حياة التميمي .. من الرسم إلى التجميل

أحبت حياة التميمي الرسم في طفولتها، وابدعت بشكل كبير فيه، كما حصلت على دعم كبير من مدرسات الفن اللاتي كن يخترنها لمساعدتهن في تزيين وتنسيق غرفة الفن ،فقد أكتشفن فيها بذرة فنانة يمكنها أن تؤثر بشكل أو آخر في هذا المجال، فقد ظهر لهن جليا أنها وبفطرتها الخالصة تستطيع دمج الألوان، وتنسيق الديكور، وعمل رسومات تطابق الواقع وأيضا تحلق في فضاءات الخيال.

الايمان بالموهبة: وكان لتشجيع مدرساتها لها وإيمانهن بموهبتها الدافع الرئيسي لاهتمام والدها بفنها، فقد طلبت منه المدرسات تكريمها بشكل لائق خاصة وأنها مبدعة حقيقية ينتظرها مستقبل رائع في عالم الفن، فمنحها والدها غرفة صغيرة داخل المنزل لتكون مرسمها الخاص،ولتمارس موهبتها كما يروق لها، وحتى بعد أن تزوجت وتركت المنزل لايزال مرسمها موجودا وبه كم كبير من لوحاتها وألوانها التي كانت تستخدمها .

وشاركتها خالتها في الهواية نفسها وشجعتها على الخروج بفنها القابع بين جدران مرسمها الخاص،وفعلا بدأت تشارك في حفلات الأطفال وتقوم بالرسم على وجوههم ،وشاركت في احتفالات المدارس بالرسم على الحوائط، وقد نالت شهرة واسعة في هذا المجال جعلتها تشعر بأنها بالفعل تقوم بعمل مهم يحظى بالإعجاب. وجاءت المصادفة لتحول طريقها من عالم الأطفال الى عالم البنات الكبار،وذلك عندما طلبت منها خالتها الذهاب معها الى عرس ،وقامت مع خالتها بتزيين العروس ووضع المكياج لها، وفوجئت أن المكياج أعجب قريبات العروس الى درجة أنهن ظنن إنها محترفة في هذا المجال، ورغم ترددها في البداية إلا أنها قررت أن تدخل عالم التزيين والتجميل لأنه يعبر عن شخصيتها ويمكنها من خلاله أن تبدع عبر موهبتها التي يمكن ان تتحول من الورق الى وجوه النساء فتبرز جمالهن وتخفي عيوب وجوههن.
ومن عرس الى آخر ازدحمت مواعيدها، وعندما شعرت ان الاقبال على فنها بات متزايدا قررت أن تطور نفسها، فالتحقت بدورات عديدة في فن التجميل، حتى تصقل موهبتها بالدراسة، وبدأت تتابع خبراء التجميل العرب والأجانب وتلاحق كل مايصدر حديثا من منتجات التجميل التي تفيدها في عملها .
شهرة خارج الحدود
وبعد حوالى ست سنوات من عملها تركت فنها وشهرتها وأستقرت في البيت بعد الزواج وإنجاب ثلاثة أطفال أكبرهم الآن عمره 9 سنوات وأصغرهم 3 سنوات،ورغم تفرغها الكامل لبيتها وأولادها إلا أنها كانت تستسلم من حين الى آخر لدعوات بعض الصديقات لتزينهن في الأعراس والمناسبات.
وبدأ صيتها يتجاوز حدود ابوظبي ويمتد الى جميع إمارات الدولة وقد تلقت دعوات للمشاركة في حفلات كليات التقنية بنات من خلال عروض الأزياء التي وضعت فيها المكياج للعارضات،وهنا أيضا بدأت في الانتشار بشكل أكبر وذاع صيتها لدى بنات الجامعة اللواتي أصبحن يستعن بها في مناسباتهن الخاصة.
وهنا شعرت إنها ودون أن تدري تعود بقوة الى عملها من جديد، وبدأت تعمل على نشر فنها من خلال المجلات النسائية عبر وجوه «الموديلز» بعده اكتسبت شهرة انتقلت بها الى خارج الحدود ليطلبوها لتزيين العرائس في عمان والبحرين وقطر. وأحست بأنها لابد وان يكون لها قرارها، فعادت ثانية من خلال مركز خاص قامت بافتتاحه ليكون مقرا دائما لها، وشجعها زوجها ووقف بجانبها، واعتبر الأثنان تلك الخطوة من أهم القرارات التي اتخذت في حياتهما سويا.
وتميزت خبيرة التجميل حياة التميمي بالمكياج الذي تفضله المرأة الإماراتية والخليجية حيث الخليجي يتميز بقوة لونه، و يرتكز على إبراز جمال العيون بالكحل الأسود، ولأن المرأة الخليجية ترتدي العباءة السوداء لذلك تفضل وضع ألوان مبهجة على الجفون، واستطاعت حياة دمج أكثر من لون واحد في رسومات تظهر جمال العيون،كما أنها أيضا كانت تفصل بين مكياج السهرات والمكياج الناعم البسيط الذي يتناسب مع الحفلات البسيطة والزيارات الخاصة.
كل النساء جميلات
كما انها ابتكرت إكسسوارت خاصة بمكياج الرموش والعيون والوجه الجريئات اللاتي يفضلن التميز بالكريستال وغيره ،وهي لاتكرر نفسها بل لها رسومات جديدة باستمرار تقوم بتنفيذها مباشرة على الوجوه بما تراه مناسبا لكل فتاة أو امرأة ويتدخل أيضا لون الفستان، وإكسسوار العروس والقاعة وطريقة تزينها في المكياج التي تضعه للعروس.
وترى التميمي أن كل النساء جميلات إذا عرفن كيف يهتمنن بمظهرهن الخارجي، والذي يعد انعكاسا حقيقيا لجمالهن الداخلي، والمرأة الخليجية بشكل خاص، والإماراتية بشكل عام تهتم كثيرا بجمالها، وجميع الأحصاءات المنشورة تؤكد أن حجم إنفاقها على مستحضرات التجميل يزداد يوما بعد يوم،حيث تشير آخر الإحصائيات إلى أن المرأة الخليجية تنفق حوالى (7,1) مليار دولار سنويا على مستحضرات التجميل التي تستورد من الخارج .
ويقول عنها زوجها عامر عبدالله مدرب التربية الرياضية والإداري بنادي الجزيرة الرياضي: هي فنانة حقيقية ومبدعة، وعندما تزوجنا تفرغنا لبيتنا وتربية أولادنا، إلا أنني وجدت موهبتها الطاغية ترغب في الانطلاق وعندما أبدت رغبتها في العودة الى العمل كخبيرة تجميل مرة ثانية ولكن من خلال افتتاح مشروعها الخاص شجعتها ووقفت معها، فأنا مؤمن بموهبتها التي منحها لها الله سبحانه وتعالى كما أنني أقدر وأحترم كثيرا عمل المرأة.
وتؤكد مصممة الأزياء الإماراتية العالمية منى المنصوري أن حياة التميمي فنانة أعجبني كثيرا ذوقها في عمل المكياج الخليجي الذي يروق للمرأة الإماراتية، كما انني أشعر بالفخر تجاه ابنة بلدي التي استطاعت اقتحام مجالات جديدة كانت حكرا على جنسيات أخرى، واكتساب ثقة المرأة الإماراتية ليس أمرا هينا كما يعتقد البعض، لأنها ذات ذوق عال ومطلعة على الموضة العالمية ، ومتابعة بشكل دائم لأحدث ما وصل اليه مصممو الأزياء وخبراء التجميل في العالم بأكمله..
وربما في القريب العاجل سيتم بيننا تعاون ، حيث ساستعين بها في مكياج عارضات الأزياء في عروض أزيائي المقبلة. ويرى المصور علي عجمي أن حياة التميمي من خبيرات التجميل الإماراتيات القلائل اللاتي استطعن اكتساب شهرة كبيرة في الإمارات وخارجها من خلال جمال رسوماتها وقوة ألوانها التي تلاقي إعجابا كبيرا بين النساء الخليجيات.
حيث يجدن فن التميمي مناسبا لهن، كما انها قامت بعمل مكياج لعدد من مذيعات التلفزيون منهن المذيعة المشهورة لجين عمران وبعض الفنانات العربيات ممن حضرن مهرجان الشرق الأوسط للسينما الذي أقيم مؤخرا في ابوظبي منهن على سبيل المثال لا الحصر الفنانة البحرينية هيفاء حسين.
إضاءة
تميزت خبيرة التجميل حياة التميمي بالمكياج الذي تفضله المرأة الإماراتية والخليجية حيث الخليجي يتميز بقوة لونه، و يرتكز على إبراز جمال العيون بالكحل الأسود، ولأن المرأة الخليجية ترتدي العباءة السوداء لذلك تفضل وضع ألوان مبهجة على الجفون، واستطاعت حياة دمج أكثر من لون واحد في أشكال تظهر جمال العيون،كما أنها أيضا كانت تفصل بين مكياج السهرات والمكياج الناعم البسيط الذي يتناسب مع الحفلات البسيطة والزيارات الخاصة.

===================

منشور في البيان