٢٤‏/١٠‏/٢٠٠٨

خليفة الحوسني .. يفضل الأماكن المنسية ويرى البلدان بعين الباحث



يحدثنا خليفة حميد الحوسني مدير التعليم العالي في شركة النهضة الوطنية العالمية، عن أحدث رحلاته قائلا: ذهبت الى مدينة فاس في المغرب تحديدا، لأنها نموذج لأقدم حضارة اسلامية في افريقيا، اذ تعود آثارها الى عام 1210 هجرية، وتعجبت كيف كان هذا الشعب الذي لم تكن لديه أية تسهيلات حياتية يسخر الحياة من أجل فائدته.

وتحقيق مآربه من نشر الدين الاسلامي، وبناء حضارة اسلامية تتنوع فيها فنون العمارة والصناعات اليدوية، من نسيج وجلود وسجاد، ثم اتجهت بالسيارة الى منطقة ريفية تسمى بقريت حيث يعيش الناس فيها حياة بسيطة جدا، ورغم ذلك ترتسم على ملامحهم علامات الرضا والسرور، ورغم شح المعيشة إلا أنهم كرماء، وهناك لكل واحد في الأسرة أو القرية دور يقوم به ولايصح أن يحل الآخر مكانه والقرية ذات جمال طبيعي يفوق الوصف.

ويواصل الحوسني حديثه: لقد زرت جميع المناطق الأثرية في تونس وقبلها قرأت كتابا عن تاريخ القيروان، وهناك التقيت بكبار السن وهذا ما أفضله دائما في السفر، لاستمتع بأحاديثهم عن الماضي وكيف كانت حياتهم، كذلك الحال في سوريا وذهبت الى مصر كي أتعرف على حضارة وتاريخ هذا البلد العريق وبالطبع ذلك لايحدث الا بزيارة الأهرامات والمتحف المصري ومدينة الأقصر، وأستوقفني كثيرا السؤال الحائر في عقول علماء الآثار حتى يومنا هذا وهو كيف استطاع قدماء المصريين بناء تلك الحضارة العظيمة في زمن انعدمت فيه الآليات الحديثة التي توفر لهم سبل العمل ؟

وكيف كانت لديهم نظريات هندسية يستطيعون من خلالها أن يبنوا الأهرامات والمسلات وغيرها ؟ وكيف أنهم استطاعوا بناء تمثال الملك آمون في معبده بالأقصر بحيث تتعامد على وجهه الشمس خلال العام مرتين؟ الأولى عند مولده والثانية يوم توليه الحكم، فتضاء غرف القصر بالكامل ويشع البريق من تاجه.وزار الحوسني جميع الأماكن الأثرية في دمشق كالجامع الأموي وسوق الحميدية وغيرهما، ويحزنه حقا ما يحدث في لبنان، حيث لايوجد أي مكان إلا وشمله الدمار بسبب الأحداث الجارية وقد جلس هناك مع اثنين من كبار السن دعاهما أحد الأصدقاء ورغم عذوبة الحديث معهما الا أنهما تشابكا في حوار سياسي لم ينته الى شيء مفيد لأنهما سارا في خطين متوازيين بسبب انتماء كل منهما لحزب يختلف عن الآخر.
وعن الدرس الذي تعلمه بعد ذلك الحوار يقول: عرفت أن البيئة السياسية انتزعت الأصالة، وأدركت معنى أهمية العيش في سلام.
ويشير الحوسني ايضا الى عشقه للسفر الى كندا والولايات المتحدة الأميركية تحديدا، حيث تحدث بحب شديد عن ولاية كولورادو التي تمتاز بجبالها الشاهقة والتي يتجاوز ارتفاعها 13 الف قدم فوق سطح البحر، وأجمل مايميزها السكن المريح، والمطاعم المتنوعة، وانتشار اللوحات الارشادية التي تقود السائقين الى الأماكن التي يرغبونها.
كذلك يمكنك التعرف على درجات الحرارة والاماكن المعطلة بسبب الحوادث من خلال النشرة التي تبثها الاذاعة بشكل مستمر، وأعجبته كثيرا الصرامة في تطبيق القانون، وهذا يجده متماشيا مع سماته الشخصية، فمثلا اذا كانت التعليمات الموجهة لقائدي السيارات بوضع السلاسل الحديدية على الاطارات ليتمكنوا من السير على الثلوج، فإن على الجميع فعل ذلك والا تعرض للغرامة والعقوبة، فالشعار المرفوع «اذا لم تكن حياتك مهمة فحياة الآخرين أهم» وليس كما يحدث في بلادنا العربية نصدر القانون ثم نحنيه وقت مانحب ونجعله أكثر صرامة في وقت آخر.
ويواصل الحوسني حديثه قائلا: تعددت زياراتي الى مدينة سياتل وولاية أورغن، وجزر سان وان ولوس أنجلوس وهي متعة الأطفال حيث مدينة الألعاب والت ديزني وفيها أيضا أشهر الماركات ونجوم هوليود، وكذلك ولاية فلوريدا وهي ملتقى العائلات وفيها ديزني لاند.
واجمل مايميز أميركا السير بالسيارة في «الهاي واي» على امتداد الساحل الغربي، حيث الجبال والخضرة.كما زرت واشنطن دي سي مقر الحكومة، وبها متاحف متنوعة عن الطبيعة والعلم والفضاء، وفي نيويورك مقر الأمم المتحدة هناك عدد كبير من المسارح وفرص عديدة للتسوق، وهي مكتظة بالسكان لأنهاتجارية.
جنة الأرض
وينتقل الحوسني بحديثه الى كندا فيقول: انها تشبه في طبيعتها ونظام السير فيها بالولايات المتحدة الأميركية، وهناك ذهبت الى الغرب حيث لايوجد مهاجرون عرب حتى أتعرف من خلالهم على حياة السكان الأصليين، فطبيعة الغرب تستهويني دائما.
ومن أجمل ماشاهدته بحيرة لويس، وسلسلة جبال روكي حيث تشاهد العين جمالا ربانيا في بحيرة زرقاء على شكل دائرة تحيط بها جبال خضراء تكسو قمتها الثلوج، وبعد نظرة تأملية وجدتني أتساءل اذا كانت تلك هي الجنة على الأرض فكيف تكون جنة الله سبحانه وتعالى؟
فالمنطقة مكان جميل لهواة التزلج، والحياة الليلية فيها رومانسية ساحرة. كذلك زرت بانف وهي قرية صغيرة تمتاز بتسهيلات كثيرة للزائرين، وقمت في كندا بمغامرة مثيرة بالتزلج على الجليد، أتذكرها حتى الآن، وكنا مجموعة من أربعة أشخاص، كندي وسويسري واميركي وانا.
وكنا نتنقل بالمروحية من مكان الى آخر، وكلما زاد الارتفاع كلما انخفضت درجة الحرارة تحت الصفر، الا أن لديهم استعدادات كاملة لممارسة تلك الهواية، فيمنحون كل شخص جهازا يصدر ذبذبات حتى يستطيع تحديد مكانه اذا ضل طريقه، وفي تلك الرحلة تعلمت التحدي مع الذات، فالتحدي مدرسة يتعلم فيها الانسان الشعور بالغير وخلاله تظهر قيمته الانسانية.
ويضيف الحوسني لقد تعددت زياراتي الى فيينا وبلجيكا وسويسرا وايطاليا وألمانيا وزرت معظم بلدان شرق آسيا مثل تايلاند وهونغ كونغ وتايوان وسنغافورة، وبجانب التطور التكنولوجي أعجبني كثيرا شعب اليابان لأنه شعب مؤدب مسالم ويقدر قيمة العمل والوقت، وهناك زرت المعابد وكلما زرت تلك المعابد تمسكت أكثر بديني وعقيدتي الاسلامية. و أعرب الحوسني عن اعجابه الشديد بحضارة الصين التي تعد من أقدم الحضارت في التاريخ ، ورغم صعوبة الحياة إلا أن الجميع يعمل وينتج.
إضاءة
يحدد خليفة الحوسني فرنسا كبلد يحبها و يتردد عليها كثيرا بصحبة العائلة ويقول: قبل أحداث 11 سبتمر كانت الولايات المتحدة البلد المفضل لدي، و لكن ماحدث جعل الشعب الأميركي لا يستطيع التفرقة وينظر الينا بطريقة عرقية على أساس أني عربي مسلم.
لذلك اتجهنا مؤخرا الى فرنسا التي أعرف كل مكان فيها، ودائما تمنح المعرفة للفرد 80% من الشعور بالأمان، وهي بلد عريق في حضارته وثقافته، وقد زرت جميع الأماكن في باريس ونيس، وجبال الألب والريف والشواطئ وغيرها.








====================




هناك ٣ تعليقات:

nagy elsonbaty يقول...

الاخت ايمان قنديل ادب الرحلات ادب عظيم كتب فيه القدماء والمحدثون وقد عرضت لنوع من احاديث ادب الرحلات وهو الاخ خليفة الحوسنى ولااعرف ان كان امارتيا ام مقيما ..المهم اوصلنى الى مدونتك تعليقك على الفنانة ومقدمة البرامج بريهان قمق على الفيس بوك وبالمناسبة من اى فرع من فروع عائلة قنديل لااظن انك من فرع مدينة السرو محافظة دمياط(الدقهلية سابقا ) بلدتى يبقى امامنا إما انك من فرع العائلة فى بساط كريم الدين دقهلية وهى قريبة لبلدتنا او الاحتمال الاخير انك من فرع العائلة بالمنوفية وفى هذه الحالةتكونين قريبة للأستاذة الدكتورة راجية قنديل وهى سيدة فضلى بكلية الاعلام جامعة القاهرة اعتز بمعرفتها..
مع خالص تحياتى
ناجى السنباطى
رئيس تحرير مجلة صوت السرو
مدينة السرو/دمياط/مصرhttp://nagy_elsonbaty.maktoobblog.com

إيمان قنديل يقول...

أنا اصلي من الدقهلية لكني مولوده في القاهرة وعائلتي تنقسم مابين مركز شربين وتحديدا من كفر الحطبه وبساط كريم الدين والمنصوره

إيمان قنديل يقول...

nagy elsonbaty

نسيت ارحب بيك


أهلا وسهلا بيك