٢٧‏/٠٦‏/٢٠٠٩

سعيد على سعيد: لغة الإشارة تسمع بالعينين وتنطق باليدين


كان صديقه الأبكم سببا في اصطحابه الى عالم من الأصدقاء جميعهم في مأساة واحدة لا يسمعون ولا يتحدثون، هذا المشهد الدرامي جعله يتجه الى دراسة لغة الإشارة، ومن ذلك الوقت أخذ على عاتقه أن يكون الصديق المخلص لهم ينقل لهم ما يدور حولهم من أحداث، ربما لا يستطيعون حل الغازها، ولكن يعرفونها، وخلال دورات عديدة استطاع سعيد علي سعيد أن يصبح مدربا متخصصا في لغة الإشارة، يتنقل من مكان الى آخر حتى استقر به الحال للعمل في مؤسسة زايد للرعاية الشاملة.


يقول سعيد تربيت مع جاري الأصم الذي أصبح صديقا حميما لي فيما بعد، ولشدة تعلقي به تمنيت ان أساعده بشتى الطرق.


وحاولت أن أنقل له ما يدور من أحداث بالإشارة، وكان لهذا الصديق فضل في إنه نقلني الى عالم الصم والبكم، وذلك لأنهم يعرفون بعضهم البعض ويتصادقون فيما بينهم، وكان اقترابي منهم سببا في شغفي لتعلم لغتهم حتى أستطيع التعامل والتفاهم معهم، ولم أشعر بالسعادة عندما درست التاريخ وقررت بعد تخرجي ان أدرس لغة الإشارة بطريقة علمية حتى أتمكن منها، ولم أنوي مطلقا أن أعمل في هذا المجال، بل جاء عملي بالمصادفة عندما قرأت إعلانات عن رغبة العديد من المؤسسات الخاصة برعاية تلك الفئة لتعيين مدربين لهم، وعندما درست لغة الإشارة لم يكن من ورائها القصد المادي، بل تعلمتها حبا في اقتحام عالم هؤلاء الذين عزلتهم إعاقة السمع عن أحداث العالم من حولهم.


ويواصل سعيد قائلا: هؤلاء الذين لديهم إعاقة سمعية تمنعهم من تعلم الكلام هم في الواقع إناس حساسون للغاية، ويتمتعون بقدر كبير من الذكاء، وهم في كل بلد يعرفون بعضهم البعض ولديهم أيام خاصة في الأسبوع أو الشهر يجتمعون معا للترويح عن أنفسهم، أو للتنزه بطريقتهم.


وهؤلاء يحتاجون الى من يفهمهم ويقدرهم خاصة أن فيهم الموهوبين والمبدعين والمتفوقين دراسيا، وهم طيبون جدا وعندما يتعرفون بأحد يحبونه كثيرا لأنه دخل عالمهم وتقرب منهم.


وبالنسبة للغة الإشارة تختلف من دولة الى أخرى حسب معاني الكلمات، وحتى عندنا في الإمارات فهي تختلف من إمارة الى أخرى، تماما كاللهجات التي تختلف في بلد واحد رغم أن اللغة واحدة، لغة لإشارة هي اللغة الطبيعية للصم تعبر عن كلمات ومفاهيم من خلال حركات اليدين ووضعهم وهي وسيلة اتصال تعتمد اعتمادا كبيرا على التناسق بين العين وقدرة الجسم على الحركة.


ومن خلال هذه اللغة يتم التعبير عن أي فكرة يعبر عنها باللغة المنطوقة، وهولاء او هذه الشريحة من دوي الحاجات الخاصة يصروا على توصيل رسالتهم بقوة ارادتهم محاولين إقناع السامعين بلغة خاصة بهم، ولكي تتحدث بلغة الإشارة تأكد من وجود اضاءة بوضع يكون الضوء أو الشمس على عين الآخر، ولا تغطي فمك الا اذا تطلبت الاشارة ذلك لئلا تمنع قراءة الشفاه كذلك لا تستعمل كلمة غتم وأهبل أو صم بكم أو اصمخ أو اصقه استعمل فقط صم، فإن التعبير الأول مهين والثاني خاطئ.


حيث ان معظم الصم لديهم مقدرة الكلام والجميع يمتلك لغة وهي لغة الاشارة، عليك ان تفكر بطريقتهم وتتكلم بلغتهم وبأسلوبهم حتى تتعرف على مواطن القصور وتعدلها، وتفاعل مع إشارتك ليظهر التعبير على وجهك وجسمك.


وعند التعامل مع الأطفال في الفصل الدراسي تذكر الا تلبس أي شيء يشتت نظر الأصم مثل قميص متعدد الألوان أو ذهب وحلي وخصوصا الفتيات، يسمع الصم بواسطة عيونهم ويتكلمون بواسطة الأيدي، هذه بعض الملاحظات التي يجب على متعلم لغة الاشارة ان يفهمها

====================
منشور في جريدة البيان

ليست هناك تعليقات: