٠٦‏/١٠‏/٢٠٠٨

أطلال امرأة تنتحب



كالثملة..
كالمسعورة في عشقه.. جلست أمامه.. بين لحظة وأخرى.. تتبدل عيناها.. تود أن تقفز إليه.. تضمه إلى صدرها..
في قلبها الظامئ..
تخبئه في وجدانها العاشق..
لتضيع معه بنشوة.. عالم يغرق بسعادة.. فجأة تسقط لتنشطر بين لظى الرغبتين.. ذكريات مضت.. وحب يصارع أنفاسه الأخيرة.. لم تعد تخترق رأسه رغما عنه.. لم تعد تسيطر على عينيه ومخيلته.. لم تعد تجتاح فكرة.. لم تعد النبض الذي يخفق بقلبة.. لقد قرر أن يذبحها مرتين.. ***** أسترق النظر نحوها.. أعتدل في جلسته.. بسلطان ونفوذ جبارين.. كتقي عصي أو مليك طغي.. أو كعاشق تهاوت القيم تحت قدميه.. تعالت دقات قلبها في صخب.. ترجوه أن يظل صامتاً.. وإلا ينهي العالم.. بحمم تشتعل بين شفتيه.. **** أبدا لم يكن هو الذي أحببت.. بل.. كان رجلا آخر.. بقناع آخر..
وقلب غير الذي اعتادت عليه.. ***** انقلبت الدنيا ظلام.. ودهاليز.. ليل وموسيقي.. وطبول.. عوالم وأجواء مرعبة تزامنت مع خفقات قلبها.. الموجوع ***** أنطلق صوته.. منسوجا بالغيظ.. لينهي الرواية.. تمزقت كرامتها وتهاوت.. تساقطت في الأعماق دموع وآهات.. وبقسوة قائد جيش.. جلس على مائدة المفاوضات منتصرا.. أمرها أن تبتعد عنة.. ألا تفكر فيه.. ألا تتحدث عنه.. أن تمحوه من تاريخها. أن تفقد ذاكرتها.. وتبدأ حياتها من جديد.. هدد وتوعد.. عندما يراها لن يمد يده بالسلام..
بل سيتجاهل وجودها.. حتى يصير التجاهل جهلا.. والتعود عادة.. ***** وبكرامة بعثرها دخان سيجارته.. وكجمرة.. أتقدت حبا وانطفأت في نرجيلته.. ارتضيت أوامره.. اتفقت معه أن يفترقا.. لملمت شظايا قلبها المكسور.. ووقفا سويا.. كاثنين من الجنود.. وقفا على جانبي خط الهدنة.. لا تصافح.. لا عناق.. لا وداع محموم.. ***** لم تستطع النظر إلى عينيه.. إلى شفتيه.. همست له تمهل قليلا.. خذ بعض عمري.. وأبقني لديك.. ليتك صوبت رصاصتك في قلبي.. فأنا عشت من أجلك..
وتمنيت الموت على يديك.. ..... عدت إلى منزلك.. وعلي سريرك.. سحبت الغطاء على وجهك.. ونمت مرتاح النفس والبال.. وانتشيت.. وخبأت أنا
وجهي بغطاء الدموع.. ولم أنم..بعد أن هنت عليك.. ماذا أفعل؟ لدموع تركتني لتجري وراءك.. أرادت أن تتعلق بك..ترجوك أن تعود ثانية..
إلا أنك صممت إذنيك..
..... البرد يزلزل أعماقي.. أتناثر وحدي في الأركان.. على ضوء غرفة شحيح.. يخبرني بالأشباح.. كل الملامح صارت ظلالا.. كل الذي كان بيننا أضحي خيالا.. ..... علمتني العشق قبل الأوان.. فلما كبرت أنت ودار الزمان.. تبرأت مني وأصبحت تنسي.. تنسي..كل ما كان..
نسيت أني عشقتك ليلا جميلا..وعمرا طويلا..وتاهت روحي.. في دهاليز كذبك..ولم يبق منى..
.. سوى أطلال....أطلال امرأة تنتحب بين يديك

==================================

ليست هناك تعليقات: