١٧‏/٠٣‏/٢٠٠٩

حملة ابوظبي الوطنية للترابط الاجتماعي تمنح الأطفال فرصة للتعبير


ضمن فعاليات حملة ابوظبي الوطنية للترابط الاجتماعي المقامه تحت رعاية سمو الشيخة لطيفة بنت زايد آل نهيان التي ينظمها مركز التواصل للاستشارات الأسرية تحت (شعار نبني أسرة... نبني وطن)، أقام برنامج جواهر الذي احتضنه مركز المارينا التجاري مرسما حرا على مدى ثلاثة أيام، شارك فيه الأطفال الذين أطلقوا العنان لخيالهم لرسم معانٍ متعددة للأسرة السعيدة واللقاءت الجميلة التي تجمع الأسرة سواء في البيت أو الرحلات للأماكن المحببة للأطفال.

تقول إيمان فهد مدرسة التربية الفنية ومشرفة المرسم: ان الهدف من مشاركة الأطفال برسوماتهم في تلك الحملة، هو توعيتهم بمدى أهيمة الأسرة المترابطة، وكيف ينظر الطفل الى عائلته؟ وخلال 3 أيام شارك أكثر من مائتي طفلة وطفل في المسابقة التي ستعلن الحملة أسماء الفائزين فيها والذين سيكرمون بجوائز قيمة.
وأضافت: من خلال الرسومات اتضح لنا كيف ينظر هؤلاء الأطفال الى عائلاتهم؟، فهناك من رسم عائلته وهم متشابكو الأيدي في نزهات داخل الحدائق أو الملاهي، وهناك من لا يشعر بمعنى الأسرة فخلت رسوماته من الأبوين واكتفي برسم نفسه أو أصدقائه، وهناك من رسم سعادته في المنزل وهو يجلس مع جميع أفراد عائلته يتناولون طعام الغداء أو يشاهدون التلفاز، أو يلعبون معا بالكرة في حديقة المنزل.
وهناك من تفنن في رسم ابويه بصورة جميلة ومحببة، وهناك من وجد سعادته في وجود أصدقائه أو زملائه وهم يلعبون سويا، أو يجلسون على شاطئ البحر، أو يسبحون فيه، ومن المعروف أن رسوم الطفل لها دلالات ومعان لابد من الاهتمام بها، وهي ايضا تحلل شخصياتهم، وتكشف عن متاعبهم الشخصية التي قد يعانون منها، أو تعكس سعادتهم وصحتهم النفسية، ومن المفروض أن تشجع الأم طفلها على الرسم وعليها الا تبدي استياءها من رسمه إذا لم يكن يعجبها.
بل تثني عليه دائما حتى لا يتراجع عن الافصاح عما بداخله على الورق، وإذا وجدت الأم أن رسومات طفلها تبدو مزعجة أو باشكال غريبة أو بألوان كئيبة، عليها أن تتناقش معه بهدوء المعاني التي أراد أن يعبر عنها حتى تضع يدها عما يجول بخاطره، وتحاول أن تمنحه الثقة بالنفس، وتحاول إيجاد حلول لما يعانيه من اضطرابات.
وتواصل ايمان فهد: فاذا رسم الشخص جميع أفراد أسرته باستثناء فرد منها، فهذا يعني أنه لا يرغب في وجود هذا الشخص لأنه يسبب المتاعب للأسرة، وإذا قام برسم يد أطول من المعتاد لأحد افراد الأسرة فهذا يعني أن هذا الشخص يضربه أو يضرب أمه، وإذا بالغ في رسم الأم أو الأب وجعلهما اضخم من في الصورة فهذا يعني أن الطفل يحب الأم أو الأب أو كلاهما سويا وأنه يضعهما في مكانة كبيرة جدا بالنسبة إليه، وإذا كان هناك طلاق في الأسرة أو مشاكل أسرية فإن الطفل يرسم أفراد عائلته متفرقين في اتجاهات عديدة.
افضل وسيلة للتعبير
وتضيف: يعتبر الرسم افضل وسيلة كي يعبر بها الطفل عن مشاعره وأحاسيسه، وأفكاره وعما يجول بخاطره سواء كانت تلك الأشياء سلبية أو إيجابية، وعندما يمنح الطفل الورق والأقلام للرسم يشعر بسعادة بالغة وقليل جدا أن نجد طفلا يبغض الرسم، وإذا كان هناك من يفعل ذلك فلأنه يشعر بأن رسوماته غير جيدة وأنه لايستطيع إجادة الرسم.
وهناك عدة مراحل يمر بها الطفل في الرسم وتبدأ من سن 18 شهرا وحي 3 سنوات عندما يبدأ بإمساك الورق والقلم ويرسم خطوطا عشوائية بدون معان مفهومه، ويطلق عليها مرحلة (الخربشة) وغالبا يرسم في تلك المرحلة بلون واحد فقط، ثم تأتي مرحلة لاحقة يبدأ فيها الطفل برسم دوائر ومثلثات وهي من سن 3 - 4 وقد يطلق الطفل على تلك الأشكال مسميات حسب ما يعتقده.
كما أنه في تلك المرحلة يبدا اهتمامه باستخدام الألوان في رسوماته، ثم يتطور الأمر في سن 4- 7 سنوات فيبدأ في رسم التفاصيل كالأب والأم والأخوة، وفي تلك المرحلة لا يتكون له الحس اللوني فنجده يمكن أن يرسم أشكالا طبيعية كالشمس والقمر والبحر ولكن بألوان تختلف عن الواقع تماما، ثم من سن 9 - 12 يبدأ الطفل في رسم أشياء واقعية حوله، وفي مرحلة المراهقة بعد سن 12 سنة ينتقل الطفل الى مرحلة جديدة حيث يكون اكثر وعيا وإدراكا وحساسية لما يدور حوله وهنا تتطور رسوماته أكثر من قبل.
وفي استطلاع مع الأطفال الذين شاركوا برسوماتهم عن معنى الأسرة، قالت طيف عبد السلام صف أول في مدرسة الوردية، قمت برسم أولاد عمي وأنا وأخي وابي وأمي في حديقة المنزل، وذلك لأنني أحب اللعب مع أولاد عمي وأعتبرهم مثل أخواني، كذلك رسمت هلا ماجد من الصف الخامس في مدرسة ايه بي سي نفسها مع أخيها يلعبون في الحديقة.
حيث انها كانت سعيدة جدا بتلك الرحلة والتي انطلقت للعب فيها بحرية وأكدت انها اذا فازت بجائزة المسابقة ستمنحها لأمها كهدية عيد الأم، بينما رسمت صديقة رايق من المدرسة الهندية بيتها بشكل جميل يتوسط حديقة كبيرة مليئة بالزهور والأشجار.
وكانت أسرتها تجلس داخل الحديقة يتبادلون الأحاديث الودية، أما سارة عبد السلام ابوبكر من المدرسة الحديثة فقد كتبت خلف لوحتها (أحبك ياعائلتي السعيدة وأحب أن تكوني دوما سعيدة، كلنا أخوات في الإسلام، والتشابك بالأيدي كان سر السعادة الأسرية في لوحة عائشة علي من مدرسة الإمارات الوطنية.
أما أختها شما علي فقد رسمت نفسها وهي تنط الحبل في الحديقة بينمت يجلس ابويها على العشب وباقي أخوانها، وقد أحبت هناء ماجد من مدرسة أيه بي سي البحر، ورسمت ونفسها وهي تجلس على الشاطئ تتابع والديها والناس الذين يسبحون في البحر.


=========


ليست هناك تعليقات: