتمد اختيار اللقطه على العديد من العوامل مثل الإضاءة وموقعها فلن يخرج المصور بنتيجه مرضية اذا كانت اضاءة الشمس عمودية على الطائر او في وجه المصور، وكذلك مكان التصوير مهم ايضا فاللقطه الجميلة هي التي تلتقط الطائر وتبرز ملامحه من وجه وريش على غصن مفرد او سطح مستوي بدون وجود عوائق او مشتتات فلا ينصح بتصوير الطائر وحولة الكثير من الأغصان، ومن المهم جدا عزل الطائر عن الخلفية او ما يسمى بالمفهوم التصويري «عمق الميدان».


هناك تعليق واحد:

tarek alghnam يقول...

السلام عليكم
الاخت ايمان قنديل
سعيد بوجودى بمدونتك الرائعه التى وجدت فيها معلومات جديد وانشاء الله يسعدنى التواصل معك
تقبلى تحياتى وشكرى
ودمتى بود