١١‏/٠٣‏/٢٠٠٩

الإرشاد الأسري يتصدر حملة أبوظبي للترابط الاجتماعي




يشكل الحديث عن استقرار الأسرة وتأمين آليات تجاوز الأزمات وحل الخلافات من أهم المحاور التي تركز عليها حملات التوعية الأسرية للحد من حالات الطلاق والوصول إلى أسر متماسكة بعيدة عن منزلقات المشكلات التي لا يكاد يخلو منها بيت.
وفي هذا الإطار عقدت أمس أولى فعاليات حملة أبوظبي الوطنية للترابط الاجتماعي 2009 والمقامة تحت رعاية سمو الشيخة لطيفة بنت زايد آل نهيان، والتي ينظمها مركز التواصل للاستشارات الأسرية تحت «شعار نبني أسرة....نبني وطن» من 10-18 من شهر مارس الجاري، وتضمنت الفعاليات مؤتمر الإرشاد الأسري على مسرح بلدية أبوظبي وحضره نخبة من المختصين والاستشاريين العرب لمناقشة العديد من أوراق العمل الخاصة بموضوع الأسرة والحياة الزوجية في جميع جوانبها مثل الوعي الديني، الثقافة والصحية، والصحة النفسية.
وتهدف الحملة إلى تعزيز الترابط الأسري والحد من حالات الطلاق، وتثقيف الأزواج والزوجات لمواجهة التحديات المؤثرة على الاستقرار الأسري، وتزويدهم بمهارات حل الخلافات الزوجية، وإرشادهم إلى التوجه إلى أصحاب الاختصاص والخبرة في حل مشكلاتهم الأسرية، وذلك عبر نشر البرامج التوعوية والثقافية والاجتماعية والأسرية لجميع فئات المجتمع.
حضر المؤتمر الدكتور سعيد الحساني مدير إدارة وزارة التعليم العالي، والعديد من ممثلي الجهات الراعية للحملة وعدد كبير من الجمهور وطلاب المراحل التعليمية المختلفة.
وألقى عادل حسين مدير إدارة الإعلام والعلاقات العامة ببلدية أبوظبي كلمة أشاد فيها برعاية سمو الشيخة لطيفة بنت زايد آل نهيان للحملة، وأعلن عن بداية فعاليات الحملة والتي تضم كوكبة من الخبراء والاستشاريين في مجال الطب النفسي والعلوم الشرعية وفي مجال الثقافة الزوجية، وستتوزع الفعاليات في أماكن مختلفة من مدينتي أبوظبي، العين والمنطقة الغربية وتشمل المراكز التجارية والجامعات والمعاهد.
واستهل مناقشات مؤتمر الإرشاد، الشيخ طالب الشحي الداعية الإسلامي، والذي أكد على أن نهج الدين الإسلامي ونهج الرسول محمد صلى الله عليه وسلم هما أساس تكوين الأسرة، والقرآن الكريم يزخر بالعديد من الآيات القرآنية الدالة على التأمل في روعة بناء الأسرة الصالحة لتكوين مجتمع متماسك، وتشير الآيات أيضاً إلى أن العلاقات الأسرية الكاملة تظهر لنا قدر ومكانة الأسرة في الكون.
وأضاف الشحي، الدين الإسلامي يمتلك حقوق وشرائع مفصلة تجاه أمور الزواج والطلاق والرعاية، كما اعتنى بالجانب الديني في الأسرة وذلك من خلال تحميل المسؤولية على الأب والأم تجاه أبنائهما وعلى الزوج والزوجة تجاه أمورهما الحياتية وأمر بالعناية الكاملة بالأبناء من خلال أمور عديدة منها ترغيب الابن في الزواج، مشيراً إلى قاعدة فقه الخلاف في تعامل الأزواج مع بعضهما وتجاه الأبناء.
أثر العولمة
وتناول الدكتور علي شراب أستاذ علم النفس والعلاقات الإنسانية، في دراسة بعنوان أثر العولمة على الاستقرار الأسري الجوانب النفسية والمجتمعية في بناء كيان الأسرة وبالتالي كيان المجتمع وشدد على ضرورة التطلع إلى وجود هدف أو رؤية تجاه ما يصبو إليه الإنسان في أموره اليومية خاصة وأن الحضارة الإنسانية تقوم على إعمار الأرض والأخيرة لا تتم دون وجود أسرة صالحة.
وقال: إن أكثر من 90% من المتزوجين يؤكدون على أن المقصد الأساسي من الزواج يدور حول تكوين أسرة والزيادة في النسل، دون وجود هدف مستقبلي لدى الأزواج، كما يجب أن يكون اتباع منهج الرسول الكريم في الزواج ليس لمجرد الاتباع وإنما لوجود غاية تكمن وراء الترابط الأسري.
وأشار الدكتور علي شراب، إلى وجود معادلة تنتج عن تكوين أسرة صالحة وهي الاستقرار والتوازن النفسي، وهو أمر يزيد من الإنتاج والفعالية وبدوره تتحقق رسالة الإنسان في الحياة، كما أجاب في مناقشته، على العديد من الاستفسارات الخاصة بالمعوقات التي تواجه الإنسان والأسرة.

============

ليست هناك تعليقات: