٢٧‏/٠٩‏/٢٠٠٨

مسجد الشيخ زايد تحفة معمارية وسياحية ومركز إسلامي وثقافي




قد يعتقد البعض أن مسجد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان هو فقط لأداء الصلوات الخمس يوميا، ولكن من يذهب اليه يكتشف أنه مزار مهم للمواطنين والمقيمين على أرض الدولة، تتسابق في زيارته الأفواج السياحية، حيث يعد المعلم الأبرز للسياحة في العاصمة أبوظبي. وهو صرح إسلامي يرسخ ويعمق الثقافة الإسلامية ومفاهيمها وقيمها الدينية السمحة ومركز لعلوم الدين الإسلامي السمحة.

وقد اعلنت هيئة ابوظبي للسياحة عن المواعيد المقررة لزيارة المسجد في شهر رمضان لتبدأ في العاشرة من صباح ايام الأحد والثلاثاء والخميس من كل أسبوع، ويتواجد في المسجد مرشدون سياحيون من شباب المواطنين المتطوعين الذين تلقوا تدريبات خاصة من أجل الإجابة على كافة الأسئلة والاستفسارات التي توجه إليهم من الزوار لمعرفة أدق التفاصيل والمعلومات حول المسجد وطرازه المعماري الفريد حسب ماقاله ناصر سيف الريامي مدير إدارة المعايير السياحية في الهيئة. وهؤلاء المرشدون السياحيون يقومون بتزويد الزوار بالمعلومات عن روعة بنائه وجمال تصميمه والتأكيد على القيم الإسلامية السمحة والأجواء الروحانية، والإرث الذي تركه المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، والذي دعا الى التعاون والتفاهم الإنساني، والجولات التعريفية للمسجد لاتقتصر على المسلمين فقط.

بل يسمح للجميع بزيارته دون تفريق بينهم بشرط ارتداء اللباس الملائم والمناسب لقدسية المكان، وتلك الجولات التي يقوم بها السياح برفقة المرشدين السياحيين ساعدت في إزالة الحواجز بين الإسلام والأديان الأخرى، وروجت للصورة الحقيقية للإسلام، وساهمت في تعريف العالم بالعاصمة أبوظبي، حيث يعد المسجد من أبرز معالمها السياحية. وللمسجد برنامج خاص في شهر رمضان أعدته وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية من حيث احياء ليالي الشهر الفضيل بالمحاضرات الدينية من قبل شيوخ الدين الأفاضل الذين يزورون الدولة، كما خصصت باصات كبيرة في مدينة ابوظبي لنقل الصائمين الراغبين الالتقاء على مائدة الرحمن التي تقام يوميا في المسجد.

وخلال شهر رمضان يقوم المسجد الذي يتسع لأكثر من 40 الف مصلٍ بتقديم إفطار جماعي لآلاف المصلين، كما يقدم خطب ومحاضرات بلغات غير العربية يلقيها عدد من العلماء طيلة أيام الأسبوع تركز على القرآن وعلومه والأحاديث الشريفة. وتوفر دائرة النقل يوميا المواصلات اللازمة لنقل الصائمين من داخل مناطق أبوظبي وضواحيها ذهابا وإيابا من وإلى المسجد من الساعة الرابعة عصرا وحتى الحادية عشرة ليلا وتتضمن 75 رحلة خلال 5 ساعات. وفيما يتعلق بالأنشطة المقامة في مسجد الشيخ زايد طوال شهر رمضان قال فضيلة الشيخ طالب الشحي رئيس قسم الوعظ والإرشاد في الهيئة العامة للشؤون الإسلامية والأوقاف: يتناوب 30 واعظا وعالما من مختلف الدول العربية والإسلامية من ضيوف الدولة على القاء المحاضرات والدروس الدينية يومياً من بعد صلاة العصر مباشرة وحتى صلاة العشاء.
وتقدم الدروس باللغة الأوردية بعد صلاة العصر لهؤلاء الذين قدموا الى المسجد لتناول إفطارهم على مائدة الرحمن، وفي المساء يستمع المصلون الى محاضرات دينية في الحديث والفقه والتفسير يلقيها الشيوخ والعلماء الأفاضل فاروق حمادة، ومحمد عبد الرحمن ، وسيف العصري، ولم تغفل الهيئة النساء في تحضيراتها، حيث يمكنهم الاستماع لكافة المحاضرات من أماكن صلاتهن.
وقد حطم مسجد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان جميع الأرقام القياسية للمساجد في العالم الإسلامي حيث يعد ثالث أكبر مسجد في العالم من حيث المساحة الكلية بعد الحرمين الشريفين، ويصنف من الناحية العمرانية ضمن أكبر عشرة مساجد في العالم الإسلامي، ويغطي مساحة 22 الفا و500 متر مربع ويتسع لحوالي 40 الف مصل، وقد روعي في تصميمه الجمع بين الأساليب التقليدية واساليب البناء الإسلامية العصرية.
ويعد المسجد معلما بارزا ومهما يميز العاصمة أبوظبي، حيث يمكن رؤيته بوضوح من جميع الطرق الرئيسية المتجهة الى أبوظبي، ومن معالمه الفريدة وجود أربع مآذن في أركان الصحن الخارجي بارتفاع 107 امتار للمئذنة مكسوة بالكامل بالرخام الأبيض، وتصل عدد قبابه الى 82 قبة مستوحاة من الفن المعماري المغربي، ويبلغ قطر القبة الرئيسية 32.8 مترا وبارتفاع 85 مترا من الخارج.
حيث تعتبر القبة الأكبر من نوعها على مستوى العالم حسب ماذكره مركز الأبحاث للتاريخ والفنون والثقافة الإسلامية في اسطنبول والذي أكد على أن قبة المسجد التي تزن طنا زخرفت بالجبس المقوى بالألياف، صممها فنانون مغاربة بزخارف نباتية فريدة خصيصا للمسجد، بالإضافة الى كتابة آيات قرآنية.
واستخدم في المسجد 28 نوعا من الرخام، منها سيفيك من مقدونيا في اليونان، ولاسا من إيطاليا، وماكرنا من الهند، وأكوابيانا وبيانو من إيطاليا، وإيست ويت ومينغ غرين من الصين، وزين المسجد بسبع ثريات من الذهب عيار 24 قيراطا، وتعتبر الثريا الموجودة تحت القبة الأكبر في العالم ويبلغ قطرها 10 أمتار بارتفاع 9 أمتار وتزن حوالي تسعة أطنان، وصنعت في المانيا باستخدام أكثر من مليون قطعة كريستال سواروفسكي.
وتعد سجادة القاعة الرئيسية الأكبر في العالم وتغطي مساحة 7119 مترا مربعا وتضم 35 طنا من الصوف، وقد صممها الفنان الإيراني علي خالقي، فيما شارك في نسجها 1200 حرفي من منطقة مشهد في ايران.
إضاءة
حطم مسجد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان جميع الأرقام القياسية لبناء المساجد في العالم الإسلامي، حيث يعد ثالث أكبر مسجد في العالم من حيث المساحة الكلية بعد الحرمين الشريفين، ويصنف من الناحية العمرانية ضمن أكبر عشرة مساجد في العالم الإسلامي.
ويتواجد في المسجد مرشدون سياحيون من المواطنيين الشباب المتطوعين الذين تلقوا تدريبات خاصة من أجل الإجابة على كل الأسئلة والاستفسارات التي توجه إليهم من قبل الزوار. وينتظر أن يضم المسجد في السنوات القليلة المقبلة جامعة للدراسات الإسلامية، والدراسات العليا.




=============================




ليست هناك تعليقات: