٣١‏/٠٥‏/٢٠٠٩

الرجال ينافسون المرأة في جراحات التجميل



أصبح الإقبال الكبير على عيادات جراحات التجميل ظاهرة تستدعى الوقوف عندها، لمعرفة العوامل التي ساهمت في ظهورها، خاصة وأن الكثيرين ممن يجرون ويؤيدون تلك الجراحات يرونها ضرورة عصرية دعمتها وسائل الإعلام والفضاء المفتوح الذي غير المفاهيم العربية نحو الجمال وجعلها تتجه الى النموذج الغربي.

وأن جمال الشكل والقوام من متطلبات معظم الوظائف، ولم تعد قاصرة فقط على المذيعات والفنانات. وتثبت الإحصائيات أن الحصول على الجمال والرشاقة صار هوسا يطارد النساء والرجال سواء، وحسب الأحصائيات يقدر حجم الإنفاق العالمي على جراحات التجميل (الرسمية) في العام الماضي نحو 70 مليار دولار. وقد أُجريت أكثر من 50 مليون عملية جراحية وغير جراحية قام بها نحو 100 ألف جراح تجميل مرخص. شجاعة فيروز: وبشجاعة لم اجدها في كثيرات رفضن التحدث في هذا الموضوع تعترف فيروز المرزوقي مذيعة روتانا خليجية أنها قامت بإجراء جراحة لأنفها وتقول: لم يكن أنفي هو المقصود بالعملية، فقد كنت أعاني من لغد تحت ذقني يظهر على الشاشة بصورة أعتقدت انها منفرة.

وذهبت للطبيب (حسبي الله ونعم الوكيل) فاقنعني أنه لابد من تعديل شكل انفي، ورغم أن أنفي صغير في الأساس ولا يحتاج لتلك العملية، إلا أنه أقنعني بإلحاح شديد، فقمت بإجراء جراحتي اللغد والأنف معا. والحقيقة إنني مازلت أعاني من أنفي فقد تورم وجهي على مدى شهرين كاملين، ولم تذهب البقع الزرقاء من أنفي الا بعد 6 شهور، والمزعج في الموضوع أن شكلي تغير تماما ولم يعرفني الناس حتى أهلي، وعانيت من تعب في أنفي، وطلب مني الطبيب أجراء جراحة للمرة الثانية، وحتى تلك زادت أنفي سوءا. فذهبت لطبيب أميركي زائر يجري تلك العمليات لفنانات هوليود، إلا أنه رفض إجراء عملية جديدة لتصليح انفي، وذلك لأن الطبيب الأول أزال عظمة الأنف ووضع بدلا منها قطعة من أردأ انواع البلاستيك الممنوع استخدامها تبعا لتعليمات منظمة الصحة العالمية، لإنها سببت حالات وفاة.

وفي نفس الوقت وضعها في جسم الإنسان يصعب على الشرايين والأنسجة التكون حولها، إلا أنني مضطرة لعمل جراحة ثالثة لإزالة القطعة البلاستيكية من أنفي، لقد كلفتني العملية الأولى 45 الف درهم، والثانية 75 الفا، ومازال في الأمر بقية، ولا أعرف ماذا ستكون النهاية. وتتابع المرزوقي، لقد أوقع الله هذا الطبيب في شر أعماله، فقد تم القبض عليه بسبب إهماله في جراحة لشفط الدهون راحت ضحيتها شابة صغيرة السن ماتت أثناء العملية. والحقيقة إنني مع جراحات التجميل والرشاقة، إذا كان هناك ضرورة لإجرائها، لكن أن يلعب الإنسان في وجهه ويترك الجراحين، الذي لا يخافون الله، يزينون له الخطأ من أجل حصوله على مزيد من الأموال وتضخم أرصدته في البنوك فهو امر مرفوض، وعلينا الا نثق في كلام جراح واحد بل استطلاع رأي أكثر من طبيب متخصص، وألا نتعجل الأمور حتى لاتكون العواقب وخيمة.
كل النساء متشابهات
وتقول ناديه بركات، مذيعة تلفزيون ابوظبي: نعم هناك هوس يسمى بعمليات التجميل، حيث أصبح تقييم الشخص من خلال مظهره الخارجي للأسف، وإذا استطلعنا رأي المراهقات من فتيات هذا الجيل سنجدهن يردن ان يصبحن أقل وزنا من الطبيعي تقليدا للموديلز، وقد ساهم في ذلك أنتشار الفضائيات التي جعلتنا نعتقد أن النموذج الغربي هو مقياس الجمال، وحتى في اوروبا والغرب نجد أن المقاس الطبيعي هو من 12-14 وهو الاعلى مبيعا في محلات الأزياء، ولكن للأسف الآن يفرض علي الجميع مقاس 8 مثلا، فاصبح هناك هوس بتخفيض كبير للوزن.
وتواصل بركات: لست ضد عمليات التجميل ولكن ضد أن تصبح هوسا، وأراها مناسبة مع تقدم العمر وظهور التجاعيد والاستسلام للسمنة، وعن نفسي جربت الحقن بالبوتكس مره ثم عدلت عنه حيث وجدت إنني لست بحاجة له حاليا. والحقيقة أجد كل النساء يتشابهن بعد إجراء جراحات التجميل.
ولم يعد لكل إمرأة ما يميزها ويمنحها طبيعة خاصة لشخصيتها، وأتعجب من جرأة الناس في الإقبال على تلك الجراحات رغم أن الصحف تطالعنا يوميا يضحاياها في العالم، وإذا كان لابد من إجراء تلك العمليات، فعلينا أن نتذكر أن هذا الجسد نعمة منحه من الله سبحانه وتعالى، وعلينا صونه وعدم تعريضه للدمار، لذلك لابد من مراجعة النفس اكثر من مرة، واستطلاع رأي أكثر من طبيب قبل إجراء عمليات التجميل، واختيار الطبيب الجيد الذي أجرى العديد من تلك الجراحات لإنه يخاف على سمعته من الضرر الذي قد يلحقه بالمريض.
تأثير الإعلام الخارجي
وتؤكد فاطمة البلوشي، مذيعة تلفزيون ابوظبي: أن للإعلام الذي يبث من الخارج دور كبير في تشجيع الناس للإقبال على تلك العمليات، حيث نري العديد من البرامج تستعرض نماذج لأشخاص يعانون من منغصات في حياتهم بسبب تشوهات في الوجه أو القوام، ثم نراهم بعد شهور من إجراء الجراحات وقد اصبحوا إناس اخرين في منتهى الجمال، كذلك الثورة والتطور الكبير في تقنيات تلك الجراحات جعلت الناس أكثر ثقة فيها، ورغم إنني لم اقم بأية عملية تجميل حتى الآن، إلا أنني أراها مناسبة لمن يعملون في مجال التعامل مع الجمهور، كالمذيعات والفنانات وغيرهم، من أجل قبول الآخر لهم، وربما عندما اصل لسن الخمسين والمس زحف التجاعيد على وجهي الجأ لتلك العمليات.
والرجال أيضا يتجملون
وهوس الرشاقة والجمال ليس قاصرا على المرأة فقط، حيث أظهرت إحصاءات لدائرة الصحة والخدمات الطبية في دبي، ونشرتها العربية نت، أن عيادات التجميل بدبي استقبلت خلال العامين الماضيين ما يقرب من 10 آلاف رجل اماراتي وخليجي وعربي وآسيوي.
وأعلن التقرير، أن إقبال الذكور على التجميل في الامارات زاد بنسبة 100%، مشيراً الى أنهم يجرون جراحات تجميل كانت تقتصر على النساء، مثل إزالة التجاعيد وشد البطن وتجميل الجفن وتنعيم الجلد.
وأوضح: أن العام الماضي سجل إقبال 64 اماراتياً و32 عربياً و39 آسيوياً في دبي على عيادات إزالة التجاعيد، و10 إماراتيين وعرب أجروا جراحات تجميل الجفن، ومثلهم أجروا تجميلاً للوجه، وأفاد التقرير بأن 10 اماراتيين وعرب أجروا جراحة شد للبطن، و18 إماراتياً و9 عرب أجروا علاجات تنعيم الجلد، وكشف أن الرجال الذين طلبوا التجميل في هذه العيادات عام 2007 زاد على 5000 شخص نصفهم من الإماراتيين.
افرازات الانفتاح
ويؤكد الأديب حارب الظاهري: أن الرجل مهمتم بجراحات التجميل والرشاقة أكثر من المرأة نفسها خاصة عمليات شفط الدهون، ويواصل: هناك عدة عوامل دفعت الناس للإهتمام بهذا الموضوع وهي أن العصر الحديث المنفتح على العالم أظهر لنا نماذج جديدة من الجمال لم نكن نعرفها من قبل.
واصبح جمال الشكل من أهم المؤهلات للحصول على وظيفة بجانب توفر المادة عند هؤلاء الذين يسعون الى إجراء تلك العمليات، فنحن نعاني من عدم الإهتمام بالمضمون ووضع الشكل في المرتبة الأولى، فلا يهم أن تكون المذيعة أو المذيع ذو عقل خاو وثقافة منعدمة، ولكن الأهم ان يتمتعا بالجمال، كذلك فان الثورة التي حدثت في تقنيات جراحات التجميل جعلت الناس لايخافون من إجراءها، لأنها أصبحت آمنه، وهناك زخم غير عادي تطالعنا به الصحف والمجلات والفضائيات للإعلانات الترويجية لتلك الجراحات، بجانب الإنسياق وراء أراء المحيطين الذين يروجون لأجراءها.
وأعترف ان الحديث بهوس عن جراحات التجميل جعلني راغب في تجربتها، وخاصة تلك المتعلقة بالسمنة، إلا أنني تراجعت عنها بعدما قمت بعمل نظام غذائي خاص بجانب ممارسة يومية للرياضة، وعندما فقدت وزني نسيت موضوع الجراحة. وهناك الكثيرات من حولي أعرف أنهن أجرين عمليات للتجميل لتحسين بعض العيوب في وجوههن، إلا أنني أرى أن شكلهن كان أفضل قبل إجراء تلك الجراحات، بل وأعتقد ان كل من قامت بذلك فقدت جزءا جميلا من شخصيتها.








=================




هناك تعليق واحد:

MzAjYaH يقول...

تسلم ايدج وعساج ع القوه

@^،^@