٠٨‏/١١‏/٢٠٠٨

الهروب من المخالفة



لم تنم جيدا ليلة الأمس، فقد طاردتها كوابيس الأرق التي نقضت على مخيلتها وتمكنت منها، لم تكن تدري ماذا ألمّ بها ولماذا تشعر باتقاد ذهنها رغم أنه لا موضوع محدداً يشغل بالها.
ظلت تتأرجح في سريرها يمنة ويسرة لعلها تشعر بالنعاس ولكن هيهات ان يحدث ما تمنته، سمعت أذان الفجر، فهرعت للوضوء ووقفت لتصلي وتدعو الله أن يغفر لها ولوالديها وان يمتعها وجميع أفراد أسرتها بالصحة والعافية، وأن يبعد عنها شرور الناس.
ارتدت ملابسها وهمت بالخروج من باب المنزل، وقبل أن تنطلق الى العمل قررت الذهاب الى البنك لتستعيد بطاقتها الائتمانية والتي سحبها الصراف الآلي منذ أكثر من شهر تقريبا.
طافت حول مبنى البنك مرات عديدة لعلها تجد موقفا، ولكن لا فائدة، فالزحام يملأ المكان، حتى أن البعض قام بإيقاف سيارته في الأماكن الممنوعة، وسوس لها شيطانها بأن تقف في مكان وجدته أمام البنك مباشرة إلا أن اللوحة تؤكد عدم الوقوف في هذا المكان قطعيا، فدارت ثانية حول البنك لعلها تجد فرصة أفضل إلا أنها فشلت تماما، وبعد اكثر من نصف ساعة من اللف والدوران، قررت بعصبية أن تعود أدراجها وتذهب الى العمل.
إلا أنها تذكرت أنها بحاجة لتلك البطاقة لسهولة صرف نقودها من الصراف الآلي دون الحاجة للذهاب الى البنك والجلوس بالساعات في انتظار الدور، فقررت أن تقف في المكان المخالف، مثل العشرات من السيارات التي وقفت غير عابئة بقانون النقط السوداء...
دخلت البنك وضغطت على زر الماكينة لتأخذ رقما وتنتظر دورها، ورغم أنها ذهبت الى البنك في الصباح الباكر إلا أن البنك كان يعج بالمراجعين وكأنهم آتوا إليه منذ ليلة الأمس وبقوا في انتظار أدوارهم حتى الصباح.
تلك هي المرة الثانية التي تأتي فيها الى البنك بحثا عن «الفيزا الكترون» بعد أن قامت بسحبها إحدى الماكينات للصرف الآلي قبل عيد الفطر مباشرة، إلا أنها لم تجدها قد وصلت الى البنك، وبعد أن غادرت بيومين اتصلت بها إحدى موظفات البنك تخبرها بأن الفيزا موجودة وعليها الحضور لاستلامها، إلا أن مشوار البنك دائما ثقيل على نفسها، حيث وجوده في شارع مزدحم بالسيارات والمحظوظ فقط هو من يجد بالكاد مكانا ليقف في الممنوع، وايضا تبغض تلك الساعات التي تنتظر فيها دورها.
جاء دورها فاتجهت مباشرة الى الموظفة التي سبق أن آتت اليها، وجلست الموظفة تقلب في ثلاثة ملفات كبيرة امتلأت بالفيز الإلكترونية، وبعد ان انتهت منها جميعا أخبرتها أنها غير موجودة فلم تآت بعد.
كظمت غيظها وأخبرتها أن البطاقة موجودة منذ أكثر من شهر وقد أخبرتها موظفة في البنك بذلك هاتفيا، فطلبت منها الموظفة أن تخبرها عن اسم تلك المرأة التي أخبرتها بذلك، فكظمت غيظها ثانية وسألتها هل عندما يتصل بي موظف من البنك كعميل ليخبرني بأمر ما أطلب منه اسمه ورقم موبيله؟ فصمتت الموظفة، فعاجلتها بالقول يا اختي ابحثي ثانية فربما أنك أغفلت شيئا هنا أوهناك، فلم تفعل الموظفة وتجاهلت ما طلبته ببرود، وأخبرتها أنه عليها الانتظار لثلاثة أيام حتى تبحث عن البطاقة الضائعة.
غادرت البنك وهي تدعو الله ألا تكون شرطة المرور وضعت على زجاج السيارة المخالفة المادية، وعندما اقتربت من سيارتها فرحت لأنها استطاعت أن تفلت من الغرامة تلك المرة، همت لتدير محرك السيارة وإذا بها تسمع خبطة مدوية هزت السيارة بشكل رهيب، نظرت في المرآة فوجدت سيارة رباعية الدفع وقد أكلت نصف سيارتها تقريبا من الخلف.


====================

ليست هناك تعليقات: