١٩‏/١٢‏/٢٠٠٨

إستسلمت لبشاعتها فنفر الزوج منها



جلس مشدوها يتابع زميلته في العمل،ولم يستطع أخفاء أعجابه بجماله وأناقتها ،وعندما أطال النظر إليها نبهته زميلته معاتبة إياه لإنها لم تعتد على أسلوبه هذا من قبل، فقد كان مثالا للزميل المهذب الذي يغض البصر، ولم تلحظ يوما عليه طوال ست سنوات أمضياها سويا في نفس المكتب هذا السلوك الذي تعتبره خارجا عن المألوف .

سألته : لماذا تتابعني بعيونك هكذا؟، أرتبك وشعر بالحرج وأعتذر لها على الفور وعلل لها ماحدث بأنه سرح قليلا ولم يكن يقصد إطالة النظر اليها،فصمتت الزميله وتابعت عملها وأخذت تنقر على الكي بورد وكان شيئا لم يحدث.

أمسك بمجلة في يدة وأخذ يقلب صفحاتها، وهو يتابع بشغف صور الفنانات والموديلز، ثم أخذ نفسا عميقا وأصدر همهمات وكأنه يتحسر على شيء ما أصابه مؤخرا.

أنتبه على صوت زميلة أخري أتت اليهم من المكتب المجاور، وسألته :هل أنجزت البحث الذي كلفك به المدير بالأمس؟ فنظر اليها وكأنه لم يسمع ماقالت ، فكررت نفس سؤالها مرة أخرى،فظل شاردا صامتا لايجيب.

ثم فاجأها بالسؤال عن نوع العطر الذي تتطيب به؟، فذكرت له الأسم، وكررت سؤالها للمرة الثالثة عندها أجابها بالنفي، فذكرت له أن المدير سألها أكثر عن هذا البحث تحديدا إلا أنها لم تستطع أن تمنحه إجابة واضحه بسبب تأخيره في إنجاز المهمه.

ثم تركته وعادت الى مكتبها، فسألته زميلته عن سبب شرود ذهنه وعن تصرفاته الغريبة التي تلاحظها عليه منذ فترة طويلة،والحت عليه في السؤال، فقال لها تعلمين إنني تزوجت منذ اكثر من ست سنوات تقريبا ،وكانت قبل الزواج فتاة جميلة رشيقة مرحة ، وبها الكثير من الصفات التي يتمناها أي شاب في زوجة المستقبل،ولكن تغيرت تماما الى إمرأة أخرى غير تلك التي أرتبطت بها فبعد أنجاب اول أطفالنا أزداد وزنها بشكل منفر، وقلت ربما يكون الحمل هو السبب وحاولت أن ألفت أنتباهها كي تهتم بإستعاده رشاقة قوامها الا أنها لم تستجب.

وبعد انجاب الطفل الثاني أصبحت أكثر سمنة من ذي قبل،وأهملت جمالها ، وأصبحت ابغض عودتي الى المنزل لإنني أرى إمرأة أخري غير تلك المرأة التي أحببتها، فقد قارب وزنها من أوزان ابطال رفع الثقال ، ولم تعد تستطع إرتداء الفساتين أو البناطيل، وأصبحت العباءة الواسعة غير محددة الملامح هي الرداء المفضل لها،وفي أعتقادي أنها ومنذ خمس سنوات تقريبا ربما لاتنظر الى نفسها في المرآه، لإنها لو كانت فعلت لكانت على الأقل صففت شعرها المنكوش دائما بشكل يثير الضحك أحيانا.

عاتبتها أكثر من مره وطلبت منها مرارا وتكرارا أن تهتم بنفسها، ودائما لا أجد منها سوى البكاء والوعود الكاذبة وبأنها ستفعل مايرضيني ، وتمر الأيام وتعود ريما لعادتها القديمة، لاشياكه ولا أهتمام بالقوام ولا شيء يذكرنا بها في الماضي الجميل.
صرت أحلم وأتمني عودتها لقديم عهدها من جمال يبهرني ويبهر كل من حولي ،لكنها لم تهتم بكلامي وتحذيراتي بل ولا تعي رسائلي المتتاليه لها.
لقد أستسلمت لبشاعتها ، وصرت أعود الى المنزل وأنا أبغض صورتها الجديدة وهي إمرأة في قوام شجرة الجميز، منطوشة الشعر، تنبعث منها روائح البصل والصلصة،وأذكرها من حين الى آخر بوصايا أمامة بنت الحارث لأبنتها أم إياس عندما تزوجت بألا تجعل زوجها لايشم منها الا أطيب الريح ، والا يرى منها مايكره ،فيكون ردها بالإيجاب دائما،وإنها ستحاول ولكن دون جدوى

والمشكلة إنني اخشى الله ولا أحب الوقوع في الخطأ وأنظر لزميلاتي والبنات من حولي وكيف أنهن يهتممن بأنفسهن وأشعر بالقرف والنفور منها،ولا أدري ماذا أفعل وأنا لا أرغب في الزواج من أخرى خوفا على أولادي الذين أرغب لهم نشأة سوية في ظل والدين متحابين والا يعانوا من التفكك الأسري.

هزت الزميلة رأسها وقالت له هناك حل أخر عليك أن تطلب تدخلا من أقاربها وليكن والديها مثلا وتعرض عليهم المشكلة، وعليها أن تعرف أنك تمنحها الإنذار الأخير وإذا لم ينصلح حالها ،أخبرهم إنك ستتزوج فربما كانت مطمأنة بأنك لن تفعل ذلك مطلقا، لكن إذا شعرت بأن هناك خطرا سيهدد بيتها بسبب أهمالها في نفسها ربما تعود ثانية لسابق عهدها وتهتم بنفسها خوفا من وجود إمرأة آخرى في حياة زوجها.
هز رأسه بالنفي مؤكدا أنه لن ينصلح حالها أبدا،وأردف ليتها تعود

ليست هناك تعليقات: