٢٤‏/١٠‏/٢٠٠٨

د. شذى إسماعيل: برامج البيئة تستهدف كافة أفراد المجتمع






نفذت هيئة البيئة في أبوظبي عدة برامج ومشاريع تهدف إلى نشر المزيد من الوعي البيئي وحماية البيئة، وقد استهدفت جميع فئات المجتمع من طلاب المدارس والجامعات، والنساء في المنازل، والصيادين وغيرهم، وقد حققت تلك البرامج نجاحات كبيرة بالفعل أكدتها الاستبيانات الميدانية التي أوضحت زيادة الوعي البيئي بنسبة 48%، حتما سوف تزداد خلال السنوات الخمس المقبلة.

وفي لقاء مع الدكتورة شذى إسماعيل منسق أول برامج بيئية في هيئة البيئة ؟ ابوظبي تحدثت عن تلك البرامج وأهدافها وما حققته بالفعل. تقول: تتركز استراتيجية القسم الذي أعمل فيه على تقليل النفايات وإعادة تدويرها، تدريب معلمين من خلال الدورات المختلفة، إنتاج مواد تعليمية ومصادر للتعلم عن البيئة، وإصدار بوسترات وكتيبات وأسطوانات مدمجة عن البيئة والمحافظة عليها.

وتستهدف البرامج التي ننفذها عمليا كافة أفراد المجتمع بداية من طلاب المدارس من رياض الأطفال حتى طلاب الجامعات، كذلك المرأة التي ننتقل إليها في بيتها من خلال محاضرات التوعية لتغير سلوكياتها اليومية المضرة بالبيئة وكذلك الصيادين للمحافظة على المياه سليمة من مخلفات الصيد التي تضر بالثروة السمكية والكائنات البحرية، والجمهور بأكمله من خلال الإرشادات العامة لكيفية المحافظة على البيئة نظيفة خالية من التلوث والأضرار التي قد تتسبب في حدوثها دون قصد، إلا إنها تضر بالبيئة التي نعيش فيها مما يؤثر علينا جميعا.
برامج للطلاب
ومثلا لدينا برامج للطلاب، من خلال الرحلات الميدانية والمحاضرات التي تعرفهم بالبيئة وكيفية المحافظة عليها، وتوجه الرحلات إلى محمية الوثبة، محمية القرم، البيئة البرية والصحراوية والبيئة البحرية، المركز الوطني لبحوث الطيور، ومستشفى ابوظبي للصقور، ونوجه للأطفال الصغار في رياض الأطفال حافلة بيئية بها رسومات مبسطة عن البيئة البرية والبحرية، وفي داخلها حيوانات محنطة مهددة بالانقراض.
وتضيف الدكتورة شذى: وبجانب الماراثون البيئي نقوم أيضا بعمل مسابقة بيئية ثانوية منذ 8 سنوات على التوالي، يتناسب شعارها كل عام مع يوم البيئة العالمي، ورغم أنها مسابقة تمنح الفائزين جوائز قيمة إلا أنها أيضا تهدف للتوعية بمشاكل البيئة على مستوى العالم.
وهو برنامج مشهور يشارك فيه العديد من الطلاب الذين يمثلون إمارة أبوظبي، كما نقوم أيضا بالتعاون مع منطقة أبوظبي التعليمية ووزارة التربية والتعليم بتوزيع كتيبات للتوعية على التلاميذ الصغار الذين يدرسون في رياض الأطفال وحتى الصف الأول الابتدائي.
وكذلك نقوم بتفعيل المناسبات البيئية كيوم الأوزون العالمي ويوم البيئة الوطني، كما نقوم بحملات دورية لتنظيف الشواطئ بالاشتراك مع المدارس والجهات الحكومية، وتفعيل دور نوادي البيئة. وتشرح الدكتورة شذى مزيدا من المعلومات عن المحاضرات والرحلات الميدانية لطلاب المدارس والكليات فتقول: يتم طرح العديد من القضايا البيئية بغرض التعريف بها.
ومن خلالها نقوم برفع مستوى الوعي البيئي لدى الطلاب والمدرسين أيضا، وذلك يضمن غرس السلوك البيئي الصحيح من خلال التوجيه السليم، وتتحول المعلومات التي اكتسبوها إلى سلوك بيئي صحي. وأيضاً إشراك الطلاب في الماراثونات البيئية، وهي مشروعات ذات نجاحات عالية لأنها تستقطب كما كبيرا من الطلاب الذين لا نستطيع الوصول إليهم من خلال البرامج الأخرى.
وقد نجح هذا البرنامج في تنمية السلوك البيئي السليم والمحافظة على الموارد الطبيعية، وساهم في إكساب الطلاب مهارات لغوية ومهارات الفهم والتعلم وتنمية الوعي البيئي لدي الطلاب عن دولة الإمارات العربية المتحدة.
مسابقات وتنظيف الشواطئ
أما بالنسبة للمسابقة البيئية التي تستهدف طلاب المدارس من رياض الأطفال وحتى المرحلة الثانوية فهي في مجال الرسم والقصة القصيرة وغيرها، وتهدف إلى أبراز ميولهم ومهاراتهم تجاه البيئة المحيطة بهم، كما توجد أيضا مسابقة التحفيز البيئي ويشارك فيها المدرسون مع الطلاب فيما يتعلق بالمساهمة في تنمية الوعي البيئي وجهود حماية البيئة.
وكل ما نوجهه للطلاب يدعم أفكارهم ورؤاهم من خلال التواصل مع الأهل والمدرسين والمجتمع ككل، ويساعد في بناء طلاب قادرين على معالجة القضايا البيئية، وتأكيد التزام دولة الإمارات العربية المتحدة نحو حماية البيئة بالاتفاقات الدولية التي وقعت عليها.
أما بالنسبة لتنظيف الشواطئ فقد شاركنا في حملة النظافة العربية وحملة نظفوا العالم بمشاركة الطلاب والغواصين الذين تم تزويدهم بالأدوات اللازمة لضمان فعالية تنظيف الشواطئ مثل القفازات والقبعات الواقية من الشمس لتجميع النفايات البلاستيكية والزجاجية الورقية وأدوات الأكل والسجائر وغيرها.
كما قام الغواصون بالتقاط المخلفات مثل الحديد والأخشاب والبلاستيك من قاع البحر، والتي تحدث أحيانا بسبب الممارسات السلبية لفئة من الصيادين تلقي بمخلفات الصيد في البحر، مثل معدات الصيد التالفة والأكياس البلاستيكية وغيرها، وتم إرسال المخلفات إلى المواقع المختصة لإعادة تدويرها والاستفادة منها.
وهنا أيضا يحدث توعية للطلاب بمشكلة تلك النفايات على البيئة البحرية التي تتأثر بها الثروة السمكية وأبقار البحر والسلاحف البحرية والشعاب المرجانية، وقد ساهمت جمعية الصيادين بدور كبير في الجهود التي قام بها الطلاب في حملات التنظيف.
نصائح مهمة
وتسوق لنا الدكتورة شذى إسماعيل بعض النصائح العامة للمحافظة على البيئة، مثل تجنب الكثبان الرملية ومنح النباتات الفرصة لتنمو، وخلال القيام بالرحلات علينا الا نترك القمامة في مكانها بل يجب تنظيف المكان ليستعمله غيرنا بأمان، كذلك يجب الحرص على تزويد أطفالنا بالكتب المتعلقة بالبيئة، والمساهمة في تشجيع مدارس أولادنا على تأسيس ناد للبيئة.
والتبرع بالأشياء التي لا نرغب فيها مثل الكتب المدرسية المستعملة، والحرص على استخدام البطاريات التي يمكن إعادة شحنها، وعدم استخدام أكثر من كيس لوضع المشتريات عند الذهاب إلى السوق، فالأكياس البلاستيكية لا تتحلل، واستخدام الأكياس المصنوعة من القماش هي الأفضل.
فاستخدام أكياس قابلة للاستعمال أكثر من مرة وقابلة للتحلل أفضل كثيرا للمساهمة في حماية البيئة، كذلك التفكير مليا قبل شراء أي منتج له تأثير على البيئة مهما كان صغيرا، والحرص على اقتناء آلات تصوير متعددة الاستخدام عوضا عن تلك التي تستخدم لمرة واحدة فقط.
وفي الختام قالت الدكتورة شذى إسماعيل إنه خلال 10 سنوات من بداية عملها تستطيع أن تؤكد على أن الوعي البيئي زاد بنسبة 48% في إمارة أبوظبي حسب الاستبيانات الميدانية التي قامت بها الهيئة مؤخرا، وتلك النسبة قابلة للزيادة سنويا، وهي نسبة جيدة تدل على تطور كبير في الوعي البيئي لدى الناس.
حيث انهم في البداية كانوا يعانون من عدم استقبالهم الجيد للتوعية في كل مكان، بل وهناك أماكن كثيرة كانت ترفض دخولهم إليها، وحصل الوعي تدريجيا مع اهتمام المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رجل البيئة، ودعم الدولة للبيئة والحفاظ عليها، وهناك خطط لدى الهيئة لزيادة تلك النسبة بشكل كبير خلال السنوات الخمس المقبلة.=======


============================


ليست هناك تعليقات: