٣١‏/١٠‏/٢٠٠٨

أمل الهاملي: العطور العربية تراث وهوية






أمل الهاملي مواطنة شابة استطاعت في غضون سنوات قليلة أن تصبح واحدة من أهم خبيرات العطور والدخون في الإمارات، وهي أيضاً عضوة في غرفة تجارة وصناعة أبوظبي خلال برنامج «مبدعة»، وقد انتشر اسمها وذاع صيتها بعد ان انطلقت عطورها العربية المخلطة بالفرنسية إلى دول مجلس التعاون، وبعد أن استطاعت إرضاء ذوق المرأة الإماراتية التي مازالت تعشق عطورها العربية ولكن بروح عصرية، والتي تحرص أيضاً على استخدام الدخون يومياً كجزء من تراثها وهويتها العربية.

تقول أمل الهاملي: منذ زمن بعيد اهتمت المرأة الإماراتية والخليجية بالعطور داخل وخارج منزلها، ويعد العطر من أهم احتياجات المنزل، ومن مظاهر الترحيب وكرم الضيافة، لذلك فالإماراتي أكثر استخداماً وارتباطاً بالعطور، وعطورنا الخليجية تختلف كلية عن العطور الأخرى في رائحتها وأصالتها فهي نابعة من التراث الأصيل، كما أن المرأة الإماراتية تتمتع بذوق خاص جداً في العطور التي تستخدمها للتطيب.
عطور أساسية
والمسك والزعفران والصندل والعنبر ودهن العود هي عطور أساسية خاصة بها، وتمتاز عطور المرأة الإماراتية، فمنها ما تستخدمه لجسدها ومنها لملابسها، ومنها لفراشها، وما يصلح للصباح أو للمساء والمناسبات الخاصة.
وهناك عطور خاصة بالعروس ومنها (المخمرية) وهي عطر نسائي تستخدمه النساء منذ القدم وهو يحتل الصدارة بين العطور العربية وهي توضع عادة في جذور الشعر وخلف الأذن وتمتاز بأنها ذات مكونات طبيعية من دهن العود والمسك والزعفران وروح الورد والفل والموتيا، وتخلط بطريقة معينة وتوضع في قارورة أو إناء محكم الغطاء لمدة شهر تقريباً.
وتنفرد العطور العربية برائحتها ويسهل المقارنة بينها، وهي ذات رائحة جميلة وزكية تعطي عبيراً أخاذاً إذا تم خلطها مع بعضها بنسب معينة وتسمى بـ (المخلط)، وقد شغف العرب بالعطور منذ القدم، لذلك كانوا يجبون الجبال والغابات وطاردوا الحيوانات بحثاً عن أصل العطور.
ومنها المسك الأبيض الذي يستخرج من بعض جبال الهند، والمسك الأبيض البارد الذي يستخرج من بعض جبال أوروبا، والمسك الأسود ومصدره دم أنثى الغزال، وروح العنبر الأبيض الذي يستخرج من الحوت، وروح العنبر الذي يتميز باللون الداكن ويستخرج من زهور العنبر المنتشرة في غابات الهند ويمزج بعطور الزعفران والكادي والموتيا والورد.
وعطر الزعفران الذي ينتشر في أسبانيا والهند وإيران ويعد الأخير أفضلهم، أما الورد الطائفي فهو منتشر في المملكة العربية السعودية، والورد الأسطنبولي وهو منتشر في أسبارطا التابعة لمدينة اسطنبول، أما عطر الصندل فيستخرج من أخشاب الصندل الثمينة في بعض غابات الهند، وهو ذو نكهة جذابة ومميزة عند خلطه مع أصناف البخور، وبعض العطور العربية مثل الزعفران والمسك والعود والعنبر.
أما دهن العود فيؤخذ من القشور المحيطة بخشب شجرة العود والتي توضع في إناء لمدة عام كامل في ظروف مناخية معينة، ولدهن العود مراحل وأنواع حسب جودته. وتلك العطورات السابقة هي أساس عملي في خلط العطور العربية مع الفرنسية، حيث ان العطور العربية ذات رائحة نفاذة وقوية وخلطها مع العطور الفرنسية يخفف منها .
ويضيف أيضاً لها ويجعلها سهلة الاستعمال عندما تعبأ في زجاجات بالبخاخ، والعطور المخلطة تناسب امرأة العصر التي تخرج للعمل وتسافر المؤتمرات وغيرها كما انها تتناسب مع فتاة اليوم التي تفضل العطور الفرنسية إلا أنها عادت إلى تراثها العربي عندما وجدت أن هناك عطوراً مخلوطة تضم النوعين معاً وتفي بالغرض وتدوم طويلاً.
خلط العطور
وتؤكد أمل الهاملي أن حبها لخلط العطور بدأ معها مبكراً منذ أكثر من عشر سنوات تقريباً، واتخذتها هواية لها، وعندما اثنت عليها القريبات والصديقات طلبن منها خلط عطور لهن، وكانت تشعر بسعادة بالغة في تحقيق رغباتهن، وبعد ان ذاع صيتها وكثرت الطلبات عليها بدأت تفكر جدياً في احتراف هذا العمل، وبدأت منذ خمس سنوات تقريباً تعمل من خلال معمل صغير في بيتها.
واستعانت بالنسب في خلط العطور وقامت بإطلاق الأسماء عليها حسب مكوناتها وجمعت بين الزجاجات ذات البخاخ والتي تفضلها الشابات والمرأة العصرية وبين التولة التي يفضلنها كبيرات السن. وتشير أمل الهاملي إلى أن العطور العربية لا تسبب الأذى لأنها طبيعية.
بينما هناك عطور غربية قد تسبب الأضرار للجسد والجلد بسبب زيادة المواد الكيميائية المتواجدة فيها، كما انها تختار أصول العطور العربية الدرجة الأولى كي تتميز بالرائحة الطيبة التي تدوم طويلاً، واستطاعت أن تحقق نجاحاً كبيراً وتنال ثقة النساء الإماراتيات والخليجيات من خلال الاشتراك في المعارض التي تقام في الإمارات.
قواعد رش العطر
وتضيف الهاملي: لرش العطر قواعد خاصة حيث يوضع خلف الأذن وعلى الرسخ، وتختلف رائحة العطور من جسد إلى آخر رغم استعمال العطر ذاته وبنفس المكونات، وما يصلح لامرأة قد لا يصلح لغيرها، وهذا تدركه النساء بالخبرة ومن تكرار شراء العطور واستخدامها.
كما أن أذواق النساء تختلف فيما يعجبها من العطور، وأتعجب حقيقة ان هناك بعض النساء يفضلن استخدام العطور الخاصة بالرجال والعكس صحيح وحتى الآن لا أعرف حقيقة سبباً مقنعاً لذلك، وربما تكون موضة جديدة مع اختلاف الأذواق، رغم أن هذا لا يروق لي أبداً.
كما أنني أيضاً أخلط أنواع العطور بمخلطات من العطور، وأيضاً للبخور أنواع عديدة، ومنه ما يصلح للنساء وهو (الدخون) وأقوم بصنعه من عجينة تتكون من العنبر والمسك والعود، وأيضاً يمكن خلط العطور الفرنسية حسب الرغبة.
وآخر للرجال حيث يقتصر بخورهم على العود وحده، ولكل مناسبة بخورها الخاص بها، فهناك بخور يومي للملابس وللمنزل وللجسد، وهناك بخور لاستقبال الضيوف، وبخور للأفراح والمناسبات السعيدة، وبخور للمريض، وبخور لطرد الحسد، ودخون للسيارة وغيرها.
اختلفت طريقة تقديم العطور الشرقية حديثاً بصفتها أهم الهدايا التي يتبادلها الإماراتيون، خاصة في المناسبات والأعياد، فلم تعد مقتصرة على الصناديق الخشبية والمخملية، لكن أصبحت محال العطور تتفنن في تصميم علب الكريستال المطعمة بالفيروز والأحجار الكريمة.
ولا تخفى العلاقة الحميمة التي تربط المرأة الخليجية بالعطور المستخلصة من الصندل والمسك والعنبر والورد والتي تصل أسعارها إلى أرقام مرتفعة، حيث تشير آخر الإحصائيات إلى أن المرأة الخليجية تنفق على العطور ومستحضرات التجميل حوالي (8. 1) مليار دولار سنوياً، تبلغ حصة العود والبخور منها حوالي ملياري درهم تقريباً.


==============================


ليست هناك تعليقات: