١٤‏/٠٣‏/٢٠٠٩

إبراهيم الشمسي: الطلاب يرفضون مهنة البحث عن المتاعب والطالبات أكثرحماساً وإبداعاً



الدكتور إبراهيم أحمد الشمسي مدرس في قسم الاتصال الجماهيري في كلية العلوم الإنسانية والاجتماعية في جامعة الإمارات، وهو أمين عام لجنة الإمارات الوطنية لمقاومة التطبيع مع العدو الإسرائيلي ومقرها الشارقة، وعضو الحملة الإعلامية للمقاطعة، كما أنه منذ عام 1991م يدرس لطلاب الجامعة المواد الإعلامية تخصص صحافة، كمقدمة الخبر، وتحرير المقال والتعليق، تحرير الحديث والتحقيق، الإخراج الصحفي، إدارة المؤسسات الصحفية، وكالات الأنباء والإعلان الصحفي.

كذلك يقوم بتدريس المواد الإعلامية العامة مثل المدخل إلى علم الاتصال، الرأي العام والدعاية، الاتصال في التراث العربي الإسلامي، التخطيط الإعلامي، الاتصال والتنمية، وسائل الاتصال في دول الخليج، الإعلام العربي، الإعلام العربي، إدارة المؤسسات الإعلامية، مناهج البحث الإعلامي، نظريات الاتصال، مبادئ العلاقات العامة، قوانين الاتصال، الإعلام المتخصص، الاتصال السياسي، الإعلام في الإمارات، الاتصال الدولي، الإعلام المتخصص، الاتصال الدولي والثقافي، كما أنه يقوم بالإشراف الأكاديمي على تدريب طلاب وطالبات قسم الاتصال الجماهيري أثناء تدريبهم في فترتي الصيف والربيع في المؤسسات الصحفية الكبرى.

والدكتور الشمسي حاصل على بكالوريوس الآداب تخصص الإعلام والصحافة عام 1980م من جامعة الرياض في السعودية، وماجستير في الإعلام والصحافة من جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية في السعودية، ودكتوراه في الإعلام/الصحافة عام 1990م من جامعة ويلز «كارديف» في بريطانيا. يقول د. الشمسي: الإعلام ليس علما حديثا على مجتمعنا، لكنه قديم ومتواجد في تراثنا العربي والإسلامي، ومارسه أجدادنا في صور متعددة مثل الخطب والشعر، والأسواق، وقد يتساءل البعض عن ثبات عناوين المواد التي تدرس في كليات الإعلام منذ نشأتها وحتى الآن رغم التطورات المتلاحقة حولنا، فأجيب عليهم بأن تطوير مناهج الإعلام لا يكون في شكل المادة ولكن في مضمونها، فالمادة الإعلامية كتوثيق موجودة وثابتة في جميع كليات الإعلام في دول العالم، ولكن الذي يتغير هو المضمون ليتواكب مع التطورات التكنولوجية الحديثة.
فتراثنا العربي والإسلامي يدل على أننا كنا نمتلك إعلاما مميزا وقويا ونشيطا مناسبا لذاك الوقت، ولكن إعلامنا الحديث جعلنا ننتهج أسلوبا لتطوير المعاني الخطابية، فلم تعد فقط مجرد كلام مكتوب على الورق بل تطور هذا الكلام المكتوب ليكون مقروءاً على النت وفي الصحف ومسموع خلال الإذاعة ومرئي خلال التلفزيون.
وفي المواد الأكاديمية التي أدرسها لطلبة قسم الاتصال الجماهيري أربط بين وسائل الإعلام القديمة مع الحديثة، فعلى سبيل المثال لا الحصر كيفية إيصال المعلومة للمتلقي عن طريق المعارض، مثلا تماما كما كان في أسواق عكاظ القديمة والتي كانت تزدحم باللقاءات الثقافية والإعلامية وفنون الخطابة وغيرها.
تطور الأدوات
أما مادة الرأي العام فهي مجموعة من المواد الإعلامية التي تقوم بتشكيل الرأي العام وإثارته أو محاولة زرع اتجاه معين لدى الناس في المجتمع من أجل قضية ما، أو لزيادة الوعي تجاه بعض القضايا، وتحديث تلك المادة عبر استخدام التكنولوجيا في استطلاع الرأي العام، فلم يعد الباحث يمسك بالورقة والقلم ويمر على البيوت حاملا أسئلته لعمل الاستبيان أو الاستقصاء، بل هناك طرق أخرى مثل استخدام النت، أو رصد البرامج التفاعلية في الإذاعة والتلفزيون لقياس الرأي العام من خلال مدى تفاعل الجمهور ومشاركتهم في تلك البرامج وتأييدهم أو رفضهم للقضية المطروحة.
كذلك فإنه على سبيل المثال أيضا فإن مادة الإعلام والتنمية علم يدرس كل ما يمكن أن يقوم به الإعلام من جهود بالتعاون مع المؤسسات الأخرى في التنمية، سواء كان ذلك التعاون مع أجهزة الأمن والشرطة، أو التعاون مع المؤسسات الثقافية أو الاجتماعية، أو الوزارات المختلفة وذلك من أجل تبني قضايا ثقافية أو أمنية أو صحية أو اجتماعية أو سياسية وغيرها من القضايا التي تهم المجتمع وذلك لنشر التوعية بإيصال المعلومات المتخصصة في هذا المجال.
ويواصل الشمسي: فمثلا هناك مادة ثابتة للإخراج الصحفي، ولكن لم يعد المخرج الصحفي يمسك بالقلم والمسطرة ليرسم الصفحة بل أصبح يستخدم جميع أدواته الآن بمساعدة الكومبيوتر، كذلك تطورت الكتابة بالورقة والقلم إلى الكتابة المباشرة على الكي بورد في الكومبيوتر، ولم نعد نعتمد على صف الحروف بالرصاص، بل هناك أفلام تطبع مباشرة، والتكنولوجيا الحديثة طورت كثيرا من مضمون وشكل العمل الصحفي ووسائل الإعلام بأكملها من مرئي والكتروني.
الهروب إلى العلاقات العامة
ويضيف الشمسي: معظم طلاب قسم الاتصال الجماهيري يهربون من الصحافة والتلفزيون الى تخصص العلاقات العامة لاعتقادهم أن العمل فيها أكثر راحة من العمل في الصحافة أو الإذاعة والتلفزيون، وأنهم بعد التخرج سيعملون وهم جالسين على المكاتب وهذا فهم خاطئ لدى أكثر الطلاب المواطنين.
لأن هناك عبء كبير يقع على قسم العلاقات العامة في أي مكان لأن نجاح المؤسسة ينطلق من قسم العلاقات العامة الذي يقع عليه عبء عكس الصورة الحقيقية للمؤسسة ونقلها للجمهور الذي يقوم بدراسته جيدا ونقل وجهات نظره للمؤسسة أيضا، وهذا القسم أيضا يقوم بعمل مجلات ونشرات وبرامج إذاعية وتلفزيونية للمؤسسة لإبراز الأنشطة والأعمال الخاصة بها.
فهم يرفضون الاتجاه لمهنة البحث عن المتاعب كصحافة أو إذاعة وتلفزيون، لأنهم يعرفون جيدا أن العاملين في هذا المجال يشتغلون طوال الوقت حتى ينتهوا من الأعمال الموكلة إليهم ولا يمكن أن يترك أحدهم عمله دون الانتهاء منه حتى لو تجاوز ذلك عدد ساعات الدوام الرسمية، كذلك هناك سعي وإلحاح ومتابعة للمصادر من أجل الحصول على الأخبار والمواد، وهناك من المصادر من يتعامل بجد معهم وهناك آخرون يبغضون الصحفيين ويتعاملون معهم بطريقة سلبية.
وعن نفسي أحاول إثناء الطلاب والطالبات عن العزوف عن تلك الأقسام، بل أؤكد عليهم من السنة الأولى لدخولهم الجامعة أن تلك المهن في حاجة إليهم وعليهم إلا يركنوا لبعد التخرج حتى يذهبوا إلى المؤسسات الصحفية للعمل فيها، بل عليهم كتابة الأخبار وعمل الحوارات والتحقيقات وحتى ولو لم تنشر، كذلك طلبة الإذاعة والتلفزيون أحثهم على إعداد المواد التلفزيونية وكتابة سيناريوهات، ويكفي أن يراها أستاذ المادة ويوقع عليها ويضعها الطالب في ملف لتسهيل انتسابه للمؤسسات الإعلامية فيما بعد.
والحقيقة أن من يختار أقسام الصحافة أو الإذاعة والتلفزيون وهم قلة بالنسبة لطلاب العلاقات العامة، أعتبرهم طلابا مبدعين حقا ولديهم رغبة وحماس وطموح يريدون تحقيقه، والغالبية العظمى منهم طالبات حيث أن نسبة البنات في الجامعة ككل تبلغ ثلثي المجموع.
روح التنافس
ويؤكد الشمسي: أن الطالبات أكثر حرصا من الطلاب على الاستفادة من الدراسة، فالطالب مشغول بأشياء أخرى كالعمل وغيرها لذلك فهم يتسربون من الجامعة ويتركون التعليم ومعظمهم يفتقدون روح التنافس ويرفضون العمل الإعلامي لأنه مجهد، ومنهم من حولته الجامعة إلى الإعلام رغما عن أنفه فلم يكن اختياره من البداية أو يدرسون فقط كتحصيل حاصل من أجل نيل الشهادة فقط، ولكن الطالبات أكثر حماسا لنيل العلم، ولديهن أهدافا يسعين إليها ويمتلكن كافة المهارات التي تجعلهن مبدعات في هذا المجال، وهن متشجعات للتخرج بتقديرات مرتفعة للعمل في المؤسسات الإعلامية الموجودة في دبي ومدن الإعلام في دبي والفجيرة.
ومن المفروض أن تكون دراسة المواد العملية أكثر من النظرية، لكن الذي يحدث أن هناك تكراراً في بعض المناهج النظرية، مما يضيع وقت الطالب، لذلك أطالب بأن تكون دراسة المواد العملية أكثر من المواد النظرية وأن تزيد فترة التدريب العملي والتي تخصص لها فترة أسبوعين في إجازة نصف العام، أو شهر في العطلة الصيفية، إلى فصل دراسي كامل وهذا يؤهل الطلاب للعمل بعد التخرج مباشرة دون حاجة المؤسسات الإعلامية لوضعه في فترة تدريب قد تطول لاختبار إمكانياته وقدرته على العمل.
==========


ليست هناك تعليقات: