٢٢‏/٠٥‏/٢٠٠٩

أمينة ثاني.. شاعرة ورياضية ومؤسسة أندية




عندما كانت طفلة صغيرة لم تكن ألعاب البنات تستهويها، فلم تلعب معهن «الغميضة» أو «اللقفة»، ولم تهتم كثيراً باللعب بالأرجوحة أو العرائس، بل اتجهت إلى لعبة كلفتها الكثير من غضب الوالدين اللذين اعتادا عقابها بالضرب حتى تتركها، إلا أن الضرب كان يزيدها عناداً وإصرارا، بل وتتعجب من إصرار الجميع على أن لعبتها المفضلة هي لعبة تقتصر على الأولاد فقط، وطالما سألت نفسها مراراً ولم تجد الإجابة لماذا لا تلعب البنات كرة القدم؟
ولشدة عشقها لكرة القدم ولعبها إياها بحرفية، أصبحت أول فتاة في منطقة المصلى في الشارقة تكوّن فريقا لكرة القدم من أولاد الفريج الذين شجعوها وتابعوا بإعجاب أهدافها التي كانت سببا في فوز فريقها، ثم تابعت حياتها لتكون بطلة رياضية تساهم في تأسيس فرق كرة الطائرة في المدرسة وفي النوادي، ثم اتجهت لدراسة علم الاجتماع، ومازالت تعمل في المجال الذي أحبته كمدربة وإدارية لفريق كرة الطائرة لكلية تقنية العين، ومسؤولة الأنشطة الرياضية في منطقة عجمان التعليمية.
تضحك الرياضية والشاعرة أمينة ثاني وهي تتذكر طفولتها قائلة: «كان عشقي لكرة القدم يفوق الحدود إلى درجة عدم اهتمامي بعقاب أبويَّ لي بالضرب، ولم أهتم كثيراً ب«العلقة الساخنة» التي كنت أنالها من أبويَّ أمام لذة الانتصار وتسجيل الأهداف، ولم يكن في ذلك الوقت لدي اهتمام بكرة القدم النسائية لذلك كنت ما أفعله غريبا ومستهجنا.
إلا أنني وبعد أن كبرت اتجهت إلى لعب الكرة الطائرة في المدرسة الابتدائية واستمررت كلاعبة ومدربة أيضاً في المدرسة الإعدادية والثانوية وحتى الجامعة، وأسست أول فريق لكرة الطائرة في نادي الشعب عام 1978م، ورأست اللجنة الرياضية في جامعة الإمارات عام 1984م، ولعبت ودربت في نفس الوقت فريق كرة الطائرة وفزنا بالمراكز الأولى في جميع البطولات.
وفي عام 1994م أسست فريق الكرة الطائرة لنادي الفتيات في الشارقة بدعم ورعاية كريمة من سمو الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي وحصلنا على المركز الأول في أول بطولة خليجية عام 1997م، ثم توالت البطولات بعد ذلك، ثم انتقلت بعد ذلك إلى نادي الوصل حيث كونت أيضا فريقا نسائيا للكرة الطائرة وأصبحت مشرفة وإدارية لهذا الفريق ، وخلال ثلاث سنوات حاز على بطولات مهرجان التسوق الأول للسيدات والثاني طالبات.
دوري المحترفين
وتضيف: «أسست أيضاً عام 2004م فريق سيدات نادي عجمان للكرة الطائرة والذي تم إشهاره تحت رعاية الشيخة خولة بنت خالد آل نهيان، ودخلنا كأول فريق «مواطنات» دوري المحترفين، ثم توسعنا في النادي لنكون فريق ناشئات، والآن نقوم بتأسيس فريق سيدات للسلة، كما أشهرنا في النادي أول مركز تنس طاولة سيدات تابع لمنطقة عجمان التعليمية».
ورغم أنها تشجع الفتيات على ممارسة جميع اللعبات الرياضية إلا أنها تفضل لهن كرة الطائرة حيث تقول: «هي لعبة فنية تعتمد على الذكاء وكما يقول المثل(يفهمها وهي طايره) فلاعب الكرة الطائرة لابد أن ينطبق عليه هذا المثل».
وعن مهام عملها كمسؤولة الأنشطة الرياضية في منطقة عجمان التعليمية تقول: «الإشراف على جميع الفرق الرياضية في المنطقة، اختيار الموهوبين من المدارس، الإشراف على الخطة السنوية للوزارة، كما أننا استطعنا في منطقة عجمان التعليمية تحقيق الفوز بالمراكز الثلاثة الأولى خلال السنوات الثلاث الفائتة في كرة الطائرة وألعاب القوة وتنس الطاولة».
وعن مدى إقبال الفتيات في عجمان على ممارسة الرياضة تؤكد أن الإقبال أكثر من ممتاز، وتقول: «هناك تشجيع كبير من أولياء الأمور لانضمام بناتهم للفرق الرياضية، والحقيقة أنني أحرص على التواصل مع أولياء الأمور للتعرف على عائلات البنات، ومحاولة حل المشاكل التي قد تعترض طريقهن بشأن الدراسة أو ممارسة الرياضة.
كما أنني على اطلاع دائم على المستوى العلمي للبنات الرياضيات، والتي تقصّر في دراستها لا مكان لها في الفرق الرياضية، ومعظم البنات يجدن في ممارسة الرياضة فرصة جيدة لتمضية وقت الفراغ فيما يفيدهن.
كذلك التعرف بصديقات جدد، والاهتمام بالصحة والرشاقة، وجميعهن مخلصات ويلعبن بحب دون انتظار المقابل، وجميع الطالبات يشاركن ويجتهدن من أجل الفوز وتحقيق مراكز دون حوافز مادية إلا أننا في الفترة المقبلة ربما نبحث في ذلك، بيد أننا نعوض هذا الحافز بحوافز معنوية كالاشتراك في الرحلات والحفلات المدرسية».
تطور للخلف
وتشير ثاني إلى أنه قد حدث للرياضة تطور عكسي في وقتنا الراهن، وذلك لأنه في الماضي كان الاهتمام بالأنشطة الرياضية مكثفاً في المدارس، وكانت فرق اللعبات المختلفة تشارك من خلال المدرسة الواحدة، وكانت الفرق الفائزة تنال اهتمام المسؤولين من حيث التكريم والاحتفال بها بشكل مناسب.
وتقول: «الحقيقة أنه لا توجد خطة محددة للوزارة بشأن حصص الرياضة التي قلّ الاهتمام بها بنسبة كبيرة أفقدتنا أبطال المدارس، ولم يعد هناك منتخبات خاصة بالمدارس بل أصبح التنافس بين مدرسة وأخرى، فمدارس المنطقة التعليمية أصبحت مدارس تخصصية بمعنى أن هناك فرضاً على كل مدرسة لنوع الرياضة التي تمارسها، وهذا أضر بالرياضة في الميدان لأنه لا يوجد تنوع في المدرسة الواحدة، فكيف نفرض على مدرسة بعينها مثلاً أن يكون لاعبوها في فريق كرة الطائرة، وقد يكون في نفس المدرسة طلاب موهوبون في لعبات أخرى إلا أنهم سيحرمون من ممارستها لأن الوزارة صنفت مدرستهم بلعبة معينة، ومن وجهة نظري فإن المنتخبات الرياضية في المدارس مهمة لأنها أساس قاعدة الرياضة، ومنتخب كل منطقة تعليمية ينافس منتخبات الدولة».
وتؤكد ثاني أن اهتمامها الأول والأخير هو الرياضة وكل ما يتعلق بها وتقول: «حياتي كلها رياضة، لعبت كرة قدم وكرة طائرة وعملت في مجال الرياضة، والآن أتولى مسؤولية الأنشطة الرياضية لمنطقة عجمان التعليمية، وأحرص على قراءة جميع الملاحق الرياضية في الصحف المحلية، وأتابع القنوات الرياضية في التلفزيون، إلا أنني أعيب على الصحف المحلية عدم اهتمامها ولو بخبر صغير بالإنجازات الرياضية التي تحققها في مجال الرياضة المناطق التعليمية أو الجامعات في الدولة خاصة الفتيات من اجل تشجيعهن، كذلك أتمنى من وسائل الإعلام تسليط الضوء على البطولات التي تحرزها فرق البنات التابعة للمدارس خليجيا وهي نتائج متقدمة ومشرفة».



هناك تعليقان (٢):

غير معرف يقول...

الله يعافيج كبتن امينه ثاني والله ودي اكون نفسج صراحه انتي ووووووااايد روععه وشكرا........

العاقله يقول...

الله يعافيج (أمينه ثاني )