٠٧‏/٠٣‏/٢٠٠٩

«البلاي استيشن» تفرض حضورها رغم التحذيرات


رغم التحذيرات التي يطلقها خبراء التربية وعلم النفس للآثار السلبية الناجمة من العاب «البلاي استيشن» من الإضرار بأخلاق وقيم أبنائنا، إلا أنها مازالت اللعبة المحببة والأكثر متعة وإثارة وتسلية عند الصغار والكبار، فلا يوجد بيت إلا وبه لعبة بلاي ستيشن يمارسون خلالها الألعاب المحببة لقلوبهم مثل كرة القدم وسباق السيارات وغيرها، بل وتجاوز الأمر حدود البيوت وأصبحت متواجدة بقوة في المقاهي التي يرتادها الكبار، ولا يقتصر الأمر فقط على شبابنا في الإمارات أو الدول العربية، بل إنها لعبة تنتشر في أرجاء المعمورة وتجري لها بعض البلدان المسابقات العالمية، وجميع من شارك في هذا الاستطلاع من الشباب بدأ ممارسة الألعاب الإلكترونية في المرحلة الابتدائية واستمرت معه لعبة البلاي ستيشن حتى الكبر بل إن بعضهم مازال يمارسها الآن وبعد التخرج من الجامعة والالتحاق بالوظيفة.
ومن أهم الأضرار التي يؤكد عليها خبراء التربية وعلم النفس بالنسبة للأطفال هو التربية على العنف، التأخر الدراسي، الانطوائية والعزلة، ألفة المناظر المخلة بالآداب، سرعة الغضب، ضياع الوقت، التقليد الأعمى، الإسراف المالي، والإدمان.
واتجهنا بسؤال من شاركوا في الاستطلاع هل حدث لهم ذلك بالفعل؟، وما مدى استفادتهم من اللعب بالبلاي استيشن؟
محمد عقيل الخوري المدير المساعد للمبيعات في شركة منازل العقارية يمارس اللعبة ساعتين يوميا يقول: لا يوجد طفل أو شاب لا يلعب البلاي أستيشن، وكرة القدم والمغامرات هي أكثر الألعاب التي تشدني، وبدأت اللعب بهذا الجهاز في طفولتي المبكرة، ولم أتأثر بسلبيات اللعبة وذلك لأنني كنت محاطا بتعليمات خالي وأولاد عمي الذين يكبرونني سنا، وكان لهم الفضل في توجيهي بالابتعاد عن الألعاب التي قد تضر بي، لذلك أجد أن الشخص الذي يتأثر سلبيا هو الشخص الذي تتركه الأسرة دون رقابة على ألعابه، أو لدية استعداد للتأثر بالسلبيات لأن البيئة المحيطة به تساعده على ذلك.
فهناك على سبيل المثال لعبة تسمى (ازءخ شبئش ءصشد) وهي أشهر لعبة في العالم والأكثر إثارة، وهي لا تصلح للصغار، وأجمل ما يميز اسطوانات العاب البلاي أستيشن أنهم يضعون تحذيرات على اللعبة إذا كانت غير مناسبة للأطفال ويؤكدون أنها تصلح للكبار فوق سن 18 سنة، بل ويشرحون كل لعبة ومشاهدها حتى يتراجع من يقوم بشرائها لطفله الصغير.
فمثلا أقوم أنا بدور الرقيب على أخي الأصغر أثناء اللعب وأسعى لتوجيهه للمخاطر التي قد يتعرض لها، بل وأتجاوز بعض مراحل اللعبة إذا كانت بها مشاهد أو كلام مسيء، وأشرح له لماذا امنعه منها ليقتنع.
لعبة العصر التكنولوجي
ويواصل الخوري: البلاي استيشن لعبة العصر شئنا أم أبينا وهي نتاج طبيعي للتقدم التكنولوجي الذي نعيشه، فليس من المعقول أن نلعب ألعابنا الشعبية القديمة التي كان يلعبها الآباء والأجداد بحجة أنها الأكثر إفادة والأقل ضررا، فلكل عصر ألعابه التي تناسبه وربما يأتي اليوم الذي ينظر فيه أحفادنا لتلك الألعاب على أنها متخلفة، ولتلك اللعبة شعبية تفوق الوصف في العالم كله، حتى أن هناك بطولات دولية تقام بالنسبة إلى لعبة كرة القدم في البلاي ستيشن في فرنسا وألمانيا وقد فاز في أحدها شاب سعودي منذ عامين تقريبا، كما تجرى تلك البطولات أيضا في عدد كبير من مقاهي الدولة، ولعبة البلاي استيشن يمكن تحويل وظائفها لتصبح كالكومبيوتر لذلك فهو جهاز مهم داخل البيت.
محمد سامح عبد الحميد موظف في شركة أبوظبي للمطارات يقول: «البلاي استيشن 3» جهاز متطور جدا ويختلف تماما عن أيام العاب السيجا والأتاري، ومعظم ألعابه للكبار فوق 18 سنة لأن فيها بعض الألعاب والمشاهد التي يمنع الأطفال من رؤيتها، وهذا نجده مكتوبا كتحذير على تلك الألعاب، وحوالي 70% من الشباب يفضلون اللعب بالبلاي ستيشن، لأن اللعب فيها يتطلب التفكير والمراوغة، وأعترف أنني كنت ألعبها بكثرة أيام الدراسة لكن الموضوع قلّ معي كثيرا بعد التخرج والعمل، لأنني أمضي يومي في ساعات الدوام، ثم أعود مرهقا أرغب في عدة ساعات للنوم من أجل الراحة وبعدها أتهيأ للخروج مع الأصدقاء.
ولمتابعة انتشار تلك اللعبة يمكن ملاحظتها في الكافيهات المنتشرة في أبوظبي ودبي حيث يتجمع الشباب لممارستها، وهناك بعض الكافيهات التي يتم فيها إجراء مسابقات بين الشباب، وتجرى بين 32 شخصا يلعب فيها كل شخص لفريق كرة قدم معين ويدفع اشتراكا قيمته 100 درهم، وهناك جدول خاص بالفرق مثل دوري كرة القدم، ومن يفوز في النهاية له جائزة مادية من ثلاثة آلاف حتى عشرة آلاف درهم.
ومن أفضل الألعاب والتي يعشقها جميع الشباب هي لعبة pro evlolation sccoer وهي لعبة كرة قدم أبطالها حقيقيون من حيث الفرق وأسماء اللاعبين وأشكالهم المصورة بالجرافكس، بل وصفاتهم على الطبيعة، فإذا كان هناك لاعب يلعب في فريق ما ومشهور بأن له مهارات خاصة، تظهر تلك المهارات في اللعبة، أو أنه ضعيف في مكان ما يكون أيضا كذلك في اللعبة، كذلك هناك لعبة fifa وهي نفس اللعبة تقريبا ولكن بشكل مختلف من حيث التحكم في الأزرار، بجانب لعبة أخرى تسمي ( G T A) وهي لرجل يعيش في مدينة وكأنه رجل عصابات، ويسير من يلعب في تلك المدينة ويأتي إليه واحد من الصغار الذين يعملون مع هذا الرجل ليتحدث إليه عن مهمة ينجزها، كأن يضرب أحدا أو يسرقه، وإذا أستطاع فعل ذلك تأتي له مرحلة ثانية عن طريق ناس آخرين.
وكلما تقدم وصل إلى الزعيم، ويمكن أن يتجاهل تلك الطلبات جميعها ويسير في المدينة فيراها بكل مظاهرها من قبح وجمال، وهو وحده يستطيع أن يفعل ما يشاء وأن يختار ما يرغبه، يمكنه قيادة سيارة والتجول في المدينة وسماع الموسيقى التي يرغبها من كاسيت السيارة سواء كانت هوب هوب أو روك أو راب، ويمكنه أن يتعرف بفتاة تنشأ بينهما قصة حب، ويتعرف على أصدقاء، وهكذا وكأنه يعيش حياة حقيقية.
ويؤكد محمد سامح أن «للبلاي استيشن 3» فوائد عديدة تماما كالكومبيوتر فيمكني أن أحولها الى هارد دريف، وألعب بها مع آخرين أون لاين، وأرسل لأصدقائي كتابة من خلالها، ويمكن أيضا أن تستخدم ك«دي في دي» لعرض الأفلام، واستمع للموسيقى وغيرها فهي حقا جميلة ومتعددة الأغراض، فهي ليست لعبة فقط كما يعتقد البعض.
تطور الألعاب والجرافكس
أحمد سامح طالب في كلية هندسة الديكور في الجامعة الأمريكية في دبي يقول: بدأت قصتي مع الألعاب الإلكترونية منذ الطفولة، واستمر حبي للبلاي استيشن لأنه الأفضل تطورا من حيث الألعاب والجرافكس والتحكم بدون أسلاك، وأخيرا دخول الإنترنت الذي يساعدني في اللعب مع أصدقاء آخرين من مختلف بقاع الأرض، وفي الألعاب يوجد عالم خيالي جميل أستطيع أن اخترع فيه شخصيات وأجعلها واحدة من أبطال اللعبة، فمثلا يمكنني إدخال بعض المعلومات وأرسم شخصيتي وملامحها كواحد من اللاعبين مما يضفي على اللعبة بعدا حقيقيا وممتعا من خلال الخيال والتصور.
فهناك بعض الألعاب مثلا أستطيع فيها أن أتسوق أشياء وهمية كأن أشتري شقة ثم أقوم بتجهيزها بالأثاث الذي أرغب فيه وهكذا، ومن أشهر العاب البلاي استشين 3( NEED FOR SPEED) وهي منتشرة جدا بين الشباب وهي عبارة عن سباق للسيارات، وتمتاز تلك اللعبة بدقة الجرافكس الذي يجعلها تماما كالحقيقة.
وأجمل ما أراه في لعبة البلاي استيشن أن كل ما أرغب ممارسته في الحياة أستطيع ان أفعله بمتعة في ألعابها، كسباق السيارات، وكرة القدم المتطورة جدا، فالألعاب السابقة مثلا كانت تحدد فرق كرة القدم بأشهرها فقط، لكن في البلاي استيشن أجد جميع الفرق ويستطيع كل واحد يشجع فريقا معينا أن يلعب ضمن فريقه ويتبارى مع الفريق الآخر من اجل الفوز.
وهناك ألعاب يمكن إيصالها بالإنترنت فتظهر على الشاشة أسماء من يرغبون في اللعب مع الآخرين من مختلف أنحاء العالم وهذا يجعل الأمر شيقا، ومعظم العاب البلاي استيشن تعتمد على استخدام الذكاء كالمطاردات البوليسية، ولللعب الجماعي متعة خاصة حيث المشاركة والحماس والتنافس، ولست مدمنا لألعاب البلاي استيشن لكنني أمارسها باعتدال فهي لا تؤثر على دراستي مطلقا، فأنا العبها لمدة ساعة واحدة يوميا أثناء الدراسة وربما تزيد ساعة أيام العطلة الصيفية.
ويؤكد زميله فادي سيف من كلية إدارة الأعمال أنه بدأ يلعب تلك الألعاب في الصف الرابع الابتدائي وتطورت اللعبة معه من بلاي أستشن 1 ثم 2 ثم مؤخرا 3 وهي أحدثهم تطورا حيث نقاوة الصورة ووضوحها وكأن اللعبة حقيقية مقارنة بالألعاب السابقة التي كانت بسيطة في شكلها ومحتواها ويقول: تمنحني العاب البلاي استيشن نوعا من المهارة والمغامرة، وبعض الألعاب تعرفني ببعض المعلومات فمثلا لعبة سباق السيارات تعرفني بطرق القيادة، وهناك العاب أخرى فيها نوع من المغامرة وتعرفني بمعلومات عن الحضارات الرومانية والفرعونية وغيرها وألعاب فيها ألغاز تتطلب مني التفكير والبحث والتحدي.
ويشاركه الرأي محمد مازن غراب من كلية الإعلام والاتصال الجماهيري ويضيف: من مساوئ اللعبة أن هناك الكثيرين يجلسون أمامها بالساعات الطويلة مما قد تعرقلهم عن أداء وظائفهم الأخرى كاستذكار دروسهم، والانعزال وغيرها، وعن نفسي لم أشعر بأية استفادة من لعبي للبلاي استشن سوى أن بها حماس ومنافسة للفوز، وهي لعبة العصر المتطورة والتي تمارس في البيوت والأندية والمقاهي، تماما كما كان يلعب آباؤنا الطاولة والسيجا والكوتشينه.

================

ليست هناك تعليقات: