١٦‏/٠٤‏/٢٠٠٩

مؤسسة الأسرة تتطلب معرفة الزوجين بالحقوق والواجبات




يرى الدكتور عبد العزيز بن علي النعيمي الرئيس التنفيذي لأحد المراكز الخيرية إن الخطبة من أهم مراحل الزواج، لذلك فمن المهم عدم التسرع في الاختيار، وهناك شروط يجب أخذها بعين الاعتبار لتواجد الكفاءة بين الزوجين منها المستوى التعليمي والاجتماعي والتدين، كذلك لابد من عدم الإصغاء لأقاويل الآخرين من وشايات ومعلومات غير دقيقة تهدف إلى الإفساد بين الطرفين.
كذلك على كلا الطرفين ألا يفصحا عن العيوب السابقة في حياة كلاهما أمام الآخر لأن ذلك قد يؤدي إلى النفور، بل عليهما نسيان الماضي وفتح صفحة جديدة لحياتهما سويا، ولابد من تفاهم الطرفان على النقاط الهامة بخصوص مستقبلهما معا كأن يعرف كلاهما طموح الآخر في المستقبل.
وكيف ينظر الآخر لشريك حياته؟، وما هي الفترة المناسبة لإنجاب الأطفال؟، وإذا كانت هناك عيوب صحية في أحد الطرفين عليه مصارحة الآخر بها، والتساؤلات التي تتم بين الطرفين تعطي لهما فرصة جيدة لمعرفة شخصية شريك الحياة وتمنحهما فرص لوضع البدائل في حالة الاختلاف، فمثلا على العروس أن تسأل هل العريس اجتماعي أم لا؟،هل لديه هوايات معينة؟ ما هي علاقته بوالديه خاصة الأم؟
هل هناك تواصل بينهما؟ كيف يقضي وقت الفراغ؟ هل لدية نشاط تطوعي خيري؟ وهذا يعني أنه إنسان له دور فاعل في المجتمع، وعليها أن تسأله أيضا ما هو رأيه في تدخل والدته في حياتهما الشخصية؟ وجميع الإجابات ستكون إشارات تدلل على شخصية العريس.
ويجب معرفة الواجبات والمهام التي تقع على عاتق الزوجين، فالأسرة مؤسسة بالدرجة الأولى، وللأسف أن الفرد يعمل ويستغل طاقته في عمله خارج البيت وينسي عمله في البيت ويهمله وهنا لابد من إيجاد التوازن بين العمل والبيت.
كذلك من المهم عدم التسرع في اتخاذ القرارات، بل على الفرد أن يؤجل قراره في نفس الليلة وبعد صلاة الفجر يمكنه اتخاذ القرار المناسب، كذلك عدم الإسراف والمبالغة في الحياة الزوجية لما يترتب عليه عبء مادي، وعلى الزوج أن يعلم أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: «إن خير متاع الدنيا الزوجة الصالحة»
صعوبة الامتزاج
ويضيف النعيمي: الوصول إلى الامتزاج الكامل بين الزوجين ليس سهلا، بل يحتاج إلى توافق روحي وعاطفي وفكري وجنسي وهذا يأتي من البساطة وعدم التكلف والرقي في التعامل، والصبر والتسامح وتحمل الطرف الآخر بعيوبه وأخطائه، والدعم الثقافي أو التعليمي بين الطرفين، والرضا والثناء والتقدير للطرف الآخر، واحترام خصوصيته، والدعم المادي والمعنوي، ولابد من تحمل الأزمات المالية والاجتماعية، والانسجام الداخلي والطمأنينة، وكظم الغضب وفهم الذات ووضوح الرؤية والأهداف للطرفين، والفكر والسلوك الإيجابي بينهما.
الداعية لإسلامي الشيخ الدكتور طالب الشحي يقول: إذا كانت هناك بعض السوابق لأحدهما عليهما ألا يفصحا عنها فالستر والكتمان هام لما في ذلك صيانة حياتهما فيما بعد، فمن المؤسف أن يكشف الفرد ملفاته القديمة التي قد تكون سببا في تعاسته فيما بعد، وعلى الطرفان أن يعلما أنه ليس هناك إنسان كامل ومن طلب الكمال فإنما طلب أمرا مستحيلا وهناك قاعدة يجب أن يتبناها الزوجان وهي تنمية وتطوير الجوانب الإيجابية من أجل إنشاء آسرة آمنة، وعلى كلاهما أن ينظرا إلى إيجابيات الآخر ويحمدا الله عليها، وأن يحول السلبيات إلى ايجابيات.
فعندما يصطدم الرجل في الزواج فإنه فورا يفكر في مكان آخر يجد فيه سعادته لابد أن ينظر الشريكان إلى بعض الأمور والقواعد منذ البداية، ووضع التصورات الحقيقية لشخصية الطرف الآخر حتى لا يتبنى الشخص صورة غير واقعية لشريك حياته، ولابد من وجود خلق إيماني فالهادي هو الله سبحانه وتعالى وهو الذي يأتي بالسعادة والمعين فقد قال الرسول علية الصلاة والسلام تُنْكحُ الْمَرْأَةُ لأرْبَعٍ: لمالها ولِحَسَبها ولِجَمَالها وَلدينها: فَاظْفَرْ بذاتِ الدِّينِ تَربَتْ يَدَاكَ) وذلك لأن الدين باقٍ ولا ينتهي، ومن المستحيل أن يكون الطرف الآخر كاملا .


ليست هناك تعليقات: