١٩‏/١١‏/٢٠٠٨

العفاريت وعصابة «سانتا كلوز»




وقفت أمام موظف شركة الطيران الذي أخذ يبحث في شاشة الكومبيوتر عن أماكن شاغرة الطائرة، إلا أنه نظر إليها وأخبرها بأسف عن عدم وجود أماكن، ترجته أن يحاول مرة ثانية، فالأمر لا يحتمل التأجيل، ولديها حالة طارئة بسبب اقتحام اللصوص لشقتها، وابنتها التي تدرس في الجامعة هناك وتقطن الشقة نفسها ولن تستطع مواجهة الموقف بمفردها.
تعاطف معها جميع الموظفين الذين سمعوها تروي قصتها، وبدأوا المحاولة مرة أخرى، وتبرع كل واحد منهم ليروي لها قصة مماثلة حدثت معه في الوطن، وأبلغوها أنه عليها أن تطلب العوض من الله فيما حدث، وتشكر الله سبحانه وتعالى أنه أنقذ أبنتها وإلا كان اللصوص قتلوها.
وأخيرا استطاعت الحصول على التذاكر، وعادت إلى منزلها لتجهيز حقائبها، واتجهت مع زوجها الى المطار.. جلسا بانتظار الإعلان عن إقلاع الطائرة، وكان المطار قد تزين لاستقبال «الكريسماس»، وأعجبها دبدوب صغير يرتدي قبعة سانتا كلوز فقررت شراءه لابنتها، وعندما سألها زوجها عن سبب شراء هذا الدبدوب خاصة وأن بيتهم في الوطن يكتظ بتلك اللعب، أخبرته أنها ستمنحه لابنتها المنهارة نفسيا حتى تهوّن عليها الأمر، ويكون هذا الدبدوب بمثابة ذكرى لما حدث في ليلة «الكريسماس».
وعندما وصلت إلى الوطن ضمت ابنتها الخائفة والباكية بقوة، وكانت الابنة قد تركت المنزل بسبب خوفها مما حدث وذهبت للعيش عند عمتها حتى يأتي والداها، وقصت الفتاة لأبويها ما حدث بالتفصيل، وقالت لهم: ذهبت لزيارة عمتي التي طلبت مني أن أبيت عندها لأن الوقت قد تأخر والمسافة كبيرة بين الحيين اللذين نعيش فيهما.
وفي اليوم التالي عند عودتي إلى المنزل وجدت أشياء غريبة، فعندما هممت بفتح الباب بالمفتاح وجدت أن أحد المفتاحين قد سار بشكل عادي وكأنني لم أغلق الشقة، فتعجبت قليلاً وقلت لنفسي ربما نسيته، وبعد فتح الباب وجدت علبة من الزبادي على طاولة الطعام، وهنا بدأت أشعر بالخوف، فهل يمكن أن أنسى تلك العلبة خارج الثلاجة؟ وقبل أن أنتقل الى الداخل حيث غرفة نومي، تملكني الرعب بعد أن راودتني الشكوك في أن الشقة ربما يسكنها العفاريت.
وبسرعة البرق اتجهت الى باب الشقة ونزلت أجري في الشارع، وأخبرت حارس البناية بأنني وجدت أشياء تدل على وجود أغراب في الشقة، فقام الحارس بجمع أكبر عدد من حراس العمارات التي تجاورنا، وأمسكوا بالهروات الغليظة وعدت معهم الى الشقة، فوجدنا كارثة حقيقية، فقد قلب هؤلاء اللصوص شقتنا رأسا على عقب، ووجدت شرفة غرفتي مفتوحة وكنت قد أغلقتها قبل خروجي من المنزل، ولعبي ملقاة في كل اتجاه في الغرفة، وأخرج اللصوص جميع الملابس ومحتويات الأدراج وألقوها على الأرض، وكانت جميع الغرف كذلك.
وفي اليوم التالي ذهبت المرأة مع زوجها لتكملة باقي المحضر في قسم البوليس، وإعطاءهم مواصفات الذهب الذي سرقه اللصوص بجانب بعض النقود، وتعجبت المرأة حينما وجدت نفسها توقع على محضر مسمى بالمفقودات، فقالت للضابط: ما حدث لي سرقة، وليست مفقودات، فأنا لم أسر في الشارع بصحبة شقتي فضاعت مني، بل هناك لصوص اقتحموا الشقة عنوة، أي هناك سرقة بالإكراه، وبعد عودتها إلى الإمارات كان أطرف تعليق سمعته من إحدى زميلاتها، أنه ربما كان سانتا كلوز هو اللص، فضحكت وقالت لها، سانتا كلوز يمر على البيوت ليمنح أصحابها الهدايا، أما أنا فقد زارني ليسرقني.
ومر عامان على هذا الحادث ولم تتمكن الشرطة من القبض على اللصوص، وتيقنت أن على كل واحد أن يحمي نفسه بنفسه، فأحضرت حداداً أغلق جميع منافذ الشقة بالقضبان الحديدية.

============================

ليست هناك تعليقات: