٢٥‏/١٢‏/٢٠٠٨

غياب ثقافة الغذاء الصحي .. إسراف وأمراض









تقوم الشعوب في المنطقة العربية باختيار وإعداد أطعمتها بطرق مختلفة، وغالباً تتشابه أنواع الأطعمة في محتوياتها من العناصر الغذائية، وتختلف في أنواعها وأسعارها في كل دولة.

وهناك اعتقاد سائد بأن الأغذية العالية القيمة الغذائية هي الأغذية الأغلى ثمناً ولكن ليس هذا بصحيح دائماً حيث تتوفر أغذية بنفس القيمة الغذائية ولكن تتفاوت أسعارها. والمرأة المثقفة غذائياً هي التي تتمكن من معرفة هذه القيمة الغذائية وتقوم باختيار الأطعمة المغذية حسب الوضع الاقتصادي لأسرتها وفي نفس الوقت تضمن حالة غذائية وصحية ممتازة لعائلتها، وعليها أيضاً الإلمام بمدى حاجة كل فرد في العائلة من هذه الأطعمة. تقول الدكتورة صديقة وشي أستاذ تغذية المجتمع قسم التغذية والصحة في كلية الأغذية والزراعة في جامعة الإمارات: للغذاء دور هام يلعبه ليمكن الجسم الإنساني من أداء وظائفه وذلك يشمل نمو الجسم، صيانته، تزويده بالطاقة ومساعدته على أداء كل التفاعلات الحيوية الداخلية، ويحتاج جسم الإنسان إلى أكثر من 40 عنصراً غذائياً لابد أن تتوفر جميعها وبالكميات التي يحتاجها الجسم، وللحصول على تلك العناصر لابد من الحصول على المواد الغذائية «الأغذية» التي هي مصادر لتلك العناصر الغذائية وتتفاوت هذه المواد في محتواها ونسبتها.

ولعدم احتواء أي مادة غذائية واحدة على كل تلك العناصر التي يحتاجها الجسم كان لابد من تنويع الوجبة الغذائية لكي نضمن توفر هذه العناصر عن طريق عدة أنواع من الطعام «من المجموعات الغذائية المختلفة». وتشير د. صديقة إلى أنه بإمكان ربة الأسرة تحديد الأطعمة الرئيسية المختلفة حسب المجاميع الغذائية، وعمل وجبات غذائية متوازنة غذائيا واقتصاديا، وتحديد الاحتياجات الغذائية لأفراد الأسرة المختلفين حسب النوع والعمر والحالة الفسيولوجية، والإلمام بأسس الطهي التي تحافظ على القيمة الغذائية للأطعمة، وإعداد وجبة غذائية متوازنة حسب الأطعمة المتوفرة في السوق.
وعند تصميم أو تخطيط نموذج غذائي لوجبة متكاملة باستخدام نظام مرشد الغذاء اليومي «مجموعات الغذاء الرئيسية» يجب تقييم النموذج للتأكد من احتوائه على جميع العناصر الغذائية الأساسية التي يحتاجها الشخص، ومن المعروف أن مجموعات الغذاء الرئيسية تتكون من المجموعة الأولى وهي مجموعة الألبان ومنتجاته والتي تمد الجسم بأغلب احتياجاته من الكالسيوم وفيتامينات أ و د والبروتين، ثم المجموعة الثانية مجموعة اللحوم وبدائلها، وهي المجموعة التي تمد الجسم بالبروتين وخاصة البروتين الحيواني ويدخل ضمنها البيض والبقول، والمجموعة الثالثة مجموعة الخضار لضمان الحصول على أغلب الفيتامينات وخاصة أ و ج والألياف، والمجموعة الرابعة مجموعة الفاكهة وهي التي تمد الجسم بأغلب الفيتامينات والألياف والسكريات.
ثم المجموعة الخامسة مجموعة الخبز والحبوب وهي تمد الجسم بالطاقة «مواد كربوهيدراتية» ومنها القمح -الارز-المكرونه-الخبز-المعجنات-البطاطس. والمجموعة السادسة مجموعة الزيوت والدهون وهي التي تمد الجسم بالطاقة المركزة وتشمل الزيوت والدهون والسمن والزبد وكذلك تحسب عند استخدام اللبن الكامل الدسم او نصف دسم وكذلك اللحوم حتى إن نزعنا الدهن الظاهر تظل بها نسبه دسم.
مرشد صحي
ويجب الاستعانة بنموذج مرشد يمد كل شخص باحتياجاته من الغذاء والسعرات الحرارية وعند عمل وجبات يجب الأخذ في الاعتبار انه يجب ان يحتوى غذاؤنا اليومي ككل على كل المجموعات السابقة مقسمة كوجبات وبذلك نحصل على التنوع المطلوب. اما الكميات فتختلف باختلاف الشخص «جنسه - عمره- طبيعة عمله - وزنه ونسبته من الوزن المثالي» وفي حالة نقص السعرات يعطى الشخص أغذية إضافية من مجموعات الغذاء الرئيسية مع تقليل الدهون والمحليات.
وتضيف الدكتورة صديقة: عند حاجة الشخص لعنصر معين عن طريق الغذاء «مثل الحديد للحامل» ينصح بإعطاء أغذية غنية بالعنصر مثل الكبد واللحوم والدواجن والفواكه المجففة والحيوية المدعمة بالحبوب. ويمكن زيادة كمية المعادن والفيتامينات الناقصة بواسطة اختيار الأغذية المناسبة الغنية بها، إضافة 1-2 ملعقة كبيرة من الزيوت النباتية «الذرة، فول الصويا، بذرة القطن» يفي بحصول الشخص على حاجته من فيتامين (ه).
كما لا بد من التأكد من تنويع الأغذية المختارة في النموذج الغذائي من كل مجموعة غذائية من يوم إلى آخر، ومعرفة المخطط الغذائي بالمصادر الغذائية الغنية بالعناصر الغذائية المعينة، ولا تحسب كمية الكالسيوم من الحليب ومنتجاته فقط لأنه يتوفر من مصادر أخرى مثل السمك والبقوليات والخضروات الورقية الخضراء، ويجب تنويع اللحوم لضمان مصادر الفيتامينات المختلفة.
وهناك إرشادات عامة لتخطيط الوجبات وهي اختيار الأغذية قليلة الدهن أو الخالية منه من مجموعة الحليب واللبن الزبادي والجبن، وإضافة البروتينات النباتية على نحو منتظم في الوجبات الغذائية، والتأكد من احتواء الوجبة الغذائية على الخضروات الورقية الخضراء أو الفواكه الصفراء، واختيار منتجات الحبوب والخبز المصنوعة من الحبوب الكاملة، والإقلال من تناول الأغذية الغنية بالدهون والسكريات لأنها غنية بالسعرات الحرارية وفقيرة في محتواها من العناصر الغذائية.
الإلمام بأسس الطهي الصحي ضرورة
أكدت الدكتورة صديقة وشي الأخصائية في علم التغذية أن بإمكان ربة الأسرة تحديد الأطعمة الرئيسية المختلفة حسب المجموعات الغذائية، وبناء على ذلك تستطيع إعداد وجبات غذائية متوازنة غذائيا واقتصاديا، وتحديد الاحتياجات الغذائية لأفراد الأسرة المختلفين حسب النوع والعمر والحالة الفسيولوجية، والإلمام بأسس الطهي التي تحافظ على القيمة الغذائية للأطعمة، وإعداد وجبة غذائية متوازنة حسب الأطعمة المتوفرة في السوق.
وتشير الدكتورة وشي إلى أنه عند تصميم أو تخطيط نموذج غذائي لوجبة متكاملة باستخدام نظام مرشد الغذاء اليومي «مجموعات الغذاء الرئيسية» يجب تقييم النموذج للتأكد من احتوائه على جميع العناصر الغذائية الأساسية التي يحتاجها الشخص حسب سنه وحالته الصحية.



===============



ليست هناك تعليقات: