٠٣‏/٠٥‏/٢٠٠٩

المرأة في وسائل الإعلام سلبية ونمطية ورمز للجنس - 1


تشير أغلب الدراسات التي أجريت على صورة المرأة في وسائل الإعلام، إلى أن المرأة ورغم الدور الإيجابي الذي حققته في المجتمع تعاني من إبرازها بصورة نمطية سلبية تسيء إليها، حيث يعرضها الإعلام كسلعة ورمزا وأداة للجنس، وأن التركيز الأكبر على شكلها وجمالها من خلال الاهتمام بالموضة والتجميل والأزياء وغيرها، وإهمال الموضوعات والبرامج التي تخاطب عقلها وفكرها، باستثناء عدد محدود جدا من البرامج التي تتعرض لقضايا المرأة الاجتماعية والسياسية وأن صورة المرأة في الإعلام العربي لا تزال كما هي لم يظهر عليها إلا تغيير طفيف.

ومن خلال استطلاع أراء بعض النساء عن رأيهم في صورة المرأة في وسائل الإعلام المحلية والعربية جاءت الإجابات منصفة وعادلة نوعا ما وقررن جميعا أنه مثلما توجد سلبيات توجد أيضا إيجابيات ومن الخطأ أن نعمم أن جميع ما يعرض عن المرأة في وسائل الإعلام سلبي بل هناك اهتمام بقضايا المرأة وتسليط الضوء على الأدوار التي تقوم بها داخل مجتمعها ومساهمتها في عجلة التنمية.تعتب الباحثة الاجتماعية مريم الفزاري على كل وسائل الإعلام العربية مؤكدة أنها لا تظهر الصورة الحقيقية للمرأة بل وتتبنى قضايا وهمية وبصورة أقرب إلى المبالغة والتهويل وتضيف: لكن علينا أن نعترف أيضا أن في وسائل إعلامنا المحلية من فضائيات أو جرائد ومجلات موضوعات جيدة تظهر المرأة بصورة إيجابية، وتلقي الضوء على قضاياها المختلفة.

وتناقش أية قوانين تطرح من أجل حمايتها والحفاظ عليها، وأيضا تبرز لنا ما حققته المرأة الإماراتية من نجاحات في كافة المجالات، إلا أنني أتمنى مزيد من تركيز الضوء على مشاركات المرأة ودورها الفعال في مواقع العمل ومنحها مساحة أكبر وأتمنى أن أرى في الدراما المحلية قصص لنساء ناجحات من الإمارات نفخر بهن ونستفيد من تجاربهم وليكن قدوة لبنات المجتمع خاصة الفتيات الصغيرات سنا.ففي مجتمع الإمارات نساء تحدين الصعاب بإرادة حديدية واستطعن تحقيق ما لم تستطع الجدات فعله، ونلن أعلى الشهادات وتبوأن أعلى المناصب، فنحن نفخر بما وصلت إليه المرأة في الإمارات، بل وأصبحت ابنة هذا الوطن نموذجا يحتذى به في كافة بلداننا العربية، والذي أراه في وسائل الإعلام سواء كانت مرئية أو مقروءة وأخص هنا المجلات بشكل خاص، هو استغلال كامل للمرأة بالتركيز على مفاتنها وكأنها كائن ممسوخ يسير طوع إرادة من يدفع المال، وأعتقد أن السنوات الخمس الأخيرة خير برهان على ما أقول.
ولا أدري ما الذي يدفع بهؤلاء النساء العربيات إلى التمثيل في أغاني الفيديو كليب وغيرها وهن نائمات على الفراش يلبسن المثير من الملابس، ولا أدري لماذا كل هذا التركيز على فنانات لا يملكن صوتا طربيا إلا أنهن يملأن شاشات التلفاز بأغنياتهن التافهة، ويملأن صفحات المجلات والجرائد بصورهن الفاضحة وأخبارهن التي تشعر المرأة بالقهر، فعندما تكون تلك النساء اللواتي يستعرضن أجسادهن هم المثل والقدوة خاصة عندما نرى تهافت رجال الأعمال والأثرياء للزواج منهن من المؤكد أن تسير فتيات العرب على دربهن السهل الجميل المفروش بالورود والأموال.
المرأة هي السبب
أما مصممة الأزياء منى المنصوري فلها رأي آخر فتقول: يجب علينا أن نكف عن إلقاء اللوم على وسائل الإعلام بأنها هي التي أظهرت المرأة بصورة سلبية، فالمرأة هي التي أبخست حقها وقبلت بذلك، فلم يجبرها أحد أن تفعل ذلك بنفسها، بل هي التي قبلت بأن تظهر بتلك الصورة السلبية مقابل المادة، كما أنه علينا ألا نعمم بسلبية صورتها في وسائل الإعلام، فهناك قنوات فضائية وجرائد ومجلات كثيرة تناقش قضايا المرأة وتساهم في تنميتها وتطورها وتقدم نماذج للمرأة يحتذى بها، والحكم النهائي لما يريده المتلقي وفي يده الريموت كنترول يستطيع أن يجد ما يناسبه حسب ثقافته وتركيبته الاجتماعية، كذلك أتعجب من هؤلاء وهم كثرة والذين يهاجمون المسلسلات الخليجية ويعتبرونها بعيدة عن الواقع.
والحقيقة التي لمستها بنفسي عندما كنت في زيارة للمحكمة ان ما نراه في المسلسلات واقعيا، فقد شاهدت نماذج تتناولها الدراما مثل المشاكل التي تحدث بين الأخوان بسبب الميراث وقضايا الطلاق وغيرها، وكنت في السابق أرى تلك النماذج في المسلسلات وأتعجب غير مصدقة، فالدراما جزء حقيقي لما نراه في المحاكم أو نقرأه على صفحات الجرائد والمجلات وخاصة صفحات الحوادث.
فوسائل الإعلام المحلية سباقة دائما في تغطية ومتابعة كافة قضايا المرأة أو القوانين التي تصدر، والمرأة في الإمارات حصلت على حقوقها كاملة بدعم القيادات ووسائل الإعلام التي لم تقصر يوما في تسليط الضوء على المرأة وقضاياها، والمراكز التي وصلت إليها فلماذا إذن ننظر فقط لنصف الكوب الفارغ.
وتواصل المنصوري: يتهمون المجلات بأنها تركز على الموضة والأزياء والتجميل، ونسوا أنه مثلما توجد تلك الأبواب توجد أيضا أبواب أخرى تخاطب المرأة نفسيا واجتماعيا ودينيا، وتحقيقات وحوارات تعكس قضاياها ومشاكلها ودورها في المجتمع، ثم أن المرأة أنثى أولاً وأخيرا واهتمامها بنفسها وجمالها يجب ألا ننظر له بأنه عيب، بل أمر مهم لأنه جانب إيجابي كي تحافظ المرأة فيه على زوجها، فكثير من الرجال يلجؤون إلى الزواج بأخرى بسبب إهمال الزوجة في نفسها، أو لعدم درايتها بكيفية الاهتمام بنفسها، لذلك أجد أن وسائل الإعلام ركزت في مخاطبة المراة على عاملين أساسيين مظهرها وجوهرها، وتغليب طرف على الآخر يعود للمرأة المتلقية نفسها حسب اهتماماتها الشخصية، فهي صاحبة القرار أولا وأخيرا.
العيب في الدراما
أبرار سعيد الشحي طالبة في جامعة زايد «علاقات عامة وإعلان» تؤكد أن هناك جوانب ايجابية كثيرة في قنواتنا المحلية تحديدا، فلا يمكن أن نغفل أن هناك برامج جادة تسعى إلى تثقيف المرأة وإبراز أهم قضاياها، وتسليط الضوء على النماذج الجيدة من النساء الإماراتيات، وعن نفسي أنا من المعجبات بقناة «سما دبي» وقناة «أبوظبي» من حيث البرامج التي تخص المرأة المواطنة والمرأة العربية واستضافة سيدات الأعمال والنساء المفكرات والباحثات وأستاذات الجامعة اللواتي لهن أدوارا في الحياة وهذا ساهم كثيرا في نشر الوعي وتحسين صورة المرأة العربية.
إلا أنني أعيب على الدراما الخليجية بشكل خاص أنها تعرض نماذج غير واقعية للمرأة عندنا، من حيث الملابس والمكياج المبالغ فيه لذلك فقصة المرأة التي تتناولها الدراما لا تدخل القلب لأنها غير صادقة، كذلك تركز تلك الدراما على نموذج المرأة الضعيفة المهانة وهذا يتعارض مع الواقع فالمرأة خاصة في الإمارات أخذت كافة حقوقها وهي امرأة قوية باعتراف الجميع.
فالمرأة في بلدي متزوجة وترعى بيتها وأولادها وتدرس أيضا حتى تنال شهادتها الجامعية وأمي نموذج على تلك المرأة التي لم تستسلم لواقعها ورفضت أن تنحصر مهمتها في البيت فقط لأنها وجدت المرأة حولها تتطور ووصلت إلى منصب وزيرة ونائبة في البرلمان وقاضية، لذلك أتمنى أن أرى تلك النماذج وهي موجودة بكثرة في الدراما المحلية وهي المرأة التي تمتلك من العزيمة ما يجعلها تنتصر على الزمن.
فاطمة الملا من جامعة زايد قسم علوم الاتصال والإعلام تقول:علينا أن نكون موضوعيين في تقييم الدور الايجابي الذي تلعبه وسائل الإعلام في حياتنا ككل وحياة المرأة بشكل خاص، وليس من المعقول أن نشير بأصابع الاتهام لكل ما هو سلبي وكأن وسائل الإعلام جميعا تتبنى السلبيات والتفاهات وتعمد إلى تسطيح فكر المشاهد والقارئ وخاصة المرأة، على العكس هناك برامج جيدة في قنواتنا المحلية والصحف والمجلات تسعى إلى إبراز دور المرأة في المجتمع ومساهمتها الفعالة في عجلة التنمية، وعلينا أن نعترف بدور وسائل الإعلام المحلية في مواكبة تطور المرأة منذ أن أهتم بالنهوض بها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وحتى يومنا هذا، ولا يخفى على أحد في العالم بأكمله المكانة المتميزة التي نالتها المرأة الإماراتية،ودعونا نسأل أنفسنا هل ما حدث آتى من فراغ ؟، أم أنه آتى نتيجة تكاتف أجهزة الدولة ودعم وسائل الإعلام؟.
وهنا يجب أن أشير إلى صورة المرأة التي ترضيني من خلال البرامج أو من خلال عمل ابنة الأمارات كمذيعة، وأعتقد أن قناة دبي وسما دبي أبوظبي تقدم تلك النماذج وتقدم برامج أسرية لها طابع المحلية.
نعم الفضاء المفتوح جعل كل من لديه قدرة مالية أن يمتلك فضائية يسيرها كما يحب، ولأن رغبته الأساسية هي جني المكاسب والأرباح فيسعى إلى تشويه صورة المرأة وتقديمها في صورة سلبية لا تتناسب مع عاداتنا ولا تقاليدنا، بل وجعلها كائن لا هوية له سوى استعراض مفاتنه، وأعتقد أنه لا يخفى على أحد أن تلك القنوات لها جمهورها الخاص ولا أعتقد أن الإنسان الجاد الذي يسعى إلى الإطلاع على ما يدور حوله في الوطن أو العالم أن يجلس يتابعها طوال الوقت وإن تابع مره فلن يكررها.
إلا أنني أعيب على نموذج المرأة التي تقدمه المسلسلات المحلية، وذلك لأنها تبتعد كثيرا عن واقع المرأة الإماراتية، كذلك الدراما الخليجية بشكل عام والتي تقدم المرأة كسلعة.





هناك تعليق واحد:

غير معرف يقول...

رائع
شكرا جزيلا لكم على هذا الموضوع
لقد وجدت فيه ما أحتاج للفرض الذي سوف أجتازه غدا انشاءالله