٢٧‏/٠٩‏/٢٠٠٨

رمضان فرصة ثمينة لتحسين الصحة



أثبتت الدراسات والبحوث العلمية العديدة فوائد الصيام لصحة الصائم وهو يصوم بين 10-14 ساعة يوميا ويتناول وجبتين بدلا من ثلاث وجبات، مما يعني تخفيض كمية الطعام بمقدار 30% عما يتناوله في الأيام العادية من السنة مما يعطي راحة نسبية لمدة شهر كامل للجهاز الهضمي والمعدة.
والراحة تمتد الى عضلة القلب حيث تستريح من ضخ حوالي 10% من الدم يوميا تذهب لإتمام عملية الهضم في الأيام العادية كما أن شهر رمضان فرصة جيدة لأجهزة الإخراج في الجسم حيث تستعيد نشاطها وتجدد حيويتها مما يزيد قدرتها على الأداء لتخليص الجسم من الفضلات والسموم.
ويقول الدكتور محمود كامل فراج استشاري الباطنية والقلب في مستشفى دار الشفاء في أبوظبي: عندما يصوم الإنسان فإن السكر (الجلوكوز) ينخفض في الدم أثناء النهار إلى أقل المستويات، وهذا يجعل إفراز الأنسولين عن طريق غدة البنكرياس يتراجع الى حد كبير، مما يؤدي الى تنشيط عمليات غذائية وتفاعلات كيمائية داخل الجسم بهدف إنتاج الجلوكوز اللازم لتأدية أعضاء الجسم ووظائفها أثناء الصوم بعيدا عن الطعام فيتم احتراق مادة الجيلوكين (مادة سكرية متخزنة) داخل الكبد.
كما يتم احتراق الدهون داخل الخلايا لإنتاج الجلوكوز أيضا وهذا يعود بالنفع أيضا حيث تتجدد نشاط وحيوية خلايا الكبد ويتم أيضا التخلص من الشحوم الزائدة في الجسم، بل ويرتفع مستوى الكولسترول النافع )و ل ٌ( في الدم والذي يحمي الإنسان من خطر الإصابة بنوبات القلب والسكتة الدماغية، وهذا النوع الهام والمفيد من الكولسترول يرتفع أيضا لدى الإنسان المدخن لتوقفه عن التدخين أثناء النهار.
ويؤكد الدكتور كامل أن المرضى أيضا يمكنهم الاستفادة من الصيام كعبادة وكأسلوب غذائي صحي أيضا، ولكن يجب أن يتم ذلك بالتنسيق مع الطبيب المعالج ومتى استقرت الحالة الصحية لديهم ..فمريض ارتفاع ضغط الدم يمكنه الصيام بل إن الصيام يساعد في السيطرة على ارتفاع الضغط داخل الشرايين، وذلك لقلة السوائل وحالة الاستقرار النفسي والروحي التي يعيشها الصائم طيلة الشهر الكريم.
ومرضى السكر يمكنهم الصيام وخاصة مرضى السكري من النوع الثاني والذي يرتبط عادة بزيادة الوزن والسمنة، والصيام يفيد هؤلاء المرضى حيث تقل السعرات الحرارية التي تدخل الجسم كما يزيد معدل احتراقها مما يفقده بعض الكيلوغرامات مع نهاية الشهر جراء الصلوات الجماعية المنتظمة التي تتم في المساجد وهذا يفيد الأنسولين الداخلي للمريض مما يساعد في السيطرة على السكر في الدم.
وعلى العكس فأن الصيام غير مسموح لمرضى السكري من النوع الأول المعتمد على الأنسولين كالذي يصيب الصغار وخاصة إذا تكررت جرعات الأنسولين في اليوم، وغير مسموح أيضاً للكبار من مرضى السكري من النوع الهش (المتذبذب بين الارتفاع والانخفاض) أو لهؤلاء الذين عانوا من نوبات انخفاض السكر للسكر خلال الأسابيع القليلة السابقة لشهر رمضان، وكثير من مرضى القلب يمكنهم الصيام مثل مرضى صمامات القلب أو الحالات البسيطة من مرضى الشريان التاجي، أو الحالات المستقرة لهبوط (فشل) عضلة القلب.
الحذر مطلوب
يشير الدكتور فراج إلى أن الصيام قد يكون خطرا على مريض الذبحة الصدرية غير المستقرة أو جلطة القلب لما يحتاجه هذا المريض من علاج فوري أو بصورة طارئة، والصيام مسموح لمريض الربو الشعبي متى استقرت حالته ويمكنه الاكتفاء بجرعات موسعة للشعب الهوائية أول وأخر الليل يوميا..ولا يسمح لمرضى الكلى في الحالات المتأخرة أو زارعي الكلى بالصيام.
ويؤكد الدكتور فراج أن الحامل يمكنها أن تصوم إلا إذا عانت من مشاكل الحمل مثل القيء المتكرر أو إصابتها بفقر دم شديد أو سكر أو تسمم الحمل، والطفل يجب أن يتعود على الصيام ولو لساعات ثم يصوم اليوم كاملا بعد ذلك، ولكن يراعى تأخر السحور وأن يشمل على مواد غذائية بطيئة الهضم مثل البيض أو مشتقات الألبان أو الفول ويراعي عدم تعرضه للإجهاد البدني الزائد أو لحرارة الشمس الشديدة. وكبار السن يمكنهم الصيام إلا إذا ساءت حالاتهم الصحية العامة أو إصابتهم بأمراض الشيخوخة مثل الزهايمر.
ويشير الدكتور محمود أنه من الضروري أن يبدأ الصائم إفطاره بمشروب سكري لتعويض السكر المنخفض بالدم ويفضل منقوع التمر أو العرقسوس أو عصير الليمون فكلها أشياء تحفز على إفراز العصارات الهاضمة، أو أن يبدأ بمشروب ساخن سهل الهضم مثل شوربة الدجاج أو اللحم لتهيئة الجهاز الهضمي للطعام ثم يستكمل الصائم وجبته الأساسية التي يجب ان تكون متوازنة ومتكاملة من الناحية الغذائية.
فيجب أن تشتمل على 60-100 غرام بروتيني حيواني مثل الدجاج أو اللحم ويمكن استبداله ببروتين نباتي مثل الفول أو العدس ويجب الا تتعدى النشويات 5 ملاعق من الأرز أو قطعة واحدة من المكرونة إضافة الى رغيف خبز واحد، بجانب طبق السلاطة الخضراء(خس-جزر-خيار-طماطم) التي تحتوي على الفيتامينات والعناصر الهامة للجسم،
ويكفي الجسم من الدهون ما تم طهي الطعام به ولا حاجة الى المزيد ، ويمكنه بعد ساعتين من تناول قطعة أو قطعتين من الحلوى الشرقية ولا داعي للإكثار من الحلويات والعصائر بين وجبتي الإفطار والسحور، ويفضل العصائر الطبيعية أو ثمرة فاكهة في هذة الحالة.
أما بالنسبة لوجبة السحور فيجب تأخيرها كلما أمكن ذلك لتكون عونا للصائم أثناء النهار ويجب أن تشتمل على نوع من البروتين مثل البيض أو الفول بالإضافة الى اللبن الحليب أو الزبادي وقطعة خبز وثمرة فاكهة واحدة.

============
=================

ليست هناك تعليقات: