٢٧‏/٠٩‏/٢٠٠٨

علي الجنيبي درس برمجة الكمبيوتر واحترف التصوير






علي حمد الجنيبي مصور صحافي في مركز الإمارت للدراسات والبحوث الاستراتيجية. جاء اختياره لهذه المهنة رغم دراستة لبرمجة الكمبيوتر التي تحول عنها، واقتحم عالم التصوير الصحافي محترفا بعد أن نال عدة كورسات ودورات في فن التصوير الفوتوغرافي.

فعندما بلغ الثامنة من عمره أهداه أخوه الأكبر كاميرا ياشكا، بعد أن لاحظ عليه إطالة النظر للصور الفوتوغرافية، وتعليقه الدائم على جمال الصورة وكيفية التقاطها، ومنذ ذلك الوقت، بدأ التعرف على هذا العالم بشكل عملى، يضع الأقلام ويلتقط الصور ويسعى الي تحميضها ليرى ما صنعت يداه، وقد أثنى عليه بعض اخوانه الذين وجدوا فيه بذرة طيبة لمصور هاوٍ، وكلما كبر في السن، كانت تتطور الكاميرات التي يستخدمها. أبدع في تصوير البحر والصحراء والثلوج، والحيوانات والخيول وجمال الطبيعة ولحظات الغروب وانعكاسات الألوان، وبجانب تصوير الطبيعة مارس أيضا التصوير في الأستديو، فاحترف نوعا آخر من التصوير يعتمد على نوعية أخرى من الاضاءة الصناعية.
ويعمل علي الجنيبي حاليا مصوراً فوتوغرافياً ومحرراً (مونتير)، ويقع على عاتقه تصوير المؤتمرات والمحاضرات واللقاءات الخاصة بالمركز، وهو عضو في جماعة تصوير مطاردي الضوء، التي انضم إليها منذ 3 سنوات تقريبا، وهي جماعة للتصوير الفوتوغرافي تضم جنسيات متعددة جمعتهم العدسة والهاجس الفني، ولديهم لقاءات شهرية من خلال المجمع الثقافي في أبوظبي، وتهدف الجماعة الى تبادل المعلومات والخبرات في مجال التصوير الفوتوغرافي، وتعليم الأعضاء الجدد أسس التصوير وتطوير مهاراتهم عن طريق الدورات.
أجمل اللقطات
ويعتبر الجنيبي أن احترافه التصوير نوع من تحدي النفس من حيث التحكم في الاضاءة واظهار الألوان وإعادة تشكيلها، واحب اللقطات الى قلبه لقطة لست شجرات، ثلاث منها مزدهرة الخضار بينما يخيم الجفاف على الثلاث الأخريات، وقد حولها الى اللونين الأبيض والأسود لإبراز الطبيعة والحياة والموت. كذلك لدية لقطات رائعة لكورنيش ابوظبي في لحظة الغروب وانعكاس الألوان على سطح الماء.
وللجنيبي أيضا لقطات عديدة للبورتريه تكشف عن وجوه بريئة وأخرى حزينة وتارة وجوه تتألم في صمت، وأخرى تناضل تجاعيد الزمن، والصورة عند الجنيبي تعتمد على المكان والحدث وتجسيد المعنى، فتلك حمامة أو يمامة وقفت على فرع شجرة جرداء، وهذا طائر اللقلق يداعب مياه البحر، وهذا عصفور ملون استكان على فرع شجرة خضراء.
وتلك أوزة بيضاء تمارس بمتعة السباحة في الماء، وهذه شجيرات غطتها الثلوج البيضاء، وتلك اللقطة لحصان يتباهى بجماله واقفا بكبرياء، وهذا نمر مستكين إلا أنه يترقب بذكاء في صمت، وهذا صقر يمتثل لأوامر صاحبه استعدادا للقنص، وتلك صور استعراض للطائرات، وتلك أنامل امرأة الزمن الماضي التي تنسج من الخوص صناعات يدوية بيئية، وهذه يد نقشت على أناملها الحناء.
ويؤكد الجنيبي دائما انه لايوجد مصور محظوظ وآخر غير محظوظ، ولكن للمصور الصحافي سمات لابد أن تميزه عن غيره مثل سرعة البديهة، وسرعة التحرك من مكان الى آخر، وعليه البحث دائما عن لقطة الانفراد التي تميزه عن غيره من المصورين، ولأن الصحافة محرقة الابداع كونها عملا يوميا لا يهدأ، يشعر الجنيبي أن عمله كمصور صحافي طغى على اعطاء فنه حقه.
والجنيبي عاشق التصوير الفوتوغرافي يعمل أيضا مصورا للفيديو، إلا أنه يرى في الأول فنا يمنحه مساحة كبيرة للابداع، ورغم تطور الكاميرات الرقمية إلا ان الجنيبي مازال عاشقا للتصوير بالأفلام التي يراها الأنسب لتصوير الطبيعة، وخاصة من حيث وضوح الصورة وتباين الألوان، لذلك من يفتح فريزر براده المنزلي يجده مليئا بالأفلام التى يخشى عليها من التلف فيحفظها مبردة.
وقد عانى الجنيبي ومازال من النظرة الدونية للمصور في المجتمع، فقد رفض والده فكرة عمله كمصور محترف، وأشفقت عليه والدته من تلك المهنة التى لايقدرها أحد، إلا أنه أصر على موقفه وانضم إلى عالم المصورين الصحافيين المحترفين، وهم قلة من المواطنين ربما لا يتجاوز عددهم أصابع اليدين. ورغم تصويره العديد من الشخصيات المهمة الا أنه يردد دائما أمام كل من يعرفه أنه كان لديه أمنية لكنها للأسف لم تتحقق وهي تصوير المغفور له بإذن الله تعالى الشيخ زايد رحمه الله.
أهم الشخصيات
وقد صور الجنيبي العديد من أبرز الشخصيات المحلية والعالمية، حيث صور صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة ولي عهد ابوظبي، وسمو الشيخ حمدان بن زايد نائب رئيس مجلس الوزراء، وسمو الشيخ عبدالله بن زايد وزير الخارجية، وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان وزير شؤون الرئاسة، ومعالي الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان وزير التعليم العالي والبحث العلمي. كما صور الرئيس الأميركي جورج بوش، والأمير البريطاني آندرو، وأنجيلا ميركل مستشارة الحكومة الألمانية، وروزالين هينجز رئيس محمة العدل الدولية، وياب هوب الأمين العام لحلف الناتو وغيرهم.
الأيادي البيضاء
صديقه عبد الرحيم البطيح مدير مركز الأخبار في فضائية أبوظبي يقول عنه: بدأ تعارفنا في معسكر الأيادي البيضاء في كوكس عام 1998، وجمعنا هدف نبيل هو خدمة الوطن، فاتحدت الأفكار والتوجهات، كان يؤدي الخدمة العسكرية وأنا الخدمة الاعلامية، ووجدته معطاء خدوما نشيطا ومتحمسا الى أقصى درجة، لا يبخل على أحد بالعون والمساعدة.
وكنا نطلب منه أن يوفر لنا الأكل والسكن من أماكن تبعد عن المعسكر الذي نتواجد فيه بعيدا عن العاصمة ثيرانا، وكان يفعل متطوعا وبحب شديد، ثم تلاقينا بعد ذلك في بغداد بافتتاح مستشفى الشيخ زايد عام 2003، وكان في تلك المرة مصورا صحافيا، وتواصلنا فيما بعد واصبحنا اكثر اقترابا بحكم عملنا في نفس المجال الاعلامي، وهو من المواطنين القلائل الذين اقتحموا تلك المهنة عن حب واقتناع، لذلك أجده متحمسا في عمله ويريد أن يكون له دور مميز ورائد في هذا المجال.
الجانب الانساني
المصور الفنان صلاح الخطيب يقول: أحب فيه الجانب الانساني الذي يشدني إليه، كذلك حماسه اللامحدود، وتجمعني به صداقة كبيرة من خلال جماعة التصوير التي ننتمي إليها مع مجموعة كبيرة من أصدقاء آخرين نشترك في حب التصوير كهواية أو مهنة، ويعجبني حماسه الزائد، فعندما نقوم برحلات خارجية للتصوير، يكون هو المنسق للمكان وكيفية الوصول إليه، وتجده حاملا الكاميرا طوال الوقت، وهو معطاء حقا.
ولم يحدث يوما أن طلبت منه شيئا إلا وفعله بحماس حتى لو كلفه الكثير من وقته وجهده، وهو مصور صحافي بارع ولديه لقطات عميقة، وأفضل أعماله من وجهة نظري لقطاته للطبيعة، والنصيحة التي أقدمها له دائما هي الفصل بين عمله كمصور صحافي وطبيعته كفنان، لأن العمل الصحافي يتطلب السرعة في التقاط الصورة تبعا للفعاليات والمؤتمرات وغيرها من الأحداث التي يقوم بتغطيتها، بينما صوره الفنية الخاصة لابد له من التأني وعدم التسرع فيها.
جمعنا حب التصوير
أما معاوية الأمين رئيس تمويل الشركات والتمويل التجاري في بنك أبوظبي للتمويل الاسلامي، وهو أيضا يمارس التصوير كهواية وعضو بجمعية مطاردي الضوء يقول: أجمل ما يميز علي الجنيبي انه ودود يحب اللمة ومخلص لأصدقائه، صبور ولا يزعل أبدا، بل متسامح لأقصى درجة يمكن تخيلها، ولديه هوس بالتصوير، واعتقد أنه ابدع في تصوير الطبيعة، وهو متجدد دائما. نجده من وقت الى آخر يحاول اقتراح مواضيع وأماكن جديدة، وقد جمعنا حب التصوير، وهذا النوع من الفن قرب وجهات نظرنا وجعلنا اكثر ارتباطا به.


==========================


منقول من جريدة البيان

ليست هناك تعليقات: