٠٦‏/١٠‏/٢٠٠٨

محمد أبوعبيد لكل بلد زارها ميزة خاصة وعشق فريد




يقول محمد ابوعبيد مذيع نشرات الأخبار وبرنامج صباح العربية في قناة العربية: زرت أكثر من 30 دولة، إلا انني في الواقع لا اميل الى افضل التفعيل، فلكل بلد عندي ميزته الخاصة، إلا انني احب روسيا وايطاليا بسبب ذكريات الدراسة، فقد عشت في روسيا عامين في (مدينة سانت بطرس برغ).

وكنت في سن التاسعة عشرة من عمري، وتحديدا عام 1990 وقت انهيار الشيوعية، ولم يكن الأمن مستتبا في تلك الفترة، لذلك اتذكر تلك الحادثة التي مرت بي، وهي قيام اربعة شباب بضربي وسرقة نقودي اثناء خروجي من سهرة بأحد الفنادق على بحر البلطيق، ورغم انني لست ممن يلجأون لإثارة المشاكل، إلا ان الواقع دائما يختلف عما نريده، وكما يقول المثل (على الورقة البيضاء نرى النقطة السوداء).
القصر الشتوي للقيصر
رغم ذلك أقول إن المدينة غاية في الجمال، ومن اهم معالمها متحف (الأرميتاج) وهو القصر الشتوي للقيصر وبه كم من لوحات مشاهير الفنانين التشكيليين الأوروبيين، والتحف الفنية النادرة والآثار، وهو من وجهة نظري أهم من متحف اللوفر في فرنسا، وفي المدينة ايضا اكبر مقبرة في العالم تضم مليونين من الجنود الذين ماتوا في الحرب العالمية.
كذلك نهر (نيفا) ويبلغ طوله حوالي 74 كيلومترا، ويتدفق من بحيرة لادوجا مرورا ببرزخ كاريليا ومدينة سانت بطرس برغ حتى فنلندا، و مدينة سانت بطرس برغ مكونة من مئة جزيرة يربط بينها حوالي 600 جسر، وبها بحيرات، وللنهر فيها عشرات الأفرع، وتشبه مدينة فينيسيا الإيطالية.
ومن روسيا قمت برحلات الى كازخستان، اوزبكستان، سمرقند، بخارى، وذهبت ايضا الى دول البلطيق، وهناك يمكن للإنسان استرجاع التاريخ بحد ذاته، تاريخ القياصرة، الحربين العالميتين ، الجامعات العريقة التي يتجاوز عمرها الـ 150 ـ 300 سنة، الدولة التي استطاعت أن تصبح الاتحاد السوفييتي.
ويواصل ابوعبيد: وقبل الذهاب الى روسيا فكرت في دراسة الموسيقى في ايطاليا، الا ان حرب الخليج عام 1990 قلبت الموازين، حيث فرضت الدول الأوروبية قيودا على ابناء فلسطين والعراق والأردن ولبنان وسوريا، إلا انني احب ايطاليا كثيرا، فهناك يمكن رؤية الحضارة الرومانية وكأنك تقرأها في كتاب، فروما متحف كبير، اينما ذهبت ترى فن المعمار الإيطالي.
وذلك لأنها من اوائل الدول التي تحررت من سلطة الكنيسة، فتأكدت فيهم النزعة الفردية التي سمحت للفرد بالإبداع، فروما جامعة لتدريس فن العمارة، كما أن الشعب الإيطالي قريب الشبه بالعرب، بجانب شهرة المطبخ الإيطالي، وهي بلد الموضة وبها افخم واشهر بيوت الأزياء في العالم.
ويؤكد محمد ابوعبيد على أنه في فرنسا يعود الى عصر النهضة الفكرية والثقافية في أوروبا، ثورة فرنسا والباستيل، نابليون وقوس النصر، واجمل مايميز الشعب الفرنسي اعتزازه بنفسه واحترامه للغته.
كما زار ابو عبيد مدينة (بيرس) في اقاليم استراليا ويقول عنها: هي منطقة ريفية، وتعد مكانا مناسبا للسياحة العائلية، فهي جنة على الأرض، تمتاز بالخضار في كل مكان، وتنتشر فيها الحدائق التي تمتلأ بحيوان الكنغرو.
اما عن اميركا، فقد ذهبت الى نيويورك في دورة لجامعة كولومبيا تابعة للأمم المتحدة، وهناك تكمن قمة التناقضات، فتلك الدولة العظمى صاحبة العمارات التي تناطح السحاب، بها كم كبير من (الهوملس) المتشردين الذين ينامون في الشوارع، والأميركان شعب لايعرف الكثير عن ماهو موجود خارج الولايات المتحدة، بل وربما ان البعض لايعرف عن باقي الولايات الأخرى.
الاسترخاء في المالديف
اما لمن يرغب الابتعاد عن العالم والعيش في اجازة دون منغصات، فعليه بجزر المالديف، وهناك يمكن للأنسان أن يعيش ساعات من التفكر والخيال والتمعن بعظمة الخالق، وتعد جزيرة (باندوس) من اجمل الجزر حيث التنقل بالقوارب، ورؤية العديد من الحيوانات البرية.
وفيها التهمت انواعا لذيذة من الطعام، وتعد (مالي) العاصمة المكان الوحيد في المالديف الذي يوجد فيه سيارات، ويوجد بها اماكن كثيرة ترفيهية من مقاه وألعاب مائية، الا انه اثناء تنقلي مع مجموعة من السياح من جزيرة الى أخرى هب أعصار.. وكادت السفينة ان تغرق، وامتلأت بمياه المحيط السوداء، وأخذنا القبطان الى اقرب جزيرة، واستقبلونا هناك وهدأوا من روعنا.
ويواصل ابوعبيد: ولأنني شديد البياض فأنا عاشق للشمس والبحر من اجل اكساب بشرتي لون البرونزاج، أعجبت كثيرا بمدينة شرم الشيخ المصرية، فقد زرتها قبل عيد(شم النسيم الفرعوني)، وهناك يعيش السياح الحياة المصرية بكل مافيها من جمال، لقد بهرتني المدينة بخليج نعمة وجمال الشواطئ والرمال الناعمة، والسوق والمقاهي، والمطاعم، والنظافة والنظام، واستمتعت كثيرا بمراقبة الوجوه والناس. وأعادتني القاهرة الى تاريخ الحياة الثقافية المصرية، مدينة الفكر والأدب والترجمة والمؤلفات، الشعر، ام كلثوم، عبد الوهاب، الأفلام المصرية القديمة، الصعايدة.
وعشت في عمان في الأردن سنة كاملة، كما أنني أزورها كثيرا عند زيارتي لفلسطين بلدي، حيث أذهب من الإمارات الى عمان، ومن ثم الى جنين ورام الله، وتكررت زياراتي الى البتراء تلك المدينة التاريخية التي حفرت في صخر (وادي موسى) الوردي، ولذا سميت بالمدينة الوردية، وهي مدينة متكاملة يستطيع السائح ان يرى فيها كل المعالم الأساسية للمدينة، من (الخزنة) بيت الحكم الى المدرجات العامة التي بنيت للاحتفالات والاجتماعات العامة ،الى المحكمة ودور العبادة، وبيوت أهلها المحفورة في صخرها الوردي الملون.
وعندما اتجهت للسفر الى روسيا ذهبت اليها عن طريق سوريا فزرت دمشق التي مازالت محافظة على تراثها القديم، فقد كانت عاصمة في مراحل وحضارات كثيرة في تاريخها الطويل، واصبحت عاصمة الدولة العربية الإسلامية ايام الأمويين.

========================================

ليست هناك تعليقات: