٠٩‏/٠١‏/٢٠٠٩

المخرج طريف سيد .. أول عربي في لجنة تحكيم جائزة إيمي العالمية



هو أول مخرج عربي يتم اختياره ضمن لجنة التحكيم لفئة الأفلام الوثائقية ضمن نهائي جائزة إيمي العالمية في نيويورك.




«سيد»، والذي يحمل شهادة في الاخراج والتمثيل، بدأ حياته المهنية في الإنتاج الإعلامي في لبنان في عام 1992 حيث عمل مع عدد مع شركات الانتاج المحلية والدولية. في أواخر عام 1999، انتقل إلى دولة الإمارات العربية المتحدة للانضمام الى قناة أبو ظبي. وفي عام 2001 قرر أن يحقق طموحه الشخصي في دبي، الرائدة في الانتاج الاعلامي في الشرق الاوسط، حيث قام بتأسيس شركته (ذا فريم) برأس مال متواضع جدا، وكان رأس ماله الحقيقي خبرته وإيمانه بما يقوم به، وكانت البدايات متعثرةبعض الشيء، إلا أنه لم ييأس وتحدى كافة الصعوبات وأجتاز بإيمان كافة العراقيل، وأصبح له أفلاما وثائقية تعرض على التلفزيونات العربية، وهو ينظر الى نجاحه ويؤكد لنفسه أنه لايزال أمامه الكثير ليقوم به،وحاليا يعد لإنتاج فيلمين وثائقيين إضافة الى سلسلة تلفزيونية رائعة بعنوان (إكتشف الإمارات)، وسلسلة أخرى حول الموسيقى الصوفية.




وطريف ايضا عضو في الأكاديمية الدولية للفنون والعلوم التلفزيونية والتي تعتبر أكبر منظمة دولية للإعلاميين التلفزيونيين، حيث يبلغ عدد أعضائها أكثر من 70 دولة، وما يزيد على 400 شركة. وهو أول عربي يتم اختياره ضمن لجنة التحكيم لفئة الافلام الوثائقية ضمن نهائي جائزة إيمي العالمية 2008، والتي ستعقد في 22-23 نوفمبر 2008 في مدينة نيويورك في الولايات المتحدة الأميركية. ويعتقد طريف أن دوره كواحد من لجنة التحكيم لجائزة ايمي العالمية وكعضو في الأكاديمية الدولية للفنون والعلوم التلفزيونية، حمله مسؤولية أكبر تجاه تشجيع وتعزيز صناعة الأفلام الوثائقية في العالم العربي وربطها بالساحة العالمية، وهذا هو التحدي بالنسبة له في أن نجعل صوتنا مسموعا في كل مكان ممكن وبالادوات الصحيحة.


ويؤمن طريف سيد أن لدينا في الوطن العربي المواهب والتقنيات والقدرة على المنافسة وانما ينقصنا الدعم والاعتراف بأهمية الفيلم الوثائقي وضرورة وجوده بشكل أكبر على الشاشات العربي، ولدينا عدد كبيرا من السينمائيين والمنتجين والمخرجين الموهوبين الذين ينبغي إكتشافهم لكن للأسف معظم شركات الإنتاج لا تستثمر أو تؤمن بتلك المواهب. - تحويل المقبرة الى فن: د.أحمد حسن مغربي المحرر العلمي في جريدة الحياة يقول: ما أن سمعت بنبأ ترشيح المخرج طريف السيد حسن للمشاركة في اللجنة التحكيمية لجوائز «إيمي» العالمية للأعمال التلفزيونية، حتى تبادر الى ذهني ما أعتبره الحدث الأول الذي أظهر لي الفنان (بالمعنى القوي للكلمة الذي يتضمن أساساً الإبداع) فيه. فقبل بضع سنوات، أُسند إليه دور في مسرحية مقتبسة عن رواية دوستويفسكي الشهيرة (الجريمة والعقاب).


ويعمل المهتمون بشؤون الثقافة أن تلك الرواية الكلاسيكية تحوّلت أفلاماً ومسرحيات ما لا يحصى من المرات. ويمكن اعتبار تجسيد دور الأب في تلك المسرحية، مقبرة فعلياً، لكثر ما تكرر تمثيلها. والأرجح أن السؤال الذي دار في ذهن صديقي هو كيف يمكن تحويل هذا الدور-المقبرة الى فن؟ ما هي الإضافة التي يمكنها أن تجعل من التكرار إبداعاً؟ لن أتوقف أمام التفاصيل، لكن اللمسة التي فكّر فيها طريف جعلت وضعت طريف في تحد مع المخرج لأنها كانت أصيلة الى حدّ أنها تضاربت مع رؤية المخرج، التي كانت تقليدية تماماً.


وأصرّ طريف على موقفه، فظهر لي جانب آخر فيه وهو أصالة الفنان وإصراره على إبداعه حتى لو دفع ثمناً غالياً لذلك. فَقَد طريف الدور، لكنه كسب احترام معظم الوسط الفني في لبنان، الذين لم يفتهم عمق التغيير الذي أراده. ولم يترددوا في إبداء إعجابهم فنياً بفكرة أن يظهر الأب بثوب نسوي خليع وأحمر اللون، ما يظهره بصرياً كمصدر للعهر الذي ضرب حياة ابنته ودمر حياة راسكولينكوف، الشخصية الرئيسية في تلك الرواية!


وتدريجياً، تبدت لي ملامح أخرى في شخصيته، وخصوصاً استقلاليته في التفكير كمثقف. فعلى رغم كل ما عرفه لبنان من زلازل، استطاع طريف أن ينجو بعقله من وحوش الخطابات الطائفية والمذهبية، كما من التفكير المتحجر للإيديولوجيات التي ملأت البلد واستولت طويلاً على مثقفيه. وكذلك بيّنت النقاشات الكثيرة معه، قوة إطلاعه على الأدب والمسرح التمكن من التيارات الفلسفية، وواصل المغربي والسينما، عربياً وعالمياً، وكذلك تمكّنه من التيارات الفلسفية الأساسية في عقلانية التنوير الغربي بمشاربها المتنوّعة.


ويربط بين تلك النواحي بعضها ببعض، كما يربط بينها وبين ما يمارسه من أعمال فنية، بداية من التقاط الصورة المفردة ووصولاً الى صنع الأشرطة المختلفة. ولعل شيئاً لا يُظهر هذا (المزيج) ونكهته الخاصة أكثر من الأفلام الوثائقية المتلفزة التي يعطيها الكثير من جهده وتفكيره وخياله. ويلفت فيه اهتمامه بصنع ما يشبه الجسر بين تلك التيارات الثقافية والتجارب التي يعاينها حياتياً.


ويجمع بين صفات طريف، الذي اعتز بصداقته، تشرّبه العميق لمعنى الحرية ثقافياً، والميل الى ممارستها في فنه وحياته. وإذا أُضيف الى ذلك سجاياه كإنسان واقعي التفكير وصدقه في التعامل مع الاصدقاء وشفافيته عاطفياً وشعورياً، يصل الكلام الى رسم صورة طريف الانسان والفنان، الذي أتمنى أن يكون اختياره للجنة التحكيمية، وكأول عربي، لجوائز (إيمي)، بداية فعلياً لأن ينال طريف ما يستحقه.


ويقول الممثل اللبناني بديع أبو شقرا : طريف هو صديقي منذ أيام الجامعة. في تلك الأيام كان لكل منّا أحلامه وتوجهاته. وفي الوقت الذي اتجهتُ والعديد من أصدقائنا إلى التمثيل، اختار طريف الإخراج وكان منذ البداية وفياً لهذا الهدف. بالنسبة لي كنت متأكداً من أنه سينجز شيئاً ما.


إن الإيمان بأن ما من شيء وليد المصادفة وأن العمل، أي عمل يحتاج إلى جهد ومتابعة وصبر وإصرار، هو ما يقود الإنسان إلى هدفه. وأعتقد أن طريف ومنذ البداية لم ينتظر أن تأتيه الفرصة وإنما عمل بجهد كبير ، وبإصرار عنيد على بلوغ أقصى ما يمكن في المجال الذي طالما أحب.


طبعاً لم أستغرب اختيار طريف كمحكّم في نهائيات جائزة الإيمي. وأنا كممثّل عربي يعني لي الكثير أن يكون ثمة من يمثّل العرب في هكذا جائزة، لربما يكون هذا باباً لحضور عربي أقوى في الجوائز العالمية.



================



ليست هناك تعليقات: