١٤‏/١٠‏/٢٠٠٨

هشاشة العظام.. مرض يصيب النساء أكثر من الرجال



تشير إحصاءات منظمة الصحة العالمية إلى أن أمراض العظام تؤثر على 60% من النساء و20% من الرجال فوق الخمسين في مختلف أنحاء العالم، وتؤكد الدراسات أن 30% من سكان منطقة الشرق الأوسط ممن فوق سن الخمسين معرضون للإصابة بهشاشة العظام كما انه يمثل مشكلة صحية لعدد كبير من النساء في الإمارات بسبب قلة الوعي الصحي والنقص الحاد في فيتامين دي والكالسيوم، وحول هذا الموضوع كان لنا لقاء مع الدكتور جواد حمود تويج استشاري جراحة العظام والمفاصل والكسور في مستشفى دار الشفاء في أبوظبي.
يقول بداية معرفا هشاشة العظام: هو نقصان في كمية مادة العظم وتدهور في بناء نسيجيه المايكرسكوبي مما يؤدي إلى ضعف العظم وزيادة احتمالات الكسور فيه، وهنا يجب ملاحظة أن الهشاشة في العظام لا تنتج بسبب نقصان مادة واحدة من المواد المكونة له كالكالسيوم وإنما هو نقصان في جميع مكونات العظم.
كما أن للعوامل الجينية تأثيرا كبيرا في ظهور هشاشة العظام مثال كولاجين، الفاجين، وجينات ومستقبلات الاستروجين وفيتامين وهرمون الغدد فوق الدرقية. فقد أظهرت الدراسات تغيرا في هذه الجينات في حالات هشاشة العظام.
وثبت علميا أن نقصان هرمون الاستروجين يؤدي إلى هشاشة العظام عند النساء بعد سن اليأس (أي انقطاع الدورة الشهرية)، كما أن الدراسات الحديثة أثبتت أن نقصان هرمون الاستروجين عامل مهم في حدوث هشاشة العظام عند الرجال أيضا وليس مقتصرا على النساء.ويضيف الدكتور تويج أن الفقدان العظمي يبدأ في العقد الخامس من العمر عادة ويحدث ذلك في النساء والرجال، وتزداد سرعة الفقدان العظمي عند النساء بعد سن اليأس مابين خمس وعشر سنوات وقد ينتج عنه حدوث كسور في العظام وهي مضاعفات الهشاشة المهمة.
وتلعب عوامل التغذية دورا مهما في حدوث هشاشة العظام وخصوصا عند النساء بعد سن اليأس، وأهم المواد الغذائية التي تلعب هذا الدور فيتامين د، البروتينات والكالسيوم، والإقلال من هذه المواد يسرع حدوث الهشاشة والكسور، ويجب أن يبدأ الإنسان أخذ الكميات اللازمة منها منذ الطفولة والشباب إلى جانب المراحل المتقدمة.
وقد يكون هشاشة العظام مرضا صامتا، أي بدون أعراض، ويعتبر كسور العظام في الفقرات، وعنق عظم الفخذ وفي الرسغ، من الأعراض التي قد تحدث نتيجة إصابات طفيفة.
وعن إنذارات الخطر بحدوث هشاشة العظام يقول الدكتور تويج: يمكن قياسها بواسطة فحص بي أم دي، تقدم العمر عند النساء والرجال، حدوث حالات هشاشة في العائلة وخصوصا المصاحبة بحدوث الكسور، سن اليأس المبكر الناتج عن حالة طبيعية أو بعد إجراء العمليات الجراحية للرحم والمبايض، أو حدوث أمراض تؤدي إلى توقف الدورة الشهرية عند النساء، عوامل تخص الحياة اليومية للإنسان كالغذاء مع نقص في تناول الكالسيوم، فيتامين دي، التدخين، تناول المشروبات الكحولية، وعدم ممارسة التمارين الرياضية.
ويمكن الحصول على فيتامين «د» من التعرض لأشعة الشمس، الأسماك بكافة أنواعها، الحليب ومشتقاته، كبد الأغنام والأبقار، البيض، زيت كبد الحوت، الأدوية، وتهدف الوقاية والعلاج إلى تقليل الكسور والتي تحدث نتيجة هشاشة العظام، لأنها لو حدثت تنتج عنها مضاعفات شديدة وقد تؤدي إلى الوفاة.
وهناك طرق لا تعتمد على الأدوية مثل التمارين الرياضية المنتظمة، والغذاء الغني بالكالسيوم وفيتامين د، والغذاء المتوازن بشكل جيد، والابتعاد عن التدخين والمشروبات الكحولية ومنع السقوط عند كبار السن وتوخي الحذر عند السير أو النزول والصعود على السلالم أو حتى السرير. أما الطرق التي تعتمد على الأدوية مثل الكالسيوم وفيتامين د بأخذ كمية وافية منهما فتعتبر عاملا إضافيا لمنع حدوث الكسور في هشاشة العظام.
وكمية الكالسيوم المقررة للنساء بعد سن اليأس، الخمسين، هي 1000-1500 مغرام باليوم تؤخذ عن طريق العظام والأدوية، بينما كمية فيتامين د المقررة للنساء بعد سن الخمسين هي 800 وحدة باليوم وتؤخذ عن طريق الطعام والأدوية والتعرض لأشعة الشمس.
ثم العلاج بالهرمونات حيث ثبت أن نقص هرمون الاستروجين له تأثير كبير في حدوث هشاشة العظام، وأثبتت الدراسات العملية أن استعماله قد يكون خير وقاية من حدوث كسور الهشاشة وكذلك الإقلال من أعراض سن اليأس، ولكن نظرا لحدوث بعض المضاعفات الجانبية من جراء استعماله أوصت الدراسات باستعماله بكميات قليلة ولفترة قصيرة.
ويعتبر العلاج بدواء «البا يفسفوات» الخط الأول لعلاج حالات هشاشة العظام وهذه الأدوية تقلل من حدوث الكسور، ويؤخذ الدواء حبة واحدة أسبوعياً قبل الفطور ولا يؤخذ معه دواء آخر في نفس اليوم، وذلك بجانب العلاج بهرمون «الكاليتونين» الذي يقلل من تآكل العظام، ويمكن إعطاؤه بطرق مختلفة ومنها البخاخ عن طريق الأنف، ويمكن العلاج بهرمون الغدد فوق الدرقية في الحالات الشديدة جدا، ثم العلاج «بالسترونتيوم رانليت» وهو فعال لمنع حدوث الكسور، حيث يعمل على زيادة مادة العظم وتقليل التآكل فيه. وهناك علاج بواسطة طرق متعددة باستعمال أدوية مختلفة تحت البحث في الوقت الحاضر، حيث تستعمل عدة أدوية في آن واحد لمنع حدوث كسور هشاشة العظام.

=============================

ليست هناك تعليقات: