١٤‏/١٢‏/٢٠٠٨

فايزة الزرعوني.. أول رئيسة قسم في شركة بترول



التميز هو أهم ما يشغل فايزة الزرعوني المدير التنفيذي للدعم الإداري في شركة منازل العقارية، والتحدي هو الطريق الذي قاد خطواتها من نجاح إلى نجاح، ولأنها الأولى في ترتيب أخوانها الست، كانت الأولى أيضا بينهم في الخروج للتعليم خارج الوطن.
والأولى في جميع مراحلها الدراسية التي اجتازتها بتفوق حتى الوصول إلى الجامعة، ومن أوائل المواطنات اللواتي عملن في شركة أدكو للبترول والأولى في ترؤس أقسام في نفس الشركة التي تركتها بعد عمل استمر لمدة 18 سنة إلى القطاع الخاص في العمل العقاري للتعامل مع نوع جديد من التحدي الذي تعشقه.
تخرجت فايزة الزرعوني من الجامعة الأمريكية في القاهرة ونالت بكالوريوس فيزياء تخصص الكومبيوتر عام 1985م بتقدير جيد جدا، وقبلها كانت قد حصلت على الثانوية العامة بتفوق حيث نالت 92%.
وكان أمامها أحد خيارين أولهما دراسة الطب أو العلوم والرياضيات لأنها كانت متفوقة فيهما، ولم تكن فرص التخصص كثيرة أمامها في جامعة الإمارات، لذلك تملكتها رغبة الدراسة خارج الوطن، كي تكتشف عوالم جديدة وتستطيع الاحتكاك بثقافات مختلفة، وخاصة أن الجامعة الأمريكية في القاهرة ذات تاريخ طويل وعريق.
شجعها أبواها اللذان كانا يحبان العلم ويؤمنان بضرورة السعي اليه ولو في الصين، فهما من أشد الناس قناعة أنه يجب أن يحصل أولادهما على أعلى الدرجات العلمية مهما كلفهما هذا ألأمر، ورغم قلقهما الذي لم يحاولا إظهاره لها.
وقفا بقوة مع رغبتها وسهلا لها كافة الصعوبات، ومنحاها الثقة في أنها قادرة أن تفعل المستحيل وتعود إلى وطنها مظفرة تحمل بيدها الشهادة العليا من أهم واعرق الجامعات في المنطقة العربية، وحملت حقائبها وذهبت الى مصر.
حياة جديدة ومجتمع مختلف
في البداية وجدت نفسها في مواجهة حياة جديدة ومجتمع كبير يختلف تماما عن مجتمعها الذي جاءت منه، فالإمارات وقتها كانت لاتزال حديثة العهد، وهذا فجّر لديها قوة جديدة في التحدي والتميز والتغلب على كافة العقبات بمفردها.
وكانت اول عقبة قابلتها هي الدراسة باللغة الإنجليزية التي لم تكن متمكنة منها كما يجب، وبالفعل استطاعت في فترة 4 شهور أن تجتاز الاختبار بتفوق وتحدٍ محققة بذلك رقما قياسيا بجانب بعض الطلاب الذين يستمرون في تلك الدراسة لمدة عامين، وتمكنت بالفعل من اللغة التي ستدرس بها في الجامعة.
وكان التحدي لا يكمن فقط في الإنجاز الأكاديمي الذي ستحصل عليه من القاهرة، ولكن أيضا في الاعتماد على النفس، والصبر وتحمل المسؤولية كاملة بمفردها بعيدا عن الوطن والعائلة والأهل، فلم تكن الحياة سهلة هناك ولم يكن كل شيء متوفرا كما كان متوفرا لديها في الوطن، وعليها أن تحل مشاكلها بنفسها والا تنتظر ابويها في أبداء الرأي وإسداء النصيحة او حلها بالنيابة عنها.
ولم تخذل فايزة ثقة والديها فيها خاصة وأنها الابنة الكبرى لهما وعادت بشهادتها لتبدأ رحلة أخرى من التحدي في العمل، وقتها كانت الفتاة الإماراتية في بدايات الاهتمام بالتعليم والعمل ولم يكن تواجدها في الوظائف كثيرا كما هو عليه اليوم، واتجهت فايزة الى العمل في شركة أدكو للبترول، ورغم أنها التحقت في وظيفة ربما لم تكن في نفس تخصصها إلا أنها فرحت بها ووضعتها كنوع جديد من التحدي في حياتها العملية.
تتذكر فايزة اليوم الأول الذي قابلت فيه مدير الشركة الأمريكي قائلة: في عام 1988م تحديدا تقدمت بأوراقي لشركة ادكو وبعد ان قرأ المدير السيرة الذاتية لي، اخبرني أن تخصصي في الفيزياء ربما يتيح لي التفوق إذا عملت في نفس المجال، فالفيزياء تخصص ليس سهلا ومن استطاعت نيله بهذا التقدير أعتقد أنها تستطيع ممارسة عملها بسهولة مع الكومبيوتر.
وفي أقل من ثلاثة شهور تمكنت من أداء عملي وإجادته في قسم حلول تكنولوجيا المعلومات، وكان عدد المواطنين والمواطنات الذين يعملون في الشركة ربما يعد على أصابع اليد، وكنا أقلية بالنسبة لباقي الموظفين في الشركة الذين يحملون جنسيات أجنبية وعربية.
وتضيف الزرعوني: بعد ثلاث سنوات تقريبا كنت أول امرأة ولست أول مواطنة فقط تتبوأ منصب رئيسة القسم في الشركة، ولهذا القسم فضل كبير في إكسابي خبرات كثيرة، لأنه اتاح لي التعامل مع كافة أقسام الشركة حيث كان عملنا هو تقديم تطبيق حلول تكنولوجية في العمل والأقسام الأخرى في الشركة، وهذا منحني خبرة في كيفية عمل جميع الأقسام الأخرى وأصبحت على علم تام بما يجري في الشركة بأكملها، وهذا أهلني بسهولة للعمل في أي قسم آخر بها.
ثم انتقلت للعمل في قسم النظم المالية والإجراءات بالشركة وهناك أيضا كنت أول رئيسة امرأة تتقلد هذا المنصب، وكان عملي أيضا لا يشكل بالنسبة لي أية صعوبة، والحقيقة أنني عملت 18 سنة بشركة أدكو استفدت منها الكثير ولا أنكر فضلها في تطوير قدراتي ومهاراتي.
ميدالية ذهبية في الرماية
وتشير الزرعوني لحبها للرماية فتقول لقد تعلمتها من جدي عندما كان يصطحبنا الى رحلات البر وكنا صغارا فيعقد مسابقة بين ابناء العائلة من الأولاد والبنات، وكنت أرغب أيضا في التميز وتحقيق الفوز عليهم في إصرار وتحدٍ، وهذا جعلني أحب تلك الهواية وأمارسها من وقت لآخر حتى أنني فزت بميدالية ذهبية في أحد مسابقات شركة ادكو وحصلت على المركز الأول على الشباب الذين تذمروا فكيف تتفوق عليهم فتاة.
ثم وجدت نفسي أرغب في تحد من نوع جديد، فالحياة العادية لا تستهويني، وقررت ان أترك الشركة للعمل في القطاع الخاص لأنني وجدت إنني في حاجة ماسة لتنويع خبراتي واكتساب مهارات جديدة، فعالم البترول أصبح ثابتا له ركائز ودعائم قوية.
ووجدت ضالتي المنشودة في قطاع العقارات وأحببت أن أخوض تلك التجربة والتي أتممت فيها عامي الثاني، وذلك لأنها جديدة وفي طور النمو وأحببت أن أكون جزءاً من هذا التطور الكبير الموجود في الدولة، وأساهم في تأسيس وتطوير شركة جديدة مثل «منازل» التي تعتبر في مقدمة الشركات العقارية في الدولة، وأن أكون واحدة من أصحاب هذا النجاح مع الفريق الإداري الذي استطاع أن يحقق لمنازل المكانة المرموقة التي تتبوأها الآن.
فعملت في منصب المدير التنفيذي للدعم الإداري، وهذا القسم يشمل مجالات مختلفة من التخطيط الإستراتيجي للشركة ووضع خطط العمل القصيرة والبعيدة المدى، وتقييم الأداء واستخدام الأسس والمعايير والمقاييس الدولية المتعارف عليها في تقييم إدارات الشركة، ووضع القوانين والإجراءات حسب احدث النظم المتبعة، وحسب أحدث الوسائل التكنولوجية لمختلف إدارات الشركة.
وتواصل الزرعوني: في القطاع التجاري التحديات كبيرة لأنه مازال في طور النمو وهناك منافسة شديدة سواء في المشاريع الموجودة في الإمارات أو خارجها، كذلك تحديات هذا القطاع في وجود الأزمة المالية التي تجتاح العالم اكبر كثيرا من اي وقت مضى.
=====================

وهذا ما جعلنا كفريق إداري نحاول إيجاد الحلول المناسبة ونراجع ثانية استراتيجيتنا للمحافظة على مكانة الشركة لتحتفظ بمكانتها في المقدمة رغم كافة المشاكل التي تواجهنا مثلما تواجه شركات العالم، وهذا بالطبع بفضل توجيهات مجلس الإدارة واستقطاب كفاءات جديدة تساهم في الرؤية الإستراتيجية لاستمرار تحقيق النجاح الذي نصبو إليه في شركتنا.
العمل بروح الفريق
وتؤكد الزرعوني أنه طوال فترة عملها كمديرة لقطاعات عديدة لم يحدث ولاحظت تذمرا من الرجل المرؤوس لكونها امرأة وذلك لأنها مؤمنة بأهمية التعامل مع الموظفين بروح الفريق المتعاون من أجل مصلحة العمل فلا رئيس ومرؤوسين قائلة: المهم لدينا أن نعمل بيد واحدة لتحقيق الأهداف فباب مكتبي مفتوح للجميع دون استثناء.
بل إنني كثيرا ما أحمل أوراقي معي وأذهب للموظف في مكتبه أناقشه في العمل الذي علينا إنجازه.وتشير الزرعوني الى ان الإداري الناجح هو الذي يشجع موظفيه ويحثهم على الأداء الأفضل ويثني عليهم عند تحقيقهم لإنجاز معين ويقدمون أفضل ما عندهم.
=================

ليست هناك تعليقات: