١٣‏/١١‏/٢٠٠٨

فاطمة بنت مبارك: قضايا أمن الإنسان تتطلب تعاونا دوليا




أعلنت سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة منظمة المرأة العربية رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية أمس خلال افتتاح أعمال المؤتمر الثاني لمنظمة المرأة العربية الذي بدأ أعماله أمس في أبوظبي بحضور السيدات الأول في الوطن العربي أن قضايا أمنِ الإنسانِ هي بالأساس قضايا كونية يشترك فيها البشر أينما كانوا ولذلك فإن التصدي لها يتطلبُ تعاونا وتنسيقا على المستوى العالمي وذلكَ في إطارٍ منَ الانفتاحِ والتواصلِ الحضاري الإيجابي الذي يحترم الخصوصيةَ الثقافيةَ وينظر للاختلافِ من منظورِ التعارف والحرص على مد الجسور.
وقالت سمو الشيخة فاطمة إن الإماراتِ تنظر بكل اهتمام لهذا المؤتمرِ العربي بتركيبته والدولي بطبيعته وتتطلع لما سيشهده من أفكارٍ ومناقشات حول موضوعٍ في غاية الأهمية ألا وهو مفهوم أمنِ الإنسانِ في علاقتِه بالمرأة فالمفهوم الذي يعد أحدث المفاهيمِ التي تستخدم عندَ الحديث عن قضايا الحرية والأمنِ والتنمية بوصفِه مفهوما حركيا يركز على تحويل هذه المعاني إلى التزامات وآليات لتنفيذها ..
وهو بهذا المعني يتضمن مسائل كحقوقِ الإنسان والحكمِ الرشيد وإمكانية الحصولِ على التعليمِ وعلى الرعايةِ الصحية والتحررِ من الفقرِ والتمتعِ ببيئة صحية وضمانِ إتاحة الفرص والخيارات لكل فرد لتحقيقِ إمكاناته وهيَ مسائل تشكل في مجموعها عناصرَ الحياة الإنسانية العادلة والكريمة.
وأكدت سموها: إننا نؤمن بأنَ الحوار الإيجابي والتواصلِ الحضاريِ المثمر الذي تتلاقى فيهِ الثقافات فتستفيد من بعضها بعضا أدواتٌ بالغةُ الأهميةِ لمن يريد الإصلاحِ ويسعى للتقدم والسلام.
أزمة اقتصادية
من جانبها أعربت الشيخة سبيكة بنت إبراهيم آل خليفة قرينة ملك البحرين في كلمتها خلال افتتاح المؤتمر عن افتخارها واعتزازها بإقامة المؤتمر الثاني للمنظمة تحت الرعاية الكريمة لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك التي استطاعت بفضل ما تبديه دوما من اهتمام بالغ بقضايا المرأة العربية أن تسير شؤون المنظمة خلال فترة رئاستها بتنظيم لا فت ومتابعة حثيثة ودقيقة للعمل الجاد والهادف الذي تتولاه المنظمة ممثلة في إدارتها العامة وطاقمها .
وأشارت إلى أن إقامة المؤتمر بموضوعه المهم والعالم يمر بأزمة اقتصادية لا زال يسعى لحلها بكافة الإمكانيات المتاحة لاستيعاب تبعات أضرارها ، سيلقى على مداولاته المزيد من المسؤولية للتنبيه بتأثير ذلك على المواطن العربي والتطرق إلى طبيعة الإجراءات والاحتياطات الواجب الأخذ بها لحمايته من تقلبات السوق وما لذلك من تأثيرات جسيمة على أمن الفرد بشكل عام وامن المرأة خصوصا ، لما للاقتصاد من ارتباط مباشر في توفير العناصر الأساسية للعيش الكريم وفي استمرار الاستقرار المنشود لشعوب العالم اجمع.
وأضافت الشيخة سبيكة: إن أكثر ما يقلق المهتمين بوضع السياسات التنموية ومتابعي تنفيذها هو انعدام الأمن الإنساني ومخاطر عواقبه مشيرة إلى أن الجهود العالمية تتالت على مدى أعوام عدة للوصول إلى مفهوم دقيق للأمن الإنساني في محاولة لضبط مكوناته التي تتداخل لتستقر عند ضرورة التحرر من الحاجة والخوف والدفع باتجاه حماية الحريات وتمكين الأفراد والمجتمع نحو الشراكة الفاعلة في الأعمار والتنمية وكانت إحدى تلك الجهود تأسيس لجنة مختصة ودائمة لدى الأمم المتحدة وصندوق دائم لها لمتابعة هذا الملف الهام.
واقترحت سموها بان تبادر منظمة المرأة العربية بفتح باب الحوار مع اللجنة العالمية للأمن الإنساني بناء على التوصيات والنتائج التي سيخرج بها المؤتمر للفت النظر إلى الرؤية العربية حول هذا المفهوم والتحديات التي تحيط به في المنطقة للاستفادة من خطط وبرامج اللجنة في معالجة القضايا والمشاكل التي تربك مسار التنمية في الوطن العربي.
الأمن الإنساني
الملكة رانيا العبدالله قرينة الملك الأردني أكدت في كلمتها الحاجة الماسة لمفهوم الأمن الإنساني حيث وصف الأمين العام للأمم المتحدة الأمن الإنساني بأنه (التحرر من الخوف والتحرر من الحاجة) الخوف من العدوان والقتل وتفشي الجريمة والكوارث الطبيعية وقالت انه للأسف بعض دولنا العربية تقبع أما تحت احتلال أو ضحية تبعاته.
وقالت إن الحاجة هي ما يعاني منها ثلث سكان البلدان النامية القابعين تحت خط الفقر والغلاء يطال العالم بأكمله ويداه تعبثان أكثر في البؤر المحتاجة والجائعة.
وأضافت: ونحن نعمل منذ عام ألفين جاهدين إلى إعطاء نسائنا حقوقهن المدنية والسياسية والاقتصادية والثقافية والاهم التعليمية التوعوية، ونرمي إلى ذلك لان يكون الجيل القادم من النساء والرجال واع بحقوقه وواجباته ولا أداة أكثر فاعلية من التعليم لتوعية وتقويم الأجيال والنهوض بالمرأة لتعرف حقوقها قبل أن تطالب بتنفيذ واجباتها نحو عائلتها ومجتمعها.
وقالت الملكة رانيا: نحن في الأردن أدركنا مبكرا أهمية التعليم في تحقيق جميع أهدافنا وبادرنا منذ سنوات بالعمل على جعله الأرضية التي تنمو منها جميع أوجه التنمية الأخرى ومؤخرا بدأنا العمل على إصلاح مدارس المملكة بالاشتراك مع القطاع الخاص للارتقاء بمستواها التعليمي وتوفير بيئة تعليمية آمنة وصحية مشيرة إلى انخفاض نسبة الأمية في الأردن إلى 8% وسنمحوها بحلول العام 2020 وارتفعت نسبة تمثيل النساء في السلطتين التنفيذية والتشريعية .
وأكدت تضاعف نسبة النساء في البرلمانات العربية خلال الأعوام الثمانية الماضية لكننا على هذا المعدل نحتاج إلى عشرين سنة إضافية للوصول إلى نسبة ثلاثين بالمائة وهي النسبة التي نصت عليها توصيات مؤتمر بكين.
ثقافة حقوق الإنسان
من ناحيتها أكدت ليلى بن علي حرم رئيس الجمهورية التونسية أن إحداث منظمة المرأة العربية منذ أكثر من خمس سنوات يمثل علامة بارزة في مسيرة النهوض بالمرأة العربية المعاصرة و محطة مهمة على درب تكريس التضامن بين النساء العربيات والارتقاء بمجالات العمل المشترك بينهن الى مستوى ما تعيشه مجتمعاتنا من تحديات جسيمة ورهانات مصيرية.
وقالت إن المواثيق الدولية والتشريعات الوطنية مهما علا شأنها لا يمكن لها وحدها أن تحقق الأمن الإنساني بما في ذلك أمن المرأة إذا يقتضي الأمر إلى جانب إقرار التشريعات الملائمة اعتماد برامج عمل متواصلة على صعيد ترسيخ المساواة ونشر ثقافة حقوق الإنسان.
ودعت إلى إنشاء لجنة المرأة العربية للقانون الدولي الإنساني في نطاق منظمة المرأة العربية لتكون رافدا للجهود العالمية والإقليمية والوطنية الهادفة للدفاع عن القانون الدولي الإنساني والحث على احترامه ونشر ثقافته لفائدة المرأة.
وأوضحت انه على الرغم مما حققته المرأة العربية من تطور مهم في مختلف أوضاعها فان ذلك لا يحجب التحديات التنموية التي ما تزال تواجهها المجتمعات العربية حيث ترتفع معدلات الأمية في العديد من بلداننا العربية لتتجاوز نسبة انتشارها في صفوف الإناث 40%.
السيدة وداد بابكر عمر حرم رئيس الجمهورية السودانية أكدت في كلمتها انه لا يشفع لنا أن ليس لنا يد فيما تشهده الدنيا من بيئة خربة وحملات عسكرية تشن علينا دون ذنب نقترفه، وسقوط اقتصادي وانهيار مالي بخرب دورنا ولم نكن من مسببيه فهي كلها أمور يشملنا أثرها لأنها تطال كوكبا نحن ساكنيه وليس لنا مهرب سواه ونحن كنسوة نكون أول المتأثرين وآخر المستشارين.
الأمن الاقتصادي
أسماء الأسد عقيلة رئيس الجمهورية العربية السورية عبرت عن أهمية الأمن الإنساني الذي لا تستقيم حياته من دونه ولا يكون له وجود طبيعي حيث صار الأمن رديفا لمحددات الشرط الإنساني الفردي والمجتمعي لوجود سليم ، فأين العربي من ذلك إنسانا وامرأة بشكل خاص؟.
وقالت إن منطقتنا تعيش منذ عقود حالة عدم الاستقرار فضلا عن الحروب والتوترات والضغوط ولا يمكن بحال من الأحوال الفصل بين استمرار الاحتلال الإسرائيلي للاراضي العربية وتجاهل الحقوق الفلسطينية وبين واقع أمن العرب رجالا ونساء ولا يمكن أيضا تجاهل ما يرتبط باستمرار الاحتلال من سطو إسرائيلي على مياه فلسطينية وأردنية وسورية ولبنانية الأمن مشيرة إلى أن الأمن المائي هو الوجه الآخر للأمن الحياتي في العالم وخاصة في منطقتنا ، لأن تداعيات أوضاع منطقتنا تشكل عاملا معيقا للجهود الرامية لتحقيق التنمية وشروط الأمن الإنساني.
وأشارت عقيلة الأسد في كلمتها إلى الأمن الغذائي وأزمة الغذاء التي تتفاقم في عالم اليوم وتوجب التوقف عندها لان الجوع مرتبط بالفقر والمرأة تشكل غالبية الجياع في عالمنا.
وأشارت إلى أن المقاربة الموضوعية لأمن الإنسان في شموليته يقتضي أن نأخذ بعين الاعتبار أن هناك منظورين مختلفين لهذا الأمن ، عندما يتعلق الأمر بفقراء العالم وأغنيائه بمن يملكون و بمن لا يملكون وكذلك بالفقراء والأغنياء ضمن المجتمع الواحد الأمر الذي يؤكد أهمية الأمن الاقتصادي للفرد وللمرأة بشكل خاص.
أسس عادلة
من جانبها وجهت وفاء سليمان قرينة الرئيس اللبناني الشكر لسمو الشيخة فاطمة لرئاستها ورعايتها لهذا المؤتمر ورئاستها الحكيمة لمنظمة المرأة العربية لهذه المرحلة من تاريخ المنظمة وكذلك وجهت الشكر للدكتورة ودودة بدران المديرة العامة للمنظمة على الجهود الكبيرة التي بذلتها لترسيخ قواعد عمل مؤسسية في منظمة المرأة العربية .
وأكدت انه في هذا المجال ينبغي أن تتجه الجهود الدولية نحو تسوية النزاعات المسلحة والحروب ومساعدة المجتمعات الخارجة من هذه المحن والشرق الأوسط يعيش في خضم الحروب منذ محنة فلسطين في العام 1948.
وتساءلت سيدة لبنان الأولى: الم يحن الوقت لوضع حد للحروب على أسس عادلة وشاملة ولمساعدة المناطق والبلدان المنكوبة؟.
الأكثر تعرضاً للعنف
سوزان مبارك قرينة الرئيس المصري أكدت أن حماية المرأة وضمان أمنها وأمانها لابد أن يكون مكونا رئيسيا، فالمرأة هي الأكثر تعرضا للعنف والممارسات الضارة والاتجار بالبشر وهي أكثر معاناة من النزاعات المسلحة وقوافل اللاجئين والنازحين ، وهي في أوقات السلم الأكثر تعرضا للتهميش والفقر والأكثر احتياجا لثمار التنمية من اجل تمكينها والارتقاء بأوضاعها.
وأشارت إلى أن أمن الأفراد والشعوب كل لا يتجزأ عن الأمن القومي لمجتمعاتهم ودولهم ، وان مفهوم الأمن القومي الإنساني يأتي في سياق الأمن القومي للدول وليس بديلا عنهن وأن مسؤولية تحقيقه هي مسؤولية وطنية في المقام الأول ، وتتصل اتصالا وثيقا بجهود التنمية الاجتماعية والبشرية ويدعمها دور مساند ومطلوب من المجتمع الدولي .
وأكدت انه لا احد يجادل في ضرورة احترام كافة الدول للمبادئ المعترف بها دوليا لحقوق الإنسان وفي ضرورة توفير الحماية والأمن الإنساني لكافة الأفراد والشعوب.
وقالت: إننا في مصر وفي منطقتنا العربية ندين بذلك لأنفسنا ومواطنينا وشعوبنا ، وليس لأي جهة خارجية، وقطعنا على هذا الطريق شوطا طويلا بما حققناه من خطوات في الإصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي .
وأكدت أن هناك ارتباطا وثيقا بين قضايا المرأة العربية ومفهوم الأمن الإنساني في واقعنا العربي الراهن ، نظرا للطبيعة الاجتماعية والثقافية العربية التي تجعل من المرأة العربية محورا للأسرة ومحورا للبنية الأساسية للمجتمع، ولذلك فإن حماية المرأة وتمكينها والارتقاء بأوضاعها على نحو يضمن لها حريتها وتحقيق ذاتها هو متطلب أساسي لأمن المجتمع واستقراره ونموه للارتقاء به.
الشيخة لطيفة الفهد السالم الصباح رئيس لجنة شؤون المرأة في الكويت قالت انه أن الأوان لان ينعم الإنسان في كل مكان وبكل فئاته وشرائحه بالأمن والأمان والاستقرار والطمأنينة.
من ناحيتها أشادت تكبر بنت أحمد حرم رئيس المجلس الأعلى للدولة رئيس الدولة في الجمهورية الإسلامية الموريتانية بجهود سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك رئيسة منظمة المرأة العربية رئيسة الإتحاد النسائي العام الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية وسعيها الدؤوب لتكون منظمة المرأة العربية إطارا فاعلا لتحسين أوضاع المرأة وتعزيز مشاركتها في التنمية.
وقالت ان انعقاد المؤتمر تحت عنوان (المرأة في مفهوم وقضايا أمن الإنسان .. المنظور العربي والدولي) يعكس حرص المنظمة على مواكبة أهم الإشكاليات والتحديات التي يعيشها العالم وحرصها على تشكيل موقف عربي موحد من هذه الاهتمامات الدولية.

======================



ليست هناك تعليقات: