٢٣‏/٠٣‏/٢٠٠٩

تصاميم ساهر ضيا.. ثريات من وهج الكريستال



منذ أكثر من اثني عشر عاماً، اختار مصمم الأزياء اللبناني ساهر ضيا أبوظبي، لتكون مقراً لانطلاقته وشهرته عربياً، هذا الفنان الذي أحب عمله وأبدع فيه، فتحدثت فساتينه نيابة عنه لتأخذه عبر العالم العربي، في رحلات عكست طريقته ومنهاجه في إبداعات «الهوت كوتور». وأصبح ساهر بعد سنوات قليلة من أهم مصممي الأزياء على مستوى الإمارات والبلدان العربية الأخرى، وذاع صيته في تصاميمه التي مزجت بين الحضارتين الشرقية والغربية.

أطلق ساهر ضيا مجموعته الجديدة لأزياء ربيع وصيف 2009، في عرض أقامه أخيراً في العاصمة اللبنانية بيروت. وضمت 41 فستاناً للسهرة وأربعة فساتين للزفاف، اختار لها ساهر ضيا اسم (كريستال)، إشارة إلى وهج الكريستال الذي يخطف الأبصار ببريقه وألوان إضاءته، والتي تفنن في رسمها بعناية على تصاميم تلك المجموعة، عبر كرنفال من الضوء صنعته أحجار شواروفسكي المطرزة بتطريزات ناعمة على الفستان، لتمنح المرأة إطلالة مميزة وحضوراً متألقاً.

حو مغزى اختياره تسمية المجموعة، يوضح ضيا قائلاً: اخترت اسم «كريستال» ليتناسب مع مجموعتي للربيع والصيف لهذا العام، إذ ان للكريستال بريقاً هادئاً، يتناسب مع ألوان الصيف الهادئة، وكل فستان قمت بتصميمه أصبح يمثل لي ثريا فخمة، يتأملها الجميع بإعجاب، وهي مرتفعة أعلى الرؤوس تقف بشموخ لتمنح الجميع إضاءة سحرية...

ويشرح ضيا شغفه بالكريستال بالقول: ربما يعتقد البعض أن الكريستال مجرد زجاج لامع، والحقيقة،رغم أنه ليس ثميناً مثل الألماس، إلا أنه متوهج مثله.
وأيضاً فهو من الأحجار الغالية، وذات القيمة وأصبح قاسماً مشتركاً في جميع مناحي حياتنا سواء في ديكور المنزل، أو في زينة المرأة من إكسسوارات مكملة للأناقة، أو التطريزات التي تزين فساتين الهوت كوتور، ودائما أحرص على استخدام أرقى ما تنتجه شركات الكريستال الراقية لإضفاء البريق واللمسة الفريدة التي أتمم بها تصاميم أزيائي، وليعلن الكريستال في كل فستان عن قدومه، اخترت أقمشة تحاكي المرأة الأنيقة والعصرية البسيطة، من دون تكلف كالشيفون والتول والتافتا، الذي يمنح الفستان بعداً رائعاً، من حيث زيادة حجمه، ويكسر كلاسيكية التصميم ويمزج بين الفخامة والرقي والأناقة المميزة، لذا فإن تطريزات الكريستال أكثر ما أفضله، لأنها تعطي لمعة مضيئة وإبهار لعيون الآخرين.
أما حكاية ساهر ضيا مع انتقاء الألوان فلها فلسفتها، ويشرحها قائلاً: اخترت ألواناً كالأصفر والفضي والأحمر والأزرق والبنفسجي، وهي ألوان ربيعية وصيفية هادئة وبسيطة وأكدت على زيادة الإبهار بتطريزات الكريستال، الذي زاد تلك الألوان اشتعالاً، كذلك اخترت اللون الذهبي، لأنه مع الكريستال يعطي انطباعا بسحر الضوء والليالي الحالمة، وأكدت من خلال ذلك بأن المرأة هي أميرة كل الفصول.
ويتحدث ضيا عن فساتين الزفاف ، فيقول: كل الفتيات يسعين إلى الموضة ويبحثن عن الجديد والفريد في دنيا الأزياء، والذوق العربي واحد تقريبا في فساتين الزفاف واللون الأبيض هو لون متعارف عليه أنه يناسب العروس في ليلة العمر، وقد أعجب الناس كثيرا هذا اللون الذي اعتبروه يمثل الطهر والنقاء ومن يومها أصبح موضة متبعة، رغم أنه منذ قدم التاريخ لم يكن اللون الأبيض معروفا في الأعراس، بل كانت تلبس العروس ما يعجبها من ألوان، وفي تلك المجموعة اخترت لاثنين منها اللون الأبيض الناصع، والآخران جاءا بلون البيج المطعم بالذهب والفضة، وتميزت الفساتين بالفخامة والنعومة ودقة التصاميم والرسم بأحجار الكريستال المشغولة بعناية فوق أقمشة التول والجبير.
وعن كيفية تحديد لون الفستان، يوضح ضيا قائلاً: إن اختيار لون الفستان يتحدد على معرفة البشرة ولوني الشعر والعيون، ومقاييس الجسم، فمثلا، فستان الزفاف الأبيض، قد يناسب بعض الفتيات ولا يناسب الأخريات كذلك الأوف وايت والذهبي والفضي، خاصة ان كل لون له درجاته المختلفة وأفضل طريقة هي التجربة، وعمل البروفات قبل الاختيار وبعدها تحدد اللون المناسب لها، فهذا الفستان ليس فستاناً عاديا يرتدي أكثر من مرة مثل السوريهات.
الأمر الذي يدفع العروس إلى التدقيق في الاختيار، وانتقاء ما يناسبها، ويكمل أناقتها ويجعلها في أجمل طلة،وأقوم بعمل تصميمات تتناسب مع جميع الأجسام وأحجامها، وبخبرتي أقوم بعمل قصات تداري عيوب الجسم، كي يظهر الفستان جميلا لأنه في النهاية إذا لم ترتد المرأة ثوبا يناسب جسمها سأكون أنا المخطئ، لأنني لم أستطع التعامل بمهارة لإخفاء العيوب التي تشوه منظرها.
وفي المقابل،أحاول المحافظة على الذوق العربي، وأجمع بين الرقة والبساطة والراحة في تصميماتي بشكل عام، والبساطة عندي هي كيف أصمم فستانا بسيطاً وناعماً إلا أنه فخم ومميز، وهنا تكمن المعادلة الصعبة التي أحاول تطبيقها منذ أن بدأت عملي منذ أكثر من 12 سنة، فأنا أحب أن أظهر المرأة في شكل رقيق وحالم يتناسب مع أنوثتها، والمرأة الإماراتية لها ذوق خاص لأنها تسعى دائما للأناقة والفخامة، وترغب دائما في التميز بالفخامة فيما ترتديه.
وختاماً، يبين ساهر ضيا رؤيته للموضة بالقول: ليس من الضروري على المرأة أن تجري وراء الموضة، حتى يقال عنها إنها عصرية، لكن عليها أن تنتقي من الموضة، ما يتناسب معها من حيث حجم جسدها، ولوني بشرتها، وعينيها لتظهر في أبهى مظهر.





===





ليست هناك تعليقات: