٢٧‏/٠٩‏/٢٠٠٨

الحلوى العُمانية سيدة المائدة الرمضانية للأسرة الاماراتية



تحتفظ الحلوى العمانية بمكانة مميزة على المائدة الإماراتية خاصة في شهر رمضان، كما أنها من الحلويات التي لا يمكن أن تخلو منها الاحتفالات والأعياد والأفراح والمناسبات الدينية، وهي تحظى بشهرة كبيرة في موطنها الأصلي في سلطنة عمان التي انطلقت منها إلى جميع بلدان الخليج، وهي تعبر عن أصالة الإنسان العماني وارتباطه بماضيه، وتدل على عراقة ماضيه واحتفاظه بعاداته وتقاليده، وتصنع من عدة مكونات بسيطة للغاية كالدقيق والسكر والماء والنشاء والزعفران والهيل وماء الورد والهيل، وتطهى في قدر خاص بها وهو (المرجل)، وتطبخ على نار قوية وتقدم في أوان خاصة تزينها المكسرات.

تقول المهندسة أسماء سالم: الحلوى العمانية هي من الحلويات الخاصة بالمائدة الخليجية ونادراً ما تخلو منها المائدة الإماراتية، وهي زينة الحلويات التي تقدم في شهر رمضان الكريم، وهي محببة للجميع، كما أنها خفيفة على المعدة ولا تسبب التخمة، ورغم انتشار المحلات التي تبيعها إلا أنها سهلة الطهي وتستطيع المرأة عملها في البيت بسهولة. وتؤكد أحلام المنهالي على حرصها على شراء الحلوى العمانية واصطحابها معها في سفرات العائلة إلى الخارج لقضاء العطلات الصيفية، حيث شغف زوجها بتلك الحلوى التي تضعها أمام الضيوف في المجلس وتقول:آخذ منها كميات كبيرة، منها ما أضعه لواجبات الضيافة، والآخر أهديه لأصدقائنا في البلاد التي نسافر إليها، ففي مصر مثلا لا يمكن أن أذهب دونها، فصديقاتي هناك يسألن عنها وينتظرن موعد سفري إلى هناك، وذلك لأنهم لم يعتدن هذا النوع من الحلويات، وقد أثار فضولهن عندما تذوقهن عندي لأول مرة.

رمز الكرم... ويتحدث سعيد أحمد وهو عماني عن الحلويات العمانية قائلاً: هي رمز للكرم العماني حيث نقدمها للضيوف في كافة المناسبات، وصناعتها مهنة يتوارثها الأبناء عن الآباء، كما أنها تصنع بطرق ونكهات متعددة، وهي من أشهر منتجات السلطنة والتي تصدر للخارج، وهناك أربع ولايات تصنع تلك الحلوى وتشتهر بها وهي نزوى والحمراء وبركاء، بجانب أنها تطهى داخل كل بيت عماني. ويرى الجد حامد الظاهري أن الحلوى العمانية فقدت مذاقها الأصلي الجميل كما كانت في السابق، ويعلل ذلك قائلا:في الماضي كانت تطهى على مواقد أشجار السمر إنما الآن تطهى في أفران الغاز والكهرباء، كما كانت أيضا تطهى بيد العمانيين أنفسهم إنما الآن يقوم بطهيها عمال آسيويون لا يعرفون سرها، ورغم ذلك فأنا أحبها سواء أحضرها أولادي من محل الحلويات أو قامت النساء بطهيها داخل المنزل.
ويضحك مصمم الجرافكس محمود خليفة وهو يتحدث عن الحلوى العمانية قائلا:ما أروعها عندما تقدم ساخنة وبالمكسرات وتفوح منها رائحة الهيل والزعفران، فأنا لا أستطيع مقاومتها رغم تحذير الأطباء لي بالامتناع عن كافة أنواع الحلويات التي تتسبب في زيادة وزني، أعتقد أنه لا توجد حلوى لذيذة كالحلويات العمانية.
مرغوبة بكثرة
وفي أحد المحلات التي تصنع الحلوى العمانية قال حسين العكرود: من المعروف أن الحلوى العمانية من ألذ وأطيب الحلويات المرغوبة في الخليج، ونحن نقوم بتحضير المكونات التي تصنع منها الحلوى مسبقا، ونفعل ذلك بكميات كبيرة لتوزيعها على المحال التي تبيعها للزبائن، وتتكون المقادير من كميات بنسب مختلفة من الدقيق، والسكر الأحمر والنشا، والهيل والزعفران، وماء الورد، والبعض يضع فيها ساجو مطحون ومنها ما يصنع بالسمن البقري أو زيت الزيتون والمكسرات التي ترش فوقها أو توضع داخلها حسب طلب الزبائن.
وتخلط المقادير في إناء كبير جدا وعلى نار هادئة، ثم ترتفع درجة حرارة تلك النار إلى درجة كبيرة ويظل الطاهي يقلبها باستمرار حتى تنضج، ثم يضع في داخلها المكسرات مثل الفستق الحلبي واللوز المقشور، ثم توضع في أواني خاصة منها البلاستيكية، أو زجاجية، وترش المكسرات على الوجه كنوع من الزينة وإضافة مذاق خاص لها.
ويأتي الطلب المتزايد على الحلويات العمانية بسبب إنها حلوى خليجية أصيلة استطاعت أن تنافس وتقف بصمود تجاه الحلويات الأخرى التي تبيعها المحلات كالحلويات الشامية والحلويات المصرية، والحلويات المغربية.
كما أنه لا يخلو بيت في الإمارات منها فهي من واجبات الضيافة بجانب القهوة، كما أنها ضيف مميز على مائدة رمضان، وتتواجد دائما في جميع المناسبات، وهي صحية وخالية من أي مواد حافظة قد تؤثر على الصحة، ويمكن الاحتفاظ بها دون برادات لمدة أربعة أشهر.



====================



ليست هناك تعليقات: